اطبع هذه الصفحة


أوينكأ الجرح... يا مسلمون

أ. سارة السويعد

 
يا أمة الحق إن الجرح متسع *** فهل ترى من نزيف الجرح نعتبر
ماذا سوى عودة لله صادقة *** عسى تغير هذي الحال والصور


عذرا أيها القارئ سأنكأ جرحي وجرحك ، ولنرى كيف سنضمد الجراح ونزيل بقايا أثرها من جسد أمتنا ؟.

لست هنا بصدد الحديث عن كره اللوبي الصهيوني للإسلام ورموزه ، ولست أيضاً مؤيدة للاندفاعية المؤقتة من أبناء شعبنا الحبيب ، ولكن تطاول من جعلوا شعار الديمقراطية والحرية في دستورهم على جناب إمام المرسلين وخاتمهم أفزعني فهب مدادي ناقمً ًمستنكراً .
ولربما تكلم الكثير عن تقديس هؤلاء لمفهوم حرية التعبير ، ومفعول المقاطعة معهم ، ولكني أتحدث هنا عن أمر آخر أرجوا............. أن يُفهم!!

فإن تعجب فالعجب قولهم :
"السخرية موجودة ومنتشرة حول العالم بأسره ، ولكن لا أحد يسمح لنفسه بالسخرية من الإسلام" !!
"أيها المسلمون كونوا أكثر تقبلا للنقد " !!!
ما سبق كانت أهم عبارتين دار مقال رئيس تحرير صحيفة ( يولاندز بوستن ) الدنماركية حولها ، في ذات اليوم الذي نُشر الرسم الكاريكاتوري فيها .
فيا رئيس التحرير ويا شعب الدنمارك والنرويج ويا كل أوروبا ... رغم ما نعيشه من حرية إلا أن هناك مقام تنثني الحرية إجلالا له ، فالحرية كل الحرية في منع التعدي عليه وتُجمع كل الثقافات على ذلك وهذا ما نؤمن به حقاً .
يا رئيس التحرير ويا شعب الدنمارك والنرويج ويا كل أوروبا .... كلنا قساوسة ،كلنا نعيش بالتاريخ المظلم ،كلنا نعيش جنون العظمة ،كلنا كذلك إذا كان الأمر في الإسلام وفي نبينا عليه الصلاة والسلام ، ولا نرضى عن ذلك تحولاً وتغيراً..
إن المتصفح لصحافتنا اليومية العربية والعالمية ينتابه شعور بالأسى لمدى تدني مستوى الأطروحات المكتوبة بدعوى الحرية ، يجد النقد المسيء فضلاً عن الاستهزاء بالثوابت ، والهيئات إلا من قلة قليلة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
يا رؤساء التحرير أعتمتم جمال صاحبة الجلالة ، جعلتموها مرتعاً قذرً للاستهزاء والسخرية والتيار المنحرف ، صنعتموها ملاعباً لتراشق السب والشتم في الدين وأهله ....... ورموزه وأعلامه ..
والآن حينما تطاول الداخل على عادات أصبحت مسلمات، وعلى ثوابت أساسيات ، ومناقشة فاعليتها في عصر التقدم والانفتاحية مثل قيادة المرأة للسيارة ، وفتح الاختلاط ،ومكانة المرأة في مجلس الشورى وغيرها كثير والله المستعان بأداة سلب المرأة مكانها الممكنة ..!!
فهل يا ترى يترك الخارج الجراءة ، وتوسيع الدائرة في المغالطات .. لا أظن ذلك !!
بل تجرئ وقفز ويا للأسف متطاولاً على خاتم المرسلين ونبي المسلمين بصور كاريكاتورية .

أيها القارئ .. مهما خدرتنا الأحداث سنفيق ،
ولعلنا اليوم في هجمة محنكة من الدنمارك والنرويج و ولا ندري فربما كانت دول أخرى تحاول التطاول.
أفقنا وسنفيق لنهاجم بفكرنا الصحيح
لن نظل مدافعين فقط .... ..........فلتدركوا ذلك !!
سنوقف صحافة الخارج ،
ولن نتوانى عن صحافة الداخل !!
فحرية الفكر لا تعنى المغالطات !!
وتقديم الفكر على مأدبة القارئ ......لا تعني بوح الفساد ونكران الهوية!!
بالأمس يتقدم معاذ ومعوذ وهما صغيران يخترقان الصفوف ليسجل التاريخ منافحتهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبا جهل حين سبه بقول كل واحد منهما (لا نجوت إن نجا ) رضي الله عنهما وأرضاهما !!
يـاه ما أروع الفداء ، ونحن اليوم وغداً سننافح كلنا نساء ورجال ، شباب وشيبة ،صغارا وكباراً ، فداءاً لحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وحين تجد التكاتف من الحكومة و المؤسسات التجارية بالمقاطعة ، والمنافحة لمقام شفيعنا يوم القيامة ، و تطالعنا الصحف والمنتديات بخسائر مالية مؤكدة للتراجع الاقتصادي لهم من الشعوب العربية ، ندرك حينها صور من الفداء .
وحين تخط صحيفتهم الاعتذار يبتسم الثغر،
ولا يتراجع جسد ،
وهذا المؤمل ........................فالاعتذار نتيجة نحتاجها، ولكنها لا تكفي
فالعودة للإساءة قد تكون مستساغة -وهذا ممنوع قطعاً- حين نرضى بالاعتذار فقط.

أقرأ ما قال كلينقين بيرق : "هناك خطر من أننا في الدنمارك لم نقدر الإساءة التي سببتها الرسومات ، ليس لمسلمي الدنمارك وحسب ، بل لكل مسلمي العالم . يجب أن نأخذ التهديد بجدية" .

واتجه لمصحفك لتقرأ سورة الفتح ، واتبعها بسورة الحجرات ، ثم تأمل حتى رفع الصوت مًنع منه الصحابة رضوان الله عليهم ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .... الآية ) والآيات في مكانة النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة يكفك منها ما وقعت عيناك من القرآن الكريم
وبعدها هل ستحتاج للإقناع بشناعة عملهم..!!

**حتى لا ينكأ الجرح من جديد.. عدة أمور أوجزها ولعل الأمر واسع .
* صاحبة الجلال من يعيدها للجلال لا للسباب ، وطرح الثوابت والجراءة المدمرة فهل من قوانين دولية وآخرى شرعية .
* المسلم هو من يميت جذوة التطاول على مقدساته ورموزه ، وهو من يوقدها ...فأنظر لنفسك أيهما أنت .؟!
* حرية التعبير موجودة عندهم ، وليست محرمة عندنا شرعاً وحكومة، ولكن المغالظات ممنوعة على الكل.
* رموز الإسلام رسل وصحابة وتابعين وأعلام ننافح عنهم وبقوة .
* الإرهاب والغضب المغلف بالجريمة لا نرضاه ، فالإسلام يدعو لتبصرت المخالف أولاً ، وما أروع ما سمعت عن دار للنشر والتوزيع تستعد لإرسال كتب الشيخ أحمد ديدات رحمه الله باللغة الدنماركية لهم فالمؤازرة المؤازرة .
* واجبنا في الدعوة هل هو واجب اندثر مع انفتاحية الحضارات واندماجها ، فماذا قدمنا ؟.
* أيتها المرأة كنت أما أو زوجة أو ابنه انطلاقتك نريد ؛ ابني الأساس، وتعاهدي الغرس فيمن حولك فحق الرسول صلى الله عليه وسلم عليك عظيم .
* الإندافاعية لا نريدها ولا نحض عليها ولكن هل سيظل ديننا محط نقد السفلة في الداخل والخارج.

ختاماً...... وأعلموا أن مهابة الدين تزرع ، حتى لو لم يسلم المخالف .....حين يهابه أبناءه .


كتبت : أ. سارة السويعد
موقع قافلة الداعيات
 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان