اطبع هذه الصفحة


الرّدّ المبكي للمجرم الدنماركيّ     
1/1/1427هـ

الشيخ / محمد بن علي آدم "حفظه الله "
"المدرس بدار الحديث الخيرية بمكة المكرمة"

 
لَـقَدْ سَـاءَنِي  جُـرْمٌ أَتَانِيَ  خُبْرُهُ     ***   مِنَ الدَّوْلَةِ الْبَغْضَاءِ قَدْ حَاقَهَا الظُّلَمْ
لَقَدْ سَاءَنِي وَسَـاءَ مَـنْ كَـانَ قَلْبُهُ      ***      مُحِبًّا لِخَيْرِ الْخَلْقِ مَنْ سَادَ بِالْحِكَمْ
صَنِيعٌ أَتَى بِهِ شَيَاطِينُ  دَوْلَــــةٍ      ***     تَعِيشُ عَلَى الْفَسَادِ وَالْكُفْرِ وَالأَضَمْ [1]
فَيَالَيْتَهُـمْ شُلَّـتْ يَمِينٌ بِـهَا افْتَرَوْا   ***    وَآذَانُهُمْ صُمَّتْ وَأَعْمَاهُمُ الْغُمَـمْ
فِـدَاءً لَهُ أَبِـي وَأُمِّـي وَمُهْجَتِـي    ***   فَمَنْ مِثْلُهُ فِي النَّاسِ قَدْ حَاطَهُ الْكَرَمْ
فَيَا مَنْ كَفَى الْمُسْتَهْزِئِينَ حَبِيبَــهُ    ***    لِتُنْزِلْ عَلَيْهِمُ عَذَابًا قَدِ  اصْطَلَــمْ
يَعُمُّهُمُ وَمَنْ غَدَا نَاصِرًا لَـــهُمْ      ***     وَيَضْحَكُ مَعْهُمُ إِذِ الْكُـلُّ قَدْ  ظَلَمْ
فَسُنَّتُكَ الَّتِي خَـلَتْ قَبْـلُ تَنْـزِلُ    ***    عَلَى كُلِّ مَنْ يَبْغِي وَيُؤْذِي أُولِي الْقِيَمْ
فَيَا أُمَّةَ الإِسْلاَمِ قُومُـوا عَلَـى الْعِدَا     ***    بِكُلِّ الَّذِي لَكُـمْ لِسَـانًا أَوِ الْقَلَمْ
فَقَدْ نَزَلَتْ فِيكُـمْ مُصَائِبُ لَوْ أَتَتْ     ***    عَلَى  الرَّاسِيَاتِ الشُّمِّ أَرْكَانُهَا انْهَدَمْ (10)
فَإِنْ لَـمْ تَرَوْا هَذِي مُصَابًـا مُجَلَّلاً     ***     فَإِنَّكُمُ مَوْتَى وَإِنَّ الْهُدَى انْصَـرَمْ
وَإِنْ تَسْكُتُوا بِالْعِلْـمِ فَالْوَيْلُ قَـادِمٌ      ***   وَقَدْ ضَلَّتِ الآمَالُ وَالشَّرُّ  قَدْ نَجَمْ
وَلاَ شَكَّ أَنَّهَا مَضَى قَبْلُ مِثْلُهَــا     ***   تَوَلَّى قِيَادَهَا أُولُو الْحِقِدِ وَالسَّقَـمْ
تَعَدَّى أَبُو جَهْلٍ وحَمَّـالَـةٌ طَغَتْ      ***      وَمَنْ تَبَّتِ الْيَدَانِ مِنْهُ قَدِ اضْطَرَمْ [2]
فَذِي سُنَّةُ الإِلَهِ فِي الْخَلْقِ قَدْ جَرَتْ     ***     فَيَمْتَحِنُ الأَخْيَارَ بِالْفِرْقَةِ اللَّــوَمْ [3]
لِيَرْفَـعَ قَـدْرَهُمْ وَيُعْلِيَ ذِكْرَهُـمْ     ***     وَيَعْرِفَ  فَضْلَهُمْ كَثِيرٌ مِنَ الأُمَـمْ
فَلَوْ لاَ اشْتِعَالُ النَّارِ فِي الْعُودِ لَمْ يَفُحْ     ***    لَهُ عَرْفُهُ الشَّذِي لِمَنْ شَاءَ أَنْ يَشَمْ
وَلَيْسَ احْتِجَابُ الْعُمْيِ للشَّمْسِ ضَائِرًا      ***     فَرِفْعَةُ قَدْرِهَا لِذِي الْبَصَرِ  ارْتَسَـمْ
فَقَدْرُ رَسُولِ اللهِ فِـي الْخَلْقِ ظَـاهِرٌ     ***    فَمَا ضَرَّهُ قَوْمٌ أَضَلُّ مِنَ الْبَهَـمْ [4]
لَـقَدْ رَفَـعَ الإِلَـهُ قَـدْرَ مُحَمَّدٍ    ***     فَقَرَّبَهُ زُلْفـَى وَحَـلاَّهُ بِالنِّعَـمْ    (20)
وَيَبْعَثُهُ يَـوْمَ الْقِيَامَـةِ  شَافِعًــا    ***     لِفَصْلِ الْقَضَا بِهَا فَمَا أَعْظَمَ الْكَرَمْ
وَقَدْ شَـرَحَ اللَّطِيفُ صَدْرًا وَأَوْدَعَهْ     ***      بَدَائِعَ حِكْمَةٍ فَيَـا وَيْلَ مَنْ هَضَمْ [5]
وَشَقَّ لَـهُ الْبَدْرَ الْمُنِيرَ مِـنَ السَّمَا   ***     وَشَاهَدَهُ كُـلٌّ بِلَيْلٍ قَـدِ  ادْلَهَمّْ
وَحَنَّ إِلَيْهِ الْجِذْعُ لَـوْلاَ احْتِضَانُـهُ     ***      لَمَا فَارَقَ الْبُكَـا إِلَى  سَاعَةِ النَّدَمْ
شَكَى الْعِيرُ ضُرَّهُ وَسَلَّمَهُ الصَّفَ [6]    ***       فَيَا وَيْلَ أَقْوَامٍ أَضَلُّ  مِـنَ النَّعَـمْ
رَسُولُ الْهُدَى أَحْيَى الْقُلُوبَ بِذِكْرِهِ     ***      قُلُوبَ ذَوِي الأَلْبَابِ وَالنُّورِ وَالشِّيَمْ
هُـوَ الرَّحْمَةُ الْمُهْدَاةُ لِلْخَلْقِ كُلِّهِمْ     ***    كَـمَا أَخْبَرَ اللهُ الْـكَرِيمُ فَلْيُغْتَنَـمْ
فَمِنْ تَبِـعَ الرَّسُـولَ كَـانَ مُعَزَّزًا    ***    بِذِي الدَّارِ وَالأُخْرَى مُعَافًى مِنَ النِّقَمْ
وَمَنْ لَمْ يَرَى الْهُدَى لَدَيْهِ فَقَدْ جَنَى    ***    عَلَـى نَفْسِهِ  الْوَبَالَ قَـدْ نَالَهُ الْغُمَمْ
فَيَـا رَبِّ أَحْيِنَـا عَلَى حُبِّهِ إِلَـى  ***     مُفَارَقَةِ الدُّنْيَا وَنَحْنُ  عَلَـى النِّعَـمْ  (30)
وَيَــا رَبِّ أَهِّلْنَا لإِحْيَـاءِ شَرْعِهِ   ***     وَنَنْشُرُهُ فِي الْعُرْبِ أَيْضًا  وَفِي الْعَجَمْ
وَنَدْفَعُ عَـنْ حَرِيمِـهِ كُـلَّ مُفْتَرٍ  ***   مَرِيدٍ مُعَـانِدٍ وَبِالْفُحْشِ  قَـدْ جَرَمْ
صَـلاَةٌ مِـنَ الرَّحْمَنِ ثُمَّ سَلاَمُهُ   ***    عَلَى سَيِّدِ الْخَلْقِ  الْمُحَبَّبِ فِي الأُمَمْ   
وَآلٍ لَهُ أَهْـلِ الْمُرُوءَةِ وَالْهُـدَى   ***  وَأَصْحَابِـهِ أُولِي الْمَعَارِفِ وَالْكَرَمْ
يَقُـولُ مُحَمَّدٌ أَيَارَبِّيَ ارْحَمَــا    ***   إِذَا الأَجَلُ انْقَضَى وَحَبْلِي قَدِ انْصَرَمْ  (35)
 
 

------------------------------------------------
[1] ـ محركة الحقد والحسد والغضب اهـ "ق".
[2] ـ أي التهب.
[3] ـ اللَّوَمُ محرّكةً: كثرة العذل، وهو هنا على حذف مضاف، أي ذوي اللوم، أو وُصفوا به مبالغة.
[4] ـ محرّكةَ، تُسكّن هاؤه أيضًا: أولاد الضأن والمعز والبقر، أفاده في "القاموس".
[5] ـ هَضَم من باب قتل: إذا كسر، ويقال: هضمه: إذا دفعه، وكسره، أفاده في "المصباح"، والمراد هنا انتهك حرمة النبيّ e، ودنّس عرضه، وانتهكه.
[6] ـ جمع صَفَاة، وهو الحجر الصَّلْد.
 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان