تساؤلات طفل

 
انطلقت وسط عتمة الليل الحالك السواد ... وسط الهدوء الذي أحاط بالمكان ... انطلقت صيحات الألم و الأنين لتمزق السكون و لتتمرد على الاستسلام .. كانت تلك صيحات الطفل ذي الست سنوات ... تنبهت الأم في الغرفة المجاورة من سباتها و فزعت للصوت الحزين .. نهضت مسرعة من سريرها و توجهت لمصدر الصوت ... فرأت الطفل غارقا بدموعه ... حاولت جاهدة معرفة سبب بكائه دون جدوى .... أحضرت له قليلا من الماء و عاودت سؤاله عن سبب بكائه ... سكت الطفل و عيونه غارقة بالدمع لتفاجأ أمه بالسؤال التالي ...
أمي هل للأمريكان علم
أجابت الأم و الدهشة تعلو وجهها .. نعم يا حبيبي
قال الطفل و البكاء يخنق صوته ... فهل نحب أميركا
لكأن سكينا غرزت في قلب تلك الأم ... لا تدري بم تجيب .. و هي تتذكر أن أميركا هي أول من يقدم المساعدات لقتل الأطفال و المسلمين في البلاد العربية ... ثم انتشلت نفسها من أفكارها و أجابت ... لا
قال الولد .. لماذا تقتل أميركا العراق ...؟؟؟
احتضنت الأم طفلها و غرقت نفسها بحزن مرير ... ما لبث الطفل أن استسلم للنوم في أحضانها ... قامت و صلت الفجر مع زوجها و بناتها ثم توجه الجميع ليتسمروا أمام شاشة التلفاز ... ماذا سيحدث ... و لم ... و أين الأخوة ... أين الأحباب ... أليس من مجيب ... الكل يتفرج ... و أنات الأخوة المسلمين تعلو في كل مكان ... أليس من مجيب ... !!!
أخوتي ...
هذه القصة ليست من نسج الخيال ... بل هي واقعية ... الطفل ذي الست سنوات يحمل هم الأمة ... فأين نحن ... أين نحن ... علما أننا مسؤولون أمام الله تبارك و تعالى عما يحدث ...
أليس من مجيب ....
أليس هناك من يرفع صوته بالدعاء ...
أليس هناك من يحمل هم الأمة
أليس هناك من يقف مع اخوته المسلمين و لو بقلبه ...
أخوتي ...
الرجاء ...
لا نطالب أنفسنا الآن إلا بالدعاء ... دعاء المظلوم لا بد مجاب ... دعاء المؤمن لأخيه المؤمن في ظهر الغيب لا بد مجاب ... احملوا هم هذه الأمة ... و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ...

قلب مسلمة