اطبع هذه الصفحة


عندما يكون الرئيس الأمريكي ( متدينا ) !!!

 
قال ( جورج ووكر بوش ) ذات يوم :
( سوف أعلنها حربا صليبية ) (crusades ) !!

ثم تراجع !
فعاد وقال : ( سنسمي حملتنا على أفغانستان " العدالة المطلقة " ) ( the categorical justices ) !!

ثم تراجع لاعتراض كثيرين على هذا المسمى على اعتبار أن ( العدالة المطلقة ) لله وحده ـ سبحانه وتعالى ـ !

ثم عاد ليقول : ( سيكون اسم حملتنا على الإرهاب " حملة النسر النبيل " ) ( the chivalrous eagle ) !!

أتعرفون ما معنى " حملة النسر النبيل " ؟!!

ابحثوا في كتب التاريخ ، وتحديدا تاريخ الحملات الصليبية على العالم الإسلامي . ستجدون أن إحدى الحملات الصليبية التي جاءت من أوربا لتغزو العالم العربي في ذلك الوقت كان اسمها " حملة النسر النبيل " !!!!

ثم تراجع عن هذا الاسم بعد أن اكتشف أمره !!!

يقول الدكتور . ( محمد عباس ) في كتابه الشهير ( بل هي حرب على الإسلام ) :

( . . الأكاذيب الكبرى .. يتبعها ناس كثيرون .. عبارة شهيرة لهتلر تنطبق بامتياز علي ما يشهده العالم عما يقال عن إقامة تحالف دولي ضد ما يسمي " الإرهاب الإسلامي " مما يدل علي وقوع العقل الغربي في أسر عقلية عنصرية تلفيقية متطرفة ، تتحدث عن تفوقها الحضاري وعن قيادة " حرب صليبية " طويلة المدى تعتمد علي إجراءات علنية وأخري سرية .. ضد الإرهاب تحت عنوان " النسر النبيل " وتنتهي " بانتصار الخير علي الشر " لتحقيق " العدالة الأبدية المطلقة " . ـ انتهى كلامه ـ .

وفي أحد تصريحاته التي ألقاها أثناء حربه على أفغانستان . أطلق عبارة غريبة وخطيرة في نفس الوقت !

قال : " سوف ندخنهم " ـ يقصد المجاهدين ـ !!! .

أتعلمون ماذا يعني بوش بعبارة " سوف ندخنهم " ؟!! .

إليكم الجواب :

يقول الدكتور . عباس :

( . . يا إلهي .. لكم قاموا بلي عنق الحقيقة ـ بل بكسره ـ لكي يدافعوا عن أمريكا .. دافعوا حتى عما لا يجوز الدفاع عنه .. كمثل تصريح الدجال بوش بأنها حرب صليبية ..
كلمة أخرى مجرمة تجاهلوها بمنتهى الخسة .. وهي كلمة بوش عما سيفعله بالأفغان :

"سوف ندخنهم " : " we will smoke them" !! .

ولم يشرح لنا كاتب ولا صحيفة معنى الكلمة ، ولم يزد ما قالته قناة الجزيرة من أنه ربما يقصد استعمال الغازات السامة .. ولست أظن أنهم – كتابنا وصحفنا – جهلة إلى هذا الحد .. بل إنها الخسة والعداء للإسلام .. لقد تجنبوا محاولة تفسير الجملة لأنها تحمل الوجه الوحشي المجرم للحضارة الغربية وكيف تعاملت مع المسلمين .. فكلمة التدخين هذه كلمة واسعة الاستعمال في صيد الحيوانات خاصة الثعالب .. ولكن الفرنسيين استعملوها في الجزائر مع المسلمين .. مع مدنيين وبشر .. كالمدنيين والبشر ضحايا مركز التجارة العالمي .. كان الفرنسيون يطاردون الجزائريين العزل بالرصاص في شعاب الجبال وهم يفرون أمامهم ويلجئون إلى الكهوف .. فيقوم الرجل الأبيض المسيحي المتحضر بإشعال النار في فوهات الكهوف فيموت اللاجئون إليها بالدخان .. وهذا معنى تعبير بوش : " سوف ندخنهم " !! .
إنني لا ألقي الكلام على عواهنه يا قراء .. ولا أقوله استنتاجا .. بل إنه هو ما كتبوه هم عن أنفسهم .. ولتقرءوا معي شهادة الكونت " دي هاريسون " في كتابه صيد البشر يصف عمل إحدى الكتائب التي شارك فيها :
" صحيح أننا كنا نعود بملء برميل صغير من الآذان المقطوعة ، مثنى مثنى من أجساد الأسرى ، أصدقاء كانوا أم أعداء ، وكانت هناك ضروب من القسوة لم يسمع بها أحد من قبل ، إعدامات أمر بها من أمر ببرودة ، ونفذها الجلادون ببرودة بعيارات نارية أو بضربات سيف تنال من أولئك المساكين ، الذين كان أعظم ذنب اقترفوه أحيانا أنهم أرشدونا إلى مستودعات فارغة ، وقد أحرقنا القرى التي مررنا بها " ..
وفى 19 يونيو سنة 1845 التجأت قبيلة ( ولد رياح ) بعد أن طردتها كتائب ( بوجو ) المحرقة من قراها إلى مغارة ، فعمد الكولونيل ( بيليسيه ) إلى إشعال النار في فوهة المغارة طوال النهار والليل ، و إليكم رواية شاهد عيان :
" من ذا الذي يستطيع وصف هذه اللوحة ؟؟ أن ترى في منتصف الليل وفى ضوء القمر كتيبة من الجيوش الفرنسية تضرم نار جهنم كلما خبت ، وأن تسمع الأنين الخافت لرجال ونساء وأطفال وحيوانات ، وتمزق الصخور المتكلسة التي تتشقق وتنهار ، وفى الصباح ، عندما عمدوا إلى تنظيف مدخل المغائر كانت ثمة جثث الأبقار والحمير والخراف وبين البهائم كان يتكدس تحتها رجال ونساء وأطفال وقد شاهدت جثة رجل يضع ركبته في الأرض ويده تمسك متشنجة بقرن بقرة أمامه ، كانت امرأة تحتضن طفلها بين ذراعيها ، لقد اختنق هذا الرجل عندما كان يحاول حماية أسرته من غضب هذا الحيوان ، وقد عدوا 760 جثة !! .
" .. أرسل الحاكم العام ( بوجو ) إلى الكولونيل ( بيليسيه ) الأمر الآتي : إذا انسحب هؤلاء الجراء إلى مغاراتهم فعليك أن تقلد ( كافينباك ) دخّنهم إلى الحد الأقصى مثل الثعالب ".. و ( كافينباك ) هذا هو الذي سيصبح الحاكم العام للجزائر بعد ذلك .. وكانت هذا هو معنى تعبير بوش الدجال : سوف ندخنهم . . ) !!! . المصدر السابق


يزعم بوش أن اسم حربه على العراق هو ( حرية العراق ) !

ولكنه قال في تصريحات أخرى أن مسمى الحرب على العراق هو : ( عودة المسيح ) !!

يقول الدكتور . محمد عباس :

( . . هناك رأي مختلف وغريب تماماً يذهب إلى أن ما حدث أكبر من ذلك بكثير فهو أقرب إلى الانقلاب العسكري في السلطة الأمريكية بعد وجود خلافات شديدة بين أجنحة السلطة الأمريكية إثر خلافات عديدة بين التيار الأصولي المسيحي الذي يؤمن بـ ( عودة المسيح ) في نهاية العالم بعد المعركة الفاصلة بين الخير والشر والقضاء علي الأشرار ( العرب والمسلمين ) في موقعة " هرمجيدون " في القدس خاصة أن عملية السلام وصلت إلى نهايتها ، واصبح الاستعداد للقضاء علي الفلسطينيين مسألة وقت فقط . . ) ـ المصدر السابق ـ .

مما لا شك فيه أن بوش لا يهذي ! . .

ولا شك أنه من السذاجة القول بعد هذا بأن كل هذه المسميات التي يطلقها ( بوش ) على حملاته العسكرية هي ( زلات لسان ) أو أنها مجرد صدف عابرة !! .

هذا الرجل يتصرف من منطلق ديني بحت !! . .

وليس هو فحسب بل إن رفيق دربه وحليفه الذي لا يفارقه في الحروب ( توني بلير ) هذا الآخر متخرج من نفس المدرسة ( الدينية الراديكالية ) التي تخرج منها ( أستاذه بوش ) ـ على حد وصف بلير نفسه ـ !!

في هذا التقرير ( الوثائقي ) الذي كتبه الأستاذ . ( مصطفى بكري ) سنتعرف ـ بإذن الله ـ على الأسباب والدوافع الحقيقية وراء شن حرب غير مبرره على العراق !! .

بوش يخوض حربا دينية تحت شعار " عودة المسيح " !!

هذه حرب صليبية مجنونة ، يقودها رجال يؤمنون بأن " إسرائيل " مشروع إلهي لابد أن يسيطر ويتحكم ، وأن علوٌها محطة تاريخية لازمة لعودة المسيح ، وأن هذه الحرب لابد أن تجتاح العالم الإسلامي بأسره . بالأمس كانت أفغانستان ، واليوم العراق ، وقبل ذلك فلسطين ، فلسطين التي تذبح صباح مساء ، فلسطين التي يتآمر ضدها الجميع .
إن خطة العدوان على العراق هي خطة إسرائيلية وضعها الصهيوني الأمريكي ( ريتشارد بيرل ) الذي يترأس مجلس السياسات الدفاعية بالبنتاجون ويعمل مستشارا لوزير الدفاع ( دونالد رامسفيلد ) . لقد أعد هذه الخطة بمشاركة عناصر هامة من اللوبي اليهودي الصهيوني وجرى إقناع الرئيس بوش بتبنيها ، باعتبارها بداية تحقيق الحلم الإلهي الكبير بقيام دولة إسرائيل الكبرى التي ستمهد لعودة المسيح ونشر المسيحية في أنحاء العالم الإسلامي بعد القضاء على الإسلام .
اقرءوا ما نشرته مجلة ( النيوز ويك ) في عدد 10 مارس الماضي عندما قالت : " إن أنصار بوش من الإنجيليين يأملون أن تكون الحرب القادمة على العراق فاتحة لنشر المسيحية في بغداد " .. !!

نعم إن أمريكا تتحرك الآن وفي يدها الصليب الذي تحمٌله دعاوى وتفسيرات زائفة ، وهل هناك أخطر من شهادة القس الأمريكي " فريتس ريتسش " الذي كتب مقالا في الـ ( واشنطن بوست ) عن " الرب والإنسان في المكتب البيضاوي " !! .

لقد قال " فريتس " : " لم يحدث في التاريخ أن كانت أمريكا مسيحية سياسيا وبشكل علني مثل ما هي اليوم ، وأن تقديم بوش تبريرات دينية لحربه على العراق لهو أمر مقلق بل ومرعب لكثيرين " !! .

وأهم ما يقلق القس " فريتس " في ذلك هو أن هذه الظاهرة تقلب العلاقة التقليدية بين الكنيسة والدولة في التاريخ الأمريكي رأسا على عقب ، وتجعل رجل الدين في خدمة رجل الدولة ، بكل ما يعنيه ذلك من استغلال المسيحية في تبرير الغزو والاستعمار وإشعال الحروب مع ديانات أخرى وخصوصا الإسلام . هذا كلام خطير يعكس الحقيقة ويكشف أن مجموعة الهوس الديني داخل البيت الأبيض قررت أن تشن حربا دينية مرتبطة بمخطط استراتيجي هدفه القضاء على الأمة وعقيدتها والسيطرة على كل مناحي الحياة على أرضها .
ومجموعة الهوس الديني التي تسمي نفسها ( اليمين المسيحي الصهيوني ) وجدت على حد تعبير القس فريتس قائدا على منوال شخصية داود الإنجيلية يوحد مطامحهم السياسية مع رؤاهم الدينية ، وهذا القائد هو بوش الذي يؤمن بالفعل بأنه ( مبعوث العناية الإلهية ) !! .
وهذه الحرب تستهدف المسلمين وأيضا المسيحيين في الشرق على السواء ، كلنا مستهدفون وتعالوا نقرأ التفاصيل المرعبة .. كان للكنيسة فضل كبير في علاج بوش " الابن " من إدمان ( الخمور والكوكايين ) !! ، وبعد ذلك أصبح إنسانا مختلفا عن ذي قبل ، يذهب إلي الكنيسة يوميا ويتتلمذ على أيدي كبار القساوسة المتشددين خاصة القس المتطرف ( بيلي جراهام ) الذي يؤمن بالمسيحية الصهيونية .
تأثر بوش كثيرا بأفكار القس جراهام وأصبح واحدا من مريديه المقربين ،، وكان يبدو مقتنعا بما يردده جراهام من أن المسلمين هم الذين يشكلون الخطر الأكبر على عودة المسيح إلي الأرض ، وأن هؤلاء المسلمين لا يتبعون ملة دينية وإنما يتبعون رجلا اسمه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ .. الخ وكان يقول له دائما إن المسيحية تعرضت للكثير من التغيير والتبديل على يد المسيحيين الذين أرادوا تحويلها لمنافع شخصية لهم .
وقد آمن بوش بهذه الأفكار وراح يرددها أمام زوجته والمقربين منه وكان يقول لها : " المسلمون ليسوا أصحاب ديانة والمسيحيون أصحاب ديانة تعرضت للتغيير والرب غاضب على هذا العالم الذي غير دينه " . كانت رؤية بوش للإسلام انه ( دجل ديني ) ! ، وأن المتخلفين والمتعصبين هم الذين يحركون الناس نحو هذا الإسلام وقد دفعت هذه القناعة بوش إلي الاقتناع الكامل بمقولات القس ( جراهام ) وابنه ( فرانكلين ) .. الذي اصبح فيما بعد من أعز أصدقاء بوش ، وكذلك رفيقه في كل خطواته الدينية والسياسية . وقد استطاع القس جراهام إقناع بوش بالانضمام إلى طائفة " الميسوديت " المعبرة عن التحالف ( الصهيوني المسيحي ) .
وقد سار بوش مع هذه الطائفة حتى صار أحد أعمدتها الأساسية ، بل إن نجاح بوش في حياته السياسية بعد ذلك توقف على هذه الطائفة التي تشكل خليطا من الصهيونية والمسيحية . وتشير المعلومات إلى أن بوش تدرج في المراتب الدينية لهذه الطائفة حتى وصل إلي مرتبة عالية يطلق عليها " المعلم " ، من يحصل على هذه المرتبة لابد وأن يكون قد درس باستفاضة متناهية مبادئ " الميسوديت " وبدأ يطبقها ويدعو إليها عمليا . وقد نجح بوش في اجتذاب مئات الشباب للانضمام إلى " الميسوديت " ، وكذلك برع في قدرته على إقناع الآخرين بهذه الأفكار .
وقد تسببت هذه التطورات الفكرية التي طرأت على ( بوش الابن ) في قلق ( بوش الأب ) على المستقبل السياسي لنجله خاصة بعد تلك النزعة الدينية الغالبة التي قلبت حياته رأسا على عقب . في البداية كان بوش الابن رافضا للطريق السياسي بحجة أن الرب يريده للعبادة والتدين ونشر المذهب الديني الصحيح في العالم كله ، وأن السياسة ستأخذه من هذا الطريق ، ولكن بعد حوارات عدة اقتنع بأهمية السياسة لنشر الدين . في البداية كان بوش يريد أن يكون داعية " للميسوديت " في البلدان ( الإسلامية والعربية ) !! إلا أن ( جراهام ) و ( فرانكلين ) أقنعاه بأن المهمة الأولى هي تطهير المسيحية والرجوع إلي أصولها الأولى ، بينما كان بوش يخالفهم ويرى أهمية القضاء على المسلمين أولا قبل التفكير في إصلاح أحوال المسيحيين . وأيا كانت الخلافات في هذا الشأن ، إلا أن بوش كان ينفي دائما في جلساته مسألة الوجود الديني للإسلام وكان يقر بأن المسيحية الحقة ستنتصر في النهاية .
وكان بوش دائم التردد على إسرائيل لأن " الميسوديت " تعتبر أن ارض إسرائيل هي البقعة المباركة في هذا العالم !! ، وأن المسيحية الحقة جاءت لتقيم التحالف الروحي لإنقاذ العالم من خلال الاعتماد على التوراة التي تمثل قيمة دينية عليا وأن العالم لابد وأن يبعث على أساس من التوراة والإنجيل الحق ، ولهذا فإن بوش عندما يقرأ كل يوم في كتابه المقدس فهو لا يقرأ الإنجيل المتداول بين المسيحيين ، وإنما يقرأ الكتاب المقدس " للميسوديت " الذي يجمع بين التوراة والإنجيل في مزيج مشترك ، حتى إن صلواته التي يؤديها كل يوم وبانتظام تعبر عن فكر " الميسوديت " والتحالف ( الصهيوني _ المسيحي ) ، ولا تعبر عن المسيحية المعروفة في الشرق أو الفاتيكان !! .

والمتتبع لنشاط طائفة " الميسوديت " يرى أن أعدادها في تزايد مستمر بين الطوائف المسيحية وأن هذه الزيادة تعود أساسا إلي نشاط الجماعات الصهيونية اليهودية المنتشرة في الولايات المتحدة والدول الأوربية ، حيث أن هؤلاء هم بالأساس أصحاب هذه الفكرة في إقامة التحالف المسيحي الصهيوني ضد الإسلام !! .
وتردد المعلومات أن ( توني بلير ) رئيس الوزراء البريطاني انضم إلي طائفة " الميسوديت " منذ ثلاثة أعوام وأنه أصبح منتظما في قراءة الكتاب المقدس " للميسوديت " وأداء كل طقوس العبادة التي تقرها هذه الطائفة !! .
وقد كان لانضمام بلير إلي الطائفة الفضل في وجود لغة مشتركة بينه وبين بوش ، حيث يعتبر بلير أن بوش أستاذه في الطائفة !! .


الميسوديت وضرب العراق :

قد يتساءل البعض وما هي العلاقة بين " الميسوديت " وضرب العراق ؟!

والإجابة تقول : إن جميع أبناء هذه الطائفة يؤمنون بفكرة هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل على أنقاضه ! ، ويعتبرون أن ذلك هو الذي سيمهد لعودة المسيح الذي سيظهر بعد إنشاء هذا الهيكل المقدس على حد قولهم . يرى أصحاب المذهب أن الإسرائيليين الذين يعيشون فيما يسمونه بالأراضي الإسرائيلية المباركة هم الجنود المخلصون الذين سيتحملون أن يكونوا في طليعة الصفوف التي تقاتل إلى جانب المسيح حتى يتم القضاء على كل المسلمين أولا ثم القضاء على المسيحيين غير المخلصين ثانيا .
ويرى أتباع هذا المذهب أن الوقت قد حان لظهور المسيح منذ عام ( 2000 ) وبنهاية القرن الماضي ، وأن المسيح لن يستطيع أن يخرج إلي النور طالما ظل المسجد الأقصى قائما ، فالهيكل المقدس لابد أن يتم بناؤه علي أنقاض هذا المسجد ، وقد تبرع الكثيرون وفي المقدمة منهم بوش وبلير من أجل صنع ( أعمدة ) هذا الهيكل وتزيينه ، وكذلك الانتهاء من رسوماته وتصميمه ، وقد وافق ( شارون ) على أن يكون التصميم الأمريكي الذي وافق عليه بوش لإقامة الهيكل هو المعتمد لدى حكومته . ويرى بوش الذي يبدو على يمين المتشددين من أبناء التيار المسيحي الصهيوني أن ظهور المسيح لن يتم فقط بهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل بل لابد من تهيئة الشرق الأوسط بأسره لاستقباله في عودته الجديدة من خلال نشر المسيحية وإقامة دعائمها في أكثر من دولة في هذه المنطقة !! .
ويرى بوش وفقا لمعتقداته أن الخطر الأكبر على ظهور المسيح سيكون من خلال ( العراقيين ) حيث إنهم الأكثر تأهيلا لقتال إسرائيل ، وأن أي ضعف ديني أو سياسي لإسرائيل سيؤدي إلي تأخير ظهور المسيح ، وأن كل يوم يمضي دون ظهور المسيح ستلعن فيه طائفة " الميسوديت " وأن هذه اللعنة ستجعلهم يعذبون يوم القيامة . ويرى تيار بوش أن الدول العربية هي التي تشكل الخطر الأكبر علي إسرائيل وأنها هي التي عمل على إضعافها سياسيا وعسكريا ودينيا .
ويقول أنصار التيار إن العراق احتلت جزءا كبيرا في كتب " الميسوديت " ، وأن المسيح مثل الذهب النقي الخالص ، وأن هذا ( الذهب ) يجب أن يحيط به عند ظهوره لهذا العالم وبكميات ضخمة ، وأن تكون له مناطق ، وممرات يسير فيها ذهبا نقيا خالصا وأن هذا الذهب لابد أن يأتي من إحدى الدول القريبة من أورشليم !! .

وتعتقد هذه الطائفة أن الذهب وضع في هذه الدولة لأنه يجب أن يكون هناك اقتتال عنيف علي هذا الذهب ، وأن هذا الذهب لن يتم الحصول عليه إلا بصعوبة بالغة وبعد فترات طويلة من الاقتتال العنيف مع أصحاب هذا الذهب.
وترى كتبهم أيضا أن هذا الذهب الذي هو ذو مواصفات معينة لن يوجد في أي دولة مسيحية ولكن سيوجد في دولة يدين أهلها بالإسلام !! ، وأن خصائص هذه الدولة تنطبق علي العراق !!!! ، وأن جبل الذهب مازال موجودا داخل العراق حتى وإن لم يتم اكتشافه بعد !!! .

إن هذا الكلام ليس مجرد خيال ولكنه ادعاءات يؤمن بها بوش وغيره من طائفة " الميسوديت " ولذلك فإن بوش ، وفق المعلومات ، دائما ما كان يوجه قادة البنتاجون بأن تهتم ( الأقمار الصناعية الأمريكية ) بتصوير الجبال العراقية وتكبير هذه الصور !! .

ووفقا للمعلومات فإن أكثر ما تم تصويره في داخل العراق في الأشهر الأخيرة هو الجبال العراقية ، بل إن بعض الطائرات الأمريكية بدون طيار ترصد هذه الجبال ، ويتم تحليل هذه الصور بواسطة علماء متخصصين في الجيولوجيا والطبيعة بل وإن هؤلاء العلماء سيتم نقلهم للإقامة الدائمة في العراق إذا ما تمكنت أمريكا من الانتصار علي العراق . وستكون مهمة هؤلاء البحث عن جبل الذهب العراقي والذي في حال اكتشافهم له سيتم نثره في داخل الهيكل الذي سيمهد بقوة لظهور المسيح !! .

وتقول كتب التيار التجديدي " للميسوديت " : " إن العراقيين إذا نجحوا أولا في السيطرة علي الذهب وما يرتبط به من جبل الذهب فإنهم قد يسيطرون علي كل المنطقة وأنهم سيدفعون في اتجاه الحرب مع إسرائيل وأن العراقيين سينتصرون علي إسرائيل في هذه الحرب بل وسيزيلون هذه الدولة من الوجود وانهم سيطورون المسجد الأقصى بدلا من هدمه ، وعندما يصل بهم الأمر إلي هذا الحد فإن ذلك يعني عدم ظهور المسيح وتأخيره إلي مئات الأعوام الأخرى حتى يتحقق الانتصار من جديد للعالم المسيحي اليهودي المشترك " !!! .

ويرى بوش أن العالم الآن مهيأ للانقضاض علي العراق قبل أن تستفحل قوته من جديد ، ولذلك فإن أحد الأغراض المهمة لهذا التيار التجديدي التي يعتقدون أنها لا تزال مخبأة في داخل الأراضي العراقية . من هنا فإن السيطرة الأمريكية علي العراق كما تقول كتب التيار التجديدي كما يزعم منع سيطرة العراقيين على جبال الذهب تتناول خططا مستقبلية للسيطرة على العالم ، وأن يكونوا هم رفقاء المسيح في حياته الجديدة وأن السيطرة الأمريكية لابد أن تكون دائمة لضمان السيطرة النهائية على تطورات الأوضاع في هذه المنطقة !! .

وتعود أفكار هذا التيار إلى " أوزالد شامبرز " وهو قسيس مسيحي عاش في أوائل القرن الماضي ، وهو أول من دعى إلي إقامة تحالف بين المسيحيين واليهود ضد المسلمين ، وأنه يؤيد الحق اليهودي في القدس وأن القدس لا ينبغي أن تكون في يوم من الأيام تحت سيطرة المسلمين . وقد كتب " شامبرز " كتابا في أوائل القرن الماضي يعد هو بحق الملهم الروحي لبوش ، وبوش كان قد أعلن قبل ذلك لوسائل الإعلام الأمريكية انه لابد له من قراءة كتاب " شامبرز " عن العالم ونهايته يوميا . ويمثل " شامبرز " المعلم الأهم في تشكيل أفكار بوش عن الشرق الأوسط والمسلمين ، حيث يرى ضرورة أن ينتبه البشر إلي أن حقيقة الخلود تبدأ وتنتهي في هذه المنطقة المحيطة بالقدس . ويرى أن القدس هي أفضل بقعة في العالم وأن حساب الآخرة لابد وأن يبدأ من خلالها وحذر من أن نهاية العالم ستكون في الـ ( 50 ) عاما الأولى من القرن الحالي وأنه في خلال الخمسين عاما الأولى سيقوى المسلمون وينتشرون انتشار السرطان في الأجساد وسيعملون كما يقول على محاصرة المسيح في القدس والقضاء عليه وعلى كل المسيحيين في العالم .

ونبه " شامبرز " إلى أهمية أن يحكم المسيحيون أمرهم بالتعاون مع اليهود في خلال الأعوام العشرة الأولى من هذا القرن وأن يحققوا انتصارا كبيرا على المسلمين . وكان " شامبرز " هو أول من نبه في كتبه إلي خطورة البابليين " أي العراقيين " واعتبر أن البابليين سيكونون مرشحين لقيادة هذا العالم وانتزاع السيطرة من قوى عظمى مسيحية ، ولذلك فهناك اعتقاد لدى البعض منهم بأن أمريكا إذا ( لم تنتصر ) على العراق وتبيدها في هذه الحرب ، فإن العراق سيصبح في غضون سنوات قليلة قوة عظمى يحسب لها ألف حساب مما سينقل مركز الثقل الدولي إلى منطقة الشرق الأوسط ، وان التاريخ سيعيد كرته من جديد ويكتب للمسلمين السيطرة على العالم !! .

هذه هي الأفكار التي يؤمن بها بوش ، وكان بوش بعد فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية قد ذهب إلى قيادات " الميسوديت " حيث قاموا بأداء الصلوات بعد أن أصبحوا الآن يحكمون العالم من خلال حكم بوش للولايات المتحدة . ولم يخف بوش هذه النزعة وطلب من ( فرانكلين ) نجل أستاذه ( جراهام ) أن يصلي به في حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة .
وهكذا راح بوش بعد فترة قليلة من رئاسته للولايات المتحدة يعد الخطة للسيطرة واحتلال العراق ويرفض أي حل سلمي عكس سابقه ( بيل كلينتون ) .. كان ذلك طبيعيا لأن الحرب أهدافها دينية واستراتيجية وقد بدأت اليوم بالعراق وغدا سوريا وإيران وليبيا والسودان ثم في مرحلة لاحقة السعودية ومصر .

بقي القول أخيرا تذكروا ، إحفروا في ذاكرتكم : " إذا سقطت بغداد فهدم الأقصى سيكون قاب قوسين أو أدنى .. فليصح النائمون وليتحرك الغافلون !!! .
ـ إنتهى كلام مصطفى بكري ـ

أتمنى أن أكون قد وفقت في تبيان الدوافع والأسباب الحقيقية وراء هذه الهجمات الـ ( أنجلوصهيونية ) على علمنا الإسلامي !!

والله من وراء القصد
( سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك )

أبو ليث النجدي
شبكة أنا المسلم

 

بلاد الرافدين

  • الفلوجة
  • رسائل وبيانات
  • في عيون الشعراء
  • من أسباب النصر
  • فتاوى عراقية
  • مـقــالات
  • منوعات
  • الصفحة الرئيسية