اطبع هذه الصفحة


يا غزة .. لقد نالوا "ذل الدهر"!

زياد آل سليمان


بسم الله الرحمن الرحيم


لقد مرَّ رسولنا - صلى الله عليه وسلم - وصحابته الكرام بمراحل مختلفة ومواقف متعددة، وهذا من حكمة الله عز وجل لتبقى أجيال المسلمين تستلهم من تلك السيرة الكريمة العبر والموعظة، قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)، وليس بالضرورة أن تجتمع أو تتشابه المواقف تماماً، إلا أن الكثير من المواقف والأحداث بل والأقوال قد تتكرر وتتشابه إلى حد كبير، مع اختلاف الزمان والمكان وتغير الشخصيات.
ولو تأملنا ما جرى في قطاع غزة من أحداث ثم تأملنا في سيرة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - لوجدنا أن صوراً متعددة من صور الصراع بين الحق والباطل قد عادت وتكررت من جديد.

التحريض بكل الوسائل:
دعونا ننطلق بداية إلى مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث بدأ بسط نفوذ المسلمين بالمدينة وتوطد حكمهم، وغاظ هذا الأمر اليهود وشرعوا في التآمر على المسلمين من جديد ، وأخذوا يعدون العدة، لتوجيه ضربة قاضية إلى المسلمين بحيث لا تقوم لهم قائمة بعدها‏.‏ ولما لم يكونوا يجدون في أنفسهم الجرأة والقدرة على قتال المسلمين مباشرة، خططوا لهذا الغرض خطة رهيبة‏، فخرج زعماء اليهود وسادات بني النضير إلى قريش بمكة يحرضونهم على غزو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ويوالونهم عليه، خرج هذا الوفد إلى غَطَفَان، ثم طاف الوفد في قبائل العرب يدعوهم إلى ذلك، فاستجاب له من استجاب، وهكذا نجح ساسة اليهود في تأليب أحزاب الكفر على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين‏.‏
وبعد أيام تجمع الأحزاب حول المدينة وقاد أبو سفيان أضخم جيش شهدته جزيرة العرب عدده عشرة آلاف مقاتل، جيش ربما يزيد عدده على جميع من في المدينة من النساء والصبيان والشباب والشيوخ‏.‏

التمهيد للعدوان:
وكان من تمهيد اليهود للعدوان على المدينة أنهم أفتوا قريش بأن دينهم خير من دين محمد صلى الله عليه وسلم وأنهم أولى بالحق منه، وفيهم نزل قول الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً} (سورة النساء: 51).
أما اليوم فقد تحرك قادة الكيان الصهيوني في كل اتجاه، واتفقوا سراً وجهراً، حتى صرحت وزيرة خارجية العدو تسفي ليفني: "بأننا انتهينا من التمهيد السياسي للهجوم على غزة دولياً وإقليمياً"، في مؤشر واضح لوجود تمهيد إعلامي وغيره، أما إيهود باراك وزير الحرب الصهيوني فصرَّح قائلاً: " إننا كنا نعد لهذا الهجوم منذ أكثر من تسعة أشهر" أي: قبل الحديث عن التهدئة أساساً.

بحثاً عن الهيبة المفقودة:
قريش التي أخلفت موعدها في الخروج إلى بدر الثانية، رأت في هذه الحرب فرصة تاريخية لإنقاذ سمعتها والوفاء بوعدها‏.‏
أما الكيان الصهيوني الذي بقي قادته منذ انسحابهم من قطاع غزة يلوحون بالرجوع إليه ومهاجمته واجتياحه، فوجد الفرصة المناسبة لإعادة الهيبة وقوة الردع لجيشه، تلك الهيبة والقدرة اللتان قام عليهما الكيان وتأسس، وفقدهما شيئاً فشيئاً، بداية بالحجر مروراً بالعمليات الاستشهادية، حتى صواريخ المقاومة العابثة بأمنه ومعنويات شعبه، والأيام حبلى وتحمل المزيد من المفاجآت.

الخطة الدفاعية:
لم يكن بمقدور المدينة أن تواجه هذه الأحزاب في معركة مفتوحة، فاتخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - خطة الدفاع عن كيان المدينة، وبعد مناقشات جرت بين القادة وأهل الشورى اتفقوا على قرار قدمه الصحابي النبيل سلمان الفارسي رضي الله عنه‏.‏ قال سلمان‏:‏ يا رسول الله، إنا كنا بأرض فارس إذا حوصرنا خَنْدَقْنَا علينا‏.‏ وكانت خطة حكيمة لم تكن تعرفها العرب قبل ذلك.
أما غزة بإمكاناتها المادية المتواضعة وتسليحها اليسير فلا يمكنها أن تواجه هذا الجيش الصهيوني الذي لا تزال الدول العربية تخشى مواجهته، والذي وقف وزير حربه مفتخراً قائلاً: " نحن رابع دولة في العالم في تصدير السلاح"، فكانت فكرة الخنادق التي كانت في الانتفاضة الثانية لتفجير المواقع الصهيونية في القطاع، ثم استعملت في هذه المرحلة لحماية المجاهدين.

إعداد رغم الحصار:
في المدينة يحفر المسلمون وهم يقاسون من شدة الجوع حتى قال أبو طلحة‏:‏ شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجوع، فرفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن حجرين.
أما في غزة المحاصرة فالكل يعلم ما حل بالناس بسبب هذا الحصار الخانق منذ أكثر من ثلاث سنوات، ولم يكن دولة رئيس الوزراء إسماعيل هنية ولا إخوانه الوزراء بأحسن حالاً من الناس، فحالهم كحالهم ولربما أسوأ من حيث انقطاع الكهرباء وتوقف الماء ونقص الطعام والدواء، حتى فقدوا الزوجات والأبناء والأحبة بالموت البطيء.

وصدق الله ورسوله:

صورة المدينة وغزة عند رؤية الحشود ‏ليست بعيدة في جانب المؤمنين {‏وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا‏}‏ ‏[‏الأحزاب‏:‏ 22‏]‏‏.‏ بل كان شعار المسلمين‏:‏ ‏[‏حم لا ينصرون‏]، وكان من شعارات أهل غزة: لن نعترف بإسرائيل، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا.
وأما المنافقون وضعفاء النفوس الذين تزعزعت قلوبهم لرؤية العتاد والحشود: ‏{‏وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا‏}‏‏[‏ الأحزاب‏:‏ 12‏]‏‏.‏

محاولات الاجتياح الفاشلة:

بحث المشركون عن أضيق مكان في الخندق فاقتحموه، وردهم المسلمون، وحاول المشركون في بعض الأيام محاولة بليغة لاقتحام الخندق، أو لبناء الطرق فيها، ولكن المسلمين رشقوهم بالنبل، وناضلوهم أشد النضال حتى فشل المشركون في محاولتهم‏.‏ وأما شدة الهجوم والمعارك فيرويها لنا الإمام أحمد في مسنده والشافعي أنهم حبسوا الرسول عن صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء فصلاهن جميعاً‏.‏

يرفع لكل غادر لواء يوم القيامة:
وفي وسط تلك الظروف والشدائد والزلازل تحرَّك أهل الغدر والخيانة والتآمر، ومضى كبير مجرمي بني النضير حيي بن أخطب إلى ديار بني قريظة فأتى كعب بن أسد القرظي ـ سيد بني قريظة الذي كان قد عاقد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أن ينصره إذا أصابته حرب - وقرع عليه حيي الباب فأغلقه كعب دونه، فما زال يكلمه حتى فتح له بابه، فقال حيي‏:‏ إني قد جئتك يا كعب بعز الدهر وببحر طَامٍ، قال: وما ذاك؟ قال: جئتك بقريش على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم بمجمع الأسيال من رُومَة، وبغطفان على قادتها وسادتها، حتى أنزلتهم إلى جانب أحد، قد عاهدوني وعاقدوني على ألا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه‏.‏
فقال له كعب‏:‏ جئتني والله بذُلِّ الدهر وبجَهَامٍ قد هَرَاق ماؤه، فهو يرْعِد ويبْرِق، ليس فيه شيء‏.‏ ويحك يا حيي فدعني وما أنا عليه، فإني لم أر من محمد إلا صدقاً ووفاء‏.‏
فلم يزل حيي بكعب حتى أقنعه بالغدر، ومزقت قريظة الصحيفة التي كتب فيها الميثاق مع المسلمين، لقد كان أحرج موقف يقفه المسلمون، فلقد كانت ذراريهم ونساؤهم بمقربة من هؤلاء الغادرين في غير منعة وحفظ، بينما كان أمامهم جيش عرمرم لم يكونوا يستطيعون الانصراف عنه، وصاروا كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا‏}‏‏[‏ الأحزاب‏:‏10، 11‏]‏.

لقد نالوا "ذل الدهر":
رُمي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم أثناء الاشتباك مع قريش فقطع منه الأكْحَل، فدعا سعد‏:‏ اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلى أن أجاهدهم فيك من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظن أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت وضعت الحرب فافجرها واجعل موتتي فيها‏.‏ وقال في آخر دعائه‏:‏ " ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة‏ ".
إذاً كان من دعاء سعد: "ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة‏" وهذا فيه دلالة على عظم الغدر والخيانة والنقض ومشقته على الرسول والصحابة رضوان الله عليهم.
أما من غدر بغزة اليوم فلا يمكن لأهل غزة أن يصلوا في ديارهم لا العصر ولا المغرب، ولكنا نذكرهم بأن جبريل عليه السلام جاء لرسولنا صلى الله عليه وسلم فقال: "أَوَقَدْ وَضَعْتَ السلاح يا رَسُولَ اللّهِ ؟ قال: نعم، فقال جبريل: فَمَا وَضَعَتْ الْمَلَائِكَةُ السّلَاحَ بَعْدُ وَمَا رَجَعَتْ الآن إلا مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ إنّ الله عز وجل يَأْمُرُك يَا مُحَمّدُ بِالْمَسِيرِ إلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَإِنّي عَامِدٌ إلَيْهِمْ فَمُزَلْزِلٌ بِهِمْ".
ونذكرهم بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : "من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب"، فإن لم يكن أطفال غزة ونساؤها وشيوخها ومجاهدوها من الصابرين والمرابطين من أولياء الله فمن يكونون؟!
وبإطلالة سريعة على موقف الغادرين بعد انصراف الأحزاب وما الذي حققوه من أهداف هي في حقيقتها لا تتجاوز ما قاله الغادرون أنفسهم: "ذل الدهر" وهذا بعينه ما سيناله من تمالأ من القوم وتآمر وغدر بأولياء الله.

أطفال الفسفور:
مشهد تنقله لنا كتب السيرة من حال الأولاد في المدينة حيث يرقبون جهاد المدافعين، فعن عبد الله بن الزبير قال: جعلت يوم الخندق مع النساء والصبيان في الأطم، ومعي عمر بن أبي سلمة، فجعل يطأطئ لي فأصعد على ظهره فأنظر، قال: فنظرت إلى أبي وهو يحمل مرة هنا ومرة هاهنا، فما يرتفع إليه شيء إلا أتاه، فلما أمسى وجاءنا إلى الأطم قلت: يا أبت، رأيتك اليوم وما تصنع، قال: رأيتني يا بني؟! قلت: نعم ، قال الزبير: فدى لك أبي وأمي.
أما الأطفال وهم الصورة الأكثر إثارة لمشاعر الحزن والشفقة، إلا أنهم الصورة الأقوى والأشد بأساً على اليهود المعتدين، فأطفال الحجارة بالأمس هم رجال المقاومة اليوم، والأطفال الذين نالهم الفسفور وشظايا الصواريخ هم بإذن الله من سيغزو القوم، ويعيد ديار الآباء والأجداد.

حم لا ينصرون:
كان المسلمون يدعون الله تعالى‏:‏ ‏‏(‏اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا‏)‏، ودعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الأحزاب، فقال‏:‏ ‏‏(‏اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم‏)‏‏.‏ وهزم الأحزاب ولم ينالوا شيئاً مما أرادوه بل على العكس.
وهو ما جرى ليهود اليوم وحلفائهم، فلا دولة حماس تمت إزالتها، ولم تغير خريطة المنطقة، ولا الصواريخ تم إيقافها، ولا الجندي الأسير تم الإفراج عنه، على الأقل هذه بعض الأهداف المعلنة.
أما الأهداف غير المعلنة فهي كذلك لم تتحقق لهم، أنهت الأحزاب أي تفكير للقضاء على قوة المسلمين التي بدأت تنمو بالمدينة؛ لأن العرب لم تكن تستطيع أن تأتي بجمع أقوى مما أتت به في الأحزاب، ولذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أجلى الله الأحزاب‏ كما في البخاري:‏ ‏‏(‏الآن نغزوهم، ولا يغزونا، نحن نسير إليهم‏)‏‏ وهذه المرحلة التي نحسب أن إخواننا في فلسطين سينطلقون إليها بإذن الله.‏
وهاهم اليهود يستخدمون أكثر من نصف ذخيرتهم في هذه الحرب، ويشنون الحرب الأكبر في تاريخهم بأكثر من 1500 غارة طيران، بل أفادت تقارير صهيونية عسكرية أن القوات البرية التي دخلت إلى قطاع غزة تم تزويدها بوسائل وأسلحة يتم تجريبها لأول مرة وأنهم استخدموا 13 سلاحًا جديدًا في القطاع، غير مستخدمة من قبل صنعتها شركات أمريكية وصهيونية، بل كان حضر خبراء أمريكيين إلى مواقع عسكرية قريبة من القطاع، وذلك لمراقبة عمل هذه الأسلحة والتقنيات الجديدة من ميدان المعركة، مع إلقاء أكثر من 2500 طن من الذخيرة والأسلحة المحرمة على تلك البقعة الجغرافية الصغيرة، الكبيرة بإيمان رجالها ونسائها وأطفالها، والعظيمة بثباتهم وصبرهم وتضحياتهم.
لا يزال البعض لا يصدق أن ما جرى في غزة انتصار، هل حقاً هرب الاحتلال، هل حقاً ضربت الصواريخ كل المواقع والمدن الإستراتيجية حول قطاع غزة لمسافة 55 كيلو متراً تقريباً، هل حقاً عاش أكثر من مليون صهيوني في الملاجئ، هل حقاً توقفت الدراسة والمصانع والمعيشة لدى هؤلاء، هل حقاً اشتكى الصهاينة من نقص المختصين النفسيين طوال فترة الحرب، هل حقاً احتاجوا للإمدادات العسكرية الأمريكية؟!
سألت المذيعة الصهيونية في [ريشت بيت] وزير الأمن الداخلي "أفي دختر": إذا كان النصر حليف إسرائيل في حربها على غزة كما تقولون، فلماذا تراجعت نسبة التأييد لحزب "كاديما" في هذا الأسبوع من 29 مقعداً في الكنيست إلى 25 مقعداً، لصالح أحزاب اليمين، وجميعنا يعرف أن من قاد هذه الحرب هو حزب "كاديما" بزعامة "تسفي لفني"؟
تكرر السؤال أكثر من مرة وسط تلعثم الوزير، وعدم قدرته على إقناع محدثيه بنصر الكيان الصهيوني الزائف الذي كشف عنه رئيس الوزراء، وهو يصف وزير دفاعه بالقائد الفاشل، ليفضح نفسية قائدين منهزمين يتبادلان التهم فيما بينهما.

الآن نغزوهم:
بدأت مرحلة "نغزوهم" حتى قبل انتهاء العدوان بالحديث عن الملاحقة الدولية لقادة الاحتلال وجيشه بتهم جرائم الحرب، حتى أقرت الحكومة الصهيونية اقتراحاً يلزمها بتوفير الحماية القضائية لقادة الجيش وجنوده إذا تعرض أي منهم لدعاوى قضائية في الخارج تتهمهم بارتكاب جرائم حرب.
كل الجيوش تعتز بمقاتليها وشجاعتهم إلا اليهود فيبحثون عما يحميهم، أبطال غزة يهتف لهم كل مسلم بل كل حر ومنصف في هذا العالم، لقد أصبحت حماس أملاً ليس للشعب الفلسطيني أو للمسلمين فحسب، بل لكل المظلومين، أترى تملك هذه الحركة من الإمكانات الإعلامية والمادية والسياسية ما يوفر لها هذه الحملة الدعائية، أم أن في دماء الشهداء سراً، أم أنها جزء من بركة تلك الأرض التي قال عنها المولى عز وجل: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:71) .
 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل