اطبع هذه الصفحة


الرياح أحكام وآداب

أبوعبدالرحمن عيسى أبو العيد


الريح خلق من خلق الله تعالى ,قال الراغب : والرِّيحُ معروف ، وهي فيما قيل الهواء المتحرّك, وعامّة المواضع الّتي ذكر اللّه تعالى فيها إرسال الرّيح بلفظ الواحد فعبارة عن العذاب ، وكلّ موضع ذكر فيه بلفظ الجمع فعبارة عن الرّحمة ، فمن الرِّيحِ : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً)،( فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً) [الأحزاب / 9] ... وقال في الجمع : (وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ)[الحجر / 22] ، (أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ)[الروم / 46] ا.هـ

وللريح أحكامها وآدابها وقد جاء في الكتاب والسنة ما يدل على هذه الأحكام فمنها :

أولا : أن الله قد عظمها واقسم بها تشريفا لها في مواضع مثل ( والذاريات ذروا ) , (والمرسلات عرفا، فالعاصفات عصفا، والناشرات نشرا ) .
وهي أية من آيات الله تعالى قال سبحانه: ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) [البقرة: 164] .
قال السعدي رحمه الله في قوله تعالى :( وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ) : (باردة وحارة، وجنوبا وشمالا وشرقا ودبورا وبين ذلك، وتارة تثير السحاب، وتارة تؤلف بينه، وتارة تلقحه، وتارة تدره، وتارة تمزقه وتزيل ضرره، وتارة تكون رحمة، وتارة ترسل بالعذاب) .ا.هـ
ويقول العلامة ابن عثيمين :ولو أن الخلق اجتمعوا كلهم على أن يصرفوا الريح عن جهتها التي جعلها الله عليها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولو اجتمعت جميع المكائن العالمية النفاثة لتوجد هذه الريح الشديدة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، ولكن الله عز وجل بقدرته يصرفها كيف يشاء وعلى ما يريد.

ثانيا :
إنها من مظاهر رحمة الله تعالى ولذلك صور :
منها :إنزال المطر بها قال تعالى :( وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا ) [الفرقان: 48] .

ومنها انها تكون نصرا لأنبيائه وأوليائه سبحانه كما سخرها الله لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب قال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا )
ومنها إن الله يسير بها السفن في البحار قال تعالى:( وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور) [الشورى: 32-33] .
وغير ذلك من صور الرحمة وقد قال مطرف لو حبست الريح عن الناس لأنتن ما بين السماء والأرض.

ثالثا :
قد تكون الرياح عقوبة لأقوام وقد عاقب الله بها قوما مضوا ( نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ) رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس.
وأهلك الله بها عاداً قوم هود عليه السلام قال تعالى:( وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) [الذاريات: 41]، ومعنى عقيم لم تأت بخير، قال ابن الجوزي :\" وهي التي لا خَير فيها ولا بَرَكة ، لا تُلْقِح شجراً ولا تَحْمِل مطراً ، وإنما هي للإهلاك\"
وقد توعد الله بها عباده فقال سبحانه ( أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ * وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ) [الملك: ]
بل وقد تكون الريح علامة على عقوبة أقوام من هذه الأمة وإشارة لموت بعض المنافقين ودليل ذلك ما رواه مسلم : عن جابر أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « بعثت هذه الريح لموت منافق ». فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات.
وقد بوب البيهقي عليه في دلائل النبوة باب باب هبوب الريح التي دلت رسول الله على موت عظيم من عظماء المنافقين.
وبوب عليه ابن حبان : ذِكْرُ الْإِخْبَارِ عَنِ الرِّيحِ الشَّدِيدَةِ الَّتِي هَبَّتْ لِمَوْتِ بَعْضِ الْمُنَافِقِين .
اسأل الله أن يقر أعين المؤمنين بهلاك الظالمين المفسدين وان تكون هذه الرياح علامة عقوبتهم وهلاكهم ..
وقد تتمثل الشرور فيها في قلع الأشجار وخراب الديار وفيضان البحارَ والأنهار ونقل الأمراض وغير ذلك .

رابعا :
والمسلم يتعامل مع الرياح على أنها مخلوق من خلق الله سخرها الله لغايات عظيمة في هذا الكون ولذا:

ا) لايذم ولا يسب الرياح فعن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أمرت به ونعوذ بك من شر هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أمرت به ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة الصحيحة .)
لأن السب إنما يكون متوجها إلى خالقها ومصرفها وهذا من أعظم الذنوب وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ( لا تلعنوا الريح فإنها مأمورة وإنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ) رواه الترمذي وصححه الشيخ الألباني في السلسلة.
قال الشافعي لا ينبغي شتم الريح فإنها خلق مطيع لله وجند من جنوده يجعلها الله رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء.
ويقول العلامة ابن عثيمين :وهذا النهي للتحريم; لأن سبها سب لمن خلقها وأرسلها.
ونسبة نزول المطر لاتكون للرياح ولا للطقس او المناخ بل تنسب هذه الامور لله وحده , يقول الشيخ صالح الفوزان : أنّه إذا اعتقد أنّ هذه الأشياء تصنع هذه الأشياء أو تُحدثها فهذا شركٌ أكبر، لأنّه شركٌ في الرّبوبيّة.
وإنْ كان لا يعتقد ذلك، بل يعتقد أنّ الله هو الخالق المدبِّر، وإنّما نسب هذه الأشياء إلى هذه المخلوقات من باب أنّها أسبابٌ فقط: فهذا يكون محرَّماً ويكونُ من الشرك الأصغر، حتى إنّ ابن عبّاس ... جعل قولَ الرجل: \"كانت الريح طيِّبة، وكان الملاّح حاذقاً\"، جعل هذا من اتّخاذ الأنداد لله عزّ وجلّ، وفسّر به قولَه تعالى: {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} ، فرُكّاب السفينة إذا خرجوا من البحر ولم يحصل عليهم مكروه ونسبوا هذا إلى حِذْق الملاّح أو إلى طيب الريح التي وجّهت سفينتَهم فإنّ ذلك من اتّخاذ الأنداد لله عزّ وجلّ، لأنّ الواجب: أن يشكُروا الله عزّ وجلّ، لأنّه هو الذي سخّر الريح وهو الذي سخّر الملاّح وعلّمه ووفّقه، فتُنسب الأشياء إلى مصدرها وهو الله سبحانه وتعالى هذا هو التّوحيد أما نسبة الأشياء إلى غيرِه فهذا شركٌ إمّا أكبر وإمّا أصغر. والواجب على المسلمين أن يتنبّهوا لذلك، لأنّه يكثُر على الألسنة الآن مدح الأشياء وأنّه بفضلها حصل كذا وكذا، بفضل الطبِّ بفضل كذا وكذا، بفضل تضافُر الجهود، بفضل المجهودات الفلانية حصل كذا وكذا، والله لا يُذكر أبداً، ولا يُثنى عليه في هذه الأُمور، وهذا خطأُ كبيرٌ في العقيدة، ويُخشى على مَنْ قالَه من الشّرك الأكبر، هو لا يسلم من الشرك: إمّا الشرك الأصغر وإمّا الشرك الأكبر.
أو يَنسب الأشياء إلى الظّواهر الطبيعيّة، كما يقولون من نِسبة الأمطار إلى المناخ، أو المنخفض الجوي، أو إلى الرّياح، أو ما أشبه ذلك؛ كلّ هذا من سوء الأدب مع الله سبحانه وتعالى.
نعم؛ الله جعل للأشياء أسباباً، ولكن مَن هو الذي خلق الأسباب ومَن هو الذي سخّرها وأودع فيها الأسرار؟ هو الله سبحانه وتعالى، فالواجب: أن تُسند الأُمور إلى الله عزّ وجلّ، هذه عقيدة المسلم دائماً وأبداً، وهذا هو التّوحيد. ا.هـ

ب) استشعار الخوف عند هبوبها من أن تكون عقوبة يعاقب الله بها بعض عباده على شيء من الذنوب
كما ثبت عن رسول الله من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : وكان إذا رأى غيما ، أو ريحا عرف في وجهه قالت يا رسول الله إن الناس إذا رأوا الغيم فرحوا رجاء أن يكون فيه المطر وأراك إذا رأيته عرف في وجهك الكراهية فقال يا عائشة ما يؤمني أن يكون فيه عذاب ,عذب قوم بالريح وقد رأى قوم العذاب فقالوا {هذا عارض ممطرنا}. رواه البخاري.
وعن أنس قال كانت الريح الشديدة إذا هبت عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم رواه البخاري.

و لذا ينبغي للمؤمن المقتدي إظهار شيء من ذلك تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تزول أو يعقبها مطر.

ج) ان يدعوا بما ثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أحاديث :

ا) عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّه عنْهَا قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِذا عَصِفَتِ الرِّيح قالَ : «اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا ، وَخَيْرِ مَا فِيهَا ، وخَيْر ما أُرسِلَتْ بِهِ ، وَأَعُوذُ بك مِنْ شَرِّهِا ، وَشَرِّ مافيها فيها، وَشَرِّ ما أُرسِلَت بِهِ » رواه مسلم

ب) عن سلمة بن الأكوع رفعه إن شاء الله أنه كان إذا اشتدت الريح يقول : اللهم لقحا لا عقيما.
اخرجه الحاكم في المستدرك وصححه الشيخ الألباني كما في السلسلة الصحيحة (2058 )
ومعنى لقحاً: أي ريحا بها ماء ، والعقيم: بعكسها .

ج) عن عقبة بن عامر قال بينا أنا أسير مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوذ ب (أعوذ برب الفلق) و (أعوذ برب الناس) ويقول « يا عقبة تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ». قال وسمعته يؤمنا بهما فى الصلاة. رواه ابوداود وصححه الالباني في صحيح الترغيب .

د) هل يشرع للريح الشديدة صلاة كصلاة الكسوف وغيرها من الآيات :
ذهب بعض أهل العلم إلى استحباب الصلاة عند حصول آية من الآيات ، كالكسوف والزلازل ، والعواصف الشديدة والرياح المستمرة المخيفة والفيضانات المدمرة؛ لما صح عن ابن عباس رضي الله عنهما : أنه صلى في زلزلة بالبصرة كصلاة الكسوف ، ثم قال : هكذا صلاة الآيات .
وقاسوا على هذا كل أية ومنها الرياح الشديدة لفعل ابن عباس ذلك عند الزلزال . وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية فقال رحمه الله :\"وتصلى صلاة الكسوف لكل آية كالزلزلة وغيرها ، وهو قول أبي حنيفة ورواية عن أحمد ، وقول محققي أصحابنا وغيرهم\" ورجحه ابن عثيمين .

وذهب آخرون إلى المنع من هذه الصلاة وهذا مذهب الحنابلة ولعله الأقرب ويمكن الاستدلال له بأدلة منها :
ــ أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الزلازل وكثرتها في أخر الزمان ولم يذكر لها صلاة فدل على انه لا صلاة خاصة لهذه الآيات ,
ــ وأيضا حدث في حياته اشتداد الرياح في أوقات مختلفة ولم يصل لها صلاة خاصة .
ــ زلزلت المدينة في عهد عمر بن الخطاب ، ولم ينقل أنه صلى لها هو ولا أحد من الصحابة وروى عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن صفية بنت أبي عبيد ، قالت : زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر ، وابن عمر يصلي ، فلم يدر بها ، ولم يوافق أحدا يصلي فدرى بها فخطب عمر الناس ، فقال : أحدثتم ، لقد عجلتم . قالت : ولا أعلمه إلا قال :( لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم ) رواه البيهقي .

هـ)
يجوز الجمع بين الصلوات مع الريح الشديد خاصة إذا صاحبها مطر أو ظلام أو برد شديد وهو ما رجحه ابن تيمية بقوله :
\" يجوز الجمع بين العشاءين للمطر والريح الشديدة الباردة والوحل الشديد . وهذا أصح قولي العلماء وهو ظاهر مذهب أحمد ومالك وغيرهما \" انتهى .
وقال أيضاً :
\" يجوز الجمع للوحل الشديد والريح الشديدة الباردة في الليلة الظلماء ونحو ذلك وإن لم يكن المطر نازلا في أصح قولي العلماء ، وذلك أولى من أن يصلوا في بيوتهم ، بل ترك الجمع مع الصلاة في البيوت بدعة مخالفة للسنة ، إذ السنة أن تصلى الصلوات الخمس في المساجد جماعة ، وذلك أولى من الصلاة في البيوت باتفاق المسلمين . والصلاة جمعاً في المساجد أولى من الصلاة في البيوت مفرقة باتفاق الأئمة الذين يجوزون الجمع : كمالك والشافعي وأحمد \" انتهى . \"مجموع الفتاوى\" (24/30) .

و)
المبادرة إلى فعل الخيرات وترك المنكرات والتواصي بذلك :
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
\" الواجب عند الزلازل وغيرها من الآيات والكسوف والرياح الشديدة والفيضانات البدار بالتوبة إلى الله سبحانه , والضراعة إليه وسؤاله العافية , والإكثار من ذكره واستغفاره ، كما قال صلى الله عليه وسلم عند الكسوف : ( فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره ) متفق عليه ، ويستحب أيضا رحمة الفقراء والمساكين والصدقة عليهم ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ارحموا ترحموا ) رواه أحمد ، ( الراحمون يرحمهم الرحمن ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من لا يرحم لا يرحم ) رواه البخاري، وروي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه كان يكتب إلى أمرائه عند وجود الزلزلة أن يتصدقوا .

ومن أسباب العافية والسلامة من كل سوء , مبادرة ولاة الأمور بالأخذ على أيدي السفهاء , وإلزامهم بالحق ، وتحكيم شرع الله فيهم ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، كما قال عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة/71 ، وقال عز وجل : ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ) الحج/40-41 ، وقال سبحانه : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) الطلاق/2-3. والآيات في هذا المعنى كثيرة \" انتهى .
\"مجموع فتاوى ابن باز\" (9/150-152) .

وختاما هذا ما تيسر جمعه من أحكام الرياح , اسأل الله أن يجعلنا ممن يعتبر بهذه الآيات وان يلهمنا الخوف والإنابة إليه وصلى الله وسلم على عبده ونبيه محمد .

 

أحكام الشتاء
  • رسائل ومقالات
  • الرياح أحكام وآداب
  • خطب
  • المسح على الخفين
  • الرئيسية