اطبع هذه الصفحة


حديث: " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا " ... فوائد ومسائل
الأربعاء: 30 – شعبان – 1439 هـ

رضوان بن أحمد العواضي


بسم الله الرحمن الرحيم


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) متفق عليه.

في الحديث من الفوائد والمسائل ما يلي:

1- بيان فضل صوم شهر رمضان.

2- فضل شهر رمضان وبيان منزلته العظيمة، والذي خصه الله بنزول القرآن من بين شهور العام.

3- بيان فضيلة وقت شهر رمضان وخصوصا لياليه.

4- في الحديث بيان سعة رحمة الله وفضله على عباده بتجاوزه عن ذنوبهم وسيئاتهم.

5- وفي الحديث دليل عدم عصمة الصالحين والمتقين من الوقوع في المعاصي والسيئات، كما قال الحق جل وعلا عن المتقين: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135].

6- وفيه ان الطاعات والقربات سبب لرفعة العباد عند ربهم ولا شيء دونها من متاع الدنيا يقربهم اليه سبحانه وتعالى، قال جل وعلا: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [الحجرات: 13].

7- وفيه ان الصوم المعتبر والمعول عليه براءة الذمة، ونيل الثواب، ما اشتمل على ركنين أساسيين:

- اعتقاد فرضيته ووجوبه وأنه حق أوجبه الله على عباده.

- ابتغاء فضل الله ووجهه الكريم في أدائه، لا رياء فيه ولا سمعة،
ولا مخافة الناس او الإستحياء منهم.

8- وجوب الإحتساب والإخلاص لله تعالى في فعل العبادة. قال ابن بطال - رحمه الله - في شرح البخاري (4/ 21) : (هذا الحديث دليل بين أن الأعمال الصالحة لا تزكو ولا تتقبل إلا مع الاحتساب وصدق النيات، كما قال عليه
السلام: (الأعمال بالنيات، ولكل امرئ ما نوى) انتهى.

9- ان ثواب العبادة منوط بأدائها كاملة تامة. وثواب الصوم في رمضان مشروط بتمامه على القادر الذي لا يمنعه من تمامه وكماله مانع معتبر.

قال المباركفوري - رحمه الله – في مرعاة المفاتيح (6/ 404): (قوله: (من صام رمضان) بنصبه على الظرفية أي فيه بأن صامه كله عند القدرة عليه، أو بعضه عند عجزه ونيته الصوم لولا العجز) انتهى.

10- ان العمل المقبول من العبد ما طابت به نفسه،
واقترنت به نية صالحة، فقام به رغبة في ثوابه، وطمعا برضوان ربه وجنته.
قال العيني – رحمه الله – في عمدة القاري (10/ 274): (قَوْله: (احتسابا) ، وَإِنَّمَا زَاد هَذِه اللَّفْظَة لِأَن الصَّوْم هُوَ التَّقَرُّب إِلَى الله، وَالنِّيَّة شَرط فِي وُقُوعه قربَة) انتهى.

وقال المباركفوري - رحمه الله – في مرعاة المفاتيح (6/ 404): ( قال
الخطابي: "احتساباً": أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه، طيبة نفسه بذلك، غير كاره له ولا مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه، ولكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب. وقال البغوي: قوله:
"احتساباً": أي طلباً لوجه الله تعالى وثوابه) انتهى.

11- وفيه جواز قول رمضان بدون شهر. قال العلامة
الهروي رحمه الله في مرقاة المفاتيح (4/ 1361): ( لَا يُكْرَهُ أَنْ
يُقَالَ: رَمَضَانُ بِدُونِ شَهْرٍ، وَكَرِهَهُ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ لِخَبَرِ أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ، وَهُوَ شَاذٌّ، لِأَنَّ الْخَبَرَ الضَّعِيفَ لَا يُثْبِتُ اسْمَ اللَّهِ) انتهى.

12- فضل قيام ليالي رمضان بعموم القربات وأهمها
الصلاة. قال الهروي في مرقاة المفاتيح (4/ 1362): (" ومن قام رمضان" أَيْ لَيَالِيَهُ أَوْ مُعْظَمَهَا، أَوْ بَعْضَ كُلِّ لَيْلَةٍ بِصَلَاةِ التَّرَاوِيحِ وَغَيْرِهَا، مِنَ التِّلَاوَةِ وَالذِّكْرِ وَالطَّوَافِ
وَنَحْوِهَا) انتهى.

13- فضل قيام ليلة القدر بعموم الطاعات وان لم يعلمها
المسلم. قال الهروي رحمه الله في المرقاة (4/ 1362): ( وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» " سَوَاءٌ عَلِمَ بِهَا أَوْ لَا) انتهى.

14- المراد بالمغفرة هنا مغفرة صغائر الذنوب دون
كبائرها؛ لاشتراط التوبة منها، كما هو مذهب جمهور العلماء، وذهب بعض أهل العلم الى ان الكبيرة قد تخفف.

15- يحصل قيام الليل بمطلق القيام ولو بصلاة
التراويح، فان قامه بدونها فقد حصل المطلوب، ولا يشترط لقيام رمضان أداء صلاة التراويح، او قيام الليل كله. قال المباركفوري – رحمه الله – في مرعاة المفاتيح (6/ 405): (وقال الحافظ: "قام رمضان": أي قام لياليه مصلياً، والمراد من قيام الليل ما يحصل به مطلق القيام. وذكر النووي ان المراد بقيام رمضان صلاة التراويح. يعني أنه يحصل بها المطلوب من القيام، لا أن قيام رمضان لا يكون إلا بها) انتهى.

16- بيان أن الصوم والصلاة من أفضل الطاعات والقربات
الى الله في شهر رمضان.

17- وجوب الأخذ بالأسباب.


والحمد لله رب العالمين،،،
 

شهر رمضان

  • استقبال رمضان
  • يوم في رمضان
  • رمضان شهر التغيير
  • أفكار دعوية
  • أحكام فقهية
  • رسائل رمضانية
  • المرأة في رمضان
  • سلوكيات خاطئة
  • فتاوى رمضانية
  • دروس علمية
  • رمضان والصحة
  • الهتافات المنبرية
  • العشر الأواخر
  • بطاقات رمضانية
  • المكتبة الرمضانية
  • وداعاً رمضان
  • الصفحة الرئيسية