اطبع هذه الصفحة


فضل صيام يوم عاشوراء وحُكم صيام يوماً قبله أو يوماً بعده

إعداد / عبد رب الصالحين العتموني السوهاجي


بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وبعد :
● فإن يوم عاشوراء يوم عظيم له فضيلة عظيمة وحُرمة قديمة وصومه كان معروفاً بين الأنبياء والمُرسلين وعباد الله الصالحين .

● ومن الأحاديث التي وردت في ذلك حديث عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان عاشوراء يُصام قبل رمضان فلما نزل رمضان كان من شاء صام ومن شاء أفطر ) رواه البخاري .
وفي رواية : ( كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه في الجاهلية فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فُرض رمضان ترك يوم عاشوراء فمن شاء صامه ومن شاء تركه ( رواه البخاري ومسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال : ما هذا ؟ قالوا : هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى قال : ( فأنا أحق بموسى منكم - فصامه وأمر بصيامه ) رواه البخاري ومسلم .

● ومما ورد في فضل صيامه حديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله ) رواه مسلم .

● والقول الراجح أنه يُكفر الصغائر فقط أما الكبائر فلابد لها من توبة خاصة .

● ويُستحب أن يُصام يوماً قبله وهو يوم التاسع من مُحرم لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ) رواه مسلم .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا كان العام المُقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع - قال : فلم يأت العام المُقبل حتى تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه مسلم .

● وعليه : فيُستحب الجمع بين يوم التاسع ويوم العاشر من مُحرم عملاً بالسُنة وتحصيلاً للأجر المُترتب على ذلك .

● ولو أُفرد صوم يوم العاشر فقط فلا حرج ولا كراهة في ذلك على القول الراجح الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ورجحه الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين رحمها الله .
وبصيامه مُنفرداً يحصل الأجر والثواب الذي ورد فيه .

● أما صيام يوم الحادي عشر من مُحرم مع يوم عاشوراء فورد فيه حديث ضعفه الشيخ الألباني والشيخ شعيب الأرنؤوط رحمها الله وهو حديث ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود صوموا قبله يوماً أو بعده يوماً ) رواه البيهقي وابن خزيمة وأحمد .
وقد ذهب الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله إلى تحسين هذا الحديث .

● ولذلك ذهب بعض العُلماء إلى العمل به وذلك من باب مُخالفة اليهود في إفرادهم لصيام يوم عاشوراء ولأنه صح هذا الخبر عن ابن عباس موقوفاً عليه وليس مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

● ومن أقوال العُلماء في مراتب الصيام في هذه المسألة :
● قال ابن القيم رحمه الله : ( فمراتب صومه ثلاثة : أكملها أن يُصام قبله يوم وبعده يوم ويلي ذلك أن يُصام التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ) أهـ .
● وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( ذكر بعض أهل العلم أن صيام عاشوراء له ثلاث حالات :
الحال الأولى : أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده .
الحال الثانية : أن يُفرده بالصوم .
الحال الثالثة : أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده .
وذكروا أن الأكمل أن يصوم يوماً قبله ويوماً بعده ثم أن يصوم التاسع والعاشر ثم أن يصوم العاشر والحادي عشر ثم أن يفرده بالصوم والذي يظهر أن إفراده بالصوم ليس بمكروه لكن الأفضل أن يضم إليه يوماً قبله أو يوماً بعده ) أهـ .

● وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : ( الأفضل أن يصوم قبله يوم أو بعده يوم هذا هو الأفضل يعني يصوم يومين التاسع والعاشر أو العاشر والحادي عشر أو يصوم الثلاثة التاسع والعاشر والحادي عشر هذا أفضل خلافاً لليهود ) أهـ .
● تنبيه هام :
● ومن البدع التي تحدث في يوم عاشوراء :
● قال الشيخ عبد الله الفوزان حفظه الله : ( وقد ضل في هذا اليوم طائفتان :
طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسُرور تُظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال وتوسيع النفقات على العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ونحو ذلك من عمل الجُهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والبدعة بالبدعة .
وطائفة أُخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحُزن ونياحة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخُدود وشق الجيوب وإنشاد قصائد الحُزن ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها والقصد منها فتح باب الفتنة والتفريق بين الأُمة وهذا عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يُحسن صنعاً .
وقد هدى الله تعالى أهل السُنة ففعلوا ما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم من الصوم مع رعاية عدم مُشابهة اليهود فيه واجتنبوا ما أمرهم الشيطان به من البدع فلله الحمد والمنة ) أهـ .

● أخي الحبيب :
أكتفي بهذا القدر وأسأل الله عز وجل أن يكون هذا البيان شافياً كافياً في توضيح المُراد وأسأله سُبحانه أن يرزقنا التوفيق والصواب في القول والعمل .
وما كان من صواب فمن الله وما كان من خطأ أو زلل فمنى ومن الشيطان والله ورسوله منه بريئان والله المُوفق وصلي اللهم علي نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .


أخوكم / عبد رب الصالحين العتموني السوهاجي
مصر /محافظة سوهاج / مركز طما / قرية العتامنة
01002889832 / 01144316595

 

شهرالله المحرم
  • نهاية العام
  • شهر الله المحرم
  • شهر صفر
  • شهر ربيع الأول
  • شهر رجب
  • شهر شعبان
  • مختارات رمضانية
  • شهر شوال
  • مختارات الحج
  • وقفات مع العيد
  • المواضيع الموسمية