اطبع هذه الصفحة


كم أحب هذه الحسناء!

د سعود الهاشمي


أحلم بها في ليلي أفكر فيها في سبحات روحي!

اعشق صورتها.. احلم باللحظة التي اعانقها فيها وألثم ارضها.. انها القدس، قدس الاقداس المشتملة على ملحمة التاريخ الكبرى! فيها اجتمع الانبياء المسلمون وصلى بهم خاتم انبياء الإسلام عليهم جميعاً السلام، اليها اشتاق موسى وسأل الله ان يدفع به رمية حجر إلى جهتها قبل موته ولما يدخلها، هذه حبيبة البشر اختلف فيها المدعون حبها أما اليهود فقيل لهم (ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم) ولكنهم ارتدوا على ادبارهم خاسئين وقالوا لن ندخلها ابداً وقالوا: اذهب أنت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون! واما النصارى فسلبهم قسطنطين قدسهم يوم نقلت عاصمة النصرانية إلى روما ثم إلى الاستانة، واما المسلمون فجاء سيدهم وكبيرهم بتواضع العبد الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة او الانجيل جاء عمر يتعاقب مع خادمه على دابة وبكل بساطة يفتح له لأنه رسول أمة من عبدالله وتواضع له وشرف بأخذ رسالة الانبياء، فنحن أولى بموسى من أدعياء يهود ونحن أولى بعيسى نبي الإسلام الموحد ممن عبد الصليب وثلَّث الإله فجعل الإله الواحد الأحد جعله ثلاثة آلهة.. ان هذا لشيء عجاب!

هذه القدس تصرخ بنا فهل من مجيب؟!

سقى الله د أحمد التويجري يوم امتلأ غضبه لقدسنا فقال:

دم المصلين في المحراب ينهمر *** والمستغيثون لا رجع ولا أثر
والقدس في قيدها (حسناء) قد سلبت *** عيونها في عذاب الصمت تنتظر
سلوا الملايين من ابناء أمتنا *** كم ذبحوا وبأيدي خائن نحروا
سلوا بلادي سلوا لبنان ما فتئت *** دماؤنا في ثراها بعد تستعر
هل قام بليون مهدي لنصرتها *** هل صامت الناس هل أودى بها الضجر؟

رحمك الله يا أحمد! المسلمون اليوم جاوزوا المليار والنصف، الحكام صامتون اما لبنان فقد سكت فيها شلال الدم منذ تلكم الايام وأخشى ان يعود، أما العراق فقد عقدت فيه ألوية كتائب الايمان التي أراها لن تقف الا على اعتاب قدسنا الحسناء! يا سادتي هدد اخوان القردة بهدم المسجد الغالي وهم لن يفعلوا شيئاً البتة! نعم لن يفعلوا شيئاً هذه المرة ولكنهم قطعاً فاعلون أو على الاقل محاولون! انها انبوبة اختبار يقاس من خلالها ردة الفعل فإذا كانت قوية جداً أخروا والا فسيكررون المحاولة ( التهديدية) حتى اذا كثر المساس وذهب الاحساس قاموا بفعلتهم الشنيعة.

لقد كتب الدكتور عبدالعزيز كامل حفظه الله منذ سنوات عن خطة هؤلاء في هدم الأقصى في كتابه ( الذي لم نقرأه على عادتنا معاشر بني يعرب!) المعنون بـ: صرخة نذير: ( قبل ان يهدم الأقصى) والمسألة جدٌ، فهم على خستهم وحقارتهم الا انهم ينطلقون من عقيدة اما نحن فكل همنا ارضاء السياسة التي تقودها امريكا.

فهذه رسائل الجوال تتتابع حول اغلى قضية واخطر قضية عندنا تتتابع الرسائل لتصل إلى الاستاذ الجامعي الذي يحمل العالمية، والى التاجر الذي يملك الملايين، والى المعلم الذي يتحكم في تربية جيل كامل، والى الأمة المدرسة، والى المحافظ الذي يتحكم في مصير مدينته او قريته.. الى كل هؤلاء تأتي رسالة الجوال تقول: عليكم بالدعاء! اقول لمن يرسل هذه الرسالة: كف عنا رسائلك المخدرة التي تشعرنا اننا اذا دعونا فلينم احدنا قرير العين! إنها دماء! نعم دماء ثم فليأت الدعاء!! ان محمد الدرة رحمه الله قدم دمه وهو يسيل وهو في حضن والده! إن آيات الأخرس قدمت دمها وتركت عرسها! إن أحمد ياسين بعثر جسده الضعيف في كل مكان وكأنه يصرخ بنا يعلمنا:

ولست أبالي حين اقتل مسلماً *** على اي جنب كان في الله مصرعي

ان هؤلاء الثلاثة من الشباب الذين تشع وجوههم نوراً قدموا دماءهم ثم تأتي تتحدث عن الدعاء انه دعاء بارد! انه دعاء المتواكلين انه دعاء المتخاذلين! إن أمة تنفق على التبغ القاتل مليارا ونصف المليار في السنة أمة هازلة، ان امة تنفق على سوبر ستار واستار اكاديمي وعلى الرقص والزمر والطبل والكرة هذه المئات من الملايين انها امة هازلة لا تعرف لا معنى الدعاء ولا كيف تقدم للمبادئ الدماء! ان أمة تنفق مليارين ونصف مليار دولار على ألعاب أطفالها بينما يموت اطفال الرباط والجهاد ونحن نستقبل الاخبار من فم الحسناوات!! ونذرف بعدها الدمعات اننا امة غير جديرة بالحياة، ان امة تنفق نساؤها مليارات من الدولارات على التزويق والمكاييج وتبخل بكراس نطالب بها للمعاقين من اخواتنا منذ سنوات ولم يأت الا القليل انها أمة هازلة! لا والله ليس هذا بتقريع ولكنها جراحة والم فإن الطبيب رأى سرطان التخاذل انتشر في الجسد!

ان صاحب الملايين عليه ان يجعل لوحة للقدس في كل شارع، وان يشتري برنامجاً في كل قناة عن القدس، وعليه دعم اهل الرباط وعندها وعندها فقط سيكون دعاؤه صادقاً عظيما! وإن المعلم عليه ان يرسم لوحة القدس في كل درس على سبورته وان الام عليها ان تنظم القصيد أهازيج لابنائها تعلمهم اهمية القدس، وان الشعب عليه ان يضع اسم (القدس) على جيبه في صدره وينفق من مصروف المدرسة ولو قروشا قليلة، وان الاعلامي عليه ان يبين حقيقة المعركة انها بين المسلمين الأحرار كل الأحرار وبين المنافقين والكفار كل الكفار وليست المعركة أرضاً سكنها هؤلاء أو أولئك ولكنها معركة أهل الحق مع أهل الباطل ومعركة لابد ان يكسبها من يحق لهم ان يرفعوا راية الله في الأرض! إن هؤلاء وغيرهم إذا فعلوا ذلك أو على الأقل جزءاً من ذلك وإن الأمة لو جعلت القدس طريقاً لها للعـــــودة إلى الله ولرضاه عنها فإننا سنكســـــب الجولة!

يا سادتي إنني مع كل (لمة ملك) ومع كل اشراقة صباح، ومع كل نسمة ليلة صافية عذبة، ومع كل تسبيحة روح، وخفقة أمل .. أرى ''جيل الفتح'' ينطلق .. يتقدم يحمل راية القدس بل يحمل راية التوحيد ( لا اله الا الله) يملأ الخافقين يعرف الجذور والأصول، ويحمل كتاب الله وسنة الرسول، يصول في ميادين الوغى ويجول وينصب عريش الأحرار عند نهر الأنهار: نهر الأردن الذي سيغني أعذب نشيد وأحلى الألحان ويردد يومها مع الدعاء الذي سيخرج من عريش بدر نعم سيكون ثمة بدر جديدة يصوغها الأحرار داعين ويردد معهم نهر الأردن.. آمين آمين.. لحن وأنشد يا تويجري!

يا أمة الحق إنا رغم محنتنا *** ايماننا ثابت بالله نصطبر
فقد يلين زمان بعد قسوته *** وقد تعود إلى اوراقها الشجر

سنعود .. سنعود.. سنعود يا أمنا فلسطين
 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل