اطبع هذه الصفحة


أسد الله وأسد رسوله.. الشيخ الشهيد

د. صفوت حجازى


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام علي رسول الله.. وبعد،،
كان حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. وكان صلاح الدين الأيوبي أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. وكان سيف الدين قطز أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. وكان عز الدين القسام أسد الله وأسد رسوله في زمانه.. ولله ورسوله أسد في كل زمان ، وفي زماننا هذا.. كان أحمد ياسين أسد الله وأسد رسوله، واقفاً شامخاً زائراً زئير الأسود. ما كان لأحمد ياسين أن يموت علي فراشه، فكما كانت حياته ملحمة اختارها الله له، كذلك كان موته ملحمة. لم يكن أحمد ياسين صفراً من الأصفار التي تملأ حياتنا وتتزعم علينا، وإنما كان قعيداً أيقظ أمة.. فكيف يكون صفراً ؟..

لو كان شارون يعلم أنه بهذه الصواريخ يخلد أحمد ياسين بيننا، ما أطلقها. قتل أبو لؤلؤة المجوسي عمر رضي الله عنه بعد صلاة الفجر، وقتل عبدالله بن ملجم علياً بن أبي طالب رضي الله عنه بعد صلاة الفجر، وقتل شارون "أبو جهل هذا الزمان " أحمد ياسين بعد صلاة الفجر، فكأنما السُّنة أن يقتل أعداء الله أولياء الله بعد الفجر. وتمزق الجسد القعيد الضعيف، وصمت القلب الكبير، ووارى الترابُ الرأسَ العظيم. ولكن ليسوا سواء.. قتلانا في الجنة.. وقتلاهم في النار. ذهب القعيد ليرتع في ربوع الجنة، وترك بيننا أصفاراً في قصورهم في الدنيا، يشجبون ويعترضون وينددون ويستنكرون.

"الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة".. وكان الشيخ الشهيد راحلة هذا الزمان، ويأبى الله إلا أن يكون موته نور وضياء، كما كانت حياته نور وضياء. وانهمر الدم الطاهر الشريف علي أرض الرباط، يروي قلوباً زرعها المجاهد الشهيد، لتنبت رجالاً، وتزهر أبطالاً ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس.
الأطفال والفتيان والفتيات- في زماننا- كانوا عطشي.. يريدون رياً، فكان دم الحبيب الشيخ الشهيد لزماننا رياً وزاداً ونبع للحياة. دولة قامت ولم تقعد. دولة بجيوشها وسلطانها وأسلحتها النووية خططت وتآمرت وتحالفت مع أصدقائها.. لماذا كل هذا ؟... لتقتل رجلاً لا يملك إلا قلباً وعقلاً. لم يعلم شارون أن الشهداء عندنا أحياء.. لم يعلم شارون أنه يصنع لنا ملحمة يشعل بها في قلوبنا ناراً علي أعدائنا.. لم يعلم شارون أنه يهدر دم كل إسرائيلي في فلسطين وخارج فلسطين بهذه الصواريخ التي أطلقها علي قلب الشيخ الشهيد.

"ليس علي الأعمى حرج ولا علي الأعرج حرج....".. هذا الجبل الشامخ الرابض علي كرسيه، لم يفرض عليه القتال. ابتلاه الله في جسده، ولكنه ذكرنا بصاحب رسول الله صلي الله عليه وسلم عمرو بن الجموح.. الأعرج الذي أراد أن يطأ الجنة بعرجته، واختار أحمد ياسين أن يجاهد ويقاتل ويطلق القنابل والقذائف وهو لا يستطيع حمل مدفع، ولكن مدفع قلبه وقنابله وقذائفه كان إخلاص وصدقه لله رب العالمين.

إن قتل الشيخ الشهيد رسالة وجّهها اليهود إلي أمتنا، وكأنهم يقولون أنتم لا تساوون شيئاً، ونحن لا نعيركم اهتماماً، وها هو رمزكم.. رمز أمتكم.. أعظم رجالكم.. من اجتمعت عليه أمتكم.. أشجع الشجعان.. نقتله.. نمزقه.. إرباً إرباً.. فماذا ستفعلون؟؟.. لن تفعلوا شيئاً.. حتى وإن كان المقتول بالصواريخ نبيكم !! لن تفعلوا شيئاً، فقد ماتت النخوة في قلوبكم، ونزعت العزة من صدوركم. ذهب الجسد وآن للفارس أن يترجل، ذهب الجسد وآن لأحمد ياسين أن يغادر كرسيه المتحرك... آن للشيخ الشهيد أن يحط رحاله في الجنة.

ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... ... وبقينا في خلف كجلد الأجرب

لنعلم جميعاً أنه لا سلام مع أحفاد القردة والخنازير، وإن عقدت المؤتمرات، وأمضيت المعاهدات، فكلها علي الورق.. يوقعها الزعماء. أما نحن.. فلا سلام لهم عندنا، وهي حرب حتى يوم الملحمة، يوم أن يتواروا خلف الحجر والشجر.. هذه آخر حرب عندنا ولا سلام قبلها.
وإلي الأمهات والآباء.. أرضعوا أبنائكم بغض اليهود، واجعلوا أحمد ياسين في عيونهم ملحمة نقصها عليهم قبل النوم ليتعلموا كيف يكونوا رجالاً.

أرأيتم كيف كان رد أمريكا وشجبها للجريمة!! حرامٌ.. حرامٌ علينا أن نشتري منهم، أو أن نتعامل معهم. فلنحيي بيننا المقاطعة لمنتجاتهم.

وإلي أبنائنا وإخواننا في فلسطين.. اضربوا بيد من حديد.. فكل دماء اليهود مهدرة.. واقتلوهم حيث ثقفتموهم.

كم ننفق علي شهواتنا وملذاتنا؟؟ وكم أنفقنا في سبيل الله ؟؟ وكم أرسلنا إلي أبناء القسام أبناء أحمد ياسين؟؟.

أرسل ثمن قذيفة إلي إخوانك في حماس.. لعل قذيفتك يطلقها أسد لله ولرسوله في رأس أبي جهل هذا الزمان.. كلب اليهود شارون.

جميعنا في كل يوم.. وفي كل صلاة.. ندعوا بطيب الحياة لأبنائنا وإخواننا وأجدادنا.. ولكننا نسينا إخواناً لنا في بيت المقدس.. فهلا دعونا لهم؟

هل سألت نفسك أين أنت من ربك ومن طاعته؟؟ أما آن لك أن تترك المعاصي وتكون لك صحوة.

"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر" فهل أنت من رجال الله المخلصين المنتظرين؟؟.

إن كنت بارعاً في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو أي لغة غربية.. اكتب قصة هذا الرجل.. وأرسلها إلي من عرفت ومن لم تعرف. أرسلها إلي كل أمريكي وكل إنجليزي.. واشرح لهم قضيتنا.. فإنه لا يعلمها.. وبين له ماذا تفعل حكومته وكيف تعين الباطل. وأخبره بظلمها لنا نحن معشر المسلمين.

وأخيراً أرسل إلي رئيس دولتك.. وأخبره أنك معه ما دام علي طريق الحق سائراً ......

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون".

 
--------------
* المشرف العام على موقع دار الأنصار
 

أحمد ياسين
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل