السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
هذه زفرة حرّى وصرخة مدوية أوجهها إليك، أستنهض بها حمية الإيمان فيك، ورابطة
الأخوة، وغيرة صاحب النخوة والشهامة، ومن أحق بذلك منك؟ ومن يصلح له غيرك؟
فقد بلغ السيل الزبى، وجاوز الأمر حده، وبلغت الروح الحلقوم نتيجة للأحداث
المأساوية التي تعيشها العصبة المسلمة في أرض فلسطين أرض القدس، والمسجد
الأقصى، مسرى نبينا –صلى الله عليه وسلم-، وأول قبلة تعبد الله المؤمنين
بالصلاة إليها، موطن الإسلام والمسلمين منذ عهد الصدر الأول.
كم من جهود بذلت في سبيل الحفاظ عليها، وكم من نفوس استشهدت دفاعاً عنها عبر
حقب التاريخ المتعاقبة، واليوم تدمدم بيوتها على من فيها، وتحرق أرضها، وتسفح
دماء أهلها، وتنتهك أعراض نسائها، وييتم أطفالها، ويجري كل هذا تحت سمع
الدنيا، وبصرها، ولا يحرك أحد ساكناً، ضعف وتخاذل من الأصدقاء، وتسلط وتكالب
من الأعداء، يتهم الأبرياء الشرفاء بأنهم إرهابيون معتدون، ويعتذر عن جرم
اليهود القتلة المفسدين! فهل يليق بنا؟ وهل يسعنا السكوت؟ وبماذا نجيب إذا
سألنا الله عنهم؟!
إن إخوانكم العزل الذين يزودون بأيديهم آليات العدو، ومجترراته، ويواجهون
بصدورهم المكشوفة صواريخه وقذائفه، يستصرخون ويصيحون، ويبلغون النداء لكل من
في قلبه ذرة إيمان، واإسلاماه، واقدساه، واأهلاه!!
أليس المسلمون خمس سكان العالم؟ أما تلامس هذه الصرخات أسماعهم، وتقطع قلوبهم
فتدفعهم للغوث والنصرة؟!
إن الله –تبارك وتعالى- أوجب على المسلمين جهاد أعدائهم بنفوسهم وأموالهم
وبكل ما يستطيعون، وأيسر ما يستطاع في هذه الأحوال البائسة البذل والإنفاق في
سبيل الله، وإني أدعوك وأناشدك أن تبذل ما في وسعك وفاء ببعض الواجب عليك،
وأقترح أن تقدم دخل نصف شهر تحتسبه عند الله في هذا الظرف العصيب، وإن زدت
فهو خير لك، ولعلّ الله أن يكتب لك مثل أجر غيرك ممن يقتدي بفعلك، فإن من دل
على هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقصه ذلك من أجورهم شيئاً، كما
ثبت ذلك عن نبينا –صلى الله عليه وسلم-.
وأهيب بك، وبكل من يطلع على هذه الرسالة، أن يقوم بنشرها وتعميمها، وحث
إخوانه المسلمين على ما فيه من الخير رجاء أن يكتب الله لك أجر الدلالة على
الخير، وأقترح أن تستعين بالقائمة المصاحبة لكتابة أسماء المتبرعين حتى يتحمس
للمشروع من يراه، ويطَّلع عليه، وحتى يجد كل أحد طريق الخير ميسراً بين يديه،
ومن ثم تودع هذه المبالغ في حسابات المؤسسات الخيرية المختصة بإيصال هذه
الإعانات.
وأختم بتذكيرك بقول ربنا -عز وجل-:
(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).
وبقوله: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين).
وبقوله: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان).
وفقنا الله وإياك لما يحبه ويرضاه.