اطبع هذه الصفحة


أطالب بطرد هذين الكاتبين فقد بالغا في الإساءة

 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

إخواني القراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل أن أذكر اسمي هذين الكاتبين أحب أن أقول:
رأيت في أحد المنتديات الحوارية بين السنة والشيعة أن كتَّاب الشيعة يطرحون شبههم طرحا مؤصلا بأسلوب جدلي حواري قوي يوهم من رآه ممن لا علم عنده ولا عقيدة أن القوم محقون.
وبالمقابل رأيت من يحاورهم من أهل السنة يحاول الجواب عن هذه الشبه بأجوبة هزيلة. فإما بالسب تارة، وإما بحجة ضعيفة خالية من الدليل المقبول من قبل المحاور تارة أخرى، فضلا عن الجهل بمذهب أهل السنة. وزد عليه ضعف الأسلوب، وكثرة الأخطاء الإملائية والنحوية. هذا ما رأيته بعيني ولو شئتم لسميت لكم ذلك المنتدى.

وما رأيته في ذلك المنتدى أرى مثله أو قريبا منه في المنتديات الأخرى.

فترى أحيانا بعض المندسين في المنتديات يطرح بعض آرائه وشبهه العلمانية التحررية أو غيرها من الشبه، فيحكم صياغة الشبهة ويلبسها أحيانا بثوب الدين وربما استدل لشبهته من الوحيين. ثم يأتي من ليس بأهل فيحاول عبثا الرد عليه فلا يحسن، فيظهر للقارئ المحايد أن الحق مع ذلك المندس.
ما تقدم حمسني لكتابة هذا الموضوع والذي أرى أنه من الأهمية بمكان، وآمل من الأخ القارئ الصبر على قراءته وإن كان فيه بعض الطول.

إخواني القراء: يجب أن يكون هناك ضوابط لمن يكتب ويحاور في المنتديات، وأرى أنه يجب على المسئولين عن المنتديات أن يكون هناك انتقائية في الأعضاء.

فالعضو الذي يظهر من كتاباته أنه ضعيف، ليس لديه نفع يقدمه، أو فكر يدافع عنه فأرى أن يستغنى عنه. وليحرص على أصحاب الأقلام الجيدة حتى لا نقع في المزالق التي أشرت لها آنفا فنخسر قضايانا التي نحاور من أجلها.

أيها القراء الكرام:
سوف أدلي بدلوي في ذكر الضوابط التي أرى أنها ضرورية لكل كاتب يحاور ويناقش أصحاب الرؤى والأفكار المخالفة، تاركا المجال لمن لديه إضافة أو تقويم.
فأقول مستعينا بالله:
يجب أن يتوفر في كل محاور نذر نفسه للدفاع عن الإسلام والعقيدة الصحيحة أمور:

أولها: الإخلاص لله تعالى وطلب مرضاته بما يكتب، لأن الكلام إذا كان مشفوعا بالإخلاص لله كان عليه نور من الله. وفتح الله له القلوب وكتب لصاحبه الأجر والقبول. ولست بحاجة للتدليل على أهمية هذا الأصل.

ثانيا: يجب على كل كاتب مسلم يحاور في القضايا الشرعية أن يعلم أنه يمثل الإسلام في طروحاته، بل هو موقِّع عن رب العالمين.
فليتق الله عز وجل ولا يتكلم إلا بعلم رصين وتأصيل متين. فإلم يكن كذلك فليسأل من هم أعلم منه، وإلا فليدع الكتابة وسيقيض الله لهذا الدين من ينصره.

ثالثا: يحتاج من ينافح عن هذا الدين أن يكون لديه حظ من علم المنطق والجدل لكي يناظر خصمه بحجة قوية. وليدع الاستدلال بالأدلة المحتملة وليذهب إلى الأدلة المحكمة.
فهذا إبراهيم عليه السلام لما قال له الملك (أنا أحيي وأميت) لم يشأ إبراهيم أن يدخل معه في حوار لإثبات بطلان دليله، لأن ذلك قد يطيل النقاش ويفتح ثغرات للخصم يشوش بها، وإنما ذهب مباشرة إلى الدليل القطعي المحكم، وقال: (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب). فترك إبراهيم الدليل الذي فيه شئ من الضعف المنطقي وذهب للدليل المسكت.
كما أنه يجب على المحاور أن يتفق مع الخصم على المرجعية في الاستدلال حتى لا يتعب نفسه في سوق حجج لا يؤمن بها الخصم. وليس كل خصم يسلم لك بأدلة الكتاب والسنة فالشيعة مثلا لهم تأويل للقرآن خاص، ولهم كتب حديثية خاصة، وخير ما يعول عليه في نقاشهم هو الجدل المنطقي، ومذهبهم ملئ بالتناقضات التي تجعل الرد عليهم ميسورا.

رابعا: من المهم جدا أن تفهم الفكرة التي طرحها الخصم وأن تتبصر في مراده وما حبكه لك فيها، وأن تصب جهدك في صميم الموضوع، ولا تذهب لبنيات الطريق، لأن الخصم حينئذ يشغب عليك بذلك ويصفك بعدم فهم مراده وبعجزك عن الرد على ما أورده وهذا كثير لدى كثير ممن يحاورون سامحهم الله.

فمن أمثلة ذلك:
طَرَحَتْ إحدى الكاتبات في أحد المنتديات موضوعا من المواضيع التي كثيرا ما يطرحه أصحاب الفكر المتحرر. فبدل أن يرد محاورها على أصل إيرادها ذهب يناقشها في كونها أنثى وأن الواجب عليها ألا تشتغل بالشاشات وأن تبقى في بيتها وألا تكون عونا للعلمانيين. وهذا في نظري ضعف وعدم فهم، جعل الكاتبة تشغب عليه به وتتهمه بعدم القدرة على الرد.
وجاء كاتب آخر ليرد فذهب إلى أن الكاتبة رجل يتسمى باسم أنثى وأن فعله من الكذب والتدليس والإيهام بأن النساء مع التوجه التحرري إلى آخر ما قال. وهذا في نظري ضعف أيضا وقد استغلته الكابتة لصالحها.
وجاء ثالث ليرد فذهب إلى الدندنة حول بعض أخطاء الكاتبة اللغوية والأسلوبية والإملائية وجعل ذلك مدخلا للنقاش معها واتهمها بالجهل دون أن ينفذ إلى صميم شبهتها. وقد استغلت الكاتبة هذا الخطأ من ذلك المحاور لصالحها أيضا.

لقد قرأت حوار تلك المرأة مع أولئك الاخوة فحزنت كثيرا، لأن القارئ المحايد حين يقرأ الموضوع سيحكم لتلك المرأة لا جرم. وهذا مما زاد من حماسي لكتابة هذا الموضوع.

خامسا: على الكاتب والمحاور أن يعتني بالجانب اللغوي والأسلوبي في كتابته فيراجع ما كتبه ويصححه نحوا وإملاء، وأن يكون أسلوبه جميلا شفافا محلقا، فإن من البيان لسحرا. ولذلك جعل الله القرآن بأفصح البيان، وجعل رسوله صلى الله عليه وسلم أفصح البشر.

سادسا: لا تتعجل في الرد على خصمك وراجع ما كتبته مرات ومرات وعليك أن تراجع الكتب والمراجع إن احتاج الأمر لذلك، وليكن ردك موثقا مؤصلا.

ولقد رأيت بعض من حاورني من الشيعة يبقى أياما عدة ليرد علي في مسألة من مسائل الخلاف، وكنت أكبر فيه هذا الأمر، وعلمت أن السبب في ذلك هو أنه كان يوثق كل معلومة ينقلها من كتب أهل السنة.

سابعا: ابتعد أخي الكاتب عن لغة السب والشتم والتقريع فإن هذه لا تزيد الخصم إلا عنادا ولجاجا وإصرارا على باطلة. وحامل الحق لا يحتاج إلى هذه اللغة.

وعليك أخي الكاتب أن تتكلم بلغة حوارية منطقية بعيدة عن الكلام العاطفي لأن خصمك لا يحمل ما تحمله من عواطف وقناعات فما تراه أنت عظيما وحراما ينظر إليه بخلاف ذلك.

ثامنا: أن يكون الموضوع الذي تحاور فيه ذا أهمية، فليست كل قضية يطرحها كاتب لا تتفق معه في أفكاره تحتاج لأن تقحم نفسك معه في حوار، فقد تكون قضيته التي طرح هابطة لا تحتاج إلى رد ولا خطر منها على مبادئك.

تاسعا: ليس بالضرورة أن نرد على كل موضوع طرحه كاتب نختلف معه في الأفكار إذ قد يطرح قضية من المسلمات أو مما نتفق نحن وإياه فيها، فلا يحتاج الأمر لأن ندخل معه في حوار لمجرد أن نغيظه ونحقره. بل إذا كان الموضوع الذي طرحه فيه نفع فلا مانع من تأييده فيما قال. ولا مانع أن نستفيد من مخالفينا.
وهذا أبو هريرة قد استفاد من الشيطان.

هذا ما حضرني حول هذا الموضوع

وإذا علم ما تقدم فالكاتبان اللذان يحتاجان إلى فصل هما:
جاهل بن أحمق اللعابي
ومرائي بن بليد المغفلاني

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

موفق الدين
منتدى الحسبة
 

منتديات الحوار

  • يا روادَ المنتديات
  • الكاتب المتميز
  • آفات وأخطار
  • منوعات
  • الفتاة والمنتديات
  • أدب الحوار
  • أدب الخلاف
  • الصفحة الرئيسية