اطبع هذه الصفحة


سجن أبو غريب . . الحدث والمواجهة !

 أبوأحمد ( مهذب )


حسبنا الله ونعم الوكيل !!
اللهم منزل الكتاب . .
ومجري السحاب . .
وهازم الأحزاب . .
عزّ جاهك . .
وتقدّست اسماؤك . .
وأنت على كل شيء قدير . .
وبعد . .

طالعتنا - ولا تزال - وسائل الإعلام بشتى أنواعها جريمة التاريخ !!
واشتغل الكبير والصغير . .
والذكر والأنثى . .
والرئيس والمرؤوس . .
بتناقل الضجة - الأمريكية - التي تمثّلت في عرض صور تعذيب أسرى سجن أبو غريب !!
ولمّأ كان مثل هذاالحدث - عادياً - في :
- جوانتناموا !!
- المعتقلات الإسرائيلية ..!!
- معتقلات الظلمة والجبابرة
والتي روت جزءاً مما يحدث فيها الوالدة المجاهدة ( زينب الغزالي ) في : أيام من حياتي !!
وسجون القلعة وأبو زعبل تشهد على تلك الروايات - الحقيقية - التي تدمي الفؤاد فتسيل الدموع دماً !!
وكانت مثل هذه السجون والمعتقلات تحدثنا بهدوء عمّأ يجري في أروقتها . . .
فما بال معتقل ( أبو غريب ) يحدّثنا بهذاالضجيج ؟!!
إنه تساؤل يحتم على الحصيف أن يقف على عتبة هذاالمعتقل ليقرأ هذا الحدث قراءة متأنية!!

يقول حسين محمود :
أعلن وزير الدفاع الأمريكي في جلسة الإستجواب الإستعراضية التي عقدت له في واشنطن بأن عنده أكثر من ألف صورة غير الصور التي انتشرت في وسائل الإعلام ، ولو أننا عملنا عملية حسابية بسيطة ، فسنخرج بمعدل 2,7 % صورة في اليوم لمدة عام من التصوير ، ولو حذفنا يومي العطلة من كل أسبوع يصير معدّل التصوير 4 صور في اليوم ، ولو أخذنا بعين الإعتبار أن الصورة تستهلك وقتاً لإرغام المساجين على الوقوف في وضع معين لعلمنا أن هذه الصور أخذت على الأقل نصف ساعة في اليوم لتصويرها ، أي أن هذه الصور أخذت على الأقل 130 ساعة للتصوير !!
هل من المعقول أن يكون هذا الوقت وهذا الجهد الكبير : حالات فردية من أفراد استطاعوا استغفال المسؤولين في السجن والإنفراد بأسرى الحرب والمجاهدين ليصوروا هذه الصور ، وبهذه الدقة ، ثم يجعلوها على أقراص مدمجة ، أو يخزنوها في أجهزتهم !! . . .
والسؤال المهم :
هل نُشرت هذه الصور – كما يقول الأمريكان – بالرّغم عنهم !! أم أن للحكومة الأمريكية مصلحة في نشرها بين الناس ، وفي هذا الوقت بالذات !!
إنها ليست عقدة المؤامرة . . !!
لكنه التاريخ والواقع والسنن . . !!
وحتى نكون أقرب إلى فهم أبعاد الحدث دعونا نقف هذه الوقفات :

أولاً : توقيت الحدث !

في نقاط مهمة - دون الإيغال في التفاصيل - نستعرض أهم الأحداث التي تصف لنا أبعاد توقيت الحدث ؛ من ذلك :
- الحكومة الأمريكية تفشل في إسقاط الفلوجة والقضاء على المقاومة فيها .
- الحكومة الأمريكية بدأت تخسر تطبيل الرأي العام لها بأنها رمز الحرية والديمقراطية من جرّاء انتهاكها لمبادئ الديمقراطية في العراق الذي طبّلت له قبل الحرب !!
- القوات الإسرائيلية تنجح في تنفيذ اغتيالات مهمة - بالنسبة لها - !!
- الشارع العربي - الإسلامي - ثائر ضد الاغتيالات الإسرائيلية !!
- القوات الأمريكية تتكبد خسائر في الأرواح والمعدّأت والتخطيط في أفغانستان !!
- عجز القوات الأمريكية عن السيطرة العسكرية سواء في العراق أو أفغانستان !!
- الأمريكان - جنودا أو أفرادا - في الجزيرة العربية والعراق وأفغانستان يتعرضون للقتل والترصّد الأمر الذي يثير حفيظة الشعب الأمريكي وبخاصة الجندي الأمريكي من أن يستمر في حرب أو في دولة أو مكان يعرف أنه مقتول فيه لا محالة .
ونفسية الأمريكي هي تلك النفسية التي وصفها الله تعالى بقوله : " ولتجدنهم أحرص الناس على حياة " !!
- الهزيمة النفسية عند الجنود الأمريكان من جرّاء ما سبق .
- تحضير بوش - الابن - للانتخابات القادمة !!

هذه باختصار نقاط مهمة في وصف توقيت الحدث !!
وقراءة هذاالحدث - انتهاكات سجن أبو غريب - ضمن مجموعة هذه الأحداث بما فيها يوقفنا على التساؤل التالي :

ثانياً : لماذا إذن - أبو غريب - ؟!
تاريخ أمريكا الأسود والواقع يشهدان بأن أمريكا لم تكن يوماً من الأيام صاحبة الطهر والنقاء والسلام والوئام . .
التاريخ يشهد بالجرم الأمريكي الدموي الذي لا يرعى طفلا رضيعا ولا امرأة ضعيفة ولا شيخاً وقوراً . .
اسألوا إن شئتم الهنود الحمر ، وقلبوا صفحات التاريخ في فيتنام وفي هيروشيما وفي الصومال وقفوا مليّاً عند عتبات المسجد الأقصى
لتروي لكم دماء الشهداء الأبرياء حكايات الجبروت الأمريكي المتلبّس بلبوس ( السلام ) !!
أبعد شهادة التاريخ - وأنتم شهداء الله في أرضه - يمكن أن نتصور أن أمريكا ستكون يوماً من الأيام صاحبة حق وعدل في عرض قضايا المسلمين والتألّم لها ؟!!
من هنا نعرف ونعلم أن - سجن أبو غريب - ما هو إلا جزء من خطة عسكرية - إعلامية - لها أهدافها :
1 - التغطية على الهزيمة العسكرية في الفلوجة .
2 - تحسين صورة - الحرية الأمريكية - أمام الرأي العام بفبركة محاكمة معلنة لوزير الدفاع الأمريكي ( رامسفيلد ) !
3 - صرف نظر الرأي العام العالمي عما سيكون من مجازر في الفلوجة (التي لم ينتهي الأمريكان منها بعد) وفي النجف وكربلاء وغيرها من المدن العراقية ..
4 - إذلال الشعب العراقي الأبي وكسر كبريائه ، وقلما يأتي ذليل في الحرب بخير ، وهذا من الحرب النفسية ..
ولئن كان الرجل العراقي الأبيّ يأبى أن تخلع قلنسوته أو يكشف رأسه ، فكيف حين ينزع عنه لبسه لتكشف عورته وسوءته .!
5 - محاولة إستفزاز المجاهدين وجعلهم في موقف إندفاع عاطفي يغيب عنه الوعي والفكر السليم ، والعاطفة والإندفاع الغير منضبطين من أعظم الأخطار على المحارب ..
6 - إذلال الأمة الإسلامية لنفس السبب السابق ، مع الأخذ في عين الإعتبار البعد الصليبي اليهودي الحاقد على الإسلام والمسلمين ..
7 - تخويف الشعب العراقي والمجاهدين من مغبّة الجهاد ببيان المآل ، وتخويف من خلفهم من المجاهدين الأنصار وثنيهم عن القدوم إلى العراق ..
8 - ونقطة في غاية الأهمية : تحضير العالم نفسيّاً لأمور قادمة ربما تكون أعظم من هذه الصور ، فهذه ما هي إلا بداية لما هو آت ، ونأخذ هذا من تصريحات وبيانات الإدارة الأمريكية في بداية الحرب المعلنة على الإسلام : فقد صرّحت بتصريحات خارجة عن كل ما هو مُعلن ومعروف عن الأمة الأمريكية لتهيء الرأي العام العالمي لما هو آت من الحروب والدمار ..
9 - صرف نظر الرأي العام العالمي (والأمريكي خاصة) عن الهزيمة الشنيعة التي مُنيت بها القوات الأمريكية في الفلوجة على أيدي مجموعة بسيطة من المجاهدين المسلحين تسليحاً خفيفاً ..
10 - إنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة بوش المتردية في الأوساط الأمريكية ، ومن ظن أن هذه الصور تهبط من شعبية بوش فهو من أجهل الناس بطبيعة الشعب الأمريكي المنحرف ، فها هو كلنتون ارتفعت شعبيته بعد إقراره بالزنى أمام شاشات التلفاز ، وها هو الرئيس الأمريكي الهالك "كينيدي" ترتفع شعبيته بعد أن أعلن عن علاقته بالممثلة الساقطة (مارلين مونرو) ، فكل ما تسمعون من استياء للشعب الأمريكي لهذه الصور إنما هو للإستهلاك الخارجي فقط ، فأغلبية هذا الشعب المنحرف يفرح لمثل هذا ..
11 - الترفيه عن الجنود الأمريكان الذين وصلت معنوياتهم إلى درجة لا يمكن معهم الإستمرار في المعركة ، فكانت هذه الصور بمثابة دعم معنوي لهؤلاء الجنود المنحرفين ..
12 - امتصاص الغضب العالمي إثر اغتيال الإمامين : ( أحمد ياسين ) و ( عبد العزيز الرنتيسي ) وفي ذلك إإتاحة الفرصة للشارون اليهودي بالتمتع بهذا الانتصار من غير مضايقة الإدانة والغضب العالمي الذي ربما يعطّل في خطط الاغتيالات القادمة !!
لقد أدرك أعداء الإسلام والملّة أثر هذه الحملات الإعلامية في تغيير نتائج الحرب من الهزيمة إلى الإنتصار أو على أقل تقدير تحييد الهزيمة في الجانب الذي يخفف عنهم الهزيمة الحقيقية !!
لا زالت أمريكا حتى اليوم تنقل المعركة إلى حيث المكان الذي تريد مستخدمة في ذلك كل إمكاناتها ..
بالأمس كانت المعركة في أفغانستان ثم في الصومال ثم في الأقاليم الإسلامية الأوربية ثم العراق وغدا في سوريا فأيران فـ ...!!!
وهي خطة صليبية صهيونية ماكرة في اللعب بأوراق الحرب في ظل استغفال المسلمين وبعدهم وغفلتهم عن المواجهة التي تكون في مستوى الحدث . . .
ليست المواجهة التي يصفها بعض زعماء العرب على هامش القمة العربية بقوله : نحن لا نريد المواجهة والقتال . . إنما نريد أن نخرج بالإجماع على إدانات ..!!

* لكن .. . لماذا أسرى أبو غريب ؟!
لماذا اختير معتقل أبو غريب ليكون مسرحاً للحدث ، ولم تكن معتقلات - جوانتناموا - هي مسرحية الحدث ؟!
يبدو لي أن هذا الاختيار إنما وقع ضمن تهيئة نفسية سابقة للعالم . .
أسرى جوانتناموا في نظر العالم أنهم أسرى إرهاب وإفساد في الأرض !!
هكذا صوّرهم الإعلام الصليبي الصهيوني ! !
أمّأ أسرى سجن أبو غريب فهم خليط بين معتقلين لأسباب جنائية ، أمنية ، حربية . .
فعرض صورهم أشد تأثيراً في نفوس الشعوب - تعاطفا معهم - الأمر الذي يهيء للحكومة الأمريكية استعادة توازنها من خلال استغلال هذاالتعاطف - العالمي - بعمل مسرحيات محاكمات ونحوها بقصد تحسين سمعة البيت الأبيض الذي ساءت سمعته !!
- ثم إن العراقيين هم المقصودين بالدرجة الأولى بهذه الصور ، إذ الهدف هو الترويع والإضعاف والتخويف لهم من المقاومة والاستمرار فيها .
- تم عرض صور لأسرى - جوانتناموا - من ذي قبل تبين انتهاك حقوق الأسرى ، لكنها قوبلت ببرود إعلامي عالمي مقصود .
وللأهداف التي أشير إليها سابقاً ، كان اختيار سجن أبو غريب هو الأنسب في صناعته كحدث يغيّر في النتائج الحقيقية !!!

ثالثاً : الموقف والمواجهة .

وهذه الخطوة الأهم في قراءة هذاالحدث . .
كيف نتعامل مع هذه الصور ونحوها ؟

* واجب الأفراد .
1 - ينبغي أن لا ننشر هذه الصور وأن نحافظ على عورة إخواننا وأخواتنا وأن نستر عليهم ، وينبغي للمسؤولين عن المنتديات والمواقع أن لا يسمحوا بنشر هذه الصور وأن يبينوا للمسلمين حرمة نشرها "ومن ستر مسلماً ، ستره الله في الدنيا والآخرة" ..
2 - بذل الدعاء لهم وتحيّن أوقات الإجابة .
3 - التهيئة النفسية ، وأن هذا من لوازم المواجهة والابتلاء .
4 - المشاركة في دعم الأسرى بـ :
- السعي في فكاكهم .
- مؤازرتهم .
- مواساتهم .
- التخفيف عنهم .
- تثبيتهم .
- ستر عوراتهم .
- القيام على أهاليهم وأبناءهم .

* واجب الأمة بمجموعها ( مؤسسات وحكومات ) .
1 - المواجهة الإعلامية .
بصناعة إعلام إسلامي متميّز يرقى إلى مستوى المواجهة وتحليل الحدث .
2 - عرض صور الانتصارات والانجازات على المستوى العالمي وعلى كافة الأصعدة :
- انجازات الدعوة .
- انجازات دور التحافيظ .
- الانجازات الاقتصادية الإسلامية .
- انجازات الانتصارات على الأعداء على مستوى فلسطين والشيشان وأفغانستان والعراق وفي كل مكان .
الأمر الذي يرفع من الروح المعنوية عند المرابطين على الثغور ، ويرفع من مستوى المؤازرة والنصرة بين المسلمين .
الأمر يحتاج إلى إعادة صياغة في سياسة الإعلام الإسلامي الذي هدفه :
الدعوة والتعليم والتحليل المنطلق من خلال السنن ووقائع التاريخ ويبني على إثر ذلك الرؤية المستقبلية .
3 - أن تسعى الحكومات إلى فك الأسارى بفدائهم من الأعداء ، والضغط على العدو بما يمكن الضغط عليهم فيه لفداء الأسرى وفكاكهم .
4 - المقاطعة الاقتصادية للعدو .
5 - استغلال الحدث بكسب الرأي العام للضغط على العدو .
6 - رعاية ذوي الأسارى والقيام عليهم بتخصيص أعطيات دورية لهم .

* واجب العلماء .
- الوقوف بصدق مع إخوانهم الأسارى .
- إشعارهم بشدة قربهم منهم كالدعاء لهم في العام .
- بذل الجاه في سبيل فكاكهم .
- احترام غيبتهم والذب عنهم وعن أهليهم .
- بيان واجب الناس نحوهم ونحو أهاليهم وابنائهم .
- تربية الأمة على التعبئة والمواجهة وتعريفهم بطبيعة هذه المواجهة من الابتلاء والصبر والمصابرة .
- النصح لهم باللين والحكمة .
- عدم نشر اخطائهم والتشنيع عليهم بشكل يوغر الصدر ويصرف قلوب الناس عنهم .


اللهم ربنا إنك آتيت اليهود والنصارى زينة وأموالاً وقوة في الحياة الدنيا . .
اللهم إنهم يصدون عن سبيلك ..
ويقتلون أهل دينك . .
ويقيمون شريعة الطاغوت في الأرض ..
اللهم ربنا اطمس على أموالهم
واشدد على قلوبهم . .
ولا تبق لهم قوة . .
بقوتك يا ذا الجبروت والملكوت والعظمة

اللهم كن لإخواننا الأسرى . .
اربط على قلوبهم ..
وأنزل عليهم الأمن والإيمان . .
وأعذهم يا الله من أن يفتنوا في دينهم . .
يا أكرم الأكرمين ..
اللهم آمين .

 

بلاد الرافدين

  • الفلوجة
  • رسائل وبيانات
  • في عيون الشعراء
  • من أسباب النصر
  • فتاوى عراقية
  • مـقــالات
  • منوعات
  • الصفحة الرئيسية