اطبع هذه الصفحة


أي الفريقين أحق بالارهاب

فيصل العمري

 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام العالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
لماذا يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعنف وإراقة الدماء؟
كيف يكون الإسلام دينا يحرض على الإرهاب وهذا القرآن الكريم يقول: (وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ )(61) سورة الأنفال
كيف يكون الإسلام يحرض على الإرهاب وهو الذي أمر بالعدل والإحسان قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }  (8) سورة المائدة
كيف يكون الإسلام ديناً يحرض على الإرهاب وهو الذي يأمر بالعفو والمغفرة, قال تعالى : (قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ)(14) سورة الجاثية, وقال تعالى: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)(22) سورة النــور.
كيف يكون الرسول رجلاً عنيفاً يدعوا إلى القتل وهو الذي اشتهر بالعفو والصفح والإعراض عن الجاهلين, ولا أدل على ذلك من عفوه عن أهل مكة الذين آذوه وأخرجوه من بلده وآذوا أصحابه وقتلوهم, فلما أن مكنه الله منهم قال لهم:" ماذا تظنون أني فاعل بكم ؟" قالوا: خيراً, أخ كريم وابن أخ كريم, قال: أقول لكم كما قال أخي يوسف: (قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(92) سورة يوسف, أذهبوا فانتم الطلقاء" هكذا كان عفوه صلى الله عليه وسلم  ورحمته بالأعداء, وصدق الله القائل: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ )(107) سورة الأنبياء

ألا يعلم أولئك الذين يطعنون في النبي صلى الله عليه وسلم ويتهمونه بالقتل وإراقة الدماء أن النبي صلى الله عليه وسلم  جلس ثلاثة عشر عاماً في مكة يجاهد بالقرآن, ويجاهد بالدعوة والبيان, ويجاهد بالصبر والاحتمال هو وأصحابه, حتى عُذب منهم من عُذب وقُتل منهم من قُتل, وحصروا ثلاث سنوات حصاراً اقتصاديا واجتماعياً حتى أكلوا أوراق الشجر ونوى التمر وغيره, وكان المسلمون يسألونه أن يأذن لهم في الجهاد والدفاع عن أنفسهم فكان يقول لهم: " كفوا أيديكم لم يؤذن لي بعد".

حتى بعد أن يهاجر إلى المدينة أذن الله له ولأصحابه المؤمنين في الدفاع عن أنفسهم كما قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(39-40) سورة الحـج
هذه الآيات أو ما نزل في شأن القتال تأذن للمسلمين أن يقاتلوا دفاعاً عن أنفسهم, فقد أخرجوا من ديارهم وأموالهم وأوطانهم بغير ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله, ويبين القرآن أن هذا وفقٌ لسنة التدافع, فلولا دفع الله الناس بعضهم لبعض لتسلط الأقوياء على الضعفاء, ولطغى المستكبرون في الأرض, وأضاعوا الحرمات وهدّموا بيوت الله.

إن المرء ليعجب من هؤلاء الطاعنين في نبي الإسلام بوصفه رجلاً يحب القتل وإراقة الدماء, وذلك لأن الذين قتلوا في غزوات النبي وسراياه كلها لا يتعدون بضع مئات من المسلمين والمشركين, فأين هي المذابح التي ارتكبها محمد صلى الله عليه وسلم؟, وأين هم آلاف القتلى الذين سقطوا بأمر محمد صلى الله عليه وسلم؟
إن الذين ذبحوا في مذبحة صبرا وشاتيلا وغيرها يعدون أضعاف من قتلوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم  وذلك في غزواته كلها, مع الفارق بأن من قتلوا في صبرا وشاتيلا من الأبرياء, ومن قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم كانوا من المجرمين المحاربين المكذبين لله ورسوله.

إننا نتساءل: يا من تدعون الإسلام والحرية والحضارة:
كم عدد الذين قتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية, الم يقدر هؤلاء بالملايين؟
كم عدد الذين سقطوا في حرب فيتنام؟
كم عدد الذين قتلوا من اليابانيين بعد إلقاء القنبلتين النوويتين على هيروشيما وناجازاكي باليابان؟
كم عدد الذين قتلوا في البوسنة والهرسك وكوسوفا؟
كم عدد الذين قتلوا في أفغانستان والشيشان وكشمير؟
كم عدد الذين يذبحون كل يوم في فلسطين على أيدي جنود الاحتلال الصهيوني؟

ولنعد بالذاكرة إلى الوراء فنتساءل: كم عدد الذين قتلوا من المسلمين خلال الحروب الصليبية الحاقدة, أو خلال محاكم التفتيش في الأندلس؟
لماذا يتهم الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالإرهاب والعنف, بينما يغض الطرف عن ملايين من البشر يقتلون دون أن يشاركوا في القتال ولو ببنت شفة!!

إنها دعوة للعقلاء لمحاصرة التعصب والإرهاب الفكري الذي يقود إلي تأجج الأحقاد واستفزاز الشعوب, وعدم الاغترار بالقوة المادية المتاحة اليوم لطرف من الأطراف, لأن الظلم سبب الدمار والأيام دول: (وتِِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )(140) سورة آل عمران
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان