|
|
حماس ... أمل لن
ينطفئ |
|
زياد آل سليمان |
في هذه الأيام التي تتكالب فيها الصعاب على حركة المقاومة الإسلامية حماس،
وينتاب بعض النفوس شعور باليأس مشوب بالخوف مما ستؤول إليه الأمور على أرض
فلسطين المباركة، حاولت أن أعود بذاكرتي إلى الوراء قليلاً، لعل بعض
المشاهد تحيي الأمل في النفوس وتستنهض الهمم.
المشهد الأول: مسجد المخيم: بناؤه قديم جداً
حتى يبدو في الشتاء بلا سقف، لا أذكر إلا شيوخاً مع عصيهم، لا وجود للشباب،
حول المسجد حفلات في المخيم، يعلوا صوت الصخب على صوت الآذان، وخمارة عامي
اليهودي على الشاطئ تبيع الخمور وتوفر البغايا لمن يريد من شباب المخيم،
تسير الدورية اليهودية بكل هدوء وقد توزع أحياناً معلبات من الطعام منتهي
الصلاحية، حتى الأدوية التي كانت تزود بها المراكز الصحية كذلك، بل بعض
اللقاحات للأطفال المضادة للشلل كانت تسبب الشلل، هذه صور سريعة، من شاهد
تلك الصور قال: هلك الناس!!. وأما الشعوب الإسلامية ففي سبات عميق، وأما
الدعاة والعلماء فالجهد دون حجم الخطر لذا فهو لا يذكر.
المشهد الثاني: المسجد الكبير: مضت سنوات
وبدأت الانتفاضة الأولى بعد إعداد الحركة الإسلامية لها، شباب الضياع
امتلأت بهم المساجد، احتاج المسجد للتوسعة وتم البناء، لم يكتمل إلا بعد
بناء الرجال، لا يمكن للدورية اليهودية السير بهدوء فالحجارة تلاحقهم في كل
مكان، عامي أغلق الخمارة بلا عودة، الحفلات تحولت لمهرجانات إسلامية،
الصحوة التي سرت في الناس كانت أكبر من الجهود التي بذلت لذلك، كان عون
وسند من رب السماء لتلك الثُلة المؤمنة الصابرة التي حملت الراية، كانت
الفصائل منها العلمانية والشيوعية والإسلامية بأنواعها تمر بفترات من
التقارب والتباعد والتصادم كل بشعاراته، وكم كنا نفرح إذا رأينا ملثماً
ومعه سكين أو سيف، وأما سلاح المقاومة فذات يوم جاء مُطارد من كتائب القسام
_ إبراهيم عاشور – رحمه الله، ومعه سلاح قديم يستخدمه الجيش اليهودي
للتدريب جاء به في استعراض عسكري رداً على سب الله والدين من قبل بعض
الشباب فتم تأديبهم في حينه، ولكن الليلة لم تمضي بسلام فقد فرض منع التجول
وأرسلت الدوريات والجنود بحثاً عن هذا السلاح ولم يجدوه.
المشهد الثالث: سلطة الاحتلال: جاءت السلطة
فمن قوات الارتباط مع اليهود، إلى التنسيق الأمني، إلى اعتقال المجاهدين،
والاغتيال أحياناً، تحولت حماس إلى حزب الخلاص، وكان الاجتماع في محلات
للألعاب الالكترونية وليس في المساجد، كانت سنيين عجاف.
المشهد الرابع: إلا الأقصى: زيارة شارون
للأقصى، تشتعل الانتفاضة من جديد، يخرج السجناء الأطهار، تجتمع الفصائل
وتتعاون بل ويتحول الكثير من أفرادها إلى المساجد، أصبح السلاح في متناول
المجاهدين، لم يعد بمقدور اليهود ملاحقة رشاش فقد بات عليهم إيقاف
الصواريخ، فعلت العلميات الاستشهادية الأفاعيل، وغيرت معادلة الصراع،
انسحاب من غزة، سلطة ضعيفة، الكلمة في الشارع للحركة الإسلامية، حتى اغتيال
القادة ما زادها إلا عزاً وقوة وتمكيناً، كان تفاعل الشعوب الإسلامية
والدعاة والعلماء مشجعاً وباعثاً للأمل من جديد.
المشهد الخامس: سلطة المقاومة: شاركت حماس في
الانتخابات فصارت مظلة للمقاومة والمقاومين تحمي ظهورهم، خففت من الفساد
وفضحت رموزه، كشفت زيف القوم حول الديمقراطية والوقوف مع القضية، ومع
المعاناة والمؤامرة فإنا نلمح الفرج والنصر بإذن الله.
المشهد الأخير: لا نعلم أقريب هو أم بعيد
ولكنه آت بإذن الله، وهو قتال المسلمين لليهود: عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل
المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهود من وراء الحجر والشجر
، فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبدالله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ،
إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ). متفق عليه. ليس من السهل اختزال تلك
السنوات بمشاهد مجتزأة، ولكن ما أردت هو أن أذكر بتلك المشاهد لكونها تعطي
تصوراً لما آلت إليه الأمور ولله الحمد... ونحن بإذن الله نستبشر بغد مشرق
رغم تكالب الأعداء من الداخل والخارج.
|
|
|
|
|