اطبع هذه الصفحة


ما هذه بأولى بركاتكم.... يا رسول الله !!!

مور كبي

 
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين, نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين.

أما بعد: فإن توحيد الكلمة, وجمع الشمل كان من أسمى المبادئ التي أرساها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته.
وكان عليه الصلاة والسلام يتقي بكل وسيلة حدوث الشقاق والشتات بين أبناء الأمة المسلمة, فوفر لها جميع عوامل الوحدة لتتحد, وحذرها من سائر ذرائع الفرقة كيلا تتمزق.
(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا)
وكذلك ذودها بنصائح وتوجيهات تكون كطوق نجاة في اليوم الذي يضرب فيه الفرقة أطنابها بين أبناء الأمة. «وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا؛ عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ»
كل ذلك حفاظا منه لبقاء أمته متماسكة مترابطة, وهو سر نجاتها وعزتها: « و أطيعوا الله و رسوله و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم‏ واصبروا إن الله مع الصابرين »
وهذا السر قد وعيه الشيطان وحزبه تمام الوعي؛ لذا فإنهم لا يدخرون جهدا بوسعهم إلا وأنفقوه لترسيخ الشقاق وتوسيع دائرته بين أبناء الأمة, وقد شرعوا في هذه المهمة منذ أن فارق النبي صلى الله وسلم هذه الحياة الدنيا, فسخر الله لدمغ كيدهم ونصف مكرهم رجلا يدعى: أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
ثم عادوا فتآمروا لكسر الباب الموصد دون تولي الفتن على المسلمين, ثم تلبس بعضهم بلباس المسلمين, وانخرط في صفوفهم ليمزقها كل ممزق.
ومنذ تلك الحين إلى يومنا هذا, ما برحت مؤامراتهم ومكايدهم تترى على هذه الأمة؛ لتوغيل وطد الخلاف والفرقة بين المسلمين, وقد نجحوا بالفعل في إضلال الكثير من المسلمين بوسيلتين اثنتين؛ هما: الجهل والهوى, فإنهما أقوى عوامل الافتراق, وقد يضل الرجل بجهله أو بهواه أو بهما معا.
فالجهل هو سبب ضلال كثير من العباد المخلصين, والهوى هو سبب ضلال الفساق الشهوانيين, وهما طرفا نقيض والهدى وسط بينهما: (اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم والضالين)
وعلى الرغم من هذا الشقاق الضارب قرنه بين صفوف المسلمين؛ إلا أننا نراهم اليوم يشكلون يدا واحدة ليصبوا في مصب واحد.
فيا ليت شعري ما الذي حقق هذه الأمنية التي انقطع دونها الرجال ؟
إنه الحب الصادق للنبي المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم, ذاك الحب الذي قال عنه قائلهم: " ما رأيت أحدا يحبه أصحابه؛ كما يحب أصحاب محمد محمدا "

فما كاد عجبي لينقطع لما رأيت المسلمين هنا في السنغال خرجوا إلى الشوارع؛ على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم, وقد كانوا قبل لا يجمعهم جامع, يختلفون حتى في الصوم والفطر!

وكاد قلبي أن ينثلج فرحا؛ لما رأيتهم متكاففين ينادون بصوت واحد, كلهم يصوبون لهدف واحد, ويرددون قولهم :


دافعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


وهو الحال في جميع أرجاء العالم الإسلامي, وإنما ضربت بالسنغال مثلا.

ولك أن تسأل: كيف - والأمر كذلك - لا يأخذ الرعب قلوب الأعداء ؟
وكيف لا يحرق اليأس من الإسلام قلوبهم ؟
وكيف لا يزداد تساؤلهم عن ذاك الحب الذي يفعل الأفاعيل؟

ولكن:

ما هذه بأولى بركاتكم.... يا رسول الله !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكم في الله: مور كبي
دكار – السنغال

 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان