اطبع هذه الصفحة


الكتب والمؤلفات التي تحدثت عن دعوة الشيخ بإنصاف أو دافعت عنها (7)

أبو عمر المنهجي

 
السابق :

52- اسم الكتاب: تأثر الدعوات الإصلاحية الإسلامية بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: الدكتور وهبة الزحيلي
المولد: سوريا

المؤلف هو الدكتور وهبة الزحيلي –وفقه الله- أُستاذ الفقه الإسلامي وأصوله بكلية الشريعة في جامعة دمشق ، صاحب التصانيف الكثيرة ، وأهمها تلك الكتابات الفقهية والرسائل في المصارف وغيرها …

أما عن رسالته التي أُفردت طبعاً وضمت لنظائرها ، وكان لها من القبول ما الله به عليم ..

يقول المؤلف في مقدمته :
( فإن الأمم كالأفراد يعتريها أحياناً فترات من الضعف والتخلف وتغمرها غاشية من الغفلة والركود ، وتشيع في أرجائها مظاهر ساذجة من الجاهلية … فتترك الأمة العمل بالجوهر النقي ، وتقعد عن تحقيق الغاية والهدف ، وتعنى بالقشور والمظهر الأجوف ، حتى يكاد يصبح ذلك المظهر الهش من الدين والدين منه براء ، ويعظم نشاط أهله ، حتى لكأنهم يمثلون الدين ، وهم عن الدين الحقيقي بعداء.

وإذا ما تكلم ناصح ، أو تأمل مخلص ، أو اندفع غيور يدافع عن حرمات الله ، سرعان ما اتهمه العوام والسطحيون –وهم مع الأسف أكثرية- بالمروق ، والشذوذ والعمالة لفئة ما ، وعدّوا أنفسهم أهل الملة ، وسدنة الشريعة وحماة الإسلام.

وعلى هذا النحو مرت بالمسلمين في فترة ضعف الخلافة العثمانية وما قبلها أزمنة حجب فيها صفاء الإسلام ، وبساطته ونقاؤه وجوهره وقوته الحقيقية …….

ولكن فضل الله على الأمة كبير ، إذ حفظ للمسلمين أصول الشريعة في القرآن والسنة الصحيحة ، حتى تظل الشريعة حجة على العلم …… (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله))

وفي سبيل الحفاظ على الوحي الإلهي الأخير ، يهيئ الحق تبارك وتعالى صوت الإصلاح الداوي بين الحين والآخر ، وإن صاحبه بعض الأخطاء ، لأن المصلح بشر ، لتعهد الله عز وجل بحفظ الذكر المبين ، فتثير حركة الإصلاح رعب الجبناء ، وتقض مضاجع الأدعياء ، وتهز أركان الجهل وكيان الجهلة ، وتزلزل مواقع النفعيين: ((إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة ، على رأس كل مائة سنة ، من يجدد لها دينها)) .
……..
ومما لا شك فيه ، إنصافاً للحقيقة ، لا إرضاءً لأحد ، وعملاً بمبدأ القرآن العظيم : {ولا تبخسوا الناس أشياءهم} كان من أجرأ أصوات الحق ، وأكبر دعاة الإصلاح ، والبناء والجهاد لإعادة تماسك الشخصية الإسلامية وإعادتها لمنهج السلف الصالح: دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) لتجديد الحياة الإسلامية ، بعد ما شابها في أوساط العامة من خرافات ، وأوهام ، وبدع ، وانحرافات ، فكان ابن عبدالوهاب بحق ، زعيم النهضة الدينية الإصلاحية المنتظر ، الذي صحح موازين العقيدة الإسلامية الناصعة ، وأبان حقيقة الوحدانية والوحدة والتوحيد الخالص لله عز وجل ، وأن العبادة هي التوحيد ، وحوّل الشراع رأساً على عقب ، للعمل الكامل بالقرآن والسنة ونبذ مظاهر الترف والبدع ، وتحطيم ما علق بالحياة الإسلامية من أوهام ، والعودة إلى الحياة الإسلامية الأولى المبسطة التي لا تعرف غير الجهاد الدائم منهجاً ، وقصد مرضاة الله مسلكاً ، وألتزم أخلاق الإسلام قانوناً ومظهراً ، وبروز دور العقل والفكر ، والجد والعلم والاجتهاد فيما لا نص فيه أو ما فيه نص ظني ، بغية تقدم الأمة ، وتصحيح مسار حياة ال!
عامة التائه أحياناً ، لأن دين الإسلام لا يعرف الخرافة والجهل والضلالة ، فكانت أعمال ابن عبدالوهاب وثبة وجبارة ، وقفزة رائعة لتصحيح خطأ الناس في العقيدة والعبادة ، في وسط شوهت فيه مبادئ الإسلام ومناهجه)

وخطة البحث هي كما قال:
( المطلب الأول:
من أين استمد ابن عبدالوهاب مبادئه ، أو كيف تم تكوينه الشخصي ، وكيف كان طريق الوثبة الإصلاحية عنده؟

المطلب الثاني:
أصالة المبادئ التي دعا إليها محمد بن عبدالوهاب وإسلاميتها.

المطلب الثالث:
آثار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العالم الإسلامي أو انعكاساتها الصريحة المباشرة وغير المباشرة)

لقد أنطلق في مبحثه الأول مبيناً من الذين تأثر بهم الإمام محمد بن عبدالوهاب في دعوته السلفية .. وعلى رأسهما إمام أهل السنة المبجل أحمد بن حنبل –رحمه الله تعالى-
وكان المعلم الثاني الذي تأثر به هو شيخ الإسلام علامة الشام أبو العباس تقي الدين أحمد بن عبدالحليم بن تيمية –رحمه الله تعالى- وكذلك تلميذه أبو بكر شمس الدين محمد بن القيم الجوزية –رحمه الله تعالى-

يقول المؤلف:
( .. وأن مذهبه في العقائد هو مذهب جمهور المسلمين ، فهو يمنع التقرب بالموتى ولو كانوا من أهل الصلاح والتقوى في حياتهم ، وكان مذهبه في الفقه اتباع كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) وإن كان حنبلياً أول أمره ، ثم آل إلى مذهب أهل الحديث في تحرير المسائل والاتباع بالدليل ، فمتى خالف المذهب دليلاً صحيحاً ضرب بذلك القول عرض الحائط فلا قول مع قول الله وقول نبيه عليه الصلاة والسلام.

يقول المؤلف:
( .. ولحرص ابن عبدالوهاب الشديد على مبدأ التوحيد ، وتطهير المجتمع الإسلامي من شائبة الشرك والبدع ، سمي هو وأتباعه بـ"االموحدين" أو "أهل التوحيد" "إخوان من طاع الله" أو "أهل الفرقة الناجية" .. سوماهم خصومهم بالوهابيين نسبة إليه ، وشاعت التسمية الأخيرة بين الناس ، وبخاصة الأوربيين ، وأخطأ بعضهم فجعل هذه الحركة الإصلاحية "مذهباً" جديداً في الإسلام .. )

ثم في المطلب الثاني ذكر أهم المبادئ التي قامت عليها دعوة الإمام محمد:
( 1- الرجوع بالإسلام إلى ما كان عليه في الصدر الأول.
2- تخليص التوحيد مما شابه من شرك.
3- إنكار التوسل الممنوع شرعاً بالأولياء والصالحين.
4- طرح البدع والخرافات)

ثم فصل الدكتور عن آثار هذه الدعوة السلفية المباركة في أرجاء العالم الإسلامي ..
وذكر أثرها في الجزيرة العربية ..
وكذلك الهند قيام السلفيين بالجهاد ضد الإنجليز هناك ونشر الدعوة ومقاومة الأفكار الهدامة كالقاديانية وذكر رموزاً كحسن صديق خان ودور أهل الحديث في الدعوة وجهادهم بالسنان والأقلام..
وأثرها في سومطرة بإندونيسيا وقيام السلفيين –هناك- بالجهاد ضد الهولنديين يقول المؤلف: (واستمرت المعارك والمناوشات بين المستعمرين وبين أتباع الدعوة الوهابية من السومطريين أكثر من ستة عشرة سنة)
وأثرها في المغرب والجزائر ، ويتضح ذلك من خلال المجاهد المالكي سيدي محمد بن عبدالله (1757-1790م) وكفاحه ضد الصوفية والأشعرية … وذكر عدد كبير على رأسهم جمعية العلماء بالجزائر وعلى رأسها العالم المجاهد محمد البشير الإبراهيمي والشيخ المجاهد عبدالحميد بن باديس .. وقيام الجمعية والمجاهدين السلفيين بالجهاد ضد الفرنسيين وأعوانهم من المرتزقة المارقين الصوفيين التيجانيين ..
ثم ذكر أثرها في تونس وليبيا وزنجبار والسودان ومصر ..
وذكر أثرها في الشام وعلى رأسهم العلامة جمال الدين القاسمي والشيخ المجاهد كامل القصاب والعلامة محمد بهجت البيطار ..
وأثرها في العراق وخـاصة على آل الآلوسي وعلى رأسهم نعمان ومحمود ..
وأثرها في تركيا ..
وأثرها في اليمن على يد الشوكاني ودعوته الإصلاحية ..
وأثرها في عقل المثقف حيث يقول المؤلف: (يتجاوب المثقف العادي المتدين مع مبادئ ابن عبدالوهاب لأنها مبادئ الفطرة ، مبادئ الإسلام النقية .. )
فيقول المؤلف بأنه تلك المبادئ ما أسرع الإقناع بها لأصحاب الفطر السليمة ( فلا يجد المتحدث عن الإسلام أي صعوبة في إقناع مناظره بضرورة كون الدعاء مباشرة إلى الله تعالى ، ونفي الوسائط ، وعدم طلب حاجة من صاحب قبر ميت لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ، والعمل بالقرآن والسنة أصلي الشريعة المستندين إلى الوحي الإلهي ، ونبذ البدع والأساطير والتمائم والحجب إلا الرقية والشريعة ، وعدم تقديس المزارات وأضرحة المشايخ وأعمال المتصوفة التي لم تعرف في عهد السلف الصالح ، وغير ذلك ، لأن العقيدة الإسلامية في أول عهدها كانت نقية صافية من أي شرك أو وسيط … )

جزى الله الدكتور وهبة الزحيلي على ما قدم وجعلها في موازين حسناته..

53- اسم الكتاب: المرأة في حياة إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: المؤرخ حمد الجــاسر
المولد: نجد

ومن لا يعرف المؤرخ والنسابة والأديب الكبير "حمد الجاسر" رحمه الله تعالى؟! صاحب التصانيف العديدة والرسائل الجميلة والمقالات الآسرة والبحوث المفيدة .. لا أطيل بالتعريف به ، فهو علم عند أهل التأريخ ، وشامة في جبين الأدباء ، ومحط نظر النسابين ..

أما عن رسالته وبحثه فقد قدم بأهمية البحث التاريخي في جوانب عديدة ، ومنها جانب تأثير المرأة .. ثم وقف مع المرأة في حياة الإمام وقال:
( وما أرومه في كلمتي هذه عن "المرأة في حياة الإمام" لا يعدو الإشارة إلى جانب من جوانب حياة الشيخ جدير بالدراسة ؛ ولن يعدم الباحث المتعمق فيه من لمحات قد توضح له الطريق ، فالوثائق الشرعية من أحكام ووصايا ووقف وقسمة عقار وهبات ونحوها ، لا يزال كثير منها مما يتعلق بعصر السيخ وما بعده محفوظاً ، وهي لا تغفل ما يتعلق بالنساء ، وتعنى ببيان صلة القرابة ، فهي لذلك من المصادر المهمة لمن يعتم بالنواحي التاريخية بصفة عامة.

……
ولعلي لا أغرب في القول عندما أقرر أن من أسس دعوة الشيخ محمد –رحمه الله- إنصاف المرأة ، والدفاع عن حقوقها.

فقد كان بعض الناس في عهده يتحايل بطريقة الوقف أو الهبة أو القسمة لحرمان النساء من حقهن تحايلاً وصفه الشيخ في إحدى رسائله: [إذا أراد الإنسان أن يقسم ماله على هواه ، وفرّ من قسمة الله ، مثل أن يريد أنّ امرأته لا ترث من هذا النخل ، ولا تأكل منه إلا حياة عينها ، أو يريد تفضيل بعض أولاده على بعض ، أو يريد أن يحرم نسل البنات .. إلى أن قال: ويفتي بعض المفتين أن هذه البدعة الملعونة صدقة برّ تقرب إلى الله ، ويوقف على هذا الوجه قاصداً وجه الله]


ولا أريد أن أتعرض لبحث موضوع ليس من صميم ما أردت تناوله من الناحية التاريخية)

وبعد أن ذكر موقف من نصرة الإمام للمرأة التي أرادوا سلب حقها الشرعي بالتقاليد الجاهلية ، ثم ساق موقف المرأة السلفية التي لا تقل نصرة للدعوة السلفية من الرجال.

يقول المؤرخ الأستاذ حمد:
(إن في واقع تاريخنا أمثلة حيّة لمشاركة المرأة في جميع الأعمال النافعة ، حتى في مقارعة الأبطال ، ومجالدة الأعداء بأدوات القتال ، "فغالية البقمية" كان لشجاعتها وقيادتها الأثر العظيم في مؤازرة أنصار الدعوة حتى انهزم جيش طوسون بن محمد علي باشا في وقعة تربة سنة 1229 "1813م" ثم تصدّت مع المجاهدين لحرب جيش محمد علي غزا تربة ليثأر لهزيمة ابنه ، بشجاعة نادرة ، أثارت حفيظة الباشا الذي تمنّى أن يقدر على إمساكها بعد انهزام جيشها وذهابها إلى الدرعية سنة 1230 بعد هزيمة وقعة بسل ، وقال عنها المؤرخ المصري محمود فهمي المهندس في كتاب "البحر الزاخر" : وتكدر محمد علي باشا كثيراً من هرب غالية ونجاتها من يده ، لأنه في اشتياق زائد لإرسالها إلى القسطنطينية ، علامة وشهرة على نصره وظفره.انتهى)

ثم ذكر مثال آخر للمرأة السلفية:
( وقل مثل ذلك في سيدة شجاع انتضت السيف حتى أدركت الثأر من قاتل ابنها ، ولولا ما حفظه لنا الشعر العامي والرواة المعاصرون من أمرها لكان نسياً منسياً ، إنها السيدة لؤلؤة بنت عبدالرحمن آل عرفج من أمراء القصيـم آل عليان من العناقر من تميم ، التي قال عنها الأمير عبيد بن عي بن رشيد –يذكر السيف-:
ليا عاد ما نرويه من دم الأضداد *** ودوه يم العرفجية ترويه

وتجد خبرها مفصلاً في كتاب "بلاد القصيم" للأستــاذ الشيخ محمد العبودي)

ثم بدأ بمن هنّ ألصق بأئمة الدعوة ، بالشيخة موضي بنت ابن وهطان –رحمها الله تعالى- زوجة الإمام محمد بن سعود –رحمه الله تعالى- وذكر من شأنها ما ذكر من نصرتها وسيرتها .. وما هي إلا حفيدة خديجة بنت خويلد –رضي الله عنها-

ثم تحدث عن داعية وشاعرة سلفية ابنة الإمام محمد بن سعود –رحمها الله تعالى- .

ثم تحدث الشيخ عن داعية سلفية أخرى هي التي دفعت بابنها الذي أصبح إماماً هي والدة الشيخ محمد بن عبدالوهاب –رحمه الله تعالى-.

ثم تحدث عن زوجة الشيخ الداعية السلفية [الجوهرة بنت عبدالله بن معمر] –رحمها الله تعالى- وهي عمة الأمير عثمان ، وللجوهرة –في سبيل نشر الدعوة- يدان كريمتان:
اليد الأولى: أنها قبل زواج الشيخ بها كانت سبباً في إنقاذ حياة محمد بن سعود بن محمد بن مقرن الذي قام بنصرة الشيخ ومؤازرته في نشر الدعوة …. وذكر قصة نجاته على يدها حين أمنتهم ورجع للدرعية.

واليد الأخرى: تقوية الصلة بين زوجها الإمام وبين ابن أخيها الأمير عثمان.

ثم تحدث عن ما حدث بين الإمام والأمير عثمان بسبب تهديدات ابن عريعر لابن معمر وما حدث ففصل في هذه المسألة ..

ثم تحدث عن جهود الداعيات السلفيات بنات الإمام محمد بن عبدالوهاب –رحمهنّ الله تعالى- …

رحم الله الشيخ المؤرخ الأديب الأستـاذ حمد الجاسر ورفع منزلته في عليين ، ولعلنا نذكر القصة المشهورة عن أحد بنات الشيخ عن ذهبت قافلة من نجد للحج ، فأعترضهم قطاع طرق من القبوريين فقالوا لاتمروا حتى تقربوا للولي؟! فقال المولى قائد الجمل: ما نقرب إلا تراب-وهذه الكلمة مسبة عند أهل الرياض يعني لا نقدم شيء- فتحرك صوت من الهودج على ظهر الجمل وإذ بها أحد بنات الشيخ تقول: يا فلان ولا تراب حتى التراب ما يقدم إلا لله .. عقيدة سنية سلفية نقية .. رحمهنّ الله تعالى ..

وكم أتمنى من يفصل جهود الداعيات السلفيات اللاتي كان لهنّ الأثر الكبير في نصرة الدعوة.

54- اسم الكتاب: الداعية الأكبر إمام الإسلام الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: عبدالوهاب فتال
المولد: أحد الدول العربية لعلها مصر

المؤلف عرفناه من خلال كتبه التاريخية والأدبية المميزة ، وسلسلته قال الجد لأحفاده الأدبية ، ودروبه الرائعة "درب الانتصار" ..

أما عن هذا الكتاب فيقول مقرظه معالي الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ وزير المعارف –سابقاً- يقول المقرظ: ( ليس غريباً أن تصدر هذه السلسلة ، ولكن الغريب أن لا تصدر .. فالجزيرة العربية كانت ولا تزال مهد البطولات والمفاخر ، ومنطلق الرسالات السماوية الخالدة ، وعلى صحرائها النقية سالت دماء زكية عطرة "ثمناً" للشهادة الصادقة في سبيل الله .. ودفاعاً عن دينه … ففارقت الحياة راضية مستبسلة مخلفة ورائها أروع الأمثلة ، وأنبل الذكريات ، ….. ومن حقهم علينا ، أن نبرز لجيلنا الحاضر وما يتلوه طرفاً من كفاحهم وبلائهم في الله .. ليعلموا أن الإيمان بالله لا يتحقق بالادعاءات والمزاعم ؛ لكنه يقين راسخ ، وصبر على المكاره وكفاح لا يهدأ في سبيل الله وإعلاء كلمته ..
من هذا المنطلق الواضح المضيء استقامت الفكرة على مدارج التنفيذ وحملها في إيمان وصدق أخ عربي مسلم هو الأستاذ "عبدالوهاب فتال" الذي رغب مشكوراً… بكتابة هذه السلسلة الممتعة ، أعانه الله)

وقد أجاد في صياغة قصة لطيفة حوارية ، يتحدث الجد لأبنائه عن [الداعية الأكبر] ، فجزى الله الأستاذ الأديب المؤرخ عبدالوهاب فتال كل خير ..

وهذه الحوارية الرائعة كان لها شبيه مع الشيخ إسماعيل العتيق –حفظه الله- في سلسلته (أعلامنا في سجل التاريخ) من كتب بعض العلماء وأضاف عليها صياغة الأسئلة ، لتكون حوارية رائعة ، ونقف بإذن الله مع الأستاذ عبدالوهاب في كتابه القادم [درب الانتصار]

55- اسم الكتاب: درب الانتصــار
المؤلف: عبدالوهاب فتال
المولد: أحد الدول العربية لعلها مصر.

المؤلف سبق أن عرفنا به في وقفتنا مع كتابه [الداعية الأكبر] وها نحن اليوم نقف مع كتاب آخر لا يقل جمالاً وإتقاناً وفائدةً ؛ إن لم يكن شمل هذا وزاد ، ويتميز هذا الكتاب أنه كتابٌ تأريخي أكثر من كونه أدبي ، وإن كانت لمسات الأديب لا تفارقه أبداً .. وقد طبع الكتاب عام 1385هـ الموافق 1965م.

أما عن الكتاب فإنه يحكي [درب الانتصــار] للدعوة الكتاب والسنة على دعوات الجاهلية والشرك والبدع والجمود ، وانتصار الدعوة السلفية على دعوات أهل الشرك والبدع .. إنها تحكي تلك القصة الخالدة لحقيقة الانتصـار .. وتبين [درب] هذا الانتصار ..

أنطلق المؤلف في (توطئة) لكتابه حيث قال:
( كان التاريخ ضمير الشعوب … وفيه العظة والعبرة اللتان تنصران الحاضر ، وتهيئان المستقبل .. وعلى هذا الأساس لا يكفي أن نقرأ التاريخ ؛ بل علينا أن ندرسه ونحله لنقارن ونستنج ولنكشف الحقيقة ، التي إن كانت خيراً ففيها خير المستقبل ، إذا تمثل أصحاب التاريخ بها … وإن كان شراً .. فهي الحافز لتلافي كوارث الماضي.

وعلى هذا الأساس كان لابد من وضع دراسة تحليلية لسيرة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب هذا الرجل الكبير الذي جدد الدعوة وأنقذ أمة ، والذي خلد التاريخ اسمه في دولة باذخة قامت على الحق الذي نادى به ، فكان هذا الجهد المتواضع الذي كنا نريده ..

ولقد شئنا هذه الدارسة التاريخية سلسة المبنى .. سهلة المعنى ، روائية الأسلوب ، لتكون للصغار قبل الكبار ، …

من التاريخ كانت دراستنا التحليلية هذه ، لعناق السيف والقلم اللذان اجتمعا باجتماع المحمدين ابن عبدالوهاب وابن سعود …

وسيلاحظ القارئ في هذه الدراسة أننا اختصرنا ما أمكن في شرح كنه دعوة الإمام الشيخ ، وسبب ذلك اعتقادنا الجازم أنها دعوة الإسلام الحقة وهي امتداد للإسلام في طهارته الأولى … )

وقد تحدث المؤلف حول محاور عديدة بأسلوبه الأدبي الآسر ، في
- دولة .. لن تموت
- الستون المؤمنون .. أولاً
- ضربة الإيمان .. فلاح
- رجل الإيمان .. الكبير
- زخم الأصالة .. التفوق
- لقاء .. مع الحقيقة
- في الدرب .. إلى الدرب
- في البصرة .. انتصار
- الإمام .. والسياسة
- من العيينة .. إلى الدرعية
- من الدرعية .. المنطلق
- التظاهرة .. الكبرى
- الدعوة .. والانبثاق الفكري
- دولة الدعوة .. ومواطنها
- على الدروب الخيانة
- عوامل التفاعل .. الفكري
- الهدف الأشمل
- الدعوة .. قبل الدولة
- حاربوا الحق وهم يعلمون
- كل شيء .. من البجيري
- الدعوة .. وعلماء الغرب
- ليست الدعوة.. مذهباً
- الوثنية .. الفكرية
- بناء .. مستقبل سعيد
- معلومات عامة
- ثم ملخص للكتاب باللغة الفرنسية

وفي أحد هذه المحاور وهو [حاربوا الحق وهم يعلمون] يقول المؤلف مبيناً بأن الحرب لا يمكن أن تلغي عقيدةً راسخة في القلوب فيسخر من محاولات الخبيث محمد علي باشا الذي دعته السلطنة العثمانية وبدعم من الدولة الفرنسية ومباركة من الدولة الإنكليزية أن يحارب الدعوة بحربِ أهل الجزيرة العربية الأقليم الغير تابع لأي دولة .. حيث يقول:
( ومنهم من صد عن طريق الله .. فقام يحاربها بكل قواه حتى ظن أنه قتلها .. وما قتلها ؛ بل قتلته في أسفار التاريخ التي سجلت له أبشع جريمة بشرية ارتكبها ضد الحق ، وكانت قمة هذه الجريمة في الدرعية عاصمة الإشعاع التي هدمها ودك حضارتها الفكرية ؛ لكنها خرجت من بين الأنقاض في القرن العشرين لتسخر منه .. ومن كل من يحاول الاعتداء على العقيدة الراسخة ليحاربها حرب المجانين ظناً منه أن السلاح يمكن أن يقتل الفكر والعقل ..
لم يستطع المصريون وأسيادهم العثمانيون إيقاف الدعوة وما كان لهم أن يوقفوها)
وسبحان الله فقد نصر الله جنده {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ } بالحرب الفكرية والميدانية {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} فكانت تلك القوة الغاشمة الكبيرة التي فعلت الأفاعيل التي يذهل لها الولدان أن تخرج ممن يدعى إلى الإسلام!! ولكن عادت الدولة مرة أخرى وكانت نداً قوياً .. ومن أُعتقل وذهب به إلى مصر .. كانوا سفراء لنشر الدعوة .. وكانت المناظرات المشهودة والتي بان الحق كما قال الشيخ الأزهري أبو الهدى الصعيدي ( إذا كانت الوهابية كما سمعنا وطالعنا فنحن أيضاً وهابيون ) وكانت المناظرات القوية التي اهتدى بها عدد من كان على ضلالة خاصة من طلبة العلم من الأزهريين .. وكشف القناع عمن حُجبت عنه الدعوة .. ورحل البعض إلى العراق والهند ونشرت الدعوة في تلك الأصقاع .. وكانت في الهند مناظرات شبيهة انتصر فيها السلفيين أهل الحديث .. وأبان الله الحق .. وقوتلت الدولة السعودية الثانية .. حتى قضي عليها .. فما أسرع أن لبت قبائل نجد وأتباع الدعوة للملك عبدالعزيز وعودة دولة الدعوة ..

جزى الله الأستاذ عبدالوهاب فتال .. فكان كتابه قطعةً أدبيةً تاريخيةً تصور تلك الملاحم وصور التضحية في سبيل الدعوة
إلى الكتاب والسنة .. وتصفية معالم الشرك وآثار البدع .. ورحم الله الأئمة والدعاة للمنهج السلفي .. وأعلى درجتهم في عليين .. وكتب الله لهم الرفعة بكثرة ما تكلم عنهم بالكذب والبهتان وما هذا إلا دليلٌ لحب الله لهم ، وما هذا إلا رفعةً لهم وزيادة في حسناتهم ..

56- اسم الكتاب: أثر دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر
المؤلف: الدكتور عبدالحليم عويس
المولد: مصر

الدكتور عبدالحليم عويس مؤلفنا هو المستشـــار بالجامعة الأزهرية –كما قدم في رسالة المؤيد- وأستاذ في التاريخ.

وأما عن كتابه الذي قد طبع مرات عديدة كرسالة مستقلة أو مجموعة مع كتب أخرى .. وقد كتب الله لهذه الرسالة القبول والانتشار ..

ينطلق المؤلف من ثلاث ركائز تاريخية ؛ ألا وهي المؤثر وجانب التأثر والظروف المتشابهة في النواحي العقدية والاجتماعية والفكرية ….
ثم تحدث عن عصر الإصلاح في الجزيرة العربية .. ثم تحدث عن الضعف والخور والتخلف الحضاري والتفكك السياسي قبل الدعوة .. وهي ما سماها الكاتب ( معامل القابلية للاستعمار) .. وتحدث عن تكالب قوى الكفر على البلاد الإسلامية شرقاً وغرباً لأسباب الضعف .. وأبان المؤلف أن التبديل لشرع الله والغشاية على الدين وظهور الشرك ورفع راية الصوفية والولوغ في الشهوات وترويج الشبهات هي من أكبر الأسباب التي أدت إلى (معامل القابلية للاستعمار)

يقول المؤلف في النقطة التي تليها:
(في هذه الظروف ظهر الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الجزيرة العربية ، فكان أول داعية خلال هذا العصر يضع يده على مواطن الداء الحقيقي ، الذي يتمثل في طبيعة ما آل إليه بناء الأمة الداخلي فكرياً وعقدياً ونفسياً .. فبينما كان العالم الإسلامي مستغرقاً في هجعته ومدلجاً في ظلمته على النحو الذي صور "ستودارد" .. إذ بصوت ابن عبدالوهاب يدوي موقظاً للنائمين ، داعياً المسلمين إلى الرجوع إلى سواء السبيل .. فلم تلبث دعوته أن اتقدت واشتعلت واندلعت ألسنتها في كل زاوية من زوايا العالم الإسلامي ، ثم أخذ يحض على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم والعز التليد ، فتبدت تباشير صبح الإصلاح ، ثم بدأت اليقظة الكبرى في عالم الإسلام.
ولم تكن دعوة الإمام محمد بن عبدالوهاب إلا دعوة إلى العودة الصادقة الواعية إلى الحقيقة الإسلامية في مصدريها الثابتين الخالدين: الكتاب والسنة الشريفة ، ودعوة –في الوقت نفسه- إلى التخلص مما خلفته قرون التخلف من شوائب أصابت بناء الإنسان المسلم الداخلي .. فأصبح مسلماً مشركاً ، يقرأ القرآن ويؤمن بالخرافات ، ويصلي لله ويتقرب لعبيده ، إلى غير ذلك من الشوائب التي كانت سبباً في انحطاط المسلمين.

وبالتالي ، وانطلاقاً من نواحي الخلل ، ركز محمد بن عبدالوهاب اهتمامه الإصلاحية على النواحي التالية:

أولاً: تصحيح العقيدة الإسلامية في فكر المسلمين ، وتطهيرها من مظاهر الشرك التي علقت بها………
ثانياً: تصحيح عقيدة المسلمين –أيضاً- في مجالات التوسل والشفاعة والاستغاثة.
ثالثاً: رفض الانحرافات التي أقحمت على الإسلام بتأثير جماعة الصوفية كانت من أقوى أسباب تخلف العالم الإسلامي.
رابعاً: إنكار زيارة القبور والبناء عليها أو اللجوء إلى الموتى –مهما كان قدرهم- في تحقيق أمر .. لأن هذا وثنية تدخل في باب الشرك بالله.أما زيارة القبور دون شد الرحال إلى مقبرة خاصة .. بهدف التذكر والاعتبار والدعاء للميت والترحم عليه فلا شيء فيه.
خامساً: مقاومة الخرافات والبدع بكل أشكالها.
سادساً: فتح باب الاجتهاد –عند توفر وسائله- وعدم التعصب لمذهب معين وضرورة أن يعود المسلمون إلى الاتصال المباشر بالكتاب والسنة.
سابعاً: ضرورة إحياء فريضة الحسبة: أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإحياء فريضة الجهاد التي خمدت في نفوس المسلمين.

تلك هي أبرز الجوانب التي ركز الشيخ ابن عبدالوهاب عليها .. باعتبارها الأصول التي تحيا بحياتها بقية أركان الإسلام وآدابه وفروعه.

وقد حرصنا على ذكرها لتكون الأصل الذي نقارن به اتجاه الحركة الإسلامية الإصلاحية في الجزائر)

ثم تطرق المؤلف بعدها لـ(ـجذور دعوة الإصلاح الإسلامي في الجزائر) إلى قوله:
( .. فإن لنا أن نستنج أن كل مورثات الإسلام الصحيح الذي يطلق عليه –عادة- "الاتجاه السلفي" –والتي كان لها بالتأكيد- وجود كبير في الجزائر منذ دخل جيش التابعين الذي فتحها بقيادة أبي المهاجر دينار (55-62هـ) .
… هذه المورثات النبوية الصحيحة قامت بدور كبير في التمهيد لانتشار دعوة الإصلاح الإسلامي في الجزائر خلال القرن الرابع عشر للهجرة ، والتي كان رائدها الأول في التاريخ الإسلامي الحديث الشيخ محمد بن عبدالوهاب)

ثم ذكر قول لأحد الكتاب الجزائريين عن حقيقة الدعوة السلفية .. ثم يرى الكاتب الجزائري [المهدي البوعبدلي] : (أن السلفية بهذا المعنى ذات امتداد أصيل في الجزائر ، وأنها ما كان لها أن تظهر كحركة مستقلة تبدو وكأنها "مذهب إسلامي" إلا لأن الناس ابتعدوا عن حقيقة الإسلام ، بعد أن ظهرت مختلف المذاهب البدعية التي تنتمي إلى ملل ونحل بعيدة عن الإسلام ، والتي كان من بينها مذهب التصوف …… )

ثم تطرق للدعوة السلفية منذ القرن الرابع إلى الدعوة في الحصر الحاضر ..
وقد ذكر أمثلة عديدة لبعض المشايخ السلفيين الجزائريين ..

ثم عقد بعد هذا رصد [دخول حركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب إلى الجزائر]
وذكر نماذج لمن تأثروا بالدعوة السلفية بنجد ومنهم أبو راس الناصري والسنوسي والشيخ صالح بن مهنا الذي كان قد تخرج من الزيتونة بتونس والأزهر بمصر ، وهو الذي ألف كتابه القيم في الرد على الصوفية [تنبيه المغترين في الرد على إخوان الشياطين] ..

ثم تحدث عن [طريق الجزائر إلى الإسلام الصحيح] منذ اشتعال المقاومة والجهاد ضد الكفرة الفرنسيين وأعوانهم الصوفية ..

ثم [بوادر النهضة الإصلاحية الحديثة بالجزائر] من خلال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين .. ومعلوم ما قام به علماء الجزائر من مقاومة الشرك والبدع والاستعمار ؛ بل كما قال الشيخ البشير الإبراهيمي بأن مقاومته للصوفية آكد من مقاومته للاستعمار لأنهم خدمة الاستعمار .. وذكر المؤلف من هؤلاء العلماء السلفيين صاحب كتاب [منظومة اللمع في إنكار البدع] للشيخ عبدالقادر البجاوي ، والشيخ حمدان الونيس ….. وذكر عدد من أعلام الجزائر …

حتى وصل إلى [مؤسس جمعية العلماء والسلفية] وقد تحدث عن سلفية عبدالحميد بن باديس رحمه الله وجهوده في نشر السنة .. وقد تحدث المؤلف عن المؤسس الآخر للجمعية الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله ..
ثم ذكر [مبادئ السلفية وركائز جمعية العلماء] وأذكر سرداً:
أولاً: إصلاح عقيدة الجزائريين.
ثانياً: مقاومة الصوفية والمبتدعة.
ثالثاً: الرجوع إلى القرآن والسنة.
رابعاً: تحذير الناس من الأحاديث الموضوعة.
خامساً: محاربة الجمود الفكري.
سادساً: رفض التوسل والاستغاثة-طبعاً التوسل المبتدع والاستغاثة الشركية-

ثم بدأ المؤلف يبين جوانب من التأثر وجوانب من التشابه .. ليختم رسالته بقوله تعالى: { ألم تَرَ كيف ضربَ الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون }

جزى الله الدكتور عبدالحليم على ما قدم .. واسأله أن يرفع درجته في عليين .. وأن يرحم أئمة وعلماء ودعاة الدعوة السلفية في كل مكان .. وأن يرفع درجتهم في عليين .. ونخص بالذكر علماء الجزائر ..

57- اسم الكتاب: خصائص التفكير الفقهي عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: الدكتور عبدالوهاب إبراهيم أبو سليمان
المولد:

المؤلف هو الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى.

أما عن بحث المؤلف ، فقرأه في مقدمته تخبرك عن خطة البحث:
( إن أهمية الدعوة السلفية التي نهض بها شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب ، والتي تركت آثاراً فكرية واضحة في كثير من المجتمعات الإسلامية في الوقت الحاضر ، استقطبت الباحثين ووجهت أنظار المفكرين ، فاستقلت بدراسات موسعة وبحوث علمية مختلفة ، والجانب العقدي منها والمتمثل في حياة الشيخ نفسه وإنتاجه العلمي فيها كان له منها النصيب الأوفى ، وهذا عائد إلى طبيعة دعوته والأولوية التي تصدى لها وركز عليها في دعوته ، وهو تصحيح العقيدة الإسلامية لدى المسلمين ، فبسلامتها يسلم للمرء كل شيء ، وبفسادها يضيع كل شيء.

وإذا كان هذا هو الجانب الأهم في دعوته ، فالجانب الثاني المهم هو تصحيح المســار الفقهي التشريعي بين المسلمين ، والجوانب الإصلاحية التي نادى بها في هذا المجال ، وخصائص تفكيره تجاه مسائله ، وهذا لم يتجه إليه أكثر الباحثين ، وهذه الدراسة تهتم بصورة خاصة بالخصائص الفكرية في اتجاهه الفقهي للتعرف على طبيعة دعوته واتجاهاته.

وهذه بمثابة مقدمة من شأنها أن تجلي حقيقة هذه الدعوة في المجال الفقهي والتشريعي.
ويركز البحث هنا على:
أولاً: الحالة الفقهية في العالم الإسلامي بعامة ونجد بخاصة.
ثانياً: الروافد الفكرية في تكوين الشخصية العلمية في الشيخ محمد بن عبدالوهاب.
ثالثاً: الخصائص والمميزات الفقهية عند الشيخ محمد بن عبدالوهاب.

ويعتمد البحث في هذا الجانب منه على فحص وبحث التراث العلمي الذي ورثنا عنه بطريقة استقرائية واستنتاجيه في نفس الوقت ، مهتماً بالخصائص والموضوعات الرئيسية دون الوقوف لدى المسائل الجزئية إلا بالقدر الذي توضح فيه الفكرة الأساسية)

وقد توصل الباحث في نهاية بحثه .. وبعد قراءة في عدد من مؤلفاته الفقهية والأصولية .. إلى أن الإمام حنبلي المذهب ولكنه بعيد عن الجمود .. ويرى أهمية اتباع العلماء في إجماعهم ، فإذا اختلفوا فالمرجع والمرجح هو الكتاب والسنة مع مرونة فقهية في تطبيق أحكامها ، فالأحكام على العفو والإباحة ما لم يرد دليل صريح بالتحريم ، ولا اعتراض على المخالف في مسائل الاجتهاد.

وأخيراً ختم الدكتور بقوله:
( إن هذه النوعية من الفقه والفقهاء هي ضالة العصر المنشودة ، وهي أيضاً المثل الوسط الذي لا يجمد على القديم لدرجة العبادة والتقديس ، ولا يتمرد عليه لحد الإنكار والجمود.

إن الأمة الإسلامية لو اهتدت إلى إيجاد جيل من الفقهاء يحمل هذه الخصائص والصفات ، فإنها ستعيد للفقه الإسلامي إشراقه وحيويته ودوره في حياتنا الحاضرة ، ولم يعدم الإسلام عبر قرونه تقديم نماذج متجددة من هذه الأمثلة لإبقائه حياً متجدداً ، مهما تقادم الزمن ، والله يقضي بالحق وهو الهادي إلى سواء السبيل)

جزى الله الدكتور خير الجزاء .

58- اسم الكتاب: الرسائل الشخصية للشيخ محمد بن عبدالوهاب
المؤلف: الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين
المولد: القصيم – عنيزة

المؤلف هو المؤرخ المعروف ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة الملك سعود ، والمتخصص في تأريخ الجزيرة العربية .. وله مؤلفات عديدة وبحوث مفيدة ، وهو من المقررين في لجنة التحكيم لجائزة الملك فيصل العالمية في الفنون المختلفة والتي عُرفت بقوتها وحياديتها والمقررين المستقلين الذين يحكمون في البحوث وفي خدمة الفنون المختلفة .. فله كتاب سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب ، وتاريخ المملكة العربية السعودية … وغيرها من المؤلفات ..

أما بحثنا هذا فيقول المؤلف في مقدمته:
( دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بعيدة الأثر في مسيرة التاريخ الإسلامي الحديث.
ومن هنا كان الاهتمام الكبير بكل ما يتعلق بصاحبها ، وكثرت الكتابات عن حياته ودعوته وما ترتب عليها من نتائج ؛ بل إن نجاح هذه الدعوة أسهم في حفز همم بعض الكتاب إلى التعمق في دراسة شخصيات علمية سبقته زمنياً ، ونادت بمثل أو بعض ما نادى به.

والكتابات التي ظهرت عن الشيخ محمد مختلفة من حيث العمق والسطحية ومن حيث الإنصاف والتحيز ، ومن حيث الجدة وعدمها ، والمؤمل أن تكون من نتائج هذا الأسبوع دراسات تجمع بين العمق والحياد والابتكار ، وألا نجد الكثير منا في نهاية الأمر يردد مع الشاعر العربي القديم قوله:
ما أرنا نقول إلا معارا *** أو معادا من قولنا مكرورا

لقد كتب الكثير عن حياة الشيخ محمد شاباً متعطشاً للعلم أينما وجده ، وصاحب دعوة مصمماً على بذل كل ما يكفل نجاحها ، وزعيماً مساهماً مساهمة كبيرة في توجيه أمور دولة فتية ، كما كتب الكثير عن أصول دعوته وتأثيرها في مجتمعة وفي مجتمعات إسلامية أخرى)

ثم وضح هدف بحثه فقال: ( .. محاولة لإيضاح ما تحتوي عليه رسائل الشيخ الشخصية من أهمية ، خاصة فيما يتعلق بشخصيته والظروف المحيطة بدعوته)

وقد كانت محاور البحث حول النقاط التالية:
- الرسائل من حيث الصحة
- أسلوب الرسائل
- الرسائل والظروف المحيطة بالدعوة
- الحالة الدينية في نجد عند ظهور دعوة الشيخ
- حالة البادية
- بدء الدعوة في نجد
- أسلوب الدعوة
- المعارضة النجدية
- علماء الأحساء والدعوة
- الأشراف والدعوة

فجزى الله الدكتور المؤرخ خير الجزاء .. ولنا وقفة أخرى مع كتابه عن إمام الدعوة ..

 

أعدها أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة
 

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية