اطبع هذه الصفحة


بيان مشترك للعلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان في وجوب نصرة غزة وأهلها


بسم الله الرحمن الرحيم

تتشرف الحملة العالمية لمناصرة غزة أن يكون باكورة نشاطاتها في لبنان توزيع البيان الصادر عن ثلة من العلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان: بيان مشترك للعلماء والدعاة والفعاليات الإسلامية في لبنان في وجوب نصرة غزة وأهلها الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي من بعده وعلى آله وصحبه وجنده وبعد،

فمن نافلة القول أن ما يجري في غزة اليوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع هو مما ينصهر له القلب كمدا وتتقطع له الأحشاء ألما، وتغلي له الدماء في العروق. وليس ذلك خاصا بالمسلمين فحسب وإنما ينطبق على كل شرفاء العالم الذين يرفضون الظلم والعدوان ويأبون السكوت عن المجازر الجماعية والتطهير العرقي وأصبحوا يدركون الحقيقة الدموية والواقع الإجرامي للكيان الصهيوني الغاصب.

والمسلم المؤمن الموحد تجتاحه موجة غضب عارمة ويهتز كيانه من الأعماق إزاء ما يراه من تقتيل وتشريد وظلم ومهانة، ويقف حائرا متسائلا عن الموقف الشرعي الصحيح وواجبه الديني والإنساني تجاه أهله وإخوانه في غزة. هنا يبرز الدور المحوري والمسؤولية العظيمة الملقاة على عاتق العلماء والدعاة إلى دين الله عز وجل في وجوب تبيان الموقف الحق وجلاء سبيل الرشاد وعليه فنحن الموقعون أدناه ونتيجة للمحرقة الجارية في غزة العزة نقول:

أولا،
إن الله عز وجل وعبر العديد من آي القرآن الكريم قد بين لنا طبيعة اليهود العدوانية تجاه أهل الإيمان وسعيهم في الأرض فسادا فقال جل من قائل: "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا" وقال سبحانه: "كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" فينبغي أن يدرك المسلمون في كل مكان الطبيعة العقدية للمعركة وأنها غير محصورة في غزة أو في فلسطين ولذلك فإن كل مسلم موحد على وجه الأرض معني بها ويدخل في قوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".

ثانيا،
لقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الوعد الأمين فيما رواه الإمام الإمام ابن جرير الطبري من حديث أبي أمامة أنه قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" (إسناده صحيح) وما نراه اليوم من ثبات أهلنا في غزة خاصة وفلسطين عامة هو مصداق حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي بشرنا كذلك بأن العاقبة والغلبة ستكون للمسلمين مهما اشتد البلاء وعظم كيد الأعداء ومهما طال الزمن ولبنان من أكناف بيت المقدس. ويؤكد هذا المعنى ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول الشجر والحجر: يا مسلم، يا عبد الله. هذا يهودي خلفي تعال واقتله، إلا الغرقد ،فإنه من شجر اليهود".

ثالثا،
أما وقد حدث ما حدث من مجزرة ومحرقة لغزة وأهلها على أيدي الصهاينة المغتصبين كبراء الإرهاب في العالم حيث صبت طائراتهم حممها على رؤوس العزل من الرجال والنساء والولدان فانتشرت الجثث في الشوارع وتطايرت الأشلاء لتزين الجدران بالأحمر القاني وتصاعدت نداءات الاستغاثة والاستنفار وطلب النصرة من أهلنا المحاصرين في غزة وعملا بأمره تعالى: "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم: "وإذا استنفرتم فانفروا" فلا يسع المسلمين في أي بقعة من بقاع الأرض إلا التلبية، كل بحسب استطاعته.

رابعا، إن وفرة الآيات والأحاديث التي تبين أن المسلمين أمة واحدة وجسد واحد وبنيان واحد لتؤكد أهمية النصرة في الدين وتحذر من مغبة الخذلان والنكوص على الأعقاب. قال تعالى: "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُون"ِ وقال جل من قائل: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَة"ٌ وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يَشُدُّ بعضُه بعضاً — وشبك بين أصابعه" وأخرج الإمام أبو داود في سننه والإمام أحمد في مسنده قول النبي صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرءَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَه".

خامسا،
بناءا على ما تقدم ذكره من أدلة شرعية متينة فإننا نتوجه إلى أمتنا الإسلامية شعوبا وحكاما ونقول لهم: هبوا لنصرة إخوانكم ولا تخشوا في الله لومة لائم. أنصروهم بأنفسكم وأموالكم وألسنتكم وأقلامكم. وإياكم وخذلانهم فمن يخذلهم اليوم يخذله الله يوم القيامة ومن أمسك يده ولم ينفق في سبيل نصرتهم أمسك الله عليه وقتر عليه رزقه. توجهوا إلى الله بالدعاء وارفعوا إليه أكف الضراعة أن يرفع عن غزة هذا البلاء وتحروا أوقات الإجابة كالثلث الأخير من الليل وساعة نزول الغيث وبين الأذان والإقامة وأيام الجمع فهذا أقل ما يجب.

سادسا،
انطلاقا مما سبق بيانه من وجوب نصرة أهل غزة وفلسطين فإننا نوقن يوما بعد يوم بعدم جواز محادثات التطبيع مع العدو الصهيوني وما يسمى بمفاوضات السلام التي اتضح زيفها، وتبين أن العدو يريدها مفاوضات استسلام يقدم له فيه العرب والمسلمون فلسطين على طبق من فضة. ويهمنا التأكيد في هذا المقام على حق أهل فلسطين المحتلة في مقاومة المحتل دفاعا عن أنفسهم وتخليصا لأرضهم المغتصبة من قبضة المحتل وواجب العرب والمسلمين بمدهم بالمال والرجال والعتاد حتى يتحقق ذلك.

سابعا،
لا بد من تحميل الكيان الصهيوني الغاصب التبعات المادية والمعنوية كافة الناتجة عن جرائم الحرب التي ارتكبها بحق أهلنا في غزة وفلسطين وإرغامه على دفع التعويضات عن الدمار التي لحق بهم وديات القتلى الذين سقطوا جراء الحصار وجراء القصف العشوائي واتخاذ كافة التدابير والإجراءات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يمكن أن تحول دون تكرار هذه الجريمة النكراء والوحشية الهمجية.

ثامنا،
إننا ومن منطلق وجودنا في لبنان الذي يدخل ضمن مسمى الأرض المباركة، والذي شهد من صنوف الإرهاب الصهيوني والقتل والتدمير ما شهد بوحشيته العالم بأسره، نقول لئن تفرقت بنا سبل السياسة اللبنانية فإن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمعنا، ونؤكد لإخواننا بغزة أن النصر قادم لا محالة بإذن الله، وأن الهزيمة والخزي سيلحقان بالمحتل وحلفائه لا محالة كما حصل في لبنان، وما العراق وأفغانستان منا ببعيد فهما نموذجان من هزيمة الإحتلال مهما بلغت قوته، ولعل اقترابنا من ذكرى عاشوراء، وهو يوم نجى الله فيه موسى عليه السلام هو من المبشرات بقرب هلاك الظالمين واندحارهم وانتصار المؤمنين الصابرين الصادقين "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

وختاما،
نتوجه إلى أمهاتنا وأبائنا وأخواتنا وإخواننا وأبنائنا وبناتنا من أهل غزة الأبية، غزة العزة ونقول لهم: نحن منكم وأنتم منا، علينا ما عليكم ولنا ما لكم، ولن نخذلكم بإذن الله ولو خذلكم العالم بأسره. إصبروا وصابروا ورابطوا والله معكم ولن يتركم أعمالكم "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ". وإنها لإحدى الحسنيين: نصر أو شهادة فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


الموقعون (بالترتيب الأبجدي):

1- الشيخ الدكتور عدنان أمامة- جمعية غراس الخير في مجدل عنجر
2- الشيخ بلال بارودي — شيخ القراء في طرابلس الشام وخطيب وإمام مسجد السلام
3- الشيخ عمر بكري — داعية إسلامي
4- الشيخ نصوح عبد الرحمن البلّي — وقف البر الخيري في الضنية
5- الشيخ إيهاب البنا — وقف الكرامة لحقوق الإنسان
6- الأستاذ عبد الله الترياقي — رئيس قوات الفجر الإسلامية
7- الشيخ شريف توتيو — أمين سر لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية
8- الشيخ عبد الناصر جبري — نائب رئيس جبهة العمل الإسلامي
9- الشيخ زهير جعيد — عضو مجلس إدارة تجمع العلماء المسلمين
10- الأستاذ ربيع حداد — مدير الحملة العالمية لمقاومة العدوان
11- الشيخ رائد حليحل — مؤسس اللجنة الأوروبية لنصرة خير البرية
12- الشيخ جميل حمود — جمعية التقوى الإجتماعية الإسلامية في بيروت
13- الشيخ ماهر حمود — إمام وخطيب مسجد القدس في صيدا
14- الشيخ غازي حنينة — إمام مسجد حمزة — صيدا
15- الشيخ بلال دقماق — رئيس وقف إقرأ للتنمية الاجتماعية
16- الشيخ الدكتور سالم الرافعي - داعية وخطيب وإمام مسجد التقوى في طرابلس الشام
17- الشيخ زيد بكار زكريا - معاهد تحفيظ القرآن الكريم-عكار
18- الشيخ حسين سلوم — وقف إحياء السنة في الضنية
19- الشيخ بلال سعيد شعبان — أمين عام حركة التوحيد الإسلامي
20- الدكتور محمد شندب — وقف الرشاد الخيري في الضنية
21- الشيخ داعي الإسلام الشهال — مؤسس التيار السلفي في لبنان ورئيس جمعية الهداية والإحسان الإسلامية في لبنان
22- النائب السابق الأستاذ خالد ضاهر - الأمين العام للقاء الإسلامي المستقل
23- الشيخ الدكتور بسام الطراس — أستاذ جامعي
24- الشيخ حسن عبد الرحمن- داعية وخطيب وإمام مسجد
25- الشيخ حسن قاطرجي — رئيس جمعية الاتحاد الإسلامي
26- الشيخ الدكتور زكريا المصري — هيئة علماء الصحوة
27- الشيخ هاشم منقارة — عضو جبهة العمل الإسلامي
28- الدكتور فتحي يكن — رئيس جبهة العمل الإسلامي

من موقع الحملة العالمية "لمناصرة غزة

 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل