اطبع هذه الصفحة


دروس العزة من أهل غزة

للكاتبة/ هويدا فواز الفايز


بسم الله الرحمن الرحيم


منذ أن وعينا على هذه الأرض ونحن ندرك أن عدونا الأول نحن المسلمين هم اليهود، الذين طغوا وبغوا واحتلوا فلسطين البلد المسلم العربي، ونوقن يقينًا أنهم هم أصل الغدر والخيانة ونقض العهود والمواثيق؛ تقريرًا من الله ـ سبحانه وتعالى ـ ربنا وربهم (فبما نقضهم ميثاقَهم لعناهم) "المائدة13"، ومن أخلاقهم الفاسدة ومواقفهم الخيانية مع خاتم الأنبياء "صلى الله عليه وسلم"، ومن قبل تكذيبهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق. ونحن ننتظر اليوم الذي ننتصر فيه على اليهود الخونة كما وعدنا الله ـ سبحانه ـ على لسان رسوله "صلى الله عليه وسلم": (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم؛ يا عبد الله؛ هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الغرقد) "رواه مسلم"، علمًا بأن اليهود أنفسهم يعلمون ذلك جيدا وأنه هكذا ستكون نهايتهم. وحتى ذلك اليوم لن يتوانى مسلم حر عن جهادهم ودفع ظلمهم والعمل على استعادة الحقوق المسلوبة.

إذن؛ فقضية فلسطين هي قضية المسلمين الأولى والأهم، فماذا حدث؟!! لماذا تخلى كثير من العرب عن غزة؟! لماذا يقفون في صف اليهود؟! هل أصبح الصهاينة أقرب إليهم من أهل غزة؟! لماذا التغير في الثوابت الإسلامية في مناصرة المسلمين خاصة المظلومين منهم؟! فما سبب التغير؟هل تخلى اليهود عن مكرهم وخداعهم وغدرهم؟ هل كفّوا أيديهم عن أهلنا في فلسطين وغزة خاصة؟ هل فكّوا الحصار الذي يفرضونه بغطرستهم على أهلنا في غزة؟ لا شيء من ذلك مطلقًا. والأعجب هذه الهجمة الشرسة على المجاهدين في غزة لأنهم ((يدافعون)) عن أنفسهم وأهليهم ووطنهم! وقد أمرهم الله بذلك ( أُذِنَ للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلِموا وإن الله على نصرِهم لقدير) "الحج39". فمَنْ ذا الذي يلومهم على جهادهم؟! يُلامون وكأنهم هم الذين أتوا بالمحتل ليقصفهم ويهدم عليهم دورهم، ويُعمِل التقتيل والتفجير فيهم، أي منطق هذا؟!! فإذا كنت في بيتك وجاء مَنْ يهاجمك وأهلك فهل ستصده وتعمل على دفعه وطرده؟ إنْ فعلتَ فأنت كريم عزيز ـ ولو قُتِلت، وإن هادنته وسلمت بيتك فأنت الذليل المهين، فلماذا تريد أن تعدي غيرك بهذا العار والشنار؟! أما القول بعدم جدوى المقاومة لأنه ليس هناك توازن في القوى بينهم وبين العدو الصهيوني، فهو قول مردود بقوله تعالى (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) "الأنفال60"، فالله سبحانه يأمرنا بإعداد القوة ما استطعنا، وهذا ما سنحاسب عليه، أما أن ننتظر حتى تكون قوتنا المادية مثل قوتهم فلن يكون هناك جهاد إذن أبدا، ولا استرداد لفلسطين، ويبقى في المقام الأول القوة الإيمانية بنصر الله إن نحن نصرناه سبحانه، ومن أصدق من الله وعدا؟! و لننظر ماذا فعل المجاهدون من إعداد للقوة المادية رغم الحصار والتضييق، أنعم بهم من مجاهدين! ولا نزكي أحدًا على الله، ويكفي تعتيم العدو عن عدد القتلى ومدى الخسائر الحقيقية في صفوفه .

واللهِ إنه الخزي والعار أن نرى أهلنا المسلمين يُقتّلون وبيدنا أن نساعدهم وندعمهم، بل وواجب علينا، وبيدنا أن نشاركهم شرف الجهاد في سبيل الله، ثم نخذلهم ونتركهم في مواجهة عدوهم وعدونا وحدهم، ثم لا يسلمون من ألسنة وأقلام وتهجم بعض العرب عليهم.

ولعل حكمة الله أن يواجهوا الصهاينة المجرمين وحدهم؛ فيكون أملهم في الله وحده، ونصرهم لله وحده، فيكون نصر الله لهم (وكان حقا علينا نصرُ المؤمنين) "الروم47"، وكذلك حتى لا يكون لمنافق ولا مدعٍ أن يتفضل عليهم أو يُملي عليهم غثاءاته وتماوته. ولو أمعن هؤلاء المتهجمون على المجاهدين التفكير فيما يحدث لعلموا أن الأمر معد له ومدبر من زمن بعيد، وليس العمل على إخراج المقاومة من سوريا، واتهام حماس بالإرهاب من بعض من ينطبق عليه تعريف الإرهاب، إلا تمهيد لمثل هذه الضربة لغزة ومحاولة إبادتها عن وجه الأرض، ولكن (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)"الأنفال30"، (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون) "يوسف21". وهم حقا إرهابيون ولكنهم إرهابيون مصداقا للآية الكريمة (ترهبون به عدو الله وعدوكم).

ونبقى نحن المساكين نخشى من عقاب الله لنا لتقاعسنا عن نجدتهم و وتخاذلنا عن نصرتهم. اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم، اللهم اكف غزة وأهلها الصهاينة المجرمين ومَنْ معهم بما شئت . آمين .
 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل