بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون . والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله واصحابه اجمعين وعلى من تبعهم باحسان ودعى بدعوتهم واهتدى بهديهم الى يوم الدين . اما بعد ؛ اخواني الاكارم بعد ان كتبت كتابي (الأدلة الجلية على وجوب إزالة المكان المزعوم بأنه مولد خير البرية )
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=88&book=11400
والذي قدم له شيخنا العلامة الشيخ عبدالله الغنيمان وسر به جدا والحمد لله . كما سر به شيخنا العلامة سفر الحوالي عافاه الله واوصى بنشره . كما ذكرت ذلك كله في مقدمته التي ستطبع معه قريبا ان شاء الله . كنت انتظر جواب الاستاذ عبدالوهاب ابو سليمان . وقد بلغه الكتاب والحمد لله وهو مدعم بالادلة النقلية العقلية وبكلام كبار العلماء قديما وحديثا مما ستراه في الكتاب . الا ان الأستاذ كان رده غير متوقع وغريب عجيب فقد نشرت صحيفة مكة وغيرها من الصحف ما يلي : ( أبدى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان امتعاضه من شباب يقدمون من خارج مكة يوجهون الناس في أمور الدين ويخطئونهم وهم لا علم لديهم في الشرع، ويرفضون الموقع المحدد لمولد النبي، وغيره من الآثار المكية واصفا إياهم بـ«القرويين»، وقائلا عنهم مستغربا: يعلموننا بمكة ومواقعها ويفتوننا بما لا علم لهم به.

ورأى أبو سليمان، خلال استضافة منتدى الخير له أمس الأول بحي الكعكية، أن فقه الواقع ضروري في تفهم الحال قبل إصدار الفتوى، لافتا إلى أن الفقه يفترض أن يرتبط بالمناطق، فما يصلح للفتوى هنا لا يصلح هناك، إذ إن كل منطقة لها عادات تختلف عن الأخرى، مطالبا بفتاوى من المذاهب الأربعة للتيسير والتسهيل على الناس، وموضحا أن العامي لا مذهب له وأن العالم المكي الحقيقي من لا يحمل عصبية مذهبية أو عرقية، كما رأى أيضا أن بناء دورات مياه لسالكي الطرقات والمشاة أولى من بناء المساجد التي يتسابق عليها كثير من الناس.

وعن دور أهل مكة في نهضة الأمم والدول، قال: كان لهم دور حضاري في قيام الدول الإسلامية، والمملكة قامت على حضارة المكيين وأكتافهم، متسائلا عن دور المكيين اليوم في نهضة البلاد.
http://www.makkahnp.com/makkahNews/culture/37976#.U1lzA3Om3qA
صحيفة مكة 1435/6/18هـ)

ولي على هذا الاسلوب من الأستاذ الذي أسأل الله أن يمن علينا وعليه بحسن الختام تعليقات موجزة :

أولا : من كان صاحب فراسة يتبين له ان شاء الله من هذا أن الرجل هداه الله يعرف انه على باطل وانه متعصب معاند .

ثانيا: جعله الكتابة عما يتعلق بمكة حكر على اهل مكة لم يسبق إليه تفرد به كعادته في التفرد . وكم ممن ليس من اهل مكة كتب عن مكة مالم يكتبه المكيون .

ثالثا: وصفه لي بأني من الشباب قول بلا علم وأمر عجيب فقد تجاوزت الاربعين .

رابعا : قوله : ( وهم لا علم لديهم بالشرع) . فما يدريه ؟! ولست ارى نفسي من اهل العلم وما عندي من تزكيات ولله الحمد من اهل العلم لا يلزم اني ارضى بكل ما فيها لكن لا يجوز الحكم بلا معرفة . فهو لا يعرفني . والكتاب مليء بالنقول عن كبار اهل العلم قديما وحديثا كالشيخ ابن باز واعضاء اللجنة الدائمة حفظهم الله وغيرهم وهذه فتوى الشيخ صالح الفوزان حول مكتبة مكة http://www.alfawzan.af.org.sa/node/14458

وهي مؤيدة لما قررته والحمد لله . ولم يقصد لا علم لديهم بما يتعلق بمكان المولد لان كلامه عام . فإن قصد هذا فليبدي ما بقي في جعبته حوله ونتحداه ان يأتي بدليل صحيح صريح على ما يدعو اليه . فترد الحجة بالحجة لا بالسباب والشتم . ثم يحكم اهل العلم الراسخين فيه الذين لا تعصب لديهم كسماحة المفتي وغيره .

خامسا: قوله يقدمون من خارج مكة غريب . ﻷنه هو قادم من خارج مكة بل والسعودية من حيث الاصل.

سادسا : وصفه لنا بالقرويين اراد بها تنقصا وهو تنقص للقبائل كلها وعصبية ودعوة للفتنة ومع ذلك كانت من اجمل ما قال فإن الاصل في أهل مكة انهم قرويون . والرسول صلى الله عليه وسلم قروي بل وكل الانبياء لان معنى قروي اي من اهل القرى قال تعالى (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلا رِجَالا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى) ومكة قرية وهي ام القرى قال تعالى (وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) . وابو سليمان ليس من القرويين . فالقرويون اولى بمكة من غير القرويين . ثم القرويون هم ممن اسهم في بناء البلاد وهم الغيورون عليها . وعليهم وعلى امثالهم من غير القرويين يعتمد بعد الله ولله الحمد في جهاد السيف والسنان . لشجاعتهم وشهامتهم وكرمهم في الجاهلية والاسلام . ومع هذا لا اعمم الحكم على كل من هم ليسوا بقرويين حاشا وكلا ففيهم فضلاء وصالحون وكرماء وعلماء وناصرون للسنة وللبلاد وفيهم من سر بكتابي هذا غاية السرور .

سابعا : دعوته لجعل الفقه يرتبط بالمناطق. هو من لبس الحق بالباطل وهو اسلوب معروف من اهل الاهواء . فمسائل الأصول والمحكمات لا تتغير بتغير الزمان والمكان . والبدع والشرك وما هو ذريعة اليهما يمنع منها في بلد التوحيد والعلم والسنة خاصة وهو ما فعلته وفي غيرها عامة . وهذا مما تتفق عليه كلمة ولاة الامر واهل العلم في هذه البلاد فبلدنا بلد السنة . وقوله (كل منطقة لها عادات ) فنقول : عادات اهل مكة في هذه البلاد هي السنة والتوحيد فمن خالفها فهو من يجب منعه من الفتوى فضلا ان يدخل في هيئة كبار العلماء . لا نرضى بهذا ونأباه ونطالب ولاة امورنا حفظهم الله وادامهم نصرا للحق بمنعه فآل سعود هم من نصر دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ولا يرضون بالبدع وما يدعو اليه ابو سليمان وان اكرموه . .

ثامنا : مطالبته بفتاوى من المذاهب الاربعة للتيسير . إنما يريد فتاوى للتمييع وتاييد الباطل . وكان الواجب عليه هداه الله ان يدعو لفتاوى مدعمة بالدليل من الكتاب والسنة وكلام سلف الامة ومنهم الائمة الاربعة . والذين على نهجهم تسير هذه البلاد وهو مصدر وسبب عزتها ايدها الله وحماها وادام عزها .

تاسعا : قوله : العامي لا مذهب له . ان كان يقصدني فلن ارد عليه . واجعلها الى ان يحكم الله . ولم اكتب كتاب لادعي العلم وليس فيه ذلك . لكني نقلت اقوال اهل العلم . وكأني بابي سليمان إذا بلغه جوابي هذا يقول : لا اتنازل ان ارد عليه . وهو حر . ولا اريد الرد لكن اريد الحق . وليتك يا استاذ تتذكر الموت فاظنك جاوزت السبعين . احسن الله لنا ولك الختام وعفى عنك وهداك كما هدى غيرك من السابقين واللاحقين كالرازي والجويني وغيرهم ووفقك للصدع بالحق والشجاعة في ذلك لا تبالي بكلام المغترين والمعجبين من غير القرويين او منهم . فالعالم المكي الحقيقي لا يحمل عصبية .

كتب الرد د.عبدالقادر بن محمد الغامدي . غفر الله له ولوالديه ولمشايخه وللمسلمين .
في مكة المكرمة 24- 6 - 1435 من الهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم . والحمد لله رب العالمين .