اطبع هذه الصفحة


للصائم فرحتان

سعيد بن مسفر أحمد الزهراني


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله واهب النعم مانح العطايا ، غافر الذنب قابل التوب والخطايا وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أحبتي الكرام ..

تمر على الصائم الثواني والدقائق والساعات ، مستجيباً لأمر الله بالصيام حيث قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [ البقرة : 183 ] ، راضياً بفريضة الصوم عليه ، وصابراً محتسباً للثواب ، منتظراً لحظة الغروب ، وسماع الأذان ، وهو على مائدة الإفطار ، فإذا به يشعر بالفرح والسرور ، تشوبه سعادة تخالج نفسه ، وفرحة تغامر قلبه ، وذلك عند فطره .

أخرج الإمام مسلم من حديث أبى هريرة ــ رضي الله عنه ــ أنَ النبي صلى الله عليه وسلم قال : للصائم فرحتان : فرحة حين يفطر ، وفرحة حين يلقى ربه .
وفى رواية : وللصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقي ربه فرح بصومه .
قال الحافظ ابن رجب ــ رحمه الله : أما فرحة الصائم عند فطره : فإن النفوس مجبولة على الميل إلى ما يلائمها من مطعم ومشرب ومنكح ، فإذا منعت من ذلك في وقت من الأوقات ، ثم أبيح لها في وقت آخر فرحت بإباحة ما منعت منه ، خصوصا عند اشتداد الحاجة إليه ، فإن النفوس تفرح بذلك طبعاً .

وأما فرحه عند لقاء ربه : فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخراً ، فيجده أحوج ما كان إليه ، كما قال تعالى : ﴿ وَمَا تُقَدِّمُوا لأَِنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجرَاً ﴾ [ المزمل : 20] ، وقوله تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا ﴾ [ آل عمران : 30 ] ، وقوله تعالى : ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [ الزلزلة: 7 ]
فهذا فرح الصائم عند فطره ، فكيف فرحه بصومه عند لقاء ربه .
وللصائمين باب في الجنة يقال له الريان لا يدخل منه غيرهم .
روى البخاري ، عَنْ سَهْلٍ ـ رضي الله عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏"‏ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَقُومُونَ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ، فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ‏"‏‏.‏
 

يا صَائِمًا تَرَكَ الطَّعَامَ تَعَفُّفًا *** أَضْحَى رَفِيقَ الْجُوعِ واللأْوَاءِ
أَبْشِرْ بَعِيدِكَ فِي الْقِيَامَةِ رَحْمَةً **** مَحْفُوفَةً بِالْبرِّ وَالأنْدَاءِ
يا صَائِمًا عَافَتْ جَوَارِحُهُ الْخَنَا *** أَبْشِرْ بِرِضْوانٍ مِنَ الدَّيَّانِ
عَفْوٍ وَمَغْفِرَةٍ وَمَسْكَنِ جَنَّةٍ *** تَأْوِي بِهَا مِنْ مَدْخَلِ الرَّيَّانِ


هذه أيام شهر رمضان ، هي التاج على رأس الزمان ، وهي مغنم الخيرات لذوي الإيمان ..
اللهم اجعلنا من أهل الفرح والسرور ، برحمتك يا عزيز يا غفور ، وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
لا تنسوني من صالح دعائكم

* أبو ماجد *
الخميس 14- رمضان -1441هـ

 

شهر رمضان

  • استقبال رمضان
  • يوم في رمضان
  • رمضان شهر التغيير
  • أفكار دعوية
  • أحكام فقهية
  • رسائل رمضانية
  • المرأة في رمضان
  • سلوكيات خاطئة
  • فتاوى رمضانية
  • دروس علمية
  • رمضان والصحة
  • الهتافات المنبرية
  • العشر الأواخر
  • بطاقات رمضانية
  • المكتبة الرمضانية
  • وداعاً رمضان
  • الصفحة الرئيسية