اطبع هذه الصفحة


هكذا قالت الوزيرة!

زياد بن عابد المشوخي


هاهي سفن المتضامنين الأجانب تتوافد على قطاع غزة المحاصر, السفينة الرابعة أطلقوا عليها اسم "الكرامة"، إن على بعض بني جلدتنا أن يخجلوا من أنفسهم وأفعالهم عندما يُدرك أولئك القوم معنى الكرامة عملياً, بينما لا يدركه حتى الآن, ويرون أنفسهم أصغر وأقل من مواجهة الاحتلال, ولا يجرؤون على مواجهته إلا على طاولة المفاوضات مع تقديم التنازلات.
أفلا يرى القوم ما يجري اليوم لمسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام من تهديدات, أفلا يرى القوم تهويداً للمدينة وطمس معالمها الإسلامية والمؤامرات التي تصب في نهاية المطاف لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
أما سفينة " الكرامة " فقد كان على متنها كلير شورت، وهي وزيرة التنمية البريطانية السابقة، إن من حقها علينا أن نثني على شجاعتها وصدقها بل وشكرها على مواقفها وتصريحاتها, فهي من وصفت الحكومات الغربية والأوروبية بـ "الجبناء"، لعدم تحركها لكسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، بل اعتبرت أنّ المسؤولين الأوروبيين بمن فيهم البريطانيون أصبحوا "كالعميان"، ينفذون فقط ما تريده الولايات المتحدة الأمريكية.. لكنها لم تتكلم عن قومنا!
وإن كانت الوزيرة تشعر بالخجل من مشاركة الاتحاد الأوروبي في الحصار الصهيوني المشدد المفروض على قطاع غزة ومباركته له, فلا حاجة لنا أن نسأل عن مشاعر المسلمين في كل مكان تجاه إغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح!
وإن كانت الوزيرة طالبت بأن "ينفض الاتحاد الأوروبي عن نفسه عار التبعية لإسرائيل وأمريكا، وأن يحافظ على استقلالية قراراته". فماذا علينا أن نطالب دول الطوق العربي التي تحيط بفلسطين!
قالت الوزيرة إنها جاءت إلى غزة لتكون شاهدة بنفسها على حقيقة ما يجري في القطاع، مؤكدة أنّ الأوضاع وصلت إلى حدّ لا يطاق، مشيرة إلى أنها أصيبت بالدهشة البالغة من آثار سياسة الإغلاق والحصار والعقاب الجماعي التي تنفذها السلطات الصهيونية بحق شعب "انتخب ممثليه بطريقة حرة ونزيهة"، على حد قولها.
فما بال العرب لا يريدون مشاهدة تلك الحقائق, ما بالهم يريدون حواراً يخدم الاحتلال ويسقط نتائج الانتخابات, ما بالهم يريدون حواراً يؤكد على أهمية الديمقراطية في جهة, وينسف نتائجها في جهة أخرى!
الوزيرة ستعمل فور عودتها إلى بلادها على إطلاع الرأي العام والبرلمانيين هناك على "الحقيقة المرة التي تعيشها غزة بفعل سياسة إسرائيل وخرق القانون الدولي". أما قومنا فالواقع يحكي ما الذي يعكفون عليه!
الوزيرة دعت الفلسطينيين إلى مزيد من الثبات والصمود في وجه الحصار.
أما قومنا فالواقع يحكي كذلك ما الذي يدعون الفلسطينيين إليه!
المسؤولون في الكيان الصهيوني يدركون أكثر من بعض قومنا أن نهاية كيانهم قد اقتربت, ألم يقل رئيس وزراء العدو إيهود أولمرت : " إن حلم إسرائيل الكبرى قد انتهى وإن الإسرائيليين سيندمون على أي تأخير في التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين". وقبل أيام وفي كلمة ألقاها بمناسبة "الذكرى 13" لاغتيال رابين رئيس وزراء الاحتلال السابق قال أولمرت: "إنه إذا أردنا الحفاظ على إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية فلا مناص من التنازل عن أجزاء من الوطن بما في ذلك أحياء عربية في أورشليم القدس والعودة إلى حدود عام 67 مع التعديلات الواجب إدخالها عليها بحكم الظروف التي نشأت".
هذا ما أدركه قادة عدونا.. فما الذي أدركه القوم!... يا قوم لم نقل شيئاً.. هذا ما قالته الوزيرة!

 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل