صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







المنهـــاج فــي يوميات الحاج
جمع وإعداد
خالد بن عبدالله بن ناصر
kkkkkkk@gawab.com 
مراجعة
فضيلة الشيخ
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
وفضيلة الشيخ
عبدالمحسن بن ناصر العبيكان

اضغط هنا لتحميل الكتاب على ملف وورد

 
  
السـابــق


ملحوظة مهمة جداً:
سيمر معك أخي القارئ علامات وضعتها في بعض الأماكن في يوميات الحاج تُميِّزُ الركن من الواجب من السنة، وإليك إيضاح ذلك: قمت بوضع علامة (***) إشارة إلى الركن، وعلامة (**) إشارة إلى الواجب، وعلامة (*) إشارة إلى السنة، فتأمل ذلك جيداً.
ثم اعلم رحمك الله بأن من ترك ركنا لم يصح حجه ولا يتم إلا به، ومن ترك شيئاً من واجبات الحج فعليه دم لفقراء الحرم. ومن ترك سنة فلا شيء عليه.


يوميات الحاج

بيان ما يفعله الحاج ابتداءً من اليوم الثامن

أخي الحاج:
(*) يسمى اليوم الثامن من شهر ذي الحجة «يوم التروية».
(*) قبل نية الدخول في النسك ولبس الإحرام يستحب للمتمتع أن يغتسل ويتنظف ويقص أظافره ويحف شاربه ويلبس الإزار والرداء الأبيضين وأما المرأة فتلبس ما شاءت غير القفازين والنقاب وهو البرقع وأما القارن والمفرد فيكون عليهما الإحرام من قبل. فلا يفعلان كما يفعل المتمتع من قص وغيره.
(*) وفي وقت الضحى من هذا اليوم، تُحْرِمُ من المكان الذي أنت نازل فيه حيث تنوي أداء مناسك الحج، و تقول: لبيك حجاً وهو ما يسمى بـ (الإهلال بالحج).
(*) إن كنت خائفاً من عائق يمنعك من إتمام الحج فاشترط وقل بعد الإهلال بالحج : «فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني» وإن لم تكن خائفاً فلا تشترط؛ لأن النبي  صلى الله عليه وسلم  لم يشترط.
(**) بعدما تنوي الحج يجب عليك أن تتجنب محظورات الإحرام جميعها(65).
(*) ثم تكثر من التلبية وهي: «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك» ولا تقطعها حتى ترمي جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة.
(*) ثم تنطلق إلى منى وأنت تلبي حيث تصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر كل صلاة في وقتها حيث تصلي الرباعية منها ركعتين قصراً بلا جمع، ولا فرق بين الحجاج من أهل مكة وغيرهم فالجميع يقصر الصلاة.
(*) لم يكن النبي  صلى الله عليه وسلم  يحافظ على شيء من السنن الرواتب في السفر إلا سنة الفجر بالإضافة إلى الوتر.
(*) وينبغي أن تحافظ على الأذكار الثابتة(66) التي وردت عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بعد الصلاة وأذكار الصباح والمساء والنوم وغيرها.
(*) ثم تبيت في منى هذه الليلة كما فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

من مخالفات اليوم الثامن من ذي الحجة

1- عدم سؤال أهل العلم عما خفي من أحكام الحج، فترى كثيراً من الحجاج يقومون بأداء الحج بناء على ما يرونه من فعل العامة من الناس ولسان حالهم يقول: رأيت الناس يفعلون شيئاً ففعلت، وهذا عين الجهل ولا يعذر من أخطأ في ذلك، لأن الله تعالى يقول: {  فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}  [سورة الأنبياء: 7].
2- كثير من الحجاج «يضطبع»(67) من هذا اليوم إلى نهاية الحج، وهذا خطأ، فالاضطباع لا يشرع إلا أثناء طواف القدوم فقط.
3- اعتقاد بعض النساء أن لثياب الإحرام لوناً خاصاً كالأخضر أو الأبيض مثلاً وهذا من الجهل والخطأ، فالمرأة تحرم بثيابها العادية الشرعية إلا ثياب الزينة، كما أنها لا تلبس النقاب ولا القفازين.
4- من الحجاج من يستعد للإحرام بأمور محرمة كتقصير أو حلق اللحية أو إسبال الإزار ونحو ذلك مما ينقص أجر الحج.
5- يُرى من بعض الحجاج تركه المبيت بمنى اليوم الثامن بل إن بعضهم ينطلقون في هذا اليوم إلى عرفات وهذا خلاف هدي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  .
6- يدعو كثير من الحجاج الله تعالى بأدعية لا يفقهون لها معنى وذلك بناء على ما يقع في أيديهم من كتب الأدعية والأذكار الغير صحيحة.
والمشروع أن يدعو الله تعالى بدعاء ثابت يعرف معناه ويرجو من الله إجابته(68).
7- لا يشرع للمسلم التلفظ بما نوى لأن النية محلها القلب، ولكن الذي يشرع ذكر النسك الذي يريده من حج أو عمرة بعد لبس ثياب الإحرام مثل أن يقول: لبيك عمرة، أو اللهم لبيك عمرة. وإن كانت نيته الحج قال: لبيك حجاً، أو اللهم لبيك حجاً؛ لأن النبي  صلى الله عليه وسلم  فعل ذلك. أما في الصلاة والطواف وغيرهما فلا يتلفظ في شيء منها بالنية فلا يقول: نويت أن أصلي كذا وكذا، ولا نويت أن أطوف كذا، بل التلفظ بذلك من البدع المحدثة والجهر بذلك أقبح وأشد إثماً(69).


ثاني أيام الحج
أعمال اليوم التاسع من ذي الحجة
(الحج عرفة)

(*) إذا صليت الفجر.. وطلعت عليك الشمس فانطلق إلى عرفة وأنت تلبي قائلاً «لبيك اللهم لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وتكبر قائلاً: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» ترفع بذلك صوتك.
(*) يكره لك صيام هذا اليوم حيث وقف النبي  صلى الله عليه وسلم  مفطراً إذ أرسل إليه بقدح لبن فشربه.
(*) من السنة أن تنزل في نمرة إلى الزوال(70) إن أمكن.
(*) ثم تكون هناك خطبة وبعدها تصلي الظهر والعصر جمع تقديم بركعتين لا يجهر فيهما بقراءة القرآن وتكون بأذان وإقامتين. ولا تصلي بينهما ولا قبلهما شيئاً من النوافل.
(***) ثم تدخل عرفة وتتأكد أنك داخل حدودها(71) لأن وادي عرنة ليس من عرفة.
(*) وتتفرغ للذكر والتضرع إلى الله عز وجل والدعاءء بخشوع وحضور قلب(72).
(*) عرفة كلها موقف .. وإن تيسر لك أن تقف عند الصخرات أسفل الجبل – الذي يسمى جبل الرحمة وتجعله بينك وبين القبلة فهو أفضل.
(*) وليس من السنة صعود الجبل، كما يفعله بعض الجهلة.
(*) أثناء الدعاء تستقبل القبلة رافعاً يديك تدعو بخشوع وحضور قلب حتى الغروب. ولا تنشغل بالضحك والمزاح أو النوم عن الدعاء كما هو حال الغافلين . نسأل الله السلامة.
(*) وتكثر من قول (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير)، كذلك تقول التلبية وتزيد عليها «إنما الخير خير الآخرة» وتكثر أيضاً من الصلاة على النبي  صلى الله عليه وسلم .
(**) لا تخرج من عرفة إلا بعد غروب الشمس(73).
(*) قال الرسول  صلى الله عليه وسلم : «ما ُرئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أُريَ يوم بدر ...» الموطأ.
(*) وفي مثل هذا اليوم وهذا المكان أنزل الله سبحانه: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}  [المائدة: 3].
(**) بعد الغروب تنطلق إلى مزدلفة بهدوء وسكينة، وإذا وجدت متسعاً فأسرع قليلاً لأنها السنة، وتستغفر الله وتذكره.
(*) قال الله تعالى: { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}  [سورة البقرة: 199].
(**) حين تصل إلى مزدلفة تصلي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، والسنة أن تجعل المغرب ثلاث ركعات، والعشاء ركعتين، ولا تصل بعدهما شيئاً إلا أن توتر، فإن كنت تخشى أن لا تصل إلى مزدلفة إلا بعد منتصف الليل بسبب الزحام أو غيره فإنه يجب عليك أن تصلي ولو في الطريق، والمهم في ذلك أن تصلي الصلاة قبل أن يخرج عليك وقتها.
(**) ثم تنام حتى الفجر.. أما الضعفاء والنساء فيجوز لهم الذهاب إلى منى بعد منتصف الليل والأحوط بعد غيبوبة القمر.
(**) وجوب المبيت في مزدلفة لقوله  صلى الله عليه وسلم : «خذوا عني مناسككم» ولقوله تعالى:
{ فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} . فهذا الأمر القرآني الصريح يدل على أنه لابد من ذكر الله عند المشعر الحرام بعد الإفاضة من عرفات ومزدلفة كلها موقف، تدخل في مسمى المشعر الحرام، أما المعذور فله أن يذكر الله ليلاً.

من مخالفات اليوم التاسع

1- بعض الحجاج يقف خارج حدود عرفة، ومن حصل منه هذا ولم يستدرك نفسه بالوقوف ولو قبل طلوع فجر يوم النحر بلحظات فقد فسد حجه ولزمه إتمامه أولاً وكذا إعادته إن كان فرضاً السنة القادمة.
2- صيام هذا اليوم من بعض الحجاج، ومن صام يخشى عليه الإثم.
3- التكلف بالذهاب إلى ما يسمى بـ«جبل الرحمة» وصعوده.
4- الانشغال يوم عرفة بالضحك والمزاح وفضول الكلام، وإضاعة الوقت بالنوم عن الدعاء والذكر.
5- يلاحظ أن بعض الحجاج – هداهم الله – يلتقطون لهم صوراً «فوتوغرافية» ويسمونها صوراً تذكارية وهذا منكر.
6- يرى من كثير من الحجاج الإسراع والمسابقة بالسيارات حين الإفاضة، علماً أن الرسول  صلى الله عليه وسلم  قال في هذا الموضع: «السكينة السكينة».
ولا يقتصر الأمر على سائق السيارة بل كل من في السيارة ينشغل معه ويترك التلبية.
7- عدم تحري جهة القبلة عند الصلاة في مزدلفة.
8- لا ينبغي لأحد أن يدع المبيت في مزدلفة لأنه واجب من واجبات الحج، ومن ترك المبيت وهو ليس من أهل الأعذار الشرعية فعليه دم.


ثالث أيام الحج
أعمال اليوم العاشر وهو يوم النحر «العيد»

(**) لابد من صلاة الفجر لجميع الحجاج في مزدلفة إلا الضعفاء والنساء؛ يجوز لهم الذهاب بعد غيبوبة القمر.
(*) بعد صلاة الفجر والانتهاء من الأذكار عقب الصلاة تستقبل القبلة: فتحمد الله، وتكبره، وتهلله، وتدعوه حتى يسفر الصبح جداً.
(*) ثم تنطلق قبل طلوع الشمس إلى منى ملبياً، وعليك السكينة.
(*) إذا مررت بوادي مُحسِّر(74) تسرع السير إن أمكن.
(*) تلتقط سبع حصيات من أي مكان من طريقك من مزدلفة إلى منى، أو من منى، وتستمر في التكبير والتلبية ولا تقطع التلبية إلا مع بداية الرمي.
ثم عليك ما يلي:
(**) ترمي جمرة العقبة(75) بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة.
(**) تذبح الهدي وتأكل منه وتوزع على الفقراء قال الله تعالى: { فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير}  [سورة الحج: 28]، والذبح واجب على المتمتع والقارن فقط. وتقول عند الذبح والنحر: «بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم تقبل مني».
(**) ثم تحلق أو تقصر مع تعميم الرأس كله، والحلق أفضل مبتدئاً باليمين، وهذا الحلق فيه كمال الخضوع والذل والإنقياد لله عز وجل، أما المرأة فتقصر بقدر أنملة، وهي طرف الأصبع؛ وبذلك تتحلل التحلل الأول، فتلبس ثيابك وتتطيب، ويحل لك جميع محظورات الإحرام إلا النساء، ولا يحل لك الجماع إلا بعد طواف الإفاضة والسعي إن كان عليك سعي. أما إذا جامع الرجل زوجته بعد رمي جمرة العقبة, فحجه صحيح، وعليه دم شاة توزع على فقراء الحرم.
(***) بعد ذلك تذهب إلى مكة وتطوف طواف الإفاضة بدون رمل وهو: الإسراع في المشي مع تقارب الخطى أثناء الطواف ثم تصلي ركعتي الطواف ولقد طاف النبي  صلى الله عليه وسلم  في هذا اليوم متطيباً لابسا الملابس المعتادة.
(***) ثم تسعى. والسعي على المتمتع، وكذا على القارن والمفرد اللذين لم يسعيا مع طواف القدوم؛ وبذلك تتحلل التحلل الكامل.
(*) إن قدّمت بعض هذه الأمور على بعض فلا حرج.
(*) وتشرب من ماء زمزم. وتصلي الظهر(76) في مكة إن أمكن.
(**) ثم عليك المبيت بمنى باقي الليالي.

من مخالفات اليوم العاشر

1- بعض الحجاج يصلون الفجر ليلة مزدلفة قبل دخول الوقت، وهذا خطأ عظيم وتعدٍ على حدود الله عز وجل والصلاة قبل دخول الوقت محرمة، وغير مقبولة.
2- يتساهل كثير من الحجاج فيرمي جمرة العقبة من خلفها؛ مما يحول بينه وبين إيقاع الحصى داخل الحوض لأن الحوض نصف دائري.
3- من الحجاج من يعتقد أثناء رميه جمرة العقبة أنه يرمي (الشيطان)، وهذا من الجهل والخطأ؛ حيث إن الرمي وضع اقتداء برسول الله  صلى الله عليه وسلم  وإقامة لذكر الله عز وجل كما بيِّن ذلك معلم البشرية عليه الصلاة والسلام، واقتداءً بأبي الأنبياء إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
4- يعمد كثير من الحجاج بعد رمي الجمرة إلى حلق لحيته، وهذه معصية في وقت ومكان فاضلين.
5- عدم تعظيم هذا اليوم بذكر الله تعالى وعمل القربات من النوافل كالصدقة وإفشاء السلام على المسلمين وطلاقة الوجه لهم وإدخال السرور عليهم؛ حيث إن هذا اليوم يوم عيد.
قال  صلى الله عليه وسلم : « إن أعظم الأيام عند الله تعالى يوم النحر ثم يوم القرِّ». [رواه أبو داود]. ويوم القر هو اليوم الأول من أيام التشريق، وهو اليوم الذي يلي يوم النحر، وهو أفضل أيام التشريق، وسمي يوم القر لأن أهل منى يستقرون فيها.
6- بعض الحجاج يذبح ولا يتحرى ما يشترط في الهدي، حيث جاء في فتاوى اللجنة الدائمة ما نصه: «يشترط في الهدي ما يشترط في الأضحية، فلا تجزئ العوراء البيِّن عورها، ولا المريضة البين مرضها، ولا العرجاء البين عرجها، ولا الهزيلة التي لا تنقي(77)، وأدنى سن في الشاة ستة شهور، وفي المعز سنة، وفي البقر سنتان، وفي الإبل خمس سنين، فما كان أقل من ذلك لا يجزئ هديا ولا أضحية»(78). وقال الله تعالى: { لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هدأكم وبشر المحسنين}  [الحج: 37].
7- يقوم بذبح الهدي من لا يصلي، وهذا لا تقبل منه وتعتبر ذبيحته خبيثة(79).
ومن السنة أن تذبح ذبيحتك بيدك؛ لفعل النبي  صلى الله عليه وسلم  ولقد قال الله تعالى: { فصل لربك وانحر}  [سورة الكوثر].
8- الذبح خارج حدود الحرم كعرفات وجدة، وغيرهما، وهذا لا يجزئ ولو وزع لحمه في الحرم، فمن فعل ذلك يجب عليه هدي آخر يذبحه داخل حدود الحرم المعروفة ويوزعه (سواء فعل ذلك جاهلاً أو عالماً) (80).
9- للذبح أيام محددة وهي يوم العيد وثلاثة أيام بعده فلا تتجاوزها.
10- على كل شاب أعطاه الله القوة أن يسارع في تطبيق أعمال الحج في أول وقتها لحصول الأجر العظيم، وتشجبع الناس ليقتدوا به، ولا يُسَوَّف ويجعل نفسه من أهل الأعذار.


رابع أيام الحج
أعمال اليوم الحادي عشر من ذي الحجة
«أيام التشريق»

(*) اعلم أن هذه الأيام تسمى أيام التشريق. وهذا هو اليوم الأول منها وقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله». [رواه مسلم].
(*) رمي الجمار شرع لإقامة ذكر الله.
(*) من ذكر الله المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة(81).
(*) ويسن كثرة التكبير بعد الصلاة، وأن تكبر الله في كل حال وزمان في الأسواق والطرقات وغيرها، لفعل ابن عمر رضي الله عنهما.
(*) ويبدأ رمي الجمرات الثلاث بعد الظهر أي بعد الزوال حيث تجمع إحدى وعشرين حصاة من أي مكان من منى.
(**) فتبدأ برمي الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى التي تسمى «العقبة».
(**) ترمي كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات واحدة بعد الأخرى وتكبر مع كل حصاة.
(*) والأفضل في رمي الجمرة الصغرى والوسطى أن ترميها وأنت مستقبل القبلة والجمرة بين يديك. ثم تتقدم على الجمرة أمامها بعيداً عن الزحام فتستقبل القبلة وتدعو طويلاً، تجعل الجمرة الصغرى عن يسارك، والوسطى عن يمينك أثناء الدعاء لفعله  صلى الله عليه وسلم  وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم عند الجمرتين مقدار ما يقرأ سورة البقرة(82).
فليحرص المسلم على الوقوف للدعاء ولو قلّ. لأن السنة كلما ضيعت كان فعلها أوكد، وليجمع العامل بها بين فضيلة العمل وإحياء السنة.
(*) وترمي جمرة العقبة مستقبلها جاعلا الكعبة عن يسارك ومنى عن يمينك ثم تذهب ولا تقف للدعاء لأن الرسول  صلى الله عليه وسلم  لم يقف بعدها.
(*) لا يجوز أن يوكل في الرمي إذا كان صحيحاً بل يجب عليه أن يرمي بنفسه ما دام قادراً على الرمي. لكن لو فرض أنه عاجز ولا يمكنه الرمي بنفسه لا في النهار ولا في الليل فهنا يجوز له التوكيل، ولا يشترط للموكل أن يلتقط الحصى بنفسه ويعطيها من وكله، ولأن رمي الجمار عبادة أفردت لها سبع مسائل في الصفحات القادمة نظراً للأهمية.
(**) ثم عليك المبيت بمنى.

سبع مسائل في رمي الجمرات(83)

* المسألة الأولى: حكم الرمي: الرمي واجب من واجبات الحج وهو أطول زمن يقضيه الحاج في منى أيام حجه حيث يستغرق من وقته ثلاثة أيام أو أربعة.
وهل يجبر الواجب؟ نعم يجبر بدم.
*
المسألة الثانية: حجم الحصى: يكون مثل حصى (الخذف) (84) وقد حددها بعض الفقهاء بأنها: أكبر من الحمص وأصغر من البندق. وفي سنن ابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  غداة العقبة وهو على ناقته ألقط لي حصى فلقطت له سبع حصيات هن حصى الخذف فجعل ينفضهن في كفه ويقول: «أمثال هؤلاء فارموا» ثم قال: «يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فإنه أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين».
*
المسألة الثالثة: عدد الحصى ومكان لقطه: تَرمى الجمرة الواحدة بسبع حصيات، ومجموع الحصى الذي يرمي به الحاج الجمرات طوال أيام الحج سبعون حصاة. أو تسع وأربعون حصاةً لمن تعجل.
حيث يجب على كل حاج أن يرمي جمرة العقبة يوم النحر بسبع حصيات، يسن له أن يلتقط الحصى من مزدلفة أو من طريقه إلى منى.
أما أيام التشريق يجب عليه أن يرمي الجمرات الثلاث كل جمرة بسبع حصيات، يجوز له أن يلتقط الحصى من أي مكان من منى.
*
المسألة الرابعة: شروط الرمي:
أ- أن يكون المرمي به حصى فلا يصح أن يرمي بأسمنت أو طين أو حجر كبير أو غيره، لأنه لا يطلق عليه اسم الحصى.
ب- أن تقع الحصاة في الحوض الدائري على الجمرتين الصغرى والوسطى، أما جمرة العقبة فالحوض نصف دائرة فينتبه لذلك لأن الكثير يرميها من الخلف ولا تقع في الحوض وهذا الرمي غير صحيح, إلا إذا رماها من فوق الجسر جاز له ذلك.
ج- تفريق الرميات أي يرمي واحدة بعد واحدة، ولا يصح أن يرمي السبع جميعاً بكف واحد، وإذا رمى السبع بكف واحد تعتبر له رمية واحدة.
د- ترتيب رمي الجمرات: يرمي الصغرى، ثم الوسطى، ثم العقبة ولا يصح العكس.
المسألة الخامسة: وقت رمي جمرة العقبة يبتدئ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، وإنه لا يرمي يوم النحر غيرها، أما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم ممن يشق عليهم مزاحمة الناس ومن يرافقهم كالسائق أو المحرم أو المساعد فإنهم ينصرفون من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها وآخر وقت لرمي جمرة العقبة ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم.
أما وقت رمي الجمرات أيام التشريق: فيبدأ الرمي من زوال الشمس وهو وقت دخول صلاة الظهر وينتهي بغروب الشمس لمن ليس له عذر.
والأفضل فعل العبادة في أول وقتها لمن قدر على ذلك ولفعله  صلى الله عليه وسلم  وقوله: «خذوا عني مناسككم».
المسألة السادسة: جواز الرمي ليلاً أيام التشريق، فمن كان له عذر جاز له مثل الرعاة والسقاة وكبار السن وكل ضعيف والنساء عموماً لمنع اختلاطهن بالرجال وخوف التكشف.
ولا يجوز التوكيل إلا لمن لا يستطيع الرمي ليلاً أو نهاراً مثل الحامل التي تخشى على ولدها أو المريضة أو لعذر نحوهما، ولا يجوز أن يتولى الرمي إلا من كان حاجاً.
المسألة السابعة: سنن الرمي:
أ- من السنّة للحاج عند دخوله منى أن يبتدئ برمي جمرة العقبة وهي تحية منى.
ب- يستقبل جمرة العقبة حيث يجعل منى عن يمينه والكعبة عن يساره ثم يرمي ويقطع التلبية.
جـ- يكبر مع كل حصاة (الله أكبر).
د- يسن أيام التشريق أن يذهب إلى الجمرات الثلاث ماشياً.
هـ- يسن أن يقف للدعاء مستقبل القبلة بعد رمي الجمرة الأولى والتي تسمى الصغرى يجعلها على يساره بعيداً عن الزحام ويرفع يديه يدعو وكذلك بعد رمي الجمرة الوسطى يجعلها عن يمينه بعيداً عن الزحام ويطيل في دعائه، وليس هناك دعاء بعد رمي جمرة العقبة(85).

من مخالفات اليوم الحادي عشر

1- الرمي قبل الزوال ومن رمى قبل الزوال فعليه دم إلا أن يعيده بعد الزوال فلا شيء عليه.
2- من الخطأ رمي الجمار بالعكس حيث يبدأ برمي الكبرى ثم الوسطى، ثم الصغرى, فمن فعل ذلك فيجب عليه إعادة رمي الوسطى ثم الكبرى.
3- من ترك الرمي في اليوم الثاني عشر ظنّاً منه أن هذا هو التعجل وغادر ولم يطف للوداع فما حكم حجه؟
فالجواب: (حجه صحيح؛ لأنه لم يترك فيه ركناً من أركان الحج، ولكن ترك فيه ثلاث واجبات إن كان لم يبت ليلة الثاني عشر بمنى.
الواجب الأول: المبيت بمنى ليلة الثاني عشر.
والواجب الثاني: رمي الجمار في اليوم الثاني عشر.
والواجب الثالث: طواف الوداع.
ويجب عليه لكل واحد منها دم يذبحه في مكة ويوزعه على الفقراء، لأن الواجب في الحج عند أهل العلم إذا تركه الإنسان وجب عليه دم يذبحه في مكة ويفرقه على الفقراء) من كتاب (فتاوى أركان الإسلام، لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى-).


خامس أيام الحج
أعمال اليوم الثاني عشر من ذي الحجة
ثاني أيام التشريق

(**) يلزمك المبيت بمنى هذه الليلة.
(*) عليك أن تستغل وقتك بفعل الخيرات وذكر الله والإحسان إلى الخلق.
(**) وبعد الظهر ترمي الجمرات الثلاث وتفعل كما فعلت في اليوم الحادي عشر فترمي بعد الظهر الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى.
(*) وتقف للدعاء بعد الصغرى والوسطى.
(*) وبعد أن تنتهي من الرمي إن أردت أن تتعجّل في السفر جاز لك.
(**) إن نويت التعجل فيلزمك الانصراف من منى قبل غروب الشمس وتطوف طواف الوداع. ولا شيء عليك إذا تأخرت بسبب الزحام.
(*) لكن التأخُّر للحاج أفضل لقول الله تعالى: { فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى } [البقرة]. ولفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنيل فضيلة الرمي.
(*) إذا أمكنك أن تصلي أثناء بقائك في منى أيام التشريق في مسجد الخيف كان أفضل؛ لأنه «صلى في مسجد الخيف سبعون نيباً»(86).


سادس أيام الحج
أعمال اليوم الثالث عشر من ذي الحجة
ثالث أيام التشريق

(**) بعد المبيت بمنى ليلة الثالث عشر.
(**) ترمي الجمرات الثلاث بعد الزوال وقت دخول صلاة الظهر وتفعل كما فعلت في اليومين السابقين.
(**) فإذا عزمت الرجوع إلى بلدك فطف طواف الوداع، أما الحائض والنفساء فليس عليهما طواف وداع، إلا إذا طهرتا قبل السفر فوجب عليهما.
قال الله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله }(87).
وبذلك تمت مناسك الحج ولله الحمد والمنة(88).

من مخالفات يومي الثاني عشر والثالث عشر

1- عدم المحافظة على نظافة المكان وتركه متسخاً دون أي مبالاة وهذا ليس من أدب الإسلام في شيء.
2- كثير من الناس يغفل عن حسن الخلق وإنما الأعمال بالخواتيم.
قال صلى الله عليه وسلم : «ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خُلُقٍ حسن» [رواه الترمذي].
3- الالتزام بزيارة المسجد النبوي؛ حيث يعتقد بعض الحجاج أن لها علاقة بالحج، أو أنها من مكملاته وهذا خطأ، والصحيح أن زيارة المسجد النبوي سنة قبل الحج أو بعده، وليست من مكملاته. والصلاة فيه بألف صلاة، فيكون مقصد السفر للصلاة فيه لا لزيارة القبر، وبعد الصلاة يستحب زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – والسلام عليهم ثم زيارة مسجد قباء للصلاة فيه، ثم زيارة بقيع الغرقد حيث قبور الصحابة رضي الله عنهم، والسلام عليهم، والدعاء لهم، ثم قبور الشهداء في أحد والدعاء لهم.
وأحذر من دعاء الأموات أو الاستغاثة بهم، لكونه شركاً أكبر ومحبطاً للعمل.


أثر الحج
وتحقيق العبودية بترك أمور الجاهلية

وقف النبي صلى الله عليه وسلم موقفاً عظيماً وأعلن إعلاناً أشهد عليه صحابته خير هذه الأمة، وذلك تقرباً إلى الله عز وجل فتدبر أيها الحاج ملياً هذه الخطبة:
حيث قال صلى الله عليه وسلم في يوم عرفة: «إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا.
* ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدميّ موضوع.
* ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هذيل.
* وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا. ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله.
* فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرّح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
* وإني قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعد إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت رسالات ربك وأديت، ونصحت لأمتك، وقضيت الذي عليك، فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس «اللهم اشهد، اللهم اشهد». رواه مسلم.


طرق كسب الثواب

قال الله تعالى: {والذين ءامنوا أشد حبا لله} [البقرة، الآية: 165].
* إظهار البراءة من المشركين وتعمد مخالفتهم.
* احرص على تطبيق جميع السنن الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف وطلاقة الوجه.
* سقاية الحجاج وإطعامهم والإحسان إليهم.
* الصبر على إخوانك الحجاج وما تجده منهم من مضايقة أو إزعاج.
* مساعدة الضعيف وتعليم الجاهل بالحكمة والموعظة الحسنة.
* نشر الكتب القيمة والأشرطة العلمية المفيدة.
* الدعاء لإخوانك المسلمين في كل مكان.
* الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصحية.
* سلامة الصدر والابتعاد عن الغيبة وتجريح الناس وخصوصاً الدعاة ولمن لهم عليك ولاية، والدعاء لهم بالخير والصلاح والتوفيق في الدنيا والآخرة.
* تنال رحمة الله إذا كنت سمحاً. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى»(89).


حاجتنا إلى دعاء الله عز وجل

قال الله تعالى: }وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين{ [سورة غافر: 60].
وقال جل شأنه: { وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} [سورة البقرة: 186].
وقال سبحانه وتعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء} [سورة النمل: 62].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده، إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفراً»(90).
وقال صلى الله عليه وسلم : «إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه»(91).
وقال عليه الصلاة والسلام: «الدعاء هو العبادة»(92).
وقال عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لابن عباس رضي الله عنهما: «يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا شيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف»(93).
وروي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: (إني لا أحمل همّ الإجابة، ولكن أحمل هم الدعاء، فإذا أُلهمت الدعاء فإن الإجابة معه).
لذلك نحن بحاجة مع ما سأذكره من بعض آداب الدعاء إلى الجزم والثقة واليقين على الله بالإجابة.
حيث يقول صلى الله عليه وسلم : «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب من قلب غافل لاه»(94).

• من آداب الدعاء:
1- أن تسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى، لقول تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}.
2- البدء بحمد الله والثناء عليه والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
3- الصدق والإخلاص لله في الطلب.
4- الإلحاح وعدم الاستعجال.
5- تكرار الدعاء ثلاثاً.
6- كون المطعم والمشرب والملبس من الحلال.
7- رفع الأيدي في الدعاء واستقبال القبلة.
8- الوضوء قبل الدعاء إن تيسر.
9- خفض الصوت بالدعاء (بين المخافتة والجهر) قال الله تعالى: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً} [سورة الأنبياء، الآية: 90].
10- عدم تكلف السجع في الدعاء.
11- عدم الاعتداء في الدعاء أو الدعاء بالإثم أو قطيعة الرحم.
12- لا يسأل إلا الله وحده.

أخي الحاج: إن من الناس من يشهد أن لا إلا الله، وأن محمداً رسول الله باللسان فقط!! وحسبوا أنهم على شيء وأنى لهم ذلك!! إذ أن أقوالهم وأعمالهم شاهدة بفساد دعواهم، ودليل ذلك أنهم دعوا غير الله تعالى، فأشركوا بالله في عبادته ما لم ينزل به سلطاناً، فلم يزدهم شركهم عند ربهم إلا مقتاً وبعداً، فدعا فريق منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ودعا آخرون عليًّا والحسن والحسين رضي الله عنهم، ودعا آخرون البدوي والجيلاني وأبا طير وغير هؤلاء من المخلوقين؛ فزلت أقدام هؤلاء الداعين(95). وأشركوا بالله رب العالمين وضلوا عن صراطه المستقيم: {ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون. وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين} [الأحقاف 6].
فلا تسأل ولا تدع إلا الله وحده واحذر أن تشرك بالله شيئاً، والحمد لله القائل:
{ادعوني أستجب لكم}.
13- الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم  وتضمن اسم الله الأعظم.

ومن أهم الآداب الدعاء بجوامع الأدعية

وإليك بعض الأذكار والأدعية
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أفضل ما قلت أنا والنبيون عشية عرفة: لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير»(96).
* وصح عنه صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»(97).
* وقال صلى الله عليه وسلم : «كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم»(98).
* وكان الرسول صلى الله عليه وسلم  يقول عند الكرب: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم»(99).
* وكان عليه الصلاة والسلام يقول: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري،وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر»(100).
* وكان يقول: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى»(101).
* «اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك»(102).
* عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرها أن تدعو بهذا الدعاء: «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك من خير ما سألك عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم ، وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً»(103).
وعليك أن تكثر من الاستغفار وتتوب إلى الله توبة صادقة، وتسأل الله من خيري الدنيا والآخرة، وتكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أكثر دعاء النبي(104) صلى الله عليه وسلم : «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار». متفق عليه. وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: جمعت هذه الدعوة كل خير في الدنيا، وصرفت كل شر، فإن الحسنة في الدنيا تشمل كل مطلوب دنيوي، من عافية، ودار رحبة، وزوجة حسنة، ورزق واسع، وعلم نافع، وعمل صالح، ومركب هين، وثناء جميل إلى غير ذلك مما اشتملت عليه عبارات المفسرين، ولا منافاة بينها، فإنها كلها مندرجة في الحسنة في الدنيا. وأما الحسنة في الآخرة، فأعلى ذلك دخول الجنة وتوابعه من الأمن من الفزع الأكبر في العرصات، وتيسير الحساب، وغير ذلك من أمور الآخرة الصالحة(105).


الدعاء الذي جمعه سماحة الشيخ
عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – في منسكه
(106)

ويختار جوامع الذكر والدعاء ومن ذلك:
«سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم».
«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين».
«لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون».
«لا حول ولا قوة إلا بالله».
{ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
«اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، والموت راحة لي من كل شر».
«أعوذ بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماة الأعداء».
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، ومن الجبن والبخل، ومن المأثم والمغرم، ومن غلبة الدين وقهر الرجال».
«أعوذ بك اللهم من البرص والجنون والجذام، ومن سيء الأسقام».
«اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة».
«اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي».
«اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني».
«اللهم اغفر جدِّي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي».
«اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير».
«اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً ولساناً صادقاً، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك علام الغيوب».
«اللهم ربِّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأعذني من مضلات الفتن ما أبقيتني».
«اللهم ربِّ السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عني الدين واغنني من الفقر».
«اللهم أعط نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها».
«اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والهرم والبخل، وأعوذ بك من عذاب القبر».
«اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك أن تضلني لا إله إلا أنت. أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون».
«اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها».
«اللهم جنبني منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء».
«اللهم ألهمني رشيدي وأعذني من شر نفسي».
«اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، واغنني بفضلك عمن سواك».
«اللهم إنِّي أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى».
«اللهم إني أسألك الهدى والسداد».
«اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك من خير ما سألك منه عبدك ونبيك محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، وأعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك محمد  صلى الله عليه وسلم ».
«اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيراً».
«لا إله الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير».
«سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
«اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد».
«ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
ويستحب في هذا الموقف العظيم أن يكرر الحاج ما تقدم من الأذكار والأدعية وما كان في معناها من الذكر والدعاء والصلاة على النبي،  صلى الله عليه وسلم ، ويلح في الدعاء، ويسأل ربه من خيري الدنيا والآخرة، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذا دعا كرر الدعاء ثلاثاً فينبغي التأسي به في ذلك عليه الصلاة والسلام.
ويكون المسلم في هذا الموقف مخبتاً لربه –سبحانه – متواضعاً له، خاضعاً لجنابه منكسراً بين يديه، يرجو رحمته ومغفرته، ويخاف عذابه ومقته، ويحاسب نفسه ويجدد توبة نصوحاً، لأن هذا يوم عظيم ومجمع كبير، يجود الله فيه على عباده ويباهي بهم ملائكته ويكثر فيه العتق من النار، وما يرى الشيطان في يوم هو فيه أدحر ولا أصغر ولا أحقر منه في يوم عرفة إلا ما رؤي يوم بدر، وذلك لما يرى من جود الله على عباده وإحسانه إليهم وكثرة إعتاقه ومغفرته، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟.
فينبغي للمسلمين أن يروا الله من أنفسهم خيراً، وأن يهينوا عدوهم الشيطان ويحزنوه بكثرة الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا، ولا يزال الحجاج في هذا الموقف مشتغلين بالذكر والدعاء والتضرع إلى أن تغرب الشمس.
فإذا غربت الشمس انصرفوا إلى مزدلفة بسكينة ووقار وأكثروا من التلبية. انتهى كلام سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.


الدعاء الذي جمعه(107)
الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله –
في منسكه
(108)

حيث قال: فالسُّنة للحاج أن يتفرغ في آخر يوم عرفة للدعاء والذكر والقراءة ويحرص على الأذكار والأدعية الواردة عن النبي  صلى الله عليه وسلم ، فإنها من أجمع الأدعية وأنفعها فيقول:
«اللهم لك الحمد كالذي نقول وخيراً مما نقول، اللهم لك صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي وإليك رب مآبي ولك رب تراثي».
«اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ووسوسة الصدر وشتات الأمر».
«اللهم إني أعوذ بك من شر ما تجيء به الريح».
«اللهم إنك تسمع كلامي، وترى مكاني، وتعلم سري وعلانيتي، لا يخفى عليك شيء من أمري، أنا البائس الفقير المستغيث المستجير الوجل المشفق المقر المعترف بذنوبي، أسألك مسألة المسكين، وأبتهل إليك ابتهال المذنب الذليل. وأدعوك دعاء من خضعت لك رقبته وفاضت لك عيناه، وذل لك جسده، ورغم لك أنفه».
«اللهم لا تجعلني بدعائك رب شقياً، وكن بي رؤوفاً رحيماً يا خير المسؤولين ويا خير المعطين».
«اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي سمعي نوراً وفي بصري نوراً».
«اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل، وشرما يلج في النهار، وشر ما تهب به الرياح، وشر بوائق الدهر».
«اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
«اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم».
«اللهم إني أعوذ بك من جهد البلاء، ومن دَرْك الشقاء، من سوء القضاء، ومن شماتة الأعداء».
«اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين وغلبة الرجال، وأعوذ بك من أن أُرَدَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا».
«اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم، ومن شر فتنة الغني وأعوذ بك من فتنة القبر».
«اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب».
فالدعاء يوم عرفة خير الدعاء.
قال النبي  صلى الله عليه وسلم : «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي، لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير»(109).
وإذا لم يحط بالأدعية الواردة عن رسول الله  صلى الله عليه وسلم ، دعا بما يَعرفُ من الأدعية المباحة. فإذا حصل له ملل، وأراد أن يستجم بالتحدث مع رفقته بالأحاديث النافعة، أو مدارسة القرآن، أو قراءة ما تيسر من الكتب المفيدة، خصوصاً ما يتعلق بكرم الله تعالى وجزيل هباته، ليقوى جانب الرجاء في هذا اليوم، كان حسناً ثم يعود إلى الدعاء والتضرع إلى الله، ويحرص على اغتنام آخر النهار بالدعاء.
وينبغي أن يكون حال الدعاء مستقبلا القبلة، وإن كان الجبل خلفه أو يمينه أو شماله، لأن السنة استقبال القبلة، ويرفع يديه، فإن كان في إحداهما مانع رفع السليمة، لحديث أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: «كنت ردف النبي  صلى الله عليه وسلم  بعرفات فرفع يديه يدعو، فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه وهو رافع الأخرى»(110).
ويظهر الافقتار والحاجة إلى الله عز وجل، ويلح في الدعاء ولا يستبطئ الإجابة.
ولا يعتدي في دعائه بأن يسأل ما لا يجوز شرعاً، أو ما لا يمكن قدراً، فقد قال الله تعالى: { ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لايحب المعتدين} . وليتجنب أكل الحرام فإنه من أكبر موانع الإجابة.


فقه الذكر والدعاء في الحج
«من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين»

أولاً: المواضع التي رفع النبي  صلى الله عليه وسلم  يديه الشريفتين ودعا فيها هي:
* على الصفا.
* على المروة.
* في عرفة.
* في مزدلفة.
* عند الجمرة الأولى.
* عند الجمرة الثانية.
قال ابن القيم – رحمه الله – في زاد المعاد: تضمنت حجته  صلى الله عليه وسلم  ست وقفات للدعاء.

ثانياً: اعلم أن الدعاء عبادة. فأنت في قيامك بدعاء الله تتعبده بذلك.

ثالثاً: يوم عرفة يوم من الأيام الفاضلة في عشر ذي الحجة.
وللدعاء فيه مزية على غيره فإن النبي  صلى الله عليه وسلم  قال: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
قال ابن عبدالبر – رحمه الله – في التمهيد: (6/41).
«وفيه من الفقه أن دعاء يوم عرفة أفضل من غيره، وفي ذلك دليل على فضل يوم عرفة على غيره ... وفي الحديث أيضاً دليل أن دعاء يوم عرفة مجاب في الأغلب، وفيه أيضاً أن أفضل الذكر لا إله إلا الله...».

رابعاً: للدعاء مراتب:
* أفضلها(111): ذكر الله والثناء عليه ولهذا كانت سورة الفاتحة نصفين – نصفا ثناء، ونصفاً دعاءً – ونصف الثناء هو المقدّم، وهو الذي لله عز وجل. وكذلك حديث الشفاعة الصحيح قال النبي  صلى الله عليه وسلم : «.. فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً، فأحمد ربي بمحامد يفتحها على لا أحسنها الآن، فيقول: يا محمد، ارفع رأسك، وقل تسمع وسل تعطه...» فبدأ بالحمد لله حتى أذن له في السؤال، فيسأل ... كما قيل:
إذا أثنــى عليـــك المرء يــومـاً *** كفــاه مـن تعـرّضـه الثنـــاء

خامساً: تفكر في الأدعية التي علمها رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أهله وصحابته الذين كانوا حريصين على طلب دخول الجنة والنجاة من النار، وهي التي حولها ندندن(112)، ونذكر ثلاثة منها على سبيل المثال:
أ- فهذي زوجة الرسول  صلى الله عليه وسلم  أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال: قولي: «اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني» رواه الترمذي وابن ماجه.
ب- وهذا صاحب رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أبو بكر الصديق رضي الله عنه: أنه قال لرسول الله  صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم» رواه البخاري.
ج- وهذا معاذ ابن جبل رضي الله عنه: قال أخذ بيدي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  فقال: «إني لأحبك يا معاذ» فقلت: وأنا أحبك يا رسول الله فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم : «فلا تدع أن تقول في كل صلاة رب أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» رواه النسائي وأبو داود.
قال الشيخ بكر أبو زيد في كتابه: تصحيح الدعاء ص 34و35:
وأنفع الدعاء: طلب العون من الله – تعالى- على مرضاته.
وذكر كلام ابن القيم وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك.
ثم قال: وإذا تفضل الله – سبحانه – عليك بالإجابة، ولا بد أن تدرك خيراً، فاشكر الله واحمده على ما تفضل به عليك، ويُروى عن النبي  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «ما يمنع أحدكم إذا عرف الإجابة من نفسه، فشفي من مرض، أو قدم من سفر أن يقول: «الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات».

سادساً: الذكر المطلوب بعد قضاء المناسك:
{ فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا}  [من الآية 200 من سورة البقرة].
المناسك تقضى يوم النحر وهو اليوم العاشر من ذي الحجة بعد التحلل وذلك يكون غالباً في ضحى يوم النحر، وتكون أول صلاة بعد ذلك هي صلاة الظهر من يوم النحر.
قال القرطبي – رحمه الله – في تفسيره: قال مجاهد: المناسك الذبائح وراقة الدماء وقيل: هي شعائر الحج: لقوله  صلى الله عليه وسلم  : «خذوا عني مناسككم» والمعنى: فإذا فعلتم منسكاً من مناسك الحج فاذكروا الله واثنوا عليه بآلائه عندكم.
وقال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره : «يأمر تعالى بذكره والإكثار منه بعد قضاء المناسك وفراغها وقوله: «كذكركم آباءكم» اختلفوا في معناه فقال ابن جريج عن عطاء: هو كقول الصبي أبه أمه – يعني كما يلهج الصبي يذكر أبيه وأمه – فكذلك أنتم فالهجوا بذكر الله بعد قضاء النسك..
وقال سعيد بن جبير عن ابن عباس: كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم: كان أبي يطعم ويحمل الحمالات ويحمل الديات. ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم. فأنزل الله على محمد  صلى الله عليه وسلم : {  فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً}  ... والمقصود منه الحث على كثرة الذكر لله عز وجل ولهذا كان انتصاب قوله أو أشد ذكرا على التمييز تقديره كذكركم آباءكم أو اشد ذكرا. ثم إنه تعالى أرشد إلى دعائه بعد كثرة ذكره فإنه مظنة الإجابة.

سابعاً: طلب الآخرة:
لقد نبه الله عز وجل لطلب الآخرة مع الدنيا فقال الله تعالى: {  فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق. ومنهم من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب} .
قال ابن كثير – رحمه الله – في تفسيره : «وذم الله من لا يسأله إلا في أمر الدنيا وهو معرض عن أخراه».
وقال ابن جرير الطبري – رحمه الله – في تفسيره : «حدثنا أبو كريب قال: سمعت أبا بكر بن عياش في قوله: {  ... فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وما له في الآخرة من خلاق}  قال: كانوا – يعني أهل الجاهلية – يقفون يعني بعد قضاء مناسكهم فيقولون: اللهم ارزقنا إبلاً، اللهم ارزقنا غنماً، فأنزل الله هذه الآية». اهـ. ومعنى الخلاق: الحظ والنصيب.

ثامناً: الذكر أيام التشريق:
يقول الرسول  صلى الله عليه وسلم : «أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله» وأيام التشريق هي اليوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة قال تعالى:
{  واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى}  [البقرة: 203].
قال البخاري رحمه الله تعالى : قال ابن عباس رضي الله عنهما: {  ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات}  [سورة الحج: 28] هي أيام عشر ذي الحجة ، والأيام المعدودات التي في الآية {  واذكروا الله في أيام معدودات}  هي: أيام التشريق. قال ابن رجب: هذا قول ابن عمر وأكثر العلماء.
وقد دلت النصوص المتقدمة على أمرين(113):
الأول: أن أيام التشريق أيام أكل وشرب وإظهار للفرح والسرور ولا مانع في التوسع في الأكل والشرب، بشرط أن لا يصل ذلك إلى حد الإسراف والتبذير أو التهاون بنعم الله تعالى.
الثاني: أن هذه الأيام أيام ذكر لله تعالى، وذكر الله تعالى المأمور به في هذه الأيام أنواع متعددة منها:
أ: ذكر الله تعالى بالتسمية والتكبير عند ذبح الهدايا والأضاحي.
ب- ذكر الله عز وجل عقب الصلوات المكتوبة بالتكبير في أدبارها وهو المشروع إلى آخر أيام التشريق وهذا هو التكبير المقيد.
جـ- ومنها ذكر الله عز وجل عند الأكل والشرب.
د: ومنها الدعوة إلى الله أيام التشريق في منى بتبيين التوحيد وفضله، والتحذير من نواقضه.
هـ- ومنها ذكر فضل الله علينا، كم كرر الله ذلك وبينه في كتابه العظيم، فلولا فضل الله ما اهتدينا، ولا تصدقنا، ولا صلينا.
و: ومنها رمي الجمار والتكبير مع كل رمية.
يقول ابن رجب – رحمه الله تعالى – في كتابه: [لطائف المعارف ص 332]: «وفي قول النبي  صلى الله عليه وسلم : «إنها أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل». إشارة إلا أن الأكل في أيام الأعياد والشرب إنما يستعان به على ذكر
ز: ومنها أنه يشرع هذه الأيام التكبير المطلق في أي وقت، إذ التكبير شعار هذه الأيام. قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - «التكبير مشروع في المواضع الكبار، لكثرة الجمع، أو لعظمة الفعل، أو لقوة الحال،أو نحو ذلك من الأمور الكبيرة: ليبين أن الله أكبر وتستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الأمور الكبار، فيكون الدين كله لله، ويكون العباد له مكبرون فيحصل لهم مقصودان، مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله، ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه، ولهذا شرع التكبير على الهداية، والرزق، والنصر، لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد، وهي جماع مصالحه والهدى أعظم من الرزق والنصر، لأن الرزق والنصر قد لا ينتفع بهما إلا في الدنيا، وأما الهدى فمنفعته في الآخرة قطعاً، وهو المقصود بالرزق والنصر فخص بصريح التكبير، لأنه أكبر نعمة الحق، وذانك دونه فوسع الأمر فيهما بعموم ذكر اسم الله، فجماع هذا أن التكبير مشروع عند كل أمر كبير من مكان وزمان وحال ورجال، فتبين أن الله أكبر لتستولى كبرياؤه في القلوب على كبرياء ما سواه ويكون له الشرف على كل شرف»(114).
«الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد».
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً.


وختاماً
نسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك صالح الأعمال وندعو الله عز وجل بدعوة أبينا إبراهيم وابنه إسماعيل : {  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم }  [البقرة: 127].

لا تنس الهدية لمن تحب
* ماء زمزم - السواك
* بعض الكتب النافعة: مثل:
(أ) «الوابل الصيب» للإمام ابن القيم الجوزية.
(ب) «فتاوى أركان الإسلام» للشيخ محمد بن صالح العثيمين.
(جـ) «صفة صلاة النبي  صلى الله عليه وسلم  » للشيخ محمد ناصر الدين الألباني.
(د) «أذكار طرفي النهار» للشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد.
(هـ) «كتاب التوحيد» للشيخ صالح بن فوزان الفوزان.


لتحميل الكتاب :  zip Acrobat  |  zip word  |   Acrobat  |   word

---------------
([65]) محظورات الإحرام: ص14.
([66]) قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا ذكر العبدُ الله في أدبار الصلوات، وغُدُوَّا وعَشِيّاً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا وراح من منزله، فهو من الذاكرين الله كثيراً.
     انظر: مقدمة كتاب [الأذكار] للإمام النووي رحمه الله.
([67]) الاضطباع: هو أن يجعل وسط ردائه تحت إبطه الأيمن وطرفيه على كتفه الأيسر.
([68]) انظر: للفائدة ص (45) من هذا الكتاب.
([69]) انظر: التحقيق والإيضاح، ص (15) لسماحة الشيخ ابن باز.
([70]) الزوال: أي وقت دخول صلاة الظهر.
([71]) علماً أن جزءاً كبيراً من مقدمة مسجد نمرة ليس من عرفة.
([72]) انظر: ص 43 بعض الأذكار والأدعية.
([73]) يحرم الخروج من عرفة قبل غروب الشمس؛ لأنه خلاف السنة وهو من أعمال الجاهلية. ومن انصرف من عرفة قبل الغروب فعليه فدية عند أكثر أهل العلم توزع على مساكين الحرم.
([74]) هو الوادي الذي يفصل بين مزدلفة ومنى.
([75]) الرمي الصحيح لجمرة العقبة له ثلاث شروط هي:
     أولاً: أن بداية رمي جمرة العقبة في القول الراجح هو: بعد منتصف الليل لأهل الأعذار، وطلوع الشمس لغيرهم.
     ثانياً: مكان وقوف الرامي: الأفضل أن يرميها مستقبلاً لها جاعلاً منى عن يمينه والكعبة عن يساره. ولا يرميها من خلفها لأن الحوض نصف دائري فلا يقع فيه الحصى. ولو رمى رامي واصطدمت بالعمود ثم سقطت بعيد عن الحوض فلا تجزئ لأن الشرط إصابة المرمى يعني وقوع الحصى في الحوض.
     الثالث: لا يجوز الرمي بحصى كبير أو بالحذاء أو بالأخشاب وغير ذلك، ويستحب أن يكبر مع كل حصاة، ويقول: «اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً».
     لثبوت هذا الدعاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عند رميه جمرة العقبة.
([76]) لا تنس التكبير المقيد في هذا اليوم وهو أن تقول بعد الصلاة مباشرة: «الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد». ومن السنة أن تكررها. علماً أنه قد ورد لها عدة صيغ، إذا التكبير شعار هذه الأيام قال الله عز وجل: }فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله{.
([77]) أي: التي ما بقي لها مخ من ضعفها وهزالها.
([78]) فتاوى اللجنة الدائمة (رقم: 2897 في 12/3/1400هـ).
([79]) للذكاة الشرعية «الذبح والنحر» شروط لابد من توفرها؛ انظر: كتاب الشيخ صالح الفوزان «الذكاة الشرعية وأحكامها».
([80]) من فتاوى سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله -.
([81]) احرص على الصف الأول وسماع محاضرات العلماء التي تلقى بعد الصلاة في هذه الأيام، فإنها فرصة عظيمة لك في هذا الموسم الذي يلتقي فيه العلماء وطلاب العلم من كل بلد.
([82]) (فتح الباري 3/1753).
([83]) الرمي: هو القذف والدفع. والجمرات : هي الحصيات التي يرمي بها في مكة، واحدتها جمرة وتطلق أيضاً على مجمّع الحصى.
([84]) الخذف: هي الحصاة التي توضع بين السبابتين ويرمى بها.
([85]) ولمزيد من الفائدة انظر كتاب (رمي الجمرات وما يتعلق بها من أحكام) للدكتور شرف بن علي الشريف. وعقد الإمام البخاري رحمه الله عشرة أبواب في رمي الجمار في جامعه الصحيح.
([86]) ذكر ذلك الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه مناسك الحج والعمرة (41/127). وقال: أخرجه الطبراني والضياء المقدسي في «المختارة» وحسن إسناده المنذري وهو كما قال: «باعتبار له طرقاً أخرى...».
([87]) قد أجمع العلماء على أنه يجب على من أحرم بحج أو عمرة أن يكمل ذلك بفعل جميع الأركان والواجبات المتعلقة بهما. انظر: مجموع فتاوى سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – في الحج والعمرة (7/314).
([88]) ملحوظة هامة: انظر بعدها «من مخالفات اليوم الثاني عشر والثالث عشر»، وتجدر الإشارة إلى أنه من أكثر الأخطاء بعد الحج التشكي من متاعب الحج والمنة على الله بما عمل وذلك لضعف الإيمان وقلة الاحتساب – نسأل الله السلامة.
([89]) رواه البخاري (4/206).
([90]) أخرجه أبو داود (1488) والترمذي (3556) وهو في صحيح سنن أبي داود، وإسناده حسن.
([91]) رواه الترمذي عن أبي هريرة، انظر: صحيح الجامع 2418.
([92]) رواه أحمد وابن أبي شيبة عن النعمان بن بشير، انظر: (صحيح الجامع 3407).
([93]) أخرجه أحمد (1/293) والترمذي (2516) واللفظ له وإسناده حسن.
([94]) رواه الترمذي والحاكم، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة (594).
([95]) من كتاب «فقه الدعاء» للشيخ مصطفى العدوي.
([96]) حديث حسن، انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة (1503).
([97]) رواه مسلم (2137).
([98]) رواه البخاري (11/175) ومسلم (2694).
([99]) رواه البخاري (11/123) ومسلم (2730).
([100]) رواه مسلم (2720).
([101]) رواه مسلم (4992).
([102]) رواه مسلم (2739).
([103]) أخرجه ابن ماجه (3846) وابن حبان (2413)، وأحمد (6/134) وإسناده حسن، وهو من أجمع الأدعية.
([104]) للاستزادة من الأدعية انظر: الصفحات القادمة.
([105]) تفسير ابن كثير (1/244،243).
([106]) «التحقيق والإيضاح» (ص47-51)، يدعو رافعاً يديه مستقبلاً القبلة.
([107]) حرصاً لفائدة إخواني الحجاج بحثت في كتب العلماء الإجلاء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والنووي وابن كثير وابن حجر العسقلاني رحمهم الله جميعاً فيما جمعوا من أدعية فوجدت ما جمعه الشيخ ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله شاملاً لجميع ما تفرق في كتب العلماء المذكورين.
([108]) «مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة» (ص 57-58).
([109]) رواه مالك في «الموطأ» (1/422) مرسلا بسند صحيح، ووصله الترمذي (3585) بسند ضعيف. وله شواهد أخرى، فهو حسن إن شاء الله.
([110]) رواه النسائي (5/254). رواه أحمد (5/209). وابن خزيمة (2824) بسند صحيح.
([111]) كتاب [قاعدة في أنواع الاستفتاح لشيخ الإسلام ابن تيمية ص (2-10)
([112]) قال النبي  صلى الله عليه وسلم  لرَجُل: «كيف تقول في الصلاة» قال: أتشهّد ثم أقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي  صلى الله عليه وسلم : «حولها ندندن». رواه أحمد وأبو داود.
([113]) انظر: [مجالس عشر ذي الحجة وأيام التشريق] للشيخ عبدالله بن صالح الفوزان.
([114]) [مجموع الفتاوى] (24/229-230).


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

مختارات الحج

  • صفة الحج
  • يوميات حاج
  • أفكار الدعوية
  • رسائل للحجيج
  • المرأة والحج
  • المختارات الفقهية
  • أخطاء الحجيج
  • كتب وشروحات
  • عشرة ذي الحجة
  • فتاوى الحج
  • مسائل فقهية
  • منوعات
  • صحتك في الحج
  • أحكام الأضحية
  • العروض الدعوية
  • وقفات مع العيد
  • مواقع الحج
  • الرئيسية