اطبع هذه الصفحة


الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (11)

أبو عمر المنهجي

 
السابق :

84- اسم الكتاب: الدعوة والدعاة في الإسلام
المؤلف: الأديب الدكتور مصطفى صادق الرافعي
المولد: مصر

د- مصطفى صادق الرافعي .. الذي سار بنا في "وحي القلم" منبأً بأديبٍ رفيع .. صاحب لغة سامية .. تتجلى من قلمه روعة البلاغة .. بألطف عبارة .. رحم الله الرافعي .. صاحب التصانيف الكثيرة البديعة ..

وأثناء تجوالي بين كتبه .. وجدت كتاباً يدور حول ما أُحبه وأعشقه .. إنها فاكهة القارئ ، وأُنس المتابع ، وقدوة الباحث ، وحكاية الزمان .. إنه ما قال عنه الإمام أبو حنيفة النعمان –رحمه الله تعالى- : "إن السير أحب إلينا من كثير من الفقه" .. فالسير مدرسة الفقه .. وعلم التاريخ .. وتجارب الحياة .. وحكاية الزمان .. والحكايات التاريخية .. عهدتها على الرواة .. ما لم يتهم .. وهكذا تجلت ريشة أديبنا الرافعي لترسم الحديقة الغناء .. في كتابه الرائع [ الدعوة والدعـاة في الإســلام ] .. واختار عدد من الدعاة والعلماء .. ومنهم الإمام المجدد ..
والسبب لتأليف هذا الكتاب: ( فمن أجل حركة توعية رائدة ، ومن أجل تجهيز دعاة إسلاميين ذوي جدارة وأهلية ، لمواجهة النكبات التي تتوالى على الإسلام والمسلمين منذ أكثر من خمسة قرون ، أقدم هذه العجالة عن بعض الدعاة السابقين المؤهلين "رجال الإسلام" عسى أن يكون فيها بعض ما ينير الظلمات التي تكتنف حياتنا ،وتلف مجتمعاتنا ، وعسى أن تنشأ بوادر انتفاضة صحيحة تقوّم الاعوجاج ، وتزيح أستار الضلالة ، وتدفع بعربة الإسلام في طريق المجد والتقدم)

ومن القدوات لأبناء هذا الجيل إمام الدعوة السلفية المجدد محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- ولنقف مع أديبنا د- مصطفى صادق الرافعي والإمام محمد بن عبدالوهاب .. حيث قال:

( الدعوة السلفية
عاش الشرق الإسلامي زهاء خمسة قرون من عمر الزمن ، ينعم في بحبوحة ونعيم ، وحضارة وارفة الظلال ، بفضل نور الإسلام الوهاج الذي عمّم خيراته على كل أرض ، ونشر هدايته لكل قبيل.

بعدها اعتراه الوهن والضعف ، فمر في عهود سوداء ، وحاقت به ظلمات حالكة ، فتقلصت هداية الإسلام عن أرضه أو أوشكت ، وأصبح تراث المسلمين نهباً مقسماً بين شذاذ الأمم ، وذئبان الشعوب ، يستغلون علومه ويستأكلون حضارته ، فسيطر على بلاده الغربيون ، فأذاقوها من العذاب أقسـاه ، ومن الألم أشده ، حتى انحدرت بلاد المسلمين إلى هوة عميقة من الضعف والتخلف والانحطاط.

ثم ما إن أطلّ القرن الثامن عشر ، حتى انطلقت صيحة واعية مؤمنة من قلب الجزيرة العربية ، تهيب بالمسلمين أن يتحرروا من الشوائب التي اعترت عقائدهم ، والخرافات والأباطيل التي شوّهت دينهم ، وأن يعودوا في جميع شؤون حياتهم إلى ما كان عليه حال السابقين الأولي من أسلافهم.

وكان مرسل هذه الصيحة ، الداعي إلى الله على بصيرة القائد الفذّ ، محمد بن عبدالوهاب ، وإليه تنسب "الحركة السلفية" التي دعت إلى إصلاح النفوس ، واستعادة مجد الإسلام ، فظهرت بظهورها تباشير صبح جديد ، فيه كل معاني الصباح ، من نور وضياء ، وإشراق ولألاء ، فأيقظ المسلمين من سباتهم العميق الذي رزخوا تحت وطأته حقباً طويلة من الزمن )

ثم فتح فصلاً لذكر نسبه ونشأته العلمية وشيوخه ورحلاته العلمية
ومما قال: (تلقى محمد بن عبدالوهاب علومه في دمشق ، وتشرّب مبادئ الإمام الحافظ حجة الإسـلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم الجوزية ، وابن عدوة الحنبلي وغيرهم من فحول الحنابلة . ثم رحل إلى بغداد والبصرة والإحسـاء والمدينة والمنورة . وهناك أزداد رياً من موارد المذهب الحنبلي ، وأخذ يفكر في إعادة الإسـلام إلى نقاوته الأولى ، عقيدة الصحابة والتابعين . وكان منذ نعومة أظفاره ، حادّ الذكاء سريع الفهم والحفظ )

وقال: (وقد أنكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب الاعتقاد بالأولياء وزيارة القبور والاستغاثة بغير الله ، إلى ما هنالك من بدع وخرافات ، مما جعله من باب الشرك ،واستشهد على صحة آرائه بالآيات القرانية والأحاديث المصطفوية)

وقال: (لا يظن أنه أورد شيئاً جديداً عما أورده ابن تيمية)

وقال: (ومما تجدر الإشارة إليه أن أنصار الشيخ محمد بن عبدالوهاب أطلقوا على أنفسهم اسم "السلفيون" أو المحمديون نسبة إلى محمد صلى الله عليه وسلم. أما اسم "الوهابيون" فقد أطلقه عليهم أعداؤهم لتنفير الناس عنهم والإيهام بأنهم يسعون لإيجاد مذهب خامس يخالف المذاهب الإسلامية الأربعة. إلا أن أنصار الشيخ محمد بن عبدالوهاب اشتهروا باسم "الوهابيون" وسميت حركتهم بالوهابية، التي استبعدتها من هذه الدراسة وجعلت مكانها كلمة "السلفية" التي عرفت به منذ قيامها )

ثم عقد فصلاً تحت عنوان [أهــداف السلفيـــــة ]
وقال: (إذن ، فإن هدف الحركة السلفية الديني ، هو كما أسلفت ، العودة بالمسلمين إلى ينابيع الإسلام الأولى )

وشهد إذا صح الحديث بأن الإمام هو مجدد القرن الذي عاشه: ( وإذا صح الحديث: (( إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لهذه الأمة أمر دينها)) فإنني لا أشك في أن محمد بن عبدالوهاب المولود في مطلع القرن السابع عشر الميلادي هو أحد المعنيين في هذا الحديث النبوي الشريف )

ويشهد على ذلك العصر المظلم حتى أشرقت الدنيا من جديد على يد المجدد: (ذلك أن الانحطاط الخلقي في ذلك العصر ، والانحلال الديني ، إلى جانب الاضطراب الشامل في مختلف نواحي الحياة ، وفوق هذا وذاك رجال الدين الرسميون الذين كانت تصنعهم الدولة العثمانية وتبوؤهم المناصب الرفيعة ، لتسيطر بواسطتهم على جماهير الأمة العربية ، على نحو ما كان يصنع الأباطرة الأقدمون مع رجال الكنيسة ، فانتشر الجهل نتيجة لذلك ، وألبس جوهر الوحدانية قشور الصوفية ، وعمّت الأباطيل والخرافات ، واستبيحت المحرمات ، وغابت عن الناس فضائل القرآن ، فصار المسلمون يتمسكون بالقشـور من الإسلام دون اللباب ، ولم تسلم مكة المكرمة والمدينة المنورة مما أصاب سائر مدن الإسلام.

في هذا الجو المليء بالمآسي ، المضطرب النظام ، ظهر محمد بن عبدالوهاب ، يعلنها صرخة قوية بالحق ، مدوية كالرعد ، مقدسة كالإيمان ، بأنه لا يبغي بغير إصلاح المسلمين بديلاً . فاشتعلت نار السلفية ، واندلعت ألسنتها إلى كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي ، تحضّ المسلمين أجمعين على بناء ما تهدم من أركان دينهم ، واستعادة ما فقد من تليد مجدهم ، وإصلاح نفوسهم وأحوالهم . فبدت تباشير النهضة السلفية في الحقل الديني )

ثم يعقد فصلاً [ أبعادها السياسيـة ] وتحدث عن هذه الأبعاد ..

ثم عقد فصلاً عن [تأثيرها على المجتمع ] حيث يقول:
(السلفيــــة ، هي أعظم نهضة إصلاحيـة في العصور الأخيرة ، قامت في دنيا العرب وبلاد الهند ، معتمدة في تعاليمها –كما ذكرت- على الأئمة: أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم الجوزية . فنبذت الخرافات ومنعت التبرك بقبور الأولياء وحرمت الاستعانة بغير الله في الأمور العقائدية . أما في الأمور المعيشية ، فقد منعت لبس الحرير وشرب الخمور والتبغ والأفيون.

ونتيجة لاعتقادهم بأن الإسـلام دين الفطرة ، وهو مبني على البساطة ، فقد منعوا الإسـراف في ألوان الأطعمة ، وهدموا المآذن في المساجد والقبب .. ) [يقصد التي بنيت على القبور،فليعلم!]

ثم عقد فصلاً بعنوان: [اضمحلال السلفية سياسياً ] وبدأ يسرد قصة اغتيال الدولة الإصلاحية بالجزيرة حيث قال: (فجهز حينذاك السلطان التركي قائده محمد علي وأحضر له خبرا عسكريين غربيين ، بغية تدريب جيشه وتجهيزه بأحدث الأسلحة ) فهذه المؤامرة وهذا التحالف بين الدولة الهالكة العثمانية والخبيث محمد علي والحومة البريطانية على أيدي عسكريها وبمباركتها وتأيدها..

ثم عقد فصلاً [استمرار السلفية الدينية ] وهنا ختم بقوله هذا الباب (أما دورهم الديني ، فقد استمروا ينشرون مبادئ دعوتهم في أوساط الحجاج الذين كانوا يفدون كل عام لأداء فريضة الحج ، فينقلبون إلى أهلهم وبلادهم أكرم سفراء وخير رسل للدعوة السلفية المباركة)

ثم يختم بهذه الشهادة (ولا نغالي إذا قلنا: إن هذه الدعوة كانت النواة الأولى لليقظة الإسلاميــة الجديدة التي تعاقب في ما بعد على حمل لوائها مصلحون كثر ، أحدثوا من خلالها انقلاباً هاماً في مفاهيم دينية وسياسية واجتماعية مختلفة)

رحم الله الأديب الأريب صاحب القلب النابض بهمومِ الأمة والنظرة المتجردة الصادقة الباحثة عن نور الوصول إلى منبع الهداية ، فقد قال وصدق، وحكم فأنصف وقال الحقيقة التي يحاول أهل الأهواء أن يحرفوها ويشوهوها ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ، وتظهر حقيقة رافعي لوائه ، والحق أحق أن يتبع ، والهوى يجب أن يقمع ويردع ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

85- اسم الكتاب: الدعوة الإصلاحيـة في بلاد نجد على يد الإمام المجد الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وأعلامها من بعده
المؤلف: عبدالله بن محمد المطوع
المولد: نجــد

مؤلف الكتاب هو المدرس بكلية الدعوة والإعـلام بجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض ..

وسبب تأليف هذا الكتاب كما يقول المؤلف:
( حرصت عند كتابتي هذه الأوراق وجمعها من مصادرها المختلفة تحقق عدد من الأهـداف ، والتي من أهمها:

• التوكيد على سلفية دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ، وقيامها على الكتاب العزيز والسنة المطهرة وفق منهج أهل السنة والجماعة ، دون ابتداع أو تبديل ، وبيان عدد من إصلاحاتها وآثارها ، وهذا كله من حقوق الشيخ رحمه الله علينا
• الدفاع عن هذه الدعوة السلفية الإصلاحيـة ، وتصحيح المفاهيم الخاطئـة عنها ، وإزالة الشبه الباطلة التي أثارها أعداؤها في مسعى منهم لتشويه سمعة هذه الدعوة ، ولمزها بالابتداع والضلال وغير ذلك ، لصرف الناس عنها.
• نشر فضائل أئمة هذه الدعوة ، والتعريف بمن كان له فضل –بعد فضل الله تعالى- في نشرها ، والمحافظة على استمرارها من الولاة والحكام والعلماء والدعاة ، وهذا ولا شك فيه بيان لحقهم علينا ، وإبرازٌ لجهودهم.
• بيان الأثر العظيم الذي تسببت به هذه الدعوة الإصلاحية من الخير العظيم على الأمة ، سواءً في داخل الجزيرة أو في خارجها.
• هذه أبرز الأهــداف التي حرصت من خلالها على نشر هذه الأوراق وبثها في المكتبة الإسلامية ، وتيسير اطلاع طلاب العلم عليها )

وكما قال المؤلف فقد عقد فصولاً عن الحال قبل دعوة الشيخ ، ثم التعريف بالشيخ ، ثم تبيان عقيدته ومنهجه في الدعوة ، ثم فصلاً في بيان مناصروا الدعوة الإصلاحيــة ، وأتبعه بفصلاً بخصائص الدعوة الإصلاحية ..

وقد قدم للكتاب وأثنى عليها إمام أهل السنة في هذا العصر شيخنا العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حيث قال: ( .. فألفيته كتاباً قيماً مفيداً في موضوعه ، فيه تقويم لهذه الدعوة المباركة ، ورد على الشبهات التي أثيرت حولها بقصد تشويهها وصد الناس عنها ، { يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ } والحمد لله ما زادت هذه الشبهـات وهذه الاعتراضات هذه الدعوة المباركة إلا تألقاً وظهوراً ، كما قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيــــــلة *** طويت أتاح لها لسان حسـود
لولا اشتعال النار ما جاورت ** ما كان يعرف عرف الطيب العود

ومن ظهور هذه الدعوة المباركة أن قيض الله لها من يظهر مزاياها ويرد الكيد عنها ، كما قال الشاعر:
وقل للعيون الرمد للشمس أعين *** سواك تراها في مغيب ومطلع

ومن هؤلاء الذين نافحوا عن هذه الدعوة المباركة صاحب هذا الكتاب الشيخ عبدالله بن محمد المطوع جزاه الله خيراً وأثابه على ما فعل)

جزى الله الشيخ عبدالله على ما قدم ، وجعله في ميزان حسناته ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

86- اسم الكتاب: نظرة في تاريخ العقيدة
المؤلف: الدكتور عمر بن سليمان الأشقر
المولد: الأردن

مؤلفنا هو الشيخ الفاضل المعروف ، صاحب التصانيف الرائعة ، والتي منها:
أسماء الله وصفاته في معتقد أهل السنة والجماعة ، العقيدة في الله ، عالم الملائكة ، الرسل والرسالات ، عالم الجن والشياطين ، القضاء والقدر ، اليوم الآخر 3أجزاء ، أهل السنة والجماعة ، التأويل خطورته وآثاره ، كيف تستعيد الأمة مكانتها من جديد ، معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية ، الأضواء السنية على رافضي الاحتجاج بالسنة النبوية ، خيار الشرط في البيوع وتطبيقها في معاملات المصارف الإسلامية ، تأليف القلوب بأموال الصدقات ...

وقد سار المؤلف تحت النقاط التالية:
- أهمية الموضوع وخطورته
- سر الفرقة العقائدية
- ثمار الضلال العقائدي المرّة
- نواح الرازي على نفسه
- مقالة الشهرستاني
- حيرة الجويني وندمه
- حاجة العباد إلى معرفة الله ربهم
- أول انحراف
- نوح يقوم المسـار
- تتابع الرسل تحقيقاً لوعد الله
- أعظم ما صد العباد عن الهدى
- ضلال البراهمة
- تأليه البشر
- ضلال الفرس
- الفلاسفة لم يستطيعوا الخلاص من الوثنيات
- بنو إسرائيل
- النصارى
- إشراق شمس النبوة الخاتمة
- بداية الفرقة والاختلاف ونشوء الفرق
- غلو الفرق في تقدير العقل
- سبيل الخلاص: الاعتصام بالكتاب والسنة
- الطائفة الناجية المنصورة ومنهجها
- دعوة جديدة خطره

وقد قال المؤلف تحت نقطة [ سبيل الخلاص: الاعتصـام بالكتاب والسنة]
" لقد كان من فضل الله علينا أن حفظ لنا ربنا قرآننا وسنة نبينا ، فلم يحدث لنا كما حدث للأمم من قبلنا الذين ضلوا بعد أن ضاعت أو حرفت كتبهم ، وكان من فضل الله علينا أيضاً أن أبقى معالم الحق واضحة في هذا الدين في معتقداته وشرائعه ، وهدى في كل جيل طائفة التزامتها واظهرتها ونافحت عنها ، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك)) "

ثم ذكر نموذجاً لمن سلك سبيل الخلاص تحت عنوان [ الطائفة الناجيـة المنصورة ومنهجها ] حيث يقول:
" وقد تمثلت هذه الطائفة في سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين ومن اتبعهم من العلماء الذين ساروا على دربهم واهتدوا بهديهم ، أمثال الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل ، والليث بن سعد وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ، والبخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وغيرهم كثير.

وحال سلفنا الصالح وأقوالهم وعقيدتهم كل هذا محفوظ مدون ، وطريقهم ليس به خفاء.

وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلمإن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وعندما سئل عن الفرقة الناجية قال: من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي اليوم.

ومنهج هذه الفرقة الناجية المنصورة هو المنهج الإيماني القرآني النبوي ، ويقابل هذا المنهج: المنهج الفلسفي الكلامي والمنهج الفلسفي الصوفي الاستشراقي.

ويختلف المنهج القرآني النبوي عن المنهج الفلسفي الكلامي في مصادره ومنابعه وفي طريقه وسبيله ، وفي قوة التأثير والسيطرة ، وفي الأسلوب وطريقة الاستدلال ، وفي الغاية التي يرمي إليها.

وقد حارب أئمة السلف الاتجاه الفلسفي الكلامي والصوفي اللذان يريدان أخذ الأمة بعيداً عن المنهج الإيماني القرآني النبوي ، حارب هذا الاتجاه الإمام الشافعي والإمام أحمد والإمام ابن خزيمة والبخاري وغيرهم من أئمة الهدى.

وفي كل عصر يقيظ الله من العلماء والأئمة من يظهر هذا المنهج القويم الذي يحيي النفوس ، ويهدي للتي هي أقوم.

ومن أعظم الذين قيظهم الله لنصرة هذا المنهج شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، فقد كان ذا عقل ثاقب ، وفكر راجح ، وقد أحاط بأقوال العلماء ، ووفق للصواب ، ونفع الله به البلاد والعباد ، وتتلمذ على يديه علماء أعلام كابن القيم وابن كثير.

ومن العلماء الذين هدوا للمنهج الإيماني القرآني النبوي في العصور الأخيرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي ظهر في القرن الثاني عشر الهجري في وسط نجد ، فحارب الشرك والباطل ، ونصر الحق ، ونشر كتب العلم الأصيلة."

جزى الله المؤلف خير الجزاء على ما قدم ، وإني أنصح بقراءة هذه الرسالة وتدبر معانيها ، وتوجيه السهام لمن أرشد المؤلف بأنهم خرق للسفينة ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

87- اسم الكتاب: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب تاريخها-مبادؤها-أثرها
المؤلف: د- محمد بن عبدالله السلمان
المولد: القصيم – بريدة

مؤلفنا هو الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بقسم التاريخ الإسلامي الحديث ، وله عدة مؤلفات ، في دعوة الإمام ثلاثة كما سنعرف بها ..

أما كتابنا هذا:
فقد قال المؤلف في صفحته الأولى: "فإن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الإصـلاحيـة تعد –في تاريخنا الإسلامي المعاصر- أبرز دعوة كان لها أعظم المعطيات والآثـار في عالمنا الإسلامي حتى الوقت الحاضر"
لذا كان اهتمام المؤلف بهذه الدعوة كبير ..

ولقد قسم المؤلف كتابه إلى ثلاثة فصول رئيسية:
الفصل الأول:
يبحث في المراحل التاريخية البارزة لدعوة الشيخ.
الفصل الثاني:
يتحدث عن مبادئ دعوة الشيخ بالتفصيل من المصادر الأصلية للدعوة، مع إيضاح هدف الدعوة وحقيقتها.
الفصل الثالث:
يبحث في انتشار الدعوة ، ثم انتشارها في أرجاء العالم الإسلامي.

إن هذا الكتاب يُعد –بحق- من الكتب الرائعة لأنه باختصار كما قال المؤلف عن منهجه:
" أما مصادر ومراجع الكتاب فقد حرصت أن تكون مصادر أصلية خصوصاً في مبحث مبادئ دعوة الشيخ حيث اعتمدت على مؤلفات ورسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وعلماء دعوته بالإضافة إلى مصادر ومراجع أخرى في باقي المباحث ، وقد أثبتها في آخر الكتاب"
وهذا هو أسلوب المتجرد للحق ، فإنه يبحث في كتب من يتحدث عنهم بأنفسهم ، أذكر أن الدكتور عبدالعزيز العبداللطيف يقول بأن رئيس تحرير مجلة الأزهر كان مضللاً عن حقيقة الدعوة الإصلاحية النجدية والتي يلقبها أعدائها بالوهابية حتى قرأت كتب الشيخ فاتضح لي أنني كنت مضللاً وظلمت أهل السنة بهذا الصنيع.

وأخيراً يقول المؤلف في ختام كتابه:
إن "دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية قد نجحت في كل هذه البلاد التي دخلتها ، وبخاصة من ناحية تصحيح العقيدة الإسلامية ، وإقامة مجتمع إسلامي متمسك بعقيدته ، فإن دورها في هذه الناحية لا يزال إلى اليوم في طريقه إلى التمام ، فلا زال في العالم الإسلامي بلاد تعيش في ظلام القرون الماضيـة ، وبحاجة إلى توجيهها نحو مبادئ الدعوة السلفية وتعاليمها المباركة.
ويكفي فخراً لهذه الدعوة في هذا المجال أنها أبانت حقيقة الإسلام الناصعة كما أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم مبرئاً من شوائب الشرك والبدع ، والتي كادت أن تشوه معالم الإسلام وتفسد جماله وتذهب بروعته"

جزى الله المؤلف خير الجزاء .. وإلى كتاب آخر للمؤلف ..

88- اسم الكتاب: حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: د- محمد بن عبدالله السلمان
المولد: القصيم – بريدة

سبق التعريف بالمؤلف ، أما عن هذا الكتاب فقد قدمه المؤلف وفاء للشيخ ، لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، وقد قام مديرها –آنذاك- الدكتور عبدالله التركي بتكليف الجامعة بطبعه ونشره ..

والكتاب هو جدول من الكتاب السابق هذبه ونقحه وأضاف عليه ما رأى أهميته فأصبح كتاباً ثانياً معرفاً بحقيقة الدعوة .. فجزى الله المؤلف خير الجزاء ..

89- اسم الكتاب: رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: د- محمد بن عبدالله السلمان
المولد: القصيم – بريدة

هذا الكتاب الرائع ، هي رسالة الدكتور لدرجة الماجستير تقدم بها صاحبها لكلية العوم الاجتماعية بجامعة الإمام عام 1399هـ .

ولعل نظرة إلى فهرس الكتاب تعرف به:

الفصل الأول: حقيقة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
الفصل الثاني: العالم الإسلامي في عصر رشيد رضا
الفصل الثالث: نشأة رشيد العلمية
الفصل الرابع: تصوف رشيد وسلفيته
الفصل الخامس:مجلة المنار
الفصل السادس: تفسير المنار
الفصل السابع: مؤلفات رشيد رضا
الفصل الثامن: أعماله الإصلاحية
الفصل التاسع: رشيد والإصلاح السياسي
الفصل العاشر: أثر المنار في العالم الإسلامي

فجزى الله المؤلف خير الجزاء فقد أجاد وأفاد ، ورسالته الطويلة والتي ناقشها أربعة من حملة الدكتوراة ، ثم يخرج المناقش بتقدير امتياز يدل علة قوة المناقش التاريخية ، وعلى أهمية هذا البحث ..

90- اسم الكتاب: الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومماثلتها بشبهات أثيرت حول دعوة الشيخ المودودي رحمهما الله
المؤلف: محمد يوســف
المولد: الهنـــد

محمد يوســـف أمير الجماعة الإسلاميـــة بالهنـــد بعد الشيخ أبو الأعلى المودودي رحمهما الله .. ألف هذا الكتاب .. لرد الشبهات عن جماعته ومماثلتها بشبهات على دعوة الشيخ محمد .. وإن كان في دفاعه تبرير لأمور لا نقرها ..

المهم أن هذا الكتاب فكرته قائمة على ربط الدعوتين .. من حيث جهادها .. وإنكارها للخرافات .. وإن اختلفت التصورات ..

يقول الشيخ محمد يوسف:
" .. فإن دعوة الشيخ محمد الإصلاحيـة إنما هي دعوة امتازت من بين الدعوات الإصلاحيــة الإسلاميــة الأخـرى ، بنجاح كامل شامل في مراميها ، حيث حاربت المعتدين على الشريعة الإسلاميــة وأحكامها في نجــد ، وهذه هي مبرأة عظيمة ، لا تدع مجالاً للشك ، في أن دعوته كانت دعوة حق وهداية وإيمان وإســلام ، يجب على كل مسلم قبولها والذود عنها فضلاً عن أن يحبها ويحسن الظن بها وبصاحبها."

جزى الله الشيخ محمد يوسـف على ما قدم ، وليس هذا مكان التنبيه على بعض الأخطــاء التي وهِمَ عن بعض الأعلام كصديق رحمه الله ، أو بعض الدفاع الغير لائق عن أبي الأعلى المودودي ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

91- اسم الكتاب: الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبدالوهاب (في الصفات)
أو باسم آخر: التحفة المدنية في العقيدة السلفية
المؤلف: حمد بن ناصر بن عثمان آل معمر
المولد: نجـــد

مؤلف هذا الكتاب القيم ، هو العالم المحقق حمد بن ناصر بن عثمان بن حمد بن مُعَمَّر النجدي التميمي الحنبلي .. ولد عام (1160هـ) ورحل إلى الدرعيـة وطلب العلم على الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب ، وعلى الشيخ أبي بكر حسين بن غنام الأحسائي ، وعلى الشيخ سليمان بن عبدالوهاب رحمهم الله جميعاً .. ومن أبرز تلاميذه الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب والشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الشيخ والشيخ عبدالعزيز بن حمد آل معمر والشيخ عبدالله بن عبدالرحمن أبا بطين رحمهم الله جميعاً.

في سنة ألف ومائتين وإحدى عشرة من الهجرة طلب غالب بن مساعد شريف مكة من الإمام عبدالعزيز بن محمد بن سعود أن يبعث إليه عالماً ليناظر علماء الحرم الشريف في بعض أمور الدين ، فبعث إليه الإمام عبدالعزيز الشيخ حمد بن ناصر على رأس ركبٍ من العلماء ، فلما وصلوا إلى الحرم الشريـف أناخوا رواحلهم أمام قصر الشريف غالب ، فاستقبلهم بالحفاوة والإكرام ، وأنزلهم منزلاً محترماً يليق بهم ، فلما طافوا وسَعوا للعمرة ، ونحروا الجزر التي أرسلها معهم الإمام سعود بن عبدالعزيز واستراحوا أربعةَ أيام من عَناء السفر ، جمع الشريف غالب علماء الحرم الشريف من أرباب مذاهب الأئمة الأربعة –عدا الحنابلة- فوقع بين علماء الحرم –ومُقدَّمهم يومئذ في الكلام الشيخ عبدالملك القلعي الحنفي توفي سنة 1228هـ - وبين الشيخ حمد بنا ناصر مناظرة عظيمة في مجالس عديدة بحضرة والي مكة الشريف غالب ، وبمشهد عظيم من أهل مكة ، وذلك في شهر رجب من السنة المذكورة (1211هـ) ، فظهر الشيخ حمد بن ناصر بالحجة ، وقهرهم بالحق ، فسلموا له وأذعنوا.

وقد سألهم –رحمه الله- ثلاث مسائل:
الأولى: ما قولكم فيمن دعا نبياً أو ولياً واستغاث به في تفريج الكربات كقوله: يا رسول الله أو يا ابن عباس ، أو يا محجوب ، أو غيرهم من الأولياء الصالحين؟
الثانية: مَنْ قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ولم يُصل ولم يزك ، هل يكون مؤمناً؟
الثالثة: قال: هل يجوز البناء على القبور؟

فعكس علماء الحرم هذه الأسئلة على الشيخ حمد ، وطلبوا منه الإجابة عليها فأجاب بما يشفي الغليل ويبتهج به مَنْ يتبع الدليل ..
وقد أشار إلى ما جرى بين الشيخ حمد بن معمر وعلماء مكة من المناظرة: الشوكاني في كتابه "البدر الطالع" (2/7) حيث قال بعد ترجمته للشريف غالب بن مساعد:
" وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة ، فناظر علماء مكة بحضرة الشريف في مسائل تدل على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين"

وللشيخ حمد بن ناصر غير هذه الرسالة رسائل كثيرة، منها:
رسالة في حكم الاجتهاد والتقليد ، كيفية إنكار المنكر ، العدل في عطية الولد ، رسالة في مسائل الطلاق والعدد ، رسالة فيما تضمنته سورة الإخلاص من التوحيد ، رسالة في الشفاعة المثبتة والمنفية في القرآن ، مسائل في البيع والشراء والرهن والإجارة ، مسائل في الوقف والبيع ، رسالة في أحكام الدماء والديات ، التهليلات العشر بعد الفجر والمغرب والمأثور من الذكر بعد الصلاة ، فصول من منقولة عن ابن القيم في أصول الإيمان والتوحيد ، رسالة في نصائح دينية ، الهجرة بالدين من بلاد الكفار ، الفواكه العذاب في معتقد الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الصفات ، مشاجرة بين أهل مكة ونجد.

وقد ولاه الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد قضاء الدرعية ، وبعثه بعدما اسْتولى على الحجاز سنة 1220هـ إلى مكة عند الشريف غالب مشرفاً على أحكام قضاة مكة فأقام فيها نحو أربع سنوات.
وتوفي بمكة المكرمة –رحمه الله- سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين من الهجرة ، في أول شهر ذي الحجة ، وصلّى عليه الناس أمام الكعبة المشرفة .. رحمه الله تعالى .

وخلف الشيخ حمد ابناً عالماً هو الشيخ عبدالعزيز صاحب كتاب: "منحة القريب في الرد على عُبّاد الصليب" .

وقصة هذا الكتاب:
أن الشيخ –رحمه الله- حرر هذا الكتاب جواباً عن سؤال حول عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله- في الصفات ..
وقد تناول المؤلف بالتفصيل بعض الصفات بالتفصيل مثل العلو ، والاستواء على العرش والنزول ، واليد ، والعلم . وفصَّل في النقل عن أهل العلم فيها.

جزى الله الشيخ حمد على ما قدم ، ونفع الله بما كتب ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


أعدها أبو عمر المنهجي
- شبكة الدفاع عن السنة
 

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية