اطبع هذه الصفحة


(( علمني عاشوراء ))

محمد أنور مرسال


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد ان محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

عاشوراء يوم من أيام الله، فيه دروس وعِبر كثيرة لمن تأمل فيها، ومنها:


1ــ (( موالاة المؤمنين )):

(( نحن أَولى بموسى منكم )).


2ــ (( البراءة من المشركين )):

(( فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع إن شاء الله )).


3ــ (( رحمة الله العظيمة بأمة النبى محمد ه)):

(( من صام يوم عاشوراء غُــفِــر له سنة )) مِنحٌ ربانيةٌ سنويةٌ لتطهير الأمة.


4ــ (( عدم نسيان ذنوب الماضى )):

(( عاشوراء يكفر السنة الماضية ))
فاحذر من مرض نسيان الذنوب؛
قال الله
عز وجل:
{ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } {سورة المجادلة:6}.

5ــ (( الاستدامة على فـِعل الخير والطاعة )):
قال ابن عباس رضي الله عنهما :

(( ما علمت رسول الله
صلى الله عليه وسلم صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم - عاشوراء - )) .

6ــ (( التمسك بالسنة، ومخالفة أهل البدع )):

فحن نصوم هذا اليوم، ولا نتخذه مأتمًا، ولا نتخذه عيدًا، وإنما نقتدي فيه بهدي النبي
ه، وخير الهدي هدي محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

7ــ (( ليس كل سابق مقدمًا فى الفضل )):

كان يوم عاشوراء تتخذه اليهود عيدًا فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

(( صوموه أنتم ))
فجمع الله لنا خيرنا وخير من كان قبلنا، وفضَّلنا عليهم؛ رحمةً منه وفضلًا؛ فالحمد لله على نعمته.

8ــ (( فى عبادة الله أبلغ الشكر )):

((
ما هذا اليوم الذى تصومونه ؟ قالوا : هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى من فرعون وقومه، وغـرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا؛ فنحن نصومه )).
فعادة الأنبياء شُكر النعم كما فعل موسى ه وشكر ربه بالصوم، وكما قال نبينا محمد ه:
(( أفلا أكون عبدًا شكورًا )) .

9ــ  (( العمل ببعض الشعائر الظاهرة لا يدل على اتباع المنهج )):

قال اليهود للنبى صلى الله عليه وسلم
: ( ...فنحن نصومه ... ).
فلم يكن صيامهم لعاشوراء كافيًا لأولويتهم بموسى؛ لعدم اتباع المنهج؛ فالحكم لاتباع المنهج

{ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين }
{سورة آل عمران:68}.

10ــ((بقاء بعض الكفار على قليل من الحق لا يدل أنهم على حق))

( ...فنحن نصومه ... ) فاليهود من أكفر خلْق الله، ومازال عندهم بعضُ حقٍّ مما بقى من شريعه موسى التى بدلوها، وقد وافقناهم فى هذا الحق، ولا يلزم من ذلك أنهم على حق كما كان المشركون فى قريش يعظمون الكعبة، وهذا مما تبقى عندهم من الحق من شريعة إبراهيم
عليه السلام.

11ــ (( الحق مقبول من أى أحد )):

((
ما هذا اليوم الذى تصومونه ؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه
موسى من فرعون وقومه، وغـرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى شكرًا؛ فنحن نصومه ))، فقال رسول الله ه:
(( فنحن أَولى بموسى منكم )) فصامه، وأمر بصيامه.
فقد أقر نبينا قولهم؛ فقد صامه موسى شكرًا لله، وقَبِلَ نبينا محمد ه هذا الحق، وأظهر علة أخرى للصيام فى شرعنا، وهي:

(( نحن أَولى بموسى منكم )).


12ــ (( حسن الظن فى الله عز وجل )):

(( قالوا هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى من فرعون وقومه، وغـرَّق فرعون وقومه... ))
ففى هذا اليوم أتذكر هلاك الطغاة والظالمين، وإن علوا فى الأرض وتكبَّروا، فالله موعدهم، وسيهلكهم، ويرفع الظلم عن المظلومين.


13ــ (( مخالفة المشركين - المشروعة - لا تأتى إلا بالخير )):

(
فإذا كان العام المقبل صمنا اليوم التاسع إن شاء الله ) فَــشُــرِعَ لنا صيام يوم زائد على عاشوراء، وذلك في: أجر صيام يوم مع نية المخالفة وثوابها أيضًا، فزاد فضل الله وخيره علينا بمخالفة المشركين.

14ــ (( الحرب بين الإيمان والكفر لا تنتهي )):
في هذا اليوم التاريخي يتذكر المسلم الحرب بين فُسطاط الكفر المتمثل في فرعون وأتباعه، وفُسطاط الإيمان والحق المتمثِّل في موسى
ه وأتباعه، وكيف كانت الحرب بين الفُسطاطَين، وهي حرب مستمرة أبدًا، وكيف كان فيها الإيذاء والاضطهاد للمسلمين، وكيف أنجى الله فُسطاط الإيمان، وأهلك فُسطاط الكفران !!
فالحرب على أهل الإيمان لا تنتهي.


15ــ (( فضل أمة الإسلام )):

ففي الصحيحين قال النبيُّ ه لأصْحَابِهِ:
((
 أنتُمْ أحَقُّ بمُوسَى منهمْ، فَصُومُوا )) 
تأمل: أنتم !!

16ــ (( العبرة عند الله بالدِّين والعمل، لا بالنسب )):
فاليهود أقرب لموسى ه من جهة النسب، ومع ذلك نحن أَولى بموسى منهم؛ لأن عملنا يوافق عمله  (( أنتم أحق بموسى منهم ))
فرابطة الدين أقوى وأعظم من رابطة النسب.

17ــ (( تيسير الشريعة العظيمة )):
ولذلك قال رسول صلى الله عليه وسلم:
((
فمَن شاءَ أن يصومَهُ فليَصمه، ومَن شاءَ أن يترُكَهُ فليترُكْهُ )) .

18ــ (( والله يريد أن يتوب عليكم )):
حيث
سنَّ لنا ربنا عز وجل صيام عاشوراء ويغفر لنا به ذنوب سنة، ولولا أن شرع الله لنا صيام هذا اليوم لبقيت ذنوبنا على كاهلنا تثقلنا؛ فلله الفضل والمنة أولًا وآخرًا.

19
ــ (( عظيم كرم الله عز وجل )) :
يغفر الله ذنوب عام بصيام يوم، عملٌ قليلٌ وأجرٌ جزيلٌ وفيرٌ، فما أكرم الله الملك الغني الكريم !!
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلالك وعظمتك.


20ــ (( أهمية غرس الطاعة في قلوب الأبناء ))

كما فعل الصحابة
رضي الله عنهم :
(( فكنا نصومه، ونُصوِّم صبياننا )).


21
ــ (( سرعة الاستجابة لأمر الله )):

ففي الصحيح أنَّ
 النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ رَجُلًا يُنَادِي في النَّاسِ يَومَ عَاشُورَاءَ:
((
 إنَّ مَن أكَلَ  فَلْيُتِمَّ أوْ فَلْيَصُمْ، ومَن لَمْ يَأْكُلْ فلا يَأْكُلْ ))
فاستجاب الناس ولسان حالهم يقول:
(( سمعنا وأطعنا )) لم يستفصلوا، أو يجادلوا، أو يناقشوا، أو يتلكأوا، ولا تباطأوا؛ وإنما بادروا بالعمل طاعةً وسرعةَ استجابةٍ
.
ومن تأمل سيجد أضعاف أضعاف المذكور.

وبالله التوفيق...


 

شهرالله المحرم
  • نهاية العام
  • شهر الله المحرم
  • شهر صفر
  • شهر ربيع الأول
  • شهر رجب
  • شهر شعبان
  • مختارات رمضانية
  • شهر شوال
  • مختارات الحج
  • وقفات مع العيد
  • المواضيع الموسمية