اطبع هذه الصفحة


عندما يمضى عام ويقدم آخر فما نصيب قريبك من اهتماماتك ؟!

إبراهيم بن محمد بن سليمان السعوي


من البدهيات أنه عند غروب شمس آخر يوم من شهر ذي الحجة يمضي عام بكامل ما ستودع به من عمل ، ويستقبلنا عام آخر ، فيعتاد الواحد منا باسترجاع الذاكرة إلى الوراء بتذكر غروب شمس أخر يوم من العام الماضي وسرعة مضي هذا العام ، ونبدأ نسمع ونقرأ الحث على ختام العام بالاستغفار والتوبة ومحاسبة النفس ، وفتح صفحة جديدة ، والتفكر بسرعة انقضاء الأيام والسنين ، وأدبياتنا ، وطروحاتنا يغلب عليها طرح هذا الموضوع ؛ إلا أن ثمت موضوع له من الأهمية بمكان لا يقل عن ذلكم الموضوع ، ألا وهو الوقوف والتمعن عند قوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " ، وقوله : " ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين ....." ، ووصية نبينا محمد  صلى الله عليه وسلم  لرجل من بني تميم لما قال له يا رسول الله : إني ذو مال كثير وذو أهل وولد وحاضرة ، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع ؟ فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  : " تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك ، وتصل أقرباءك ، وتعرف حق السائل والجار والمسكين " . وقوله  صلى الله عليه وسلم  لأبي هريرة لما قال له : أنبئني بأمر إذا عملته دخلت الجنة ، قال : " أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وصل والناس نيام ؛ تدخل الجنة بسلام " .

فقريبك يأخي أياً كانت جهته ما هو نصيبه من دعوتك ، فهل هو أحد الذين تحرص على أن توصلهم إلى بر الأمان ؟ وهل سبق أن وصل لأذناه من همساتك اللاتي تشعر بحرقتك وحرصك ؟ وهل هو من ضمن جدول زيارتك التفقدية للحال والتودد ، وإظهار الإهتمام ؟

وفي ذات يوم لما قمت بزيارتك ،ودار الحديث عن بعض شيء من دعوتك وتوعيتك للمجتمع ناولتني عدة أوراق مجدولة بأسماء من تقوم بدعوتهم ،وتوزيع أشرطة وكتيبات عليهم ؛ فرأيت أسماء من شرق المدينة وغربها ، وهذا تشكر عليه ، لكنني لما قلبتها يمنة ويسرة لكي أراء بعض أسماء أقاربك من هو بحاجة للدعوة ، وإيصال الشريط الإسلامي له أكثر من بعض الأسماء المدرجة بقائمة ورقتك ، ومنزله في طرف حيك فهل سيكون من ضمن قائمة الأسماء الجديدة في العام القادم بعدما نقوم بمساءلت أنفسنا أين نحن من قوله تعالى : " وأنذر عشيرتك الأقربين " ؟ !. وفي ذات يوم يأخي أوقفتك لما رأيتك تخرج من منزل إلى منزل لقوة الود الذي بيننا فسألتك سؤال تعجب عن هذه الزيارة لأنه ليس هناك قرابة تربط بينكم ؛ فأجبتني بعد شدة إلحاح أن هؤلاء كثير ما نفقدهم في المسجد لاسيما في صلاة الفجر ؛ فغبطة أقربائك ؛ لأن ما رأيته من حرص ولين الجانب مع جارك الذي لا يربط بينكما رابط القرابة ، فمن البديهي الذي يكون بينك وبينه رابط القرابة سيجد منك أشد حرص ، وأحسن تعامل حين دعوته !ومما خلد في ذاكرتي وشغل تفكير دوماً ، وأحب أن أبوح به لا سيما عندما تسقط آخر ورقة من شجرة عام ونترقب أول ورقة من عام آخر ؛ أنه في ذات يوم لما كنت متكئ على أريكتي وبين يدي مجموعة من التقارير المالية السنوية : ما بين جمعية بر أو جمعية تحفبيظ القرآن ، أو صندق خير أو .....فلفت نظري اسم أحد من بسط الله عليه من الرزق في مجموعة من هذه التقارير وقد ساهم فيها ما بين قطعة أرض ، أو حافلة ، أو تحمل مصاريف سنة كاملة أو ......... واسم آخر من نفس العائلة المباركة في أحد التقارير أنه أكثر من تبرع سيولة ، وذهبت الأيام واسم هذان الشخصان مازال متعلقان في ذاكرتي ، ويكونان أمامي عندما أسير بجانب أحد المؤسسات الخيرية ، وفي يوم من الأيام يجمعن مجلس بأحد أقارب صاحبيّ ، ودار الحديث بيني وبينه ، وعقارب الساعة تأخذ دورتها دورة تلو الأخرى ، ونحن لا نشعر بذلك لأن الحديث الذي يدور بينا بعضه يجر بعضاً ، وانتهى بنا الحديث إلى حالة أفراد عائلته المالية ، ونسبة الشباب الذين لم يتشرفوا بالدخول إلى عالم الزوجية ، وكم هو رأس مال صندوق عائلتكم ، وذكرته بما وهبه الله لكم من أصحاب رؤوس الأموال ، وأن خيركم امتدّ إلى الغير .... فطأطأ رأسه وفهم ماذا أعني ، وبدأ يتمتم تارة ويسمعني تارة آخرى بحسرة وندم ؛ ومما حفظت من كلامه : ويا من أغناه الله هناك أقرباء لك بحاجة إلى مال الله الذي بين يديك فهم مما ذكرهم الله في قوله : " ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين". وودعني وهو يكرر نريد ثلث ما أنفقته على الغير ، وفي كل خير . فآلمني حاله ، وأنساني لذة مجلسنا . ! فيا من بسط الله له من الرزق ألا فَتْحت صفحة تبرع لأقاربك جديدة مع بداية فجر عام جديد ، مع عدم نسيان فقراء الأمة .

وأستودعكم الله على أمل أن نلتقي معكم وقد وصل خيرنا ، وبرنا ، وصدقتنا ، ودعوتنا .... إلى أقاربنا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


أخوكم
إبراهيم بن محمد بن سليمان السعوي
ams2041@naseej.com
 

نهاية العام
  • نهاية العام
  • شهر الله المحرم
  • شهر صفر
  • شهر ربيع الأول
  • شهر رجب
  • شهر شعبان
  • مختارات رمضانية
  • شهر شوال
  • مختارات الحج
  • وقفات مع العيد
  • المواضيع الموسمية