اطبع هذه الصفحة


لأنّنا نحبّه حقًّا..

د. أميمة بنت أحمد الجلاهمة

 
لم أتمكن من استيعاب إصرار تلك الصحيفة الدانمركية على إساءتها لخير البرية وخاتم الأنبياء والرسل المصطفى محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام. ولم أتمكن من فهم مسوّغاتها الكامنة خلف هذا الإصرار؛ فحرية الرأي التي تزهو وتتنطع بها منقوصة الأطراف مشوّهة المعالم، ففي حين لا تتجرأ هي وأمثالها على التشكيك بصحة بعض الأحداث التاريخية كـ(الهولوكست) مثلاً، نراها تصر على المساس -وبشكل استفزازي- بنبينا ورسولنا الأمين محمد عليه الصلاة والسلام.
ولأن قضية كهذه لا تلامس مسلمي الدانمارك ولا شعوب المنطقة فقط، بل تمس أكثر من مليار مسلم يمشون اليوم على هذه الأرض، كان لا بد من تضافر واستنفار كل القوى الفكرية الإسلامية، وكذا القوى العالمية المنصفة لمواجهتها وإيقافها.

لن أطيل .. فالقضية لا تحتاج مزيداً من الشرح..بل تحتاج إلى مزيد من التفاعل الإيجابي .. وكيف لا، وقد تم -وبشكل متعمد- الإساءة لنبينا ورسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم!!

وإذا كانت هذه القضية قد استرعت - ولله الحمد والمنة - اهتمام قادة عالمنا الإسلامي على المستوى الإقليمي والعالمي، وإذا كانت منظمة المؤتمر الإسلامي في اجتماعها الذي انعقد مؤخراً في مكة المكرمة قد انتهت إلى قرارات تتعلق بتجريم أي فعل يهدف إلى تشويه التعاليم الإسلامية وتدنيس مقدسات الإسلام، وإذا كانت غيرها من المنظمات الإسلامية على اختلافها تعمل ليل نهار لإيقاف هذا التطاول المتعمد على مشاعرنا كمسلمين.. فإننا كشعوب مسلمة - خارج الدانمارك - وقف الكثير منا كمراقبين لهذا الحدث، وكأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد..وكأن هذا الموضوع لا يتعلق بالمصطفى عليه الصلاة والسلام.

ومن هذا المنطلق أطالب موقع (الإسلام اليوم) بصياغة نموذج لرسالة استنكار وشجب باللغتين العربية والإنجليزية، تكون جاهزة للإرسال ومدعمة بعنوان سفارات الدانمارك في شتى دول العالم الإسلامي، وكذا عناوين كل المنظمات الوطنية والعالمية المعنية بحقوق الإنسان، ويُستحسن لو كانت هذه الرسالة تتضمن بعض المطالب الآتية على سبيل المثال لا الحصر:

* المطالبة بسن القوانين التي من شأنها تفعيل احترام المؤسسات الدنمركية لكل ما يمس ديننا الحنيف.
* إيقاف الجريدة.
* إلزام الجريدة بدفع غرامة مالية للمؤسسات الإسلامية الدنمركية، على أن تتناسب وضخامة الجرم.
* إلزام الجريدة بالاعتذار للعالم الإسلامي ونشره على صفحات صحف تنتمي إلى العالم الإسلامي والأوروبي.

وأخيراً آمل أن أجد أمثال هذه الرسالة على صفحات كل موقع إلكتروني إسلامي، آمل أن تُدار حول هذا الحدث الدنمركي مؤتمرات علمية وفكرية تنتهي برفع توصياتها إلى ولاة الأمر في بلادنا.. هذا إذا كنا مؤمنين حقاً.. هذا إذا كنا نحبه حقاً..

قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين". متفق عليه.

2/12/1426
 

أعظم إنسان

  • اعرف نبيك
  • إلا رسول الله
  • الدفاع عن السنة
  • اقتدي تهتدي
  • حقوق النبي
  • أقوال المنصفين
  • الكتب السماوية
  • نجاوى محمدية
  • دروس من السيرة
  • مقالات منوعة
  • شبهات وردود
  • أصحابه رضي الله عنهم
  • أعظم إنسان