اطبع هذه الصفحة


سنبتسم رغم الألم !

نور الجندلي


لا شكَّ وأن الغيوم السوداء المتلبدة فوق سماء الأمة تشي بآلام عميقة لا تخفى على صاحب عقل وإدراك ..
حروبٌ ونزاعات ، أوبئةٌ ومجاعات ، فقر وضعفٌ وانهيار بنيان مبادئ وأخلاق ..
كلها أسباب كفيلة بانتزاع البسمة من على شفاهنا ..

ولكن .. ما العمل ؟ والعيد أتانا طارقاً الأبواب ؟!
قد جعلهُ الله تعالى لنا نافذة فرح نطلّ بها على الآلام فنبتسم رغم الدموع ..
وقد جعله مساحة هدوء للنفس ، تستروح فيها جمال الوصول بعد تعب عبادة ، ومواصلة مسير ، كمكافأة قيّمة استحقّها كلّ من سار على الطريق ..
نتأملُ القلوب المهتمة بأمر الأمة فنجدها قدّ شقّ عليها استقبال فرحٍ في لجج حزن وآلام ، قد انزوت في زاوية مظلمة ، وغلّقت النوافذ والأبواب ، فنحزن لأجلها أيّما حزن وقد خالفت الوصيّة النبويّة في توجّب الفرح أيام العيد ..
ونتأمل قلوباً أخرى قد شغلتها هموم الدنيا ، فهذا يشكو فقره ، وذاك يبكي حاله ، وثالثٌ محرومٌ ورابع متألم مريض ..
ننظر إلى هؤلاء وقد آلمنا ضياع الفرح على عتبات حزنهم ، ونقترب منهم رويداً ، نهمس لهم كيف يصنعون البسمة من وحي العيد ..
إن زاركم العيد يوماً فتبسموا ، فأنتم تتلقون هديّة الرّحمان بجمال آسر ، وهل تتلقّى الهدايا بعبوس وانزواء ؟!
افتحوا أبوابكم مشرّعة للأمل ، استقبلوا كلَّ الوافدين ، ألقوا السلام وتلقّوه ، فليس أروع من سلام نتبادله في هذا الوقت العصيب !
أسعدوا الأطفال ، واشتروا ابتسامتهم بالغالي والنّفيس ، لا تبخلوا على بسمة طفل ، لا تدفنوها خلف الشفاه ، بل استدعوها لحفل بهجة تصنعوه معاً ..
دعوهم يفرحوا بانتقاء الثياب بأذواقٍ طفوليّة ، أوكلّوا إليهم مهمّة تعليق الزينات .. كي يخبر المكان عن الفرح دون كلام ..
وزّعوا الحلوى عليهم والنقود ، علموهم معنى البذل ، واجعلوهم يقدّموا الصدقات بأيديهم ، أخبروهم بأن الله يتقبل صدقاتهم بيده وينميها لهم ..
دققوا النظر في أعينهم ، ستجدون كلاماً أكبر من أن يقال !
اطرقوا أبواب أرحامكم التي لم تعتادوا يوماً أن تطرقوها ، فاجئوهم ببسمة ودّ ، وهدايا خير ، وتكفي في نظرهم الأمنيات المخلصة ، تنبع من كلمة .. ( كلّ عام وأنتم بخير ) ..
اجمعوا من حدائق السرور أغلى زهور ، ادخلوها على كلّ بيت تزورونه ، ولا تنسوا بيوتكم ، جملوها بالمودة والأمان .. ولتشرق شمس المحبة كلّ يوم من ذات البيوت ..
وارفعوا الأكف لله ضارعين ، اشكروه على نعمائه ، وعلى عونه بأن سددكم فبلَّغكم رمضان وأعتقكم ، ولم يجعلكم في فئاتِ المحرومين ..
والدليل وجودكم الآن بيننا ، بإشراقة نورٍ ، بقلبٍ يخفقُ حبَّاً من جديد ..
لا تعتقدوا أنَّ العيد حلوى ، وزينة وثوب جميل ..
العيد فرح نهديه ، وبسماتٌ نزينها بالصدق ، ودفء عاطفة يتجدد ، وأرواح تتحد ، تنطلقُ بفرح إلى الفجر الجديد ..

وكلَّ عامٍ وأنتم بخيــــــــر ..

 

وقفات مع العيد
  • فلاشات العيد
  • عيد الفطر
  • عيد الأضحى
  • أفكار دعوية
  • أحكام العيد
  • مـقــالات
  • قصائد
  • أعياد الكفار
  • الصفحة الرئيسية