اطبع هذه الصفحة


نداء إيماني عاجل :
إلي أهلي في غزة الصامدة
"و لا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مٌؤْمِنِين"

راشد بن عبد المعطي بن محفوظ


بسم الله الرحمن الرحيم

نداء إيماني عاجل
إلي أهلي في غزة الصامدة:"و لا تَهِنُوا ولا تَحْزَنُوا وأَنْتُمُ الأعْلَوْنَ إنْ كُنْتُمْ مٌؤْمِنِين"آل عمران/138


إن الحمد لله…نحمده ونسعينه ونستغفره…ونستفتح بالذي هو خير؛ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير…وصلاة وسلاما دائمين عظيمين علي الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم إلي يوم الدين…وبعد:
فإن الأمر في عالمنا الإسلامي الممزق جد خطير ويحتاج من المسلمين إلي وقفة إيمانية صادقة مع الله جل وعلا...وتحتاج الأمة المسلمة إلي قطز وبيبرس وصلاح الدين الأيوبي رحمهم الله جميعا وتحتاج إلي رجال كرجال القرون الأولي الذين كان صوت الرجل منهم بألف رجل في الجيش ... الذين كانوا يضعون أرواحهم علي أكفهم ...لابسين أكفانهم...مستقبلين الموت بصدورهم...ونَصَر الله بنبيهم وبهم الإسلام رغم كثرة الأعداء من حولهم ورغم كثرة المحاربين للإسلام!!فهل من العسير علينا فعل ذلك اليوم؟؟؟...ساعتها تستطيع الأمة أن تقول للدنيا كلها؛ هؤلاء هم أبناء الإسلام الذين رباهم النبي محمد صلي الله عليه وسلم ليحملوا رسالة الخير والنور إلي الدنيا كلها...ساعتها نستحق نصر الله الذي وعد عباده وأولياءه...حينئذ يفرح المؤمنون بنصر الله...ألا إن نصر الله قريب!!!إن جيوش الإسلام التي عبرت أرض فلسطين عامة وغزة بشكل خاص إلي أرض البطولات في بلاد الشام بقيادة ليوث الإسلام الذين باعوا أرواحهم في سبيل الله وحققوا النصر علي جيوش البغي والعدوان؛في عين جالوت وحطين... هذه الجيوش أكاد أسمع خطاها نحو نصر قريب كنصر عين جالوت وحطين...فلا تهنوا ولا تحزنوا يا أبطال غزة وليوثها البواسل ،وأنتم الأعلون...!!!
إن أقزام اليهود حثالات البشر ،وأحفاد القردة والخنازير لا يجب أن يخيفوكم لحظة واحدة ،وكل ما يحدث الآن في غزة أو في الضفة أو في غيرهما من بقاع العالم الإسلامي الممزق إنما هو سحابة صيف بسبب اختلاف الكلمة...وبسبب بعدنا عن شريعة الله وما جاء به النبي صلي الله عليه وسلم ...لن يستمر إلي مالا نهاية، إنما هو زبد سرعان ما ينكشف ويبقي الذي ينفع الناس في الأرض...!!!
إن ما يحدث علي تراب فلسطين...أرض الرسالات... ومسري الحبيب محمد صلي الله عليه وسلم إنما هي إرهاصات وبشريات لكم يا أهل فلسطين عامة حتي يأتي اليوم الذي يتحقق فيه وعد الله الحق كما أخبرنا الهادي البشير محمد صلي الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر أو الشجر:يامسلم!!! يا عبد الله!!! هذا يهودي خلفي،فتعال؛فاقتله،إلا الغرقد؛فإنه من شجر اليهود"<صحيح مسلم.ح:82>،صحيح الجامع/2/1238ح:7427...والصحيحة:2457....
واعلم أخي في الله ابن فلسطين العزيزة؛ ابن غزة والضفة وكل شبر من ترابك الطاهر؛ اعلموا جميعا أن قلوبنا جميعا معكم... حتى ولو لم ير الناس ذلك...وسيأتيكم نصر الله علي اليهود والروم وكل أعداء الإسلام...سيأتيكم النصر من عند الله ثم بمدد إخوانكم من كل أرض الإسلام عامة ومن المدينة بخاصة...واسمع أخي المسلم في كل مكان وفي أرض المستضعفين خاصة... إسمعوا جميعا إلي بشري الحبيب محمد لكم ولنا وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها...الذي لا ينطق عن الهوي كما في جزء من حديث مسلم رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال صلي الله عليه وسلم:
"لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا،قالت الروم:خلوا بيننا وبين الذين سَبَوا منا نقاتلهم ،فيقول المسلمون:لا والله لا نُخلِّي بينكم وبين إخواننا....الحديث"<صحيح مسلم/2029>، صحيح الجامع/2/1239ح:7433...جزء من الحديث.
فأنتم إخواننا في كل مكان وكل زمان... بوعد الصادق الذي لا ينطق عن الهوى...
إن آيات القرآن الكريم تحثنا علي أن نكون علي حذر من أعدائنا وهم كثيرون:من يهود ونصارى وغيرهما من الكارهين للإسلام والمسلمين...يقول الله تعالي في النساء:...ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة...الآية/102جزء من الآية...
ومن هنا فقد يكون ما يحدث لنا الآن مثل ما حدث للمسلمين في أُحُد عندما خالف الرماة أمر النبي صلي الله عليه وسلم في أمر واحد، فكيف بنا اليوم ومخالفاتنا للشرع لا تعد ولا تحصي...؟؟؟
وإذا كان المسلمون يصابون اليوم بأضرار شديدة لاعتداءات هؤلاء البرابرة الحاقدين علي الإسلام فقد يكون ذلك تحذيرا لنا حتى نقف وقفة واحدة ونعتصم بحبل الله ولا نتفرق... وليعلم الناس أن هؤلاء الأعداء ليسوا في رفاهية ولا هناء،بل آلام وأحزان لأنهم معتدون،يحاربون من غير هدف ولا رسالة،إنما يحاربون للدنيا ونحن نحارب للدفاع عن ديننا وأوطاننا وأعراضنا كما نعمل للشهادة إن صدقت نياتنا... فأنتم يارجال غزة البواسل؛أنتم أقوي ألف مرة منهم وفي أي معركة من المعارك تراهم جبناء يحرصون علي الحياة وأنتم تحرصون علي الموت لتنالوا شرف الشهادة...وهم يصابون كما أنكم تصابون بل هم أكثر آلاما منكم... واسمع إلي قول الحق تبارك وتعالي كما في آل عمران/140:
"إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين"...
فشهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار... بل كلهم في النار... لأنهم كفروا بالله ورسوله..
إن ما يعانيه شعبنا الصامد الأبيِّ في غزة والضفة وكل الأرض الفلسطينية إنما مرجعه اليهود الذين أوجد لهم "بلفور" اللعين وطنا علي أرض فلسطين من غير حق لهم فيه...ووقفت د ول الغرب الصليبي لتحمي هذا الكيان الباطل الذي تبنته بريطانيا ودول الغرب الحاقدة علي الإسلام ثم ساندت بقية دول الغرب والشرق هذا الكيان الباطل ليصول ويجول ويعربد في كل مكان من أرض الوطن العربي بلا حساب ولا رادع... ثم جاءت أمريكا بكل ثقلها العسكري والاقتصادي لتحمي هذه العصابات بإمدادات عسكرية لتصبح هذه الدويلة أقوي من كل الدول العربية بشكل واضح... وأصبحت دويلة العصابات الصهيونية شوكة في حلق الأمة الإسلامية... وكان لعملية الولاء العربي لهذا الكيان الشاذ ولرعاته كبير الأثر في ضياع الكثير والكثير من أرض الوطن... وانخدع الكثيرون بهذه الحيل الماكرة بدعوي ما يسمونه ب "عملية السلام"-بزعمهم.-.. لكنها كلها خِدع شيطانية... الهدف منها تمزيق وتفتيت العالم العربي والإسلامي لتظل هذه الشراذم اليهودية لها السيطرة الكاملة علي المنطقة كلها ليظل هؤلاء الحامين لهذا الكيان السرطاني؛ ليظلوا جاثمين علي صدورنا أبد الدهر...ولكن هيهات هيهات لهم جميعا... فالأمة الإسلامية أمة عزيزة أبية مهما طال الزمن وعربدت دول وعصابات؛ فإن لكل ليل فجر ينير... ومهما طال الليل لابد من طلوع هذا الفجر...
فالصبر الصبر ياأهل غزة والضفة وكل شبر من أرض فلسطين الحبيبة علي معاناتكم وعلي ما أنتم فيه من عنت وضيق وحصار ..!!!.ولسوف تشرق شمس الحرية والحق والعدل بعدما غابت سنوات وسنوات..ولسوف يعود الحق إلي أصحابه كما كان من قبل ولسوف تتردد في سماء فلسطيننا الحبيبة أصوات الآذان لتصم كلمات الله أكبر الله أكبر،آذان كل الطغاة والمتجبرين ومن ساندهم ليظل اسم الله الأعظم فوق كل الأصوات تردده جنبات الدنيا في كل يوم خمس مرات....الله أكبر الله أكبر... لا إله إلا الله،محمد رسول الله!!!
فرددي يادنيا أصوات آذان الأقصي في كل حين وآن... لتصم آذان الطغاة والمتجبرين ليعود الحق إلي أصحابه...ولو بعد حين..!!!
اللهم إنا نسألك أن تنصر شعب فلسطين في غزة والقطاع...وأن تعينهم علي ماهم فيه من ضيق وحصار...وأن تجعل لكل مجاهد منهم الشهادة في سبيلك... والفوز بالجنة مع النبيين والصديقين والشهداء!!!!
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،،
وصلي اللهم وبارك علي عبدك ورسولك محمد صلي الله عليه وسلم


وكتبه
الشيخ راشد بن عبد المعطي بن محفوظ
موجه أول سابق بالأزهر الشريف بمصر
Haj-rashed@hotmail.com

 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل