صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (5)

أبو عمر المنهجي

 
السابق :

 32- اسم الكتاب: قبيلة محمدي
المؤلف: محمد بن إبراهيم الجوناكري
المولد: جوناكره – بالهنــــد

وهي رسالة قيمة تحتوي على شرح حديث ((هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان)) وتعيين المعنى الصحيح لــ"نجد" الوارد في الحديث ، الذي يتعلل به أعداء الدعوة في لمز الدعوة وصاحبها وأتباعها.

كما أتى فيها المؤلف بأحاديث صحيحة تدل على فضيلة العرب واليمن وفضيلة بني تميم التي ينتمي إليها الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله.

ألفها الشيخ الجوناكري ردَّاً على ما أشيع في بلاد الهند وغيرها من الأقاويل المكذوبة على الإمام محمد بن عبدالوهاب وأتباعه.

33- اسم الكتاب: دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب سلفية لا وهابية
المؤلف: أحمد بن عبدالعزيز الحصين
المولد: القصيم – بريدة

جزى الله الشيخ أحمد الحصين على ما يقدم للمكتبة الإسلامية من كتب قيم وبحوث نفيسة ومسائل دقيقة .

كتب الشيخ هذا الكتاب ليؤكد أن هذه الدعوة هي دعوة سلفية أراد أهل البدع تشويهها بأي الطرق ، ولكن هيهات أن يحجب هذه الدعوة السلفية النقية الواضحة ، أنامل أهل الأهواء ، فما هم إلا كمحاولة طفل صغير لحجب الشمس.

أهل الأهواء .. أعداء الدعوة السلفية .. في غالبهم إما متصوفة أصحاب المنامات الشيطانية .. والروايات الخيالية .. والكذب المفضوح .. أو شر من وطى الحصى .. رافضة كذبوا على أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فلما لا يكذبون على أتباعهم؟!! .. أو نحل كافرة مارقة من الدين علمانية أو ماركسية أو لبرالية أو هندوسية أو مجوسية أو نصرانية أو يهودية أو غيرها من الملل الكفرية .. لذا أنطلق المؤلف من مقدمة لوضع مقارنة على عجالة يقول فيها:
( تمر علينا أيام حالكة الظلام ، ظلام يحجب عن معظم الناس الرؤية الواضحة في التصور: فليس هناك فرق لدى العامة بين ما يقوله الله –تعالى- وبين ما يقوله الجهلاء من بني البشر ، وظلام في التلقي فهذا يتلقى عن داعية القومية ، وذاك ينادي بالوطنية ، وثالث يرفع عقيرته منادياً بالعدالة الاجتماعية ، ورابع يعبد الرأسمالية والديمقراطية.

وكثير ممن يزعمون أنهم من علماء الدين –وقد أضلهم الله على علم نراهم يرقصون ويترنحون ما بين قبر البدوي ومقام الحسين ، وغيره مما عُرف بالعتبات المقدسة ، وإذا ما أراد أحدهم أن يؤلف كتاباً عن إمام من أئمة الابتداع والتخريف ذهب إلى قبره يستشيره في تأليف هذا الكتاب.

وآخر نراه يتحدث في كلّ مناسبة بأن تلاميذه يصافحون رسول الله –صلى الله عليه وسلم- حقيقة وليس في المنام ، وإذا ما زار أحدهم المدينة النبوية دعاه رسول الله إلى حفل غذاء أو عشاء ، يحضره كبار الصحابة والتابعين وأولياء الله.

أما حديث التلاميذ عن شيخهم المعمم ففيه العجب العجاب ، فإن الواحد منهم يقول: إنَّه إذا هم بمعصية يرى صورة شيخه أمامه ، محذراً متوعداً له ، فيخشاه ويتراجع عن معصيته خوفاً من شيخه وليس شيخه من الله ، وهذا ليس افتراء منا على الشيخ ، فهو يتحدث في دروسه العامة بهذا وبأكثر منه.

وإذا كان هذا شأن المنسوبين إلى العلم ، فماذا تنتظر من دهماء الناس؟! إن عبادة الآلهة من دون الله ما زالت قائمة وإن تغيرت السماء والألفاظ ….

في هذا الليل الذي أرخى سدوله ، وزادت ظلمته ، وتباعد فجره نفتقد أمثال شيخ الإسلام "محمد بن عبدالوهاب" رحمه الله ، لقد نهض داعية الجزيرة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب في بيئته تشبه ما نحن عليه الآن ، فالناس في "نجد" قد عادوا إلى الجاهلية الأولى ، عادوا إلى حياة الغزو والنهب والسلب… )

ثم تحدث عن الشرك وعبادة الأحجار وشد الرحل إلى قبر زيد بن الخطاب ، والتبرك بالشجر والقبب ، وجمود العلماء والتقليد والقعود عن إنكار المنكرات ..

حتى قال:
( في هذا الجو الخانق صدع الإمام محمد بن عبدالوهاب بدعوته ، وراح يجوب الأمصار ، والمدن والقرى ، ويقطع الصحاري والقفار ، يطلب العلم ويعلمه ، وينذر الناس ، ويذكر الناس ، ويذكر العلماء بواجبهم ، ويطالبهم بأن يؤدوا دورهم ، فأوذي في سبيل الله وهدد بالقتل ، واعتدى عليه سفهاء الناس ، وتنكر له علية القوم ، فخرج إلى "الدرعية" ، …. ) ثم بين توحد الجزيرة تحت راية التوحيد ..

( وأدرك أعداء الإسلام خطورة الدعوة الجديدة ، بعد أن انطلقت جحافل الموحدين تقرع أبواب العراق والخليج وبلاد الشام ، فسخرت فرنسا الصليبية صنيعتها محمد علي باشا ، وأمدته بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات ، …….. ) ثم ذكر عودتها .. حتى .. ( ولا يزال للدعوة أعداء في كل رقعة من العالم الإسلامي ، ولا يجدون أسلوباً لمهاجمة هذه الدعوة غير الافتراء والبهتان ، فمثلاً: يقولون بأن أنصار "محمد بن عبدالوهاب" يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإذا ذكر اسمه لا يصلون عليه. وأنهم اخترعوا مذهباً خامساً … إلى آخر ما جعبهم من أباطيل وترهات ، وزيادة في تنفير العامة يسمونها "الوهابية" بدلاً من "السلفية" ، وحاشاه مما افتروا عليه … ) ثم ذكر بما جاء به هي دعوة الكتاب والسنة بفهمِ سلف الأمة.

وأخيراً ذكر سبب التأليف:
(ولكنه أنموذجاً إصلاحياً للعالم الإسلامي بأسره ، ….. ، وحاجة المسلمين إلى أمثاله اليوم قمنا بتأليف كتابنا هذا رداً على أعداء الدعوة والحاقدين عليها ، وكشف زيفهم وافترائهم على هذه الدعوة المباركة ، …. )

شرع المؤلف في المرور على سيرة الإمام ، ثم عرج على عقيدة وذكر ستة نماذج من منهجه في الدعوة للعقيدة السلفية ، وهي:
1- حق الله على العباد وحق العباد على الله.
2- فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب.
3- من حقق التوحيد دخل الجنة بلا حساب.
4- الخوف من الشرك.
5- الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
6- تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

ثم عرج على أتباعه ونماذج لعقيدتهم من دولة التوحيد الأولى والثانية والثالثة وحملة الأعداء عليها ..

ثم ناقش عدد من الافتراءات وهي:
1- زعموا أنه ادعى النبوة
2- زعموا أن دعوة الشيخ من الخوارج
3- زعموا أنه يكفر المسلمين
4- زعموا انتقاصه لمقام النبوة
5- زعموا أنه منع الاستشفاع من الرسول صلى الله عليه وسلم
6- هدم القباب على القبور والنهي عن شد الرحال إليها
7- زعموا أنه ينكر الكرامات
8- زعموا أن حديث نجد قرن الشيطان لأهل نجد الجزيرة
9- تسميتهم بالوهابية
10- موقف الإمام من الدولة العثمانية

ثم ختم بآثار هذه الدعوة في العالم الإسلامي.

شكر الله للشيخ أحمد الحصين ، فقد أجاد وأفاد ، وقد قدم لهذا الكتاب فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ المستشار في الديوان الملكي السعودي ، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً ، والرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وقد نقل فصل من كتاب التدمرية لشيخ الإسلام وأنها هي عقيدة الشيخ ، ثم نقل عقيدته من خلال رسالة له ، وقد أرسلت إلى الشريف غالب بن مساعد وعلماء مكة المكرمة ، وقد اطلع الشريف غالب حاكم مكة المكرمة وعلماؤها على ما كتبه الشيخ بيان ما دعى إليه من توحيد الله وعبادته ، وإنكار ما عليه الكثير من سواد المسلمين من تعلق بالقبور والمقبورين فأيدوا دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وختموا بالشهادة أن هذه العقيدة عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة ، وممن ختم من علماء مكة: الشيخ عبدالملك بن عبدالمنعم القلعي الحنفي مفتي مكة المكرمة ، والشيخ محمد صالح بن إبراهيم مفتي الشــافعية بمكة ، والشيخ محمد بن محمد عربي البناني مفتي المالكية بمكة ، والشيخ محمد بن أحمد المالكي ، والشيخ محمد بن يحيى مفتي الحنابلة بمكة ، والشيخ عبدالحفيظ بن درويش العجيمي !
، والشيخ زين العابدين بن جمل الليل ، والشيخ علي بن محمد البيتي ، والشيخ عبدالرحمن جمال ، والشيخ بشر هاشم الشافعي… وأبتعه بشهادة الشريف غالب بن مساعد بما شهد به العلماء في مكة المكرمة ، وختم كذلك ببعض علماء المدينة النبوية مثل: (أشهد بذلك وأنا الفقير بن حسين بالروضة الشريفة) وتبعه كذلك الشيخ محمد صالح رضوان والشيخ محمد بن إسماعيل.

34- اسم الكتاب: تحفـة نجد
المؤلف: محمد داود الغزنوي
المولد: الهند – أمرتسر

مؤلف الكتاب ينتمي إلى عائلة عريقة عُرفت بالعلمِ والفضلِ وحبِ أحاديثِ النبي صلى الله عليه وسلم ، وعدد كبير منهم محدثون ، ومؤلف الكتاب هو الشيخ محمد داود بن الشيخ عبدالجبار بن الشيخ العلامة عبدالله الغزنوي –رحمهم الله تعالى- ، ولد المؤلف عام 1895م ببلدة "أمرتسر" ، وشرع بطلبِ العلم فيها ، وتتلمذ على علماءِ أسرته وبلدته ، ثم رحل إلى دلهي وأخذ علوم عديدة أهمها التفسير والحديث عن العلامة المحدث الحافظ عبدالله الغازيفوري وغيره ، ثم رجع إلى "أمرتسر" وقام فيها بالتدريس في المدرسة الغزنوية ، ولعب دوراً كبيراً وبارزاً في الجمعيات السياسية ضد الاستعمار الإنجليزي.
انتقل إلى لاهور بعد انقسام الهند ، وأسس [ جمعية أهل الحديث المركزية ] هناك ، وعين رئيساً لها ، وهو الذي قام بتأسيس [ الجامعة السلفية ] بمدينة فيصل آباد (لائلفور سابقاً) بباكستان.

كما كان للشيخ محمد داود الغزنوي مواقف مشرقة لنصرة دعوة التوحيد عن طريق [ جمعية أهل الحديث ] التي أسسها ، وعن طريق مجلة [ التوحيد ] الأسبوعية التي كان يصدرها تحت إشرافه.

وكتابه القيم رد فيه على افتراءات ألصقها الأعداء بالملك عبدالعزيز آل سعود وبأهلِ نجد في معتقداتهم ، وبين الحق في ذلك ، وقد اعتمد فيها على رسالتين أولها رسالة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب ، التي كتبها بعد دخوله مكة المكرمة مع الجيش السعودي عام 1218هـ ، والثانية للشيخ محمد بن عبدالوهاب ، التي كتبها مبيناً ورداً إلى الشيخ عبدالله بن سحيم.

كما ذكر المؤلف في هذه الرسالة –بعد ما أجمل ذكر أحوال الحجاز السيئة في عهد الشريف حسين- الإصلاحات التي قام بها الملك عبدالعزيز آل سعود في الحجاز ، والعوائق التي واجهته في ذلك ، وقد صرح المؤلف قائلاً: إن ما قام به الملك في الحجاز من الإصلاحات والتحسينات ليس لها نظير في الأدوار الماضية على الأقل ، والتي لن ينساها المسلمون أبداً.

35- اسم الكتاب: رسالة في تأييد دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: من علماء ضمد
المولد: اليمن – ضمد

أخرج لنا الشيخ علي بن محمد أبو زيد الحازمي –حفظه الله تعالى- رسالة من مكتبة الشيخ ناصر بن علي القاصر الحازمي –رحمه الله تعالى- والتي جمع فيها عدد من الرسائل ، وكانت هذه الرسالة التي قيدت بـ(مجهول) لأنها لم تدون باسم صاحبها ، ولو أن الشيخ علي تابع البحث لعله تحصل على مؤلفها الحقيقي ، وتحصل على نسخ أخرى للرسالة ، ولكن جزاه الله خيراً على تقديمها.

ومن خلال معرفة الشيخ علي بن محمد أبو زيد الحازمي لخواص لهجة أبناء ضمد ، تبين له أن الرسالة لأحد علماء ضمد ، كما أن الشيخ ناصر بن علي القاصر الحازمي –رحمه الله تعالى- لن يحتفظ مع خواص الرسائل إلى لأحد يعرفه ويجله من طلبة العلم.

ومن خلال تصفحي للرسالة وجدت فيها أمور وهي:

- أن نسبتها لأحد علماء ضمد صحيحة لأن أهل ضمد أخبر بمفردات لهجتهم.

- أنه ظهر لي أن كاتب الرسالة كان صوفياً فهداه الله إلى العقيدة السلفية .. ويظهر هذا من خلال بعض المصطلحات التي ما زالت عالقة بجعبته من مصطلحات أهل التصوف ، مثل قوله: (فإن لها معاني ربما يطلعون عليها أهل الله تعالى) وقد تعقبه المحقق بالبيان فقال: (هذا فيه ملحوظتان:
الأولى: أنه مشى في قوله [يطلعون أهل الله] على لغة "أكلوني البراغيث" وهي قليلة وغير مشهورة وإن كان قد ورد منها شيء في القرآن.
الثانية: في قوله [ربما يطلعون عليها أهل الله] كأنه يؤمن بالكشف الصوفي وهي بدعة وضلالة لا يجوز اعتقادها ولا الإيمان بها)

- أن المردود عليه صوفي وهو أدرى بهم ، وأقارب له أو أقران ، ويظهر هذا من خلال محاجته لهم بكتبهم في قوله:
( فهلا نظرتم في كتب الإمام الغزالي وقوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي وأمثالها حيث ذموا … )

- وهذا يثبت بأن الرسالة ليست للشيخ ناصر بن علي القاصر الحازمي –رحمه الله تعالى- لأن الشيخ من علماء اليمن السلفيين.

- أصل الرسالة رد على من تكلم على الشيخ ودعوته حيث قال:
( فقد بلغني أيها الراد الصاد ، عن طريق الصدق والسداد ، بعض ما تفوهت به في قدوة الزهاد والعباد ، أحسن الله إليه في المبدأ والمعاد لكني لست أقابل سيئتك بالسيئة ، بل أُريد أن أدفع بالتي هي أحسن مهيئة.

فأقدم لك مقدمة مشتملة على بعض رحلة الشيخ ، الرحلة التي أكرمه الله بها ثم أعقبها كيفية دعوته إلى كليات هي من مهمات الدين ، وأجلى جليات لأهل اليقين ثم أوضح لك براهينها من الكتاب والسنة التي هي أوقع في صدور من خالفهما من الأسنة وألتمس منك فهم حججها ثم أجمعوا هممكم ردهما بهما واتفقوا فإن لم تفعلوا فما لكم إلا تصدقوا ، وقد رأيت فيما سأكتب غني عن إبطال أباطيلك)

أنطلق المؤلف بمقدمة بعد بيان سبب الرسالة ، بما يوافق عليه الموافق والمخالف ، بقوله:
( لا يخفى على مطلع الأخبار ، من الأشرار والأخيار ، أن الإسلام قد ضعف في كل ناحية ، وقل مخلصو كلمته مع كثرة مدعيها الجاهلين ما هيتها ، وقد أماتوا السنن النبوية وأحيوا البدع الأبوية ، وأهملوا ذكر من يحيى لهم الدين وأشاعوا صيت من يجوز لهم طرق المعتدين ، وكل ذلك شاهر ظاهر على من شرح صدره بالإسلام ، فلا حاجة إلى إعلام ما هو المعلوم إلا من غشى بصيرته ظلام الأوهام.

كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا ، وهو يقول { بل نتبع ما ألفينا عليه آبائنا} فإنهم سادتنا وهداتنا ، فلما رأى شيخنا هذا رجح السفر عن الوطن ، واستوحش مأنس الذي قطن ، ودار البلاد وغاوص العباد ، وباحثهم في المبدأ والمعاد ، فجد في وجدان ضالة الإسلام فقل ما وجد … ) ثم عدد أقطار المسلمين ، وأنه لم يقم لدعوة الناس للتوحيد منها إلا القليل في منطقة محصورة ، وأن الشيخ دار في عدة أقطار لم يذكرها ولكن ذكر جنسيات من قابل حتى قال: ( فقال العود أحمد ، ثم دخل نجد الأنجد ، وبايع سعود الأسعد ، فساعده على إسعاد دين محمد ، …. )

ثم يسأل المخالفين قائلاً:
( أيها المخالفون للشيخ فما انتقمتم منه إلا هذا ، أنه دعا إلى هذا الدين قولاً وعملاً وغلب مخالفيها مناظرة وجدلاً وخيلاً وخولاً ، أتريدون أن تقتلوا رجلاً أن يقول ربي الله أم تحسدون الناس ما آتاهم الله.
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالكل أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجدها *** حسداً وبغياً أنه لذميم

فما لكم لا تقومون قيامه ، لتنالوا أنتم مقامه ، كالإبل لا تقومون إلا التفت الساق بالساق مما تلدغكم حيات الوهم ، وتقولون من راق ، وتظنون أنه الفراق:
فللزنبور والبــــازي جميعاً *** لدى الطيران أجنحة وخفق
ولكن بين ما يصطاد بازي *** وما يصطاده الزنبور فرق
فنسر طائر فوق السمـــــاء *** ونسر واقــــع جيف الغلاء)

ثم ينطلق مهاجماً لأهل البدع من الصوفية –ويظهر أنهم من أُرسلت إليهم هذه الرسالة- بكتبهم فيقول:( عزيرنا منكم ، فمنكم غافلون عن أقوال السلف ، مع منع أنواع الشرك والبدع ، وتشددهم في ذلك لو عرضت عليكم برمتها لنسبتموها إلينا ، وكفرتم قائلها وكل من قال بها ، فهلا نظرتم في كتب الإمام محمد الغزالي وقوت القلوب للشيخ أبي طالب المكي وأمثالها حيث ذموا محدثات الأمور قلها وجلها وشنعوا على محدثيها والعاملين بها.

ليت شعري ما ذنبنا غير أنهم قالوا وعاملوا بها أنفسهم ، ولم يتأتى لهم القيام بإجرائها ونحن بعون الله تعالى قدرنا على إجراء ما نقول ، ونعمل في من نسوسهم ونجاهد من خالفنا حق الجهاد ، ونجهد جهدنا في انتشار الدعاء إلى كلمة الحق ولو قدروا أولئك الأكابر على ذلك ، لفعلوا ولقام عليهم سلفكم الصالح قيامكم علينا ، فالحاصل أن الله يهدي أهل البوادي والنوادي ، بدعوة الشيخ الهادي أدام الله سعده ، ورضي عنه رضى لا سخط بعده)

ثم أنتقل لبيان اعتقاده واعتقاد أصحاب الدعوة السلفية بنجد حيث قال:
( ثم أعلم أن أصول ديننا معشر أهل السنة والجماعة معلومة ، وحقائقها محررة مرسومة ، فلا نطيل الكلام بإيرادها ولكنا نبين خلافنا فيما استحسنتم من أضدادها فأقول: …. ) ثم بين عقيدته ورد على الافتراءات التي افتروا بها على أهل التوحيد ..

فرحم الله المؤلف ، ورحم الله الشيخ ناصر ، ورحم الله المحقق ، ورحم الله الناشر.

36- اسم الكتاب: حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقيقة دعوته
المؤلف: أ.د. سليمان بن عبدالرحمن الحقيل
المولد: نجد - سدير

المؤلف صاحب فنون عديدة ، ومؤهلات عديدة ، فقد حصل على شهادات عديدة في فنون متعددة ، البكالوريوس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1387هـ ، وحصل على البكالوريوس في التاريخ من جامعة الملك سعود عام 1389هـ ، والماجستير في الحضارة والتاريخ من جامعة الأزهر عام 1393هـ ، وحصل على دبلوم عالي في الإدارة التربوية من جامعة اوكلاهوما في الولايات المتحدة عام 1394هـ ، وحصل على الماجستير من جامعة اوكلاهوما عام 1395هـ ، وحصل على الدكتوراه في التربية من جامعة الإمام محمد عام 1401هـ .

تقلد عدة أعمال: فقد عمل في وزارة الحج كاتباً ، وعمل في وزراة المعارف معلماً ، وموجهاً تربوياً ، ورئيساً للهيئة الفنية في إدراة التعليم بسدير ، كما عمل في وزارة الشئون البلدية والقروية رئيساً لبلدية ومستشاراً إدارياً ، ويعمل حالياً أستاذاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

له عدة مؤلفات تصل إلى 19 كتاباً ، و35 بحثاً ودراسة ميدانية في التربية واللغة والاجتماع ، ومن مؤلفاته: كتابنا هذا ، التربية الإسلامية ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حقوق الإنسان في الإسلام والرد على الشبهات المثارة حولها ، الإسلام ينهى عن الغلو في الدين ويدعو للوسطية ، حقيقة موقف الإسلام من التطرف والإرهاب ، البحوث والدراسات ، التطبيق التربوي للعلاقات الإنسانية ، أهداف وطرق تدريس قواعد النحو ….

يكتسب هذا الكتاب أهمية حين تعلم –أخي القارئ- بأنه رسالة الأستاذ الدكتور سليمان لنيل درجة الماجستير من الأزهر ، وقد حصل من الأزهر على هذه الرسالة على درجة الماجستير عام 13933هـ.

وقدم له فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، ومما قال في تقديمه:
( وإمامنا محمد بن عبدالوهاب أجزل الله له الثواب تعددت الكتابات عنه لكنها سير على أثر ، والتجديد فيها فكراً ولفظاً لم يتح ، ولهذا بقيت الأجيال محتاجة ، وإلى تجديد وتقريب تواقه.

ودعوة الإمام [التي هي دعوة الإسلام ، ودعوة السلف الصالح] يمكن أن يتحدث عنها المؤرخ فيسهب ، والأديب فيطنب ، والعالم فيؤسس ، والمربي فيقرب ، وغيرهم.

وإحساس المربي بحاجة الأجيال إلى تذكيرهم بالدعوة وأسسها وأصولها وفروعها جعل هذا البحث الذي أقدم له ينهض من رَقْدته ويفزع من طول نومته.

وحقاً إن المربي وعالم التربية لينظر إلى تليده كما ينظر إلى وليده ، فبذاك وصلنا هنا ، وبهذا سنصل إلى آماد بعيدة بإذن الملك الأعلى العزيز المقتدر.

وهذا النظر هو الذي دعا العالم التربوي والمعلم لأجيال الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل أن يبعث مؤلفه هذا بعد طول عتاب من المؤلف يشكو فيه هجر كاتبه له مع حاجة الجيل الملحة لمثله

ولما أتحفني أخي الكريم د/سليمان بنسخة منه وقلبت صفحاتها الذهبية ، وأجلت النظر فيما كتب ضممت عتبي إلى عتب العاتبين ، وحق لنا ذلك فإن هذا البحث متميز عن نظائره ، فإذا بدء به قارؤه مر فيه كما يمر بالروض الأنيق ، لا ملال ولا كلال ، لما اشتمل عليه من حسن عرض وتوسط في الأسلوب فلا يرتفع عنه الأديب ، ولا يستوعره الشاب الأريب مع توثيق للنقول والنصوص المستشهد بها ، وأدى للدعوة حقها فرد على شبه المناوئين بكلام علمائها وجواب أئمتها قضاءً بالحق لا يرد ، تمر في الروض وكأنك ترى الدعوة في صور متلاحقة ، تروقك وتشوقك تأريخاً مجيداً ، وعقيدة راسخة هي عقيدة الإسلام ودعوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ولم يتركك المربي حتى أوقفك على تأثير كثير من الدعوات الإصلاحية بدعوة إمامنا الأواب ، إما في الكل أو في بعض و"هم درجات عند الله" )

ولن أزيد على ما قاله معالي الوزير ، إلا بتأكيد من مقدمة المؤلف عن هدف الكتاب:
( .. يهدف هذا الكتاب إلى بيان حقيقة الدعوة السلفية وذلك بتوضيح الأسس السليمة التي قامت عليها ، وبيان الغاية النبيلة التي قامت من أجلها ، وإبراز الأهداف السامية التي سعت إلى تحقيقها.

وبالإضافة إلى ذلك فإن الكتاب يهدف إلى كشف الشبهات التي أثيرت حول دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب والرد عليها بأسلوبٍ علمي دقيق ، كما يهدف الكتاب إلى تعزيز ثقافة المسلم ، بالمعلوماتِ الصحيحة عن حقيقة الدعوة السلفية ومسارها السليم ، ليتمكن من تقديم المعلومات الصحيحة عن الدعوة لمن يجهلون حقيقتها ، ويرد بالأسلوب المناسب على خصومها … )

بارك الله بالأستاذ الدكتور سليمان الحقيل على ما قدم وجعله في موازين حسناته.

37- اسم الكتاب: القول الفيصل
المؤلف: الحــافظ محمد أمين
المولد: بنغلادش – كلكته

المؤلف هو الحافظ محمد أمين بن الشيخ محمد يونس بن الشيخ محمد إسحاق -رحمهم الله تعالى- ، تولى بعد أبيه مسؤولية مدرسة السيد نذير حسين المحدث الدهلوي فأحسن القيام عليها ، ولعب دوراً فعالاً في نشر الدعوة السلفية بولاية بنغال وأسس [جمعية تبليغ أهل الحديث] بمدينة كلكته.

وله رسائل عديدة في الدفاع عن الدعوة السلفية ، وفي كشف كثير من الافتراءات الملصقة بدعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- ، ومن هذه المؤلفات هذا الكتاب.

كتاب "القول الفيصل" ألفها الشيخ الحافظ ووزعها بين المسلمين مجاناً ، وهي تحتوي على بيان فضيلة الحج وأهميته في الشريعة الإسلامية ، وعلى ذكر أحوال نجد وتاريخها ، رداً على دعايات المعاندين للدعوة وأتباعها.

38- اسم الكتاب: عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في العالم الإسلامي
المؤلف: د/ صالح بن عبدالله العبود
المولد: نجد

مؤلف هذا الكتاب هو رئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية والمدرس بالحرم النبوي .

أما الكتاب فقد قدمه كرسالة علمية لنيل درجة الدكتوراه من قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية عام 1403هـ ، ونوقشت ، ومنح صاحبها الدرجة بمرتبة الشرف الأولى ، ثم أدخلت فحص آخر ضمن مطبوعات المجلس العلمي بالجامعة ، وصدرت الأمر بطباعتها عام 1408هـ.

وقد ذكر الدكتور أسباب اختياره لهذا الموضوع ، وعزاه لثلاثة أسباب أساسية:
1- أن عقيدة الشيخ عقيدة تجديد سلفية ، اعتقدناها واعتمدناها في ديننا ودنيانا.
2- الحاجة إلى كتابة عقيدة الشيخ وعرضها مجموعة مرتبة ومنسقة في رسالة جامعية بأسلوب الدراسات العلمية المنهجية ، لتيسيرها ونشرها والدعوة إليها بهذا الأسلوب المألوف ..
3- بيان أن عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي عقيدة السلف الصالح.

وكانت خطة البحث هي كالآتي-باختصار وتصرف يسير-:
الرسالة مكونة من مقدمة ومدخل وبابين وخاتمة.

أما المقدمة ، تضمن أهمية الموضوع ، وأسباب اختيار الباحث لهذا الموضوع ، وخطة البحث-التي أعرضها الآن-.

أما المدخل،فيشمل على مبحثين:
الأول:في البيئة من حول الشيخ في العالم الإسلامي.
الثاني:مبحث في حياة الشيخ ، يتضمن ترجمته ونشأته ورحلاته وشيوخه وتلاميذه ومؤلفاته ووفاته ورثاءه.

وأما البابان:
فالباب الأول: هو في عقيدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
والباب الثاني: في أثر عقيدة الشيخ السلفية في العالم الإسلامي.

وأما الخاتمة فتتضمن خلاصة البحث.

أجزل الله للشيخ الجزاء ، فهي والله رسالة ضافية كافية شافية كاشفة ، فلا غُنية للباحث في تاريخ الشيخ عنها ، أو معرفة كاملة بعقيدة الشيخ رحمه الله تعالى ، وقد رأيت التعليق عليها باختصار شديد ، والمقام يستحق الوقوف عليها ، رغبة في عودة طالب الحق إليها.

39- اسم الكتاب: داعية التوحيد محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: عبدالعزيز سيد الأهل
المولد: لبنان – بيروت (والله أعلم)

مؤلف الكتاب هو من عرفته بترجمة لأحد المجددين ، فقد سبق له أن ألف كتاباً في المجدد الإمام المحدث الحبر البحر إمام أهل السنة والجماعة أبي عبدالله أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى- وعنون له بـ(شيخ الأمة أحمد بن حنبل) ، وعلى سير المجددين أرسى مركبه هذه المرة بالمجدد الإمام شيخ الإسلام داعية التوحيد ومذل عباد الأنداد لله رب العبيد حامي السنة وقامع البدعة أبي عبدالله محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- المذكور سابقاً.

والمؤلف ليس من الجزيرة العربية قطعاً ، وقد عنون نهاية مقدمة ببيروت ، فهو والله أعلم من بيروت أو الشام والله أعلم.

لقد بدأ المؤلف كتابه بآيات كريمات من سورة يونس ، ليعلن للملأ بأن الشيخ الإمام لما قام بالدعوة كان يتقفى آثر قدوته وأسوته نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يدعوا إلى ما دعى إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، لذا يقول مفتتحاً الكتاب ، مخاطباً الناس جميعاً:
{ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِّنَ الظَّالِمِينَ يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (106) }

أنطلق المؤلف مع المجدد إمام أهل السنة والجماعة أبي عبدالله أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى- وكيف أنه تصدى لأفكار المعتزلة والجهمية ، وأخمد الله بقوة الحجة والدليل الإرهاب الفكري والقهري والسلطوي للمعتزلة ، وكان هو لها في مسألة كلام الله حين عاث فيه أهل الكلام فقالوا بأن القرآن مخلوق!! فهل يعقل أن كلام الله مخلوق؟!! فكانت على يده نصر السنة فسمي بإمام أهل السنة والجماعة.

ثم بعد هذه القرون (سارت الأفكار خليطاً من الصحيح والفاسد والنقيّ والكدر على مدى أزمنة طويلة فانطبع الناس عليها وصارت في جملتها كأنها دينهم الذي يدينون به… فمضى الأمر على سجيته حتى كان القرن السابع الهجري الذي نضجت فيه مدرسة حران.

وعلى ضوء ساطع بنظر سليم وحجة راجحة سار بنو تيمية وخفقت في آخر مسيرتهم راية تقي الدين أحمد بن عبدالحليم الذي أفرغ جهده في التنقية والتصفية والتخريج ، واعتزم في جدّ وصرامة أن يبعثر الركام المختلط ليكشف عن حقيقة الشريعة الصافية ) وأخمد الله بقوة الحجة والدليل الإرهاب الفكري والقهري والسلطوي للمتصوفة وأهل الكلام والجهمية والنصارى واليهود والرافضة وعلت راية دعوة التوحيد ، وإعادة الدين على ما كان عليه سلف الأمة.
(غير أن مبادئ الثورة التي أشعلها الإمام أحمد وصولة الحق في أصوات المدرسة الحرانية كانت ذات أثر بالغ فحثت قلوب البصراء على البحث والنظر حتى تتكشف حقيقة المبادئ الصافية التي جاء بها الإسلام أول ما جاء وآخر ما ترك . فلما كان محمد بن عبدالوهاب كانت النفوس على استعداد لقبول دعوته تحت ضوء السراج الذي أشعله الإمام أحمد وبنو تيمية ، وعلى استعداد أيضاً لردها ومحاربتها رضوخاً للجبال المركومة فوق الرؤوس من الآراء والجهالات.

أما البصراء فقد قبلوا وأما المتلفعون بأرديةِ الباطل فقد رفضوا،ولكن الدعوة وجدت سبيلها-برغم أعدائها ورافضيها-إلى المضي والنفوذ)

( ومما صار علماً لدى الناس تسمية حركة الإصلاح التي قام بها ابن عبدالوهاب بالمذهب الوهابي وإطلاق الوهابية على المذهب …

وإطلاق الوهابية كما أطلقت على حركة الإصلاح والحروب التي خاضتها كانت من الخصوم لا من الأصحاب ، ولكنها مهما كانت تسمية بغيضة إلى نفوس أولئك المصلحين فإنه لقب يبدو في ذاته غير بغيض ، إذ هو نسبة إلى الوهاب الذي هو اسم من أسماء الله الحسنى ، ولعل إطلاقه –من غير إرادة الخصوم- كان بشرى انتصار المصلحين بما رزقهم الوهاب من نصر وتأييد.

والوهابية –كما سنظل ندعوها في كتابنا- لم تكن مذهباً جديداً في الإسلام ولا زائداً على مذهب أهل السنة ، وإنما كانت حركة إصلاح ديني دعت إليها سيرة الحنابلة في ثورتهم على ردة المعتزلة والجهمية وفي تنقيتهم ركام الجهالة ومحاربة ما ابتدع في الإسلام من أفكار وطقوس.

وانصبّ غرض الإصلاح على تنقية العقيدة الإسلامية مما لحق بها من الشبهات فكراً وعملاً والرجوع بها إلى أصلها كان يعرف السلف الصالح)

ثم بين المؤلف أن محمد علي والحكومة التركية ومن يمول محمد علي يعني مثل عباد الصليب فرنسا والإنجليز على رأسها ، حتى بان الحق وعادت الدولة السعودية ثانية وثالثة ..

ثم سار المؤلف بأن الافتراءات والاتهامات التي وجهت لهم كانت أشد من قتالهم لأن كل أحد لك معه حيلة إلا من يخلق كلامه ويكذب فما لي معه أي حيلة؟!
وبين أن أول من شهد بأن هذه التهم والافتراءات كذب كتب الشيخ –وسرد عدد منها على رأسها كتاب التوحيد والأصول الثلاثة- ..

لقد شرع المؤلف في وصف الحالة الدينية والسياسية والاجتماعية قبل الدعوة ..
ثم تحدث عن الشيخ مولده ودراسته ومشايخه ورحلاته وصفاته وميوله ونزعته السلفية.
ثم بدأ الحديث عن [دعوة التوحيد] وتحدث عن جوهرة الدعوة وأسبابها ووسائلها وتهافت الخصوم..
ثم تحدث عن مسيرة الدعوة منذ بدأها إلى الدرعية وحتى الحرمين وحتى جهاد أهل التوحيد.
ثم بناء الدولة ..
وأخيراً ضمان الانتصار الآثار والآمال..

شكر الله للأستاذ عبدالعزيز سيد الأهل ما قدمه ، ورؤاه التي طرحها ، والمسيرة التي كشفها ، وكانت أول طبعة عام 1394هـ في لبنان ، ثم جدد طبعة عام 1398هـ ، وبين الطبعيتن يقول المؤلف بأنه وصلته رسالة غالية على قلبه من وزير التعليم العالي بالسعودية سابقاً الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ رحمه الله ، وقد أبدى بعض الملحوظات وقد استجاب المؤلف وعدل عدد من الملحوظات ، وإن كنت ألحظ بعض الملحوظات ، إلا أن الخطأ اليسير مغفور في البحر الكبير من الخير.

40- اسم الكتاب: من أعلام المجددين
المؤلف: الدكتور صالح بن فوزان الفوزان
المولد: القصيم – الشماسية

أما المؤلف فهو علم مشهور ، عضو هيئة كبار العلماء ، والمدرس بجامعة الإمام محمد بن سعود سابقاً ، صاحب الحلقة العلمية في الحرم المكي ، صاحب المصنفات الرائعة الكثيرة في فنون متعددة ، والمجاهد في نشر العلم والوقوف لعدد من الكتاب المنحرفين عقائدياً سواءً رافضة أو علمانيين أو صوفية.
من مؤلفاته الرائعة: التوحيد،إعانة المستفيد شرح كتاب التوحيد، الملخص الفقهي، وقفات مع أخطاء بعض الكتاب،الرد على فيصل مراد علي رضا فيما كتبه عن شأن الأموات وأحوالهم، إبطال نسبة كتاب أحكام تمني الموت إلى شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب، الرد على الصابوني،الولاء والبراء في الإسلام،محاضرات في العقيدة والدعوة،الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام، شرح العقيدة الواسطية ، الصوفية وأصولهم، رد أوهام أبي زهرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله، شرح الأصول الستة، ……. وكب أخرى كثيرة.
وشيخنا له حلقاته المعلومة ، ونفسه التي بذلها لهذا الدين ، وتقديمه لعدد من المصنفات ومتابعة لبعض الكتب والدوريات..

أما عن الكتاب .. فمن التوافق أن يلي هذا الكتاب كتاب داعية التوحيد الذي سار على ثلاثة أئمة من أعلام المجددين ، وهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل ، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، والشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمهم الله جميعاً- ..

يقول الشيخ بعد حمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على نبيه:
( فمن المعلوم أنه كلما تأخر الزمان وبعد آثار الرسالة حدثت البدع ، والخرافات وفشا الجهل واشتدت غربة الدين وظن الناس أن ما وجدوا عليه آبائهم هو الدين وإن كان بعيداً عنه ، ولكن الله سبحانه لا يخلى الأرض من قائم لله بحجة . وقد أخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأن طائفة من المسلمين لا تزال على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى ، كما أخبر –صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه الحاكم وغيره حيث قال: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) قال المناوي في فيض القدير: (2/281-282) أي يقيض لها (على رأس كل مائة سنة) من الهجرة أو غيرها والمراد الرأس تقريباً (من) أي رجلاً أو أكثر (يجدد لها دينها) أي يبين السنة من البدعة ويكثر العلم وينصر أهله ويكسر أهل البدعة ويذلهم –قالوا ولا يكون إلا عالماً بالعلوم الدينية الظاهرة والباطنة ، قال ابن كثير:قد ادعى كل قوم في إمامهم أنه المراد بهذا الحديث والظاهر أنه يعم جملة من العلماء من كل طائفة وكل صنف من مفسر ومحدث وفقيه ونحوي ولغوي وغيرهم/انتهى.

وقد وقع مصداق ما أخبر به النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث فلا يزال –والحمد لله- فضل الله على هذه الأمة يتوالى بظهور المجددين عند اشتداد الحاجة إليهم ومن هؤلاء المجددين الإمام أحمد بن حنبل في القرن الثالث ، وشيخ الإسلام ابن تيمية في آخر القرن السابع وأول القرن الثامن ، وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر ، وقد أحببت في هذه العجالة أن أقدم بعض المعلومات عن هؤلاء الأئمة وما قاموا به من تجديد هذا الدين مما لا تزال آثاره باقية في هذه الأمة ولله الحمد والمنة ، والقصد من ذلك تعريف من يجهل مجهود هؤلاء الأئمة والتنبيه للانتفاع بآثارهم والاقتداء بهم ، والله الهادي إلى سواء السبيل)

وقد أجاد شيخنا في عرض سير الأئمة المجددين الثلاثة ، وما يهمنا في هذه العجالة هو الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى- لأن محور قراءاتنا في هذا الموضوع عن ما كتب عنه وعن دعوته السلفية الإصلاحية ، ومما يجدر التنبيه عليه ، أننا في هذه السلسلة لا نتعلق بشخص ، ولكنه عالم له جهده نالته السهام ، وهو مجدد ملة الإسلام ، علم من أعلام السلفية ، فكلامنا عنه ، هو عن دعوته النقية ، وكلامنا عن شخصه ، لأنه نالت الأسهم الخبيثة ، وناله من الإفك والكذب ما ناله ، فأردت بهذه السلسلة أن أجلي من يحاول دفنه أهل الحقد والحسد من أهل البدع ، وكلام في شخصه لا لشخصه ، ولكن لدعوته السلفية ، لذا كل مسلم متمسك بالدين الصحيح متبع للسنة ، هو عند أهل البدع "وهابي" فلله ما أحرقهم ، أرادوها مذمة فكانت منقبة ، نعم نحن عباد الله الوهاب الذي وهب لنا النعم وأعظمها نعمة الإسلام ، فعلقونا بالله ، حين علقوا أنفسهم بالأشخاص هذا شاذلي ونقشبندي وآخر رفاعي وجيلاني …. ومسميات ما أنزل الله بها من سلطان ، أما أهل التوحيد فشرفوهم بالوهابي وإن كنا لا نقرها أبداً ولا نحبذها فلا يشتق من أسماء الله وينسب إليه هذا وهابي وآخر رحماني؟!!
ولكننا سلفيون نتبع محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب صلى الله عليه وسلم النبي الأمي محمديون سلفيون أثريون وشعار أحدنا في وجه اللمازين الغمازين:
إن كان تابع أحمد متوهباً *** فأنا المقر بأنني وهابي

نعود للكتاب:
عقد شيخنا باب كتابه الثالث تحت عنوان [شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب نبذة عن حياته وجهاده وثمرات دعوته ورد الشبهات التي أثيرت خول دعوته]

شرع الشيخ بتعريف يسير بالشيخ ودراسته وسنيات عمره الأولى ، ثم أنطلق بذكر موجز عن رحلاته العلمية ، ثم عقد فصلاً عن حالة المسلمين عند ظهور دعوة الشيخ محمد ، ثم عقد فصلاً عن عقيدة الشيخ من خلال رسالته التي شرح فيها عقيدته ، ثم فصلاً عن بدء دعوة الشيخ محمد رحمه الله ، ثم ذكر أصول دعوة الشيخ ، ثم المراحل التي مرت بها دعوة الشيخ ومراجع هذه الدعوة ومصادرها الأساس ، ثم ثمرات هذه الدعوة ، وأخيراً الشبه التي أثيرت حول الشيخ والرد عليها ..

وقد أتبع الشيخ الدكتور –حفظه الله- كتابه هذا برسالته القيمة ، ورده النفيس ، [رد أوهام أبي زهرة في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمهما الله]
وقد أجاد الشيخ بالرد عليه ، وتبيان "أوهامه" التي لم يبنى على أساس ثابت ، وخاصة الخلل العقدي في رسالاته التي تعقبها الشيخ ، وعدد من الافتراءات التي تلقها الشيخ من أعداء الدعوة وسار عليها متابعاً ، فرحم الله أبا زهرة وتغمده الله بمغفرته وتجاوز عنه فكانت أخطائه ليست باليسيرة التي تمحى في بحر الحسنات ، ولا بالصحيحة التي لها من الواقع مستندات ، فكانت التعقبات شفاءً ، وللجهل دواءً ، فغر الله للشيخنا فضيلة الدكتور صالح الفوزان وأعلى درجته في الجنان.

أعدها أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة
 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية