بسم الله الرحمن الرحيم 🍃
كلمات بعد رمضان...
✍️️ الطاعة ليست بالأمر الهين فهي ثقيلة وشاقة على النفس ، قال تعالى :
" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا "
وقال سبحانه عن الصلاة :
" وَإِنَّهَا - أي : الصلاة - لَكَبِيرَةٌ - أي : لشاقة - إِلَّا عَلَى
الْخَاشِعِينَ "
ولو لم تكن كذلك لرأيت النّاس كلهم على استقامة تامة ، ولكنهم يتفاوتون في
فعلها قلة وكثرة ، والتزاماً وتركاً ، ولكن من تذكّر الجنّة والثواب هان
عليه كل شاق .
ومن فضل الله على عباده أن يهيئ لهم بعض المواسم لتنشط النفس في الطاعة
بأسباب كثيرة ، منها :
البيئة المعينة ، ومنها الزمان الفاضل ، والمكان الفاضل ونحوها .
واليوم يخرج المسلمون من موسم عظيم مبارك ألا وهو موسم رمضان ، وفضله وحال
الناس فيه لا يخفى ، وأريد هنا أن أذكر نفسي وإخوتي :
( بالمحافظة على مكتسبات هذا الشهر )
ففي رمضان - خصوصاً العشر الأواخر منه - نشطت كثير من النفوس ، وأقبلت على
الطاعات أكثر من ذي قبل ، وهذا الأمر فرصة عظيمة للإستمرار على جزء كبير
منها بعد رمضان .
فالنفس الكسولة تصحّح عندها أنها غير قادرة بما رأت من نفسها من الإقبال
على الخير .
وتصحّح عندها إنّ بإمكانها تحافظ على الصلاة في جماعة ، وقيام جزء من الليل
، وتفريغ الوقت للتلاوة ، وتعويد اللسان على الذكر والجلوس للمناجاة ،
ومخالفة شح النفس بالصدقة ، وحفظ الجوارح ونحوها من ميادين الأخير .
هذا التعوّد والعمل فرصة كبيرة للإستثمار والسعي للمحافظة على هذا المكتسب
.
* من قال لك أنّك لا تستطيع المحافظة على صلاة الجماعة !
* من قذف في روعك أنّك لستَ من أهل القيام !
* من لبّس عليك أنّك لا يمكن أن تكون من أهل القرآن !
* من أوهمك أنّ بينك وبين الذاكرين بوناً شاسعاً !
🌾 يامؤمن...نعم أنتَ يامؤمن - أنتَ أريد لا غيرك - أيقن أنّك :
أنت المصلي .
وأنت القانت .
وأنت التالي .
وأنت الذاكر .
وأنت المطيع لربك...
أيقن أنّك أنتَ العابد الحق ، والمستقيم الصدق .
وأنت الذي تطمع في جنة عرضها السموات والأرض ، استثمر هذا الحال الذي كنتَ
عليه ، وزد استقامة وفعلاً للطاعات .
🌱 نعم لن يكون الحال كالحال في رمضان ، ولكن استمر على الخير الذي اكتسبته
فيه ، فهو فرصة عظيمة وقد تعوّدت النفس عليه .
ستضعف النفس إن لم تحافظ على هذا .
ستضعف عن الجماعة والصلاة في وقتها إذا تكاسلت .
ستضعف عن فتح المصحف ، ستضعف عن الذكر إذا لم تستغل هذه الفترة وتحافظ على
هذا المكتسب دون أن تُعطيها فرصة الكسل .
ألزمها هذه الطاعات - وهي سهلة وقد كنتَ من أهلها - ⚡️ ذكرّها بالأجر .
⚡️ ذكرّها بأنّ هذه الطاعات هي ( الخير كله في دنياك وآخرتك )
⚡️ ذكّرها بأنّ الحياة قصيرة والموت يأتي بغتة وأنّه لن يكون مع المرء في
رحلته الطويلة - والطويلة جداً جداً في قبره إلا العبادات - .
⚡️استعن بالله وكن كثير اللجوء إليه .
⚡️ هيئ لك بيئة صالحة ولا تُجامل في هذا .
🌴 همسة أخيرة :
من كان مقصراً في رمضان بإمكانك التدارك ، فالله يُعبد في كل زمان ، وكم من
أشخاص كانت استقامتهم بعد رمضان .
اللهم تقبل منّا وزدنا من فضلك وإحسانك وثبتنا جميعاً على ماتحبه وترضاه .
كتبه / عادل بن عبدالعزيز المحلاوي
إمام وخطيب جامع الصائغ بأملج .
١٤٣٩/١٠/٣ هجري .
|