لك الله يا امة المسلمين ... ألم تلحقي الركب يا حائرة ؟؟
هناك .. في أكناف بيت المقدس أناس يسطرون أروع البطولات والفداء ، ويقدمون
التضحيات الجسام في معركة مع باعة الضمائر من الصهاينة الملاعين ، الذين
تستمر معركتهم مع الأمة إلى آخر الزمان ، وهم بذلك يقاتلون نيابة عن الأمة
كلها ، مع قلة العدد والعدة ، والتكالب والتحريض الصهيوني الصليبي ، والعمالة
والخيانة من " الاذناب " الذين طابت لهم الأمور ، ورضوا بالدون ، وكأن القضية
قضية خاصة ، في زمن خاص ، وفي مكان خاص !!
أرأيتم ذلك الشيخ الكبير المقعد ، والذي لا يكاد يحرك الا رأسه وعينيه ، وهو
يقصف بالطائرات الغادرة ، وبعدها بقليل فاذا هو يتكلم بكلام المرتجل بلا
لعثمة ، والواثق بالنصر بلا سخط ولا تمتة ، وهو يقود فرسان القدس ، يطلبون
الموت مضانه ، ولسان حال أحدهم يقول : ربّ إني بعْتُ فاشتر ، وبعدها بلحظات ،
فاذا اشلاؤه تطّاير في كل مكان ، آخذة معها علوج اليهود المقيمون في عربدتهم
وخيانتهم في " فلسطين " الإسلام !
اما عن نفسي فاني أعلنها وأقول : انني لم ار شعبا ابيا مثل شعب فلسطين ،
رجالا ونساء وشيوخا ، فلله أبوهم من شعب أبي ، تربى على معاني العز والفداء ،
والتضحية والاباء .. لانهم أهل الشام ، مأرز الطائفة المنصورة ، والتي تقاتل
على الحق الى ان تلقى الله عز وجل ..!
لقد حولت الجماعات المقاتلة في القدس الحلم إلى حقيقة ، والتخاذل إلى نصر
واباء ، والركوع إلى شموخ في زمن انكسار " العربان " ، وقلبت موازين اللعبة
السياسية والعسكرية ، وارهقت اليهود حتى باتوا غرباء في غربتهم ، ومتوحشون من
وحشتهم ، فلا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار ، يترآءى لاحدهم اشباح " الاسود "
تكاد انفجر في كل لحظة وحين ، فهل يلذ لهم بعد هذا عمض ، وهل يمتعون بالحياة
وهم احرص عليها من غيرهم " ولتجدنهم احرص الناس على حياة ..." ، وهم بهذا
يقدمون للأمة معان النصر في زمن القعود والاستخذاء ....!
والقدس حلم الشعراء ...
والقدس نار وحجر ...
في القدس قد نطق الحجر ..
لا مؤتمر .. لا مؤتمر ..
أنا لا اريد سوى عمر ..!
"
إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ
أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي
التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ
اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ
هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
" !
إن التضحية والدروس المجانية التي يقدمها أهل فلسطين لم تقتصر على "
المقاتلين " فقط ، بل إنها شملت كل أهل فلسطين كبارا وصغارا ، حتى بات الشعب
كله شعب " جهاد " :
ولثغة طفل تكون بها السين ثاء اذا نطق البسملة ..
اجل وابلغ من خطبة مهزلة ..
ومن طيارة مهزلة ..
ومن الف جيش ..
الف دبابة ... تكمل دائرة المهزلة ..!
نعم .. انها مهزلة الإعلام " العربي " ، والذي يتاجر بــ " الرذيلة " في وقت
نحن بحاجة معه على أن نوجه الأنظار الى قضايانا الكبرى ، بدلا من : غني يا
اليسا .. ودقي يا مزيكا !!
وبدلا من تخدير العواطف بالكلمات التي تقتل رجولة الرجال ، والمعاني السامية
في النفوس ، ليتخذ الأعداء من هذا ذريعة الاختراق للامة من داخلها ، ومن
خارجها ...
وهنا .. فإني اشيد ببرنامج قناة " المجد " الفتية :
( من فلسطين .. مع التحية )
، والذي يقارب المستمع والمشاهد المسلم مع قضيته الكبري " فلسطين " مع ما
يحمله البرنامج من تكاليف واعباء مالية ... نسال الله ان يخلف على القائمين
عليها خيرا .... ولنعم المال مال يهتم بشؤون المسلمين !!
إنني لا اود هنا أن اذكر " المجاهدين " في فلسطين والذين قضوا نحبهم ، فالقصة
تطول ، والحكاية ممتعة ، والتضحيات جسام .. فهل اتذكر هنا .. المقاتل البطل
عز الدين القسام وكتائبة البطولية ؟؟
ان هل اتذكر يحيى عياش ، الذي سار على خطاه ، وكيف اذاق اليهود العلقم ؟؟
وهل اتذكر ابو شنب ... وغيره وغيره وغيره الكثير ؟؟
ام هل تمحي الذكرى من " محمد الدرة " ، ذلك الطفل الذي باتت صورة تراودني في
كل حين ؟؟
أم هل اتذكر الالاف ممن قتلوا وسحقوا .. وفجروا بانفسهم فداء للامة ، ودفاعا
عن حياضها ؟؟
وها نحن نشهد هذه الايام محاولات آثمة من الصهاينة لقتل قادة " الجهاد "
الكبير في فلسطين ، وكان آخرها مقتل ابن الزهار ، ذلك الشاب اليافع ، والذي
كان يستعد ليدخل على عروسه ، فاذا هو يموت خير ميته ، على أيدي اليهود الفجار
، فينال بإذن الله زوجة من الحور العين ، هي خير مما طلعت عليه الشمس ..
اللهم حقق له مراده ، واسكنه فسيح الجنان ... آمين
ترى لم لم تعط قضية " القدس " وضعها الطبيعي في الامة ، ولم هي تلك الاقلام
تسير يمينا وشمالا عنها ، وكانها لم تعد قضية " محورية " للعالم الإسلامي ،
وموطن صراعات الامة المتطاول مع أعدائها ، ولما تترك الارض " المباركة " تئن
تحت وطأة اليهود ، بينما تجد الكثير يلتفتون يمينا وشمالا الى غيرها ، وكانها
باتت قضية ثانوية ، هي على عاتق الفلسطينيين ، دون الشعور بالخطر الذي يتهدد
هذه الامة من هذه النبتة المسخ في قلب العالم الاسلامي ، والتي تطمع لان تكون
المستحكمة على المنطقة الإسلامية سياسيا واقتصاديا وعسكريا وفكريا !!
لقد سبب الاعلام الغربي ... ومن خلفه الاعلام العربي انفصالا شعوريا بين
المسلمين في الارض وبين قضية " القدس " وأوهم من خلال مكره الكبار بأن القضية
قضية " منظمة " وليست قضية أمة ، وضاعت عواطف المسلمين في اتون اللعبة "
السياسية " ، حتى ابتعدت العواطف عن " القضية الكبرى " شيئا فشيئا ، وكأن
دماء المسلمين وحرماتهم وأعراضهم صارت كلأ مباحا للصهاينة والمتصهينين ، فلك
الله يا " قسدنا " السليب !!
إن قضية " القدس " لن تتقدم ايجابيا حتى تعاد لتصبح قضية " أمة " ، وتصبح
قضية محورية ، واستراتيجية للعالم الاسلامي ، وتتوجه كل الجهود لبذل المهج
والارواح في سبيل " تحرير " القدس من ايدي الغاصبين ، وستكون هي منطلق النهضة
الاسلامية ، لانها تعد قيدا يحيط " الامة " من كل جانب ، لاجل التحالف
الصهيوني الغربي من أجل ترسيخ أقدام اليهود في " فلسطين " ابتداء من وعد "
بلفور " ، ومرورا بــ " كامب ديفيد " ، الى هذه اللحظة التي نعيشها ، والحلف
الذي نراه بين امريكا وبين اليهود في اسرائيل !
اللهم عجل بنصر المسلمين .. وهلاك اليهود الظالمين . آمين آمين !
Dr-estefham