اطبع هذه الصفحة


لا نُلهينّكِ يا غزةُ!

حسين بن رشود العفنان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا وقدوتنا وعزنا وحبيبنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين:

لا نُلهينّكِ يا غزةُ!
إنا عنكِ مشغولونَ ! بكأسِ العالمِ ، وجوهرةِ الأرضِ، والولاءِ والبراءِ في الملاعبِ والمدرجاتِ!
تُُرى يا غزةُ ! من ستضعفُ قوتُه من الفرقِ والمجموعاتِ ، ويُخرجُ من الملاعبِ عاجزًا منهزمًا ؟
كأسُ الأرضِ مجدٌ كالنجمِ علوُه ، وكالجوزاءِ مكانُه!الكأسُ (محلُّه سامقٌ ، ومجدُه باسقٌ ، وشرفُه نجمٌ طارقٌ) فمن نالَه رفعَ من الترابِ إلى السحابِ!
فيا غزةُ ـ في ظنكِ ـ من أحقُّ الدولِ بنيلِ هذا الشرفِ ؟

غزةُ!
لا أريدُ أن أزيدَكِ غمًّا إلى غمِّكِ! لكنّ هناكَ خبرًا سينغصُ عيشكِ !
سيغيبُ اللاعبُ العالميُّ (فلان ) ،عن المباراةِ القادمةِ! لأنّه أصيبَ في قدمِه!
واللاعبُ المشهورُ (علان) جفتْهُ عشيقتُهُ! لا أدري كيفَ سيلعبُ بقوةٍ؟! وهو مُدلّه العقلِ و متشتتُ الفكرِ ؟
ولكنّ هناكَ بشرًى ستذهبُ أحزانَكِ، وتشفي فؤادكِ، وهي عودَةُ اللاعبِ الكبيرِ (فلنتان) من الجَمامِ نشيطًا معافًى!
والأكبرُ من ذلكَ نجاحُ الفريقِ العالميِّ (علنتان) أمامَ خصمِه الشديدِ في ليلةٍ مسكيةٍ!

لا نُلهينكِ ـ يا غزةُ !
فإنّا مشغولونَ بتحريرِ المرأةِ، ونزعِ حجابِها!وكسوتِها بالضيّقِ والشفافِ والقصيرِ وتعليمِها قيادةََ السيارةِ والخروجَ في الشوارعِ و الفضائياتِ وعصيانَ زوجِها وأبيها وأخيها والتطاولِ عليهم وإخراجِها من بيتِها لتبيتَ في كلّ شاشةٍ وصفحةٍ وجوالٍ وعينٍ وفرجٍ!

إنّا مشغولونَ بإنشاءِ القنواتِ والشبكاتِ ونشرِ الكتبِ والمجلاتِ لنثقفَ ألوانَ الفجورِ والفواحشِ لننفضَ رهجَ الجهلِ عنّا واسوءتاه! فنحنُ لا نعرفُ كيفَ ننشئُ العلاقاتِ الجنسيةَ ، ونجهل أنواع الخمور، وعلمُ الموسيقى والرقصِ، لا يسعُ المثقفَ جهلُه ، وعندنا ضيقُ أفقٍ فمازالَ هناكَ ، مقدساتٌ ، وشعائرُ!

غزةُ ـ لا أعلّ اللهُ لكِ جسمًا ـ
اعتصمي باللهِ وحدَه فلا عاصمَ اليومَ!
ولا تخشي اليهودَ، فهم أجفلُ من نعامة!
فكلما هوى حجرٌ حسبوهُ صاروخًا على هاماتِهم! وكما هبتْ نسمةٌ ظنّوها دبابةً تكرُّ عليهم !
وما تطويقُهم إياكِ إلا شاهدًا على حطتِهم!
فقد بالَ الشيطانُ في مسامعِهم، فاستجابُوا، فاستزلَّهم، فتاهُوا وتجبرُوا!
ولابدَ لمن ركبَ هذا المركبَ الوعرَ أنْ يخنسَ ويصغرَ! مهما طالَ ليلُه وعظمتْ قوتُه وكثرتْ أعوانُه!

غزةُ!
اللهُ أرحمُ بنا من أُمّنا وأبينا يعلمُ أنّكِ مظلومةٌ مهضومةٌ، ففوضي أمركِ إليه فهو نصيرُ الظالمين وظهيرُهم!

كمْ أمةٍ سكرتْ بكأسِ غرورِها
ذهبَ الإلهُ بجيشِها الأسطوري

صدقتَ حسانَ الصحوةِ!

حسين بن رشود العفنان
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

 

فلسطين والحل
  • مقالات ورسائل
  • حوارات ولقاءات
  • رثاء الشيخ
  • الصفحة الرئيسية
  • فلسطين والحل