اطبع هذه الصفحة


ما قيل في الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

 
* قال الأستاذ أمين سعيد:
« أما بعد، فسيرة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي من أحفل السير بالعظات، وأغناها بالفضائل، وأحقها بالبحث والفحص، والتفسير والتعليل، في سيرة مصلح من كرام المصلحين، ومجاهد من كبار المجاهدين، وعالم من خيرة العلماء، أنار الله بصيرته، وهداه سبله، وألهمه التقوى فدعا أمته للرجوع إلى الله، والعمل بكتابه، وسنة رسوله، ونبذ الشرك وعبادة القبور، فانقادت إليه واقتدت به، واستجابت لـه، فأخرجها الله به من الظلمات إلى النور فنجت وفازت، وجنت أطيب الثمار، وسمت إلى مرتبة الأخيار »(1) .

قال: « وحققت الدعوة لنجد آمالها، وقد بدأت في محيطها، أول ما بدأت فأنشأت لها مجتمعاً إسلامياً سليما، يؤمن بالتوحيد ويعظم شأنه ويسير على هداه، ولا يدعو مع الله أحداً ولا يزال هذا حاله، لم يتبدل ولم يتغير منذ عهد الشيخ حتى يومنا هذا، فهو يصدع بالحق ويؤمن به »(2) .
وقال: « وسيجد دارس هذه الدعوة دراسة علم وتدبر، ورغبة صادقة في الوقوف على حقيقتها وبلوغ أعماقها، والإحاطة بتطورها وتحولها أن الإخلاص الكامل والرغبة الصادقة في تطهير الدين من البدع والخرافات والعودة إلى الإسلام الصحيح، والأخذ بمذهب الإمام أحمد مذهب السلف الصالح هو الحافز الحقيقي الذي حفز صاحبها إلى دعوتها والمناداة بها »(3) .

إلى أن قال: « الشيخ لم يبتدع بدعة، ولم يحدث حدثاً، ولم يأت بجديد من عنده وإنما هو رأي ارتآه، يمكن أن يلخص بهذه الجملة (الرجوع إلى الله والعمل بما جاء في كتاب الله والاقتداء بالرسول والسير على سننه) »(4) .

وقال في موضع آخر: « فإن المنصفين من علماء الشرق والغرب، ولا سيما أولئك الذين جاءوا في الأزمنة المتأخرة، وفوها حقها من التعظيم والتبجيل، بعد أن درسوها حق دراستها وغاصوا إلى أعماقها، وأحاطوا بما أنتجته من نتائج عظيمة وما أثمرته من ثمار طيبة للإسلام والعروبة، ولم يكتف بعضهم بجُملٍ عابرة. بل حبّر في وصفها الفصول الطوال ويمكن القول بدون تردد أن تقدير الناس لها، وإعجابهم بسمو مقاصدها، يزداد كلما ازدادوا دراسة لها، وإحاطة بسيرة مؤسسها باعتبارها أعظم حركة إصلاح ديني واجتماعي ظهرت في الشرق العربي بالعصور المتأخرة.
وهنالك حقيقة أخرى، نرى أن نسجلها في هذه المناسبة وهي أن معظم العلماء الغربيين الذين كتبوا عنها بالغوا كثيراً في تعظيمها وأسهبوا وأطالوا في وصف نتائجها، لا فرق في ذلك بين العلماء الانكليز والألمان والأمريكان من الباحثين في شؤون الشرق والإسلام فقد اتفقوا في وصفها بأنها حركة البعث الإسلامي وطليعة هذه النهضة الكبرى، التي تنير آفاق الشرق العربي والإسلامي »(5) .

* قال الشيخ فوزان السابق:
« فقد شمَّر الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى عن ساعد جده واجتهاده، وأعلن بالنصح لله ولكتابه ورسوله وسائر عباده، وصبر على ما ناله من أعباء تلك الرتبة والدعوة وما قصد به من أنواع المحنة والجفوة. وقرر رحمه الله تعالى أن حقيقة دين الإسلام وزبدة ما جاءت به الرسل الكرام : هو إفراد الله تعالى بالعبادة وإسلام الوجه له بالعمل والإرادة، وترك التعلق على الأولياء من دونه والأنداد، والبراءة من عباده من سواه من سائر المخلوقات والعباد ، وهذا معنى كلمة الإخلاص والتوحيد، وهو الحكمة المقصودة بخلق الكائنات والعبيد، وقرر رحمه الله تعالى : أن مجرد الإتيان بلفظ الشهادتين مع مخالفة ما دلتا عليه من الأصول المقررة ومع الشرك الأكبر في العبادة لا يدخل المكلف في الإسلام، إذ المقصود من الشهادتين : حقيقة الأعمال التي لا يقوم الإيمان بدونها، كمحبة الله وحده والخضوع له والإنابة إليه والتوكل عليه وإفراده بالاستعانة والاستغاثة فيما لا يقدر عليه سواه وعدم الإشراك به فيما يستحقه من العبادات : كالدعاء والذبح والنذر والتقوى والخشية ونحو ذلك من الطاعات. واستدل لذلك بنصوص قاطعة وبراهين ساطعة، وحكى الإجماع على ذلك عن الأئمة الفضلاء والسادة النبلاء من سائر أهل الفقه والفتوى. وذكر عبارة من حكي الإجماع من أهل المذاهب الأربعة وغيرهم، وألف في ذلك التآليف وقرر الحجة وصنف التصانيف. وقد عارضه من الغلاة المارقين ومن الدعاة إلى عبادة الأولياء والصالحين أناس من أهل وقته، فباءوا بغضب الله ومقته، وأظهره الله بعد الامتحان وحقت كلمة ربك على أهل العناد والطغيان. وهذه سنة الله التي قد خلت من قبل، وحكمته التي يظهر بها ميزان الفضل والعدل، وقد جمع أعداؤه شبهات في رد ما أبداه وجحد ما قرره أملاه، واستعانوا بملئهم من العجم والعرب، ونسبوه إلى ما يستحي من ذكره أهل العقل والأدب فضلا عن ذوي العلوم والرتب وزعموا أنه خارجي مخالف للسنة والجماعة: كمقالة أسلافهم لرسول الله : إنه صابئ صاحب إفك وصناعة »(6) .

* قال الشيخ محمد أبوزهرة:
« لقد اتسمت العصور التي جمد فيها العقل بتقديس آراء الأئمة المجتهدين كما أشرنا، وكان من مظاهر ذلك: تقديس الصالحين في حياتهم وبعد مماتهم، وزيارة أضرحتهم والطواف حولها بما يشبه الطواف حول بيت الله الحرام، وكان من أثر ذلك أن قامت طائفة تحارب هذا وتشدد في محاربته متبعة في ذلك آراء ابن تيمية، وقد أخرجتها من مرقدها، بعد أن طمرتها السنون»(7) ، ثم قال:
« ظهرت الوهابية في الصحراء العربية، نتيجة للإفراط في تقديس الأشخاص والتبرك بهم وطلب القربى من الله بزيارتهم ونتيجة لكثرة البدع التي ليست من الدين، وقد سادت هذه البدع في المواسم الدينية والأعمال الدنيوية.
فجاءت الوهابية لمقاومة كل هذا وأحيت مذهب ابن تيمية »(8) .

* قال الأستاذ فؤاد حمزة في كتابه: « قلب جزيرة العرب »:
« وقد أطلق على أهل نجد خطأ في القرن الماضي اسم الوهابيين ونسب إليهم أنهم أهل مذهب جديد في الإسلام. إلا أن الحقيقة الآن أصبحت معروفة للناس - فأهل نجد سلفيون يقلدون في المسائل الاجتهادية الإمام أحمد بن حنبل، وقد كانت دعوة الشيخ (محمد بن عبدالوهاب) في القرن الماضي دعوة إصلاحية خالصة لوجه الله، سداها ولحمتها الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الصحيح، وترك البدع وهدم معالم الشرك والخرافات والأوهام، وأما نسبة المذهب الجديد إليهم، فقد حدث بسبب اختلاط الدعاية التي بثت ضدهم بعناصر سياسية بقصد تنفير الناس منهم، وعدهم خارجين على الإسلام. إلا أنهم مسلمون سنيون، موحدون سلفيو العقيدة خالصوا الإيمان »(9) .

* قال الأستاذ عبد الله الطنطاوي في مقال بعنوان: « الإمام محمد بن عبد الوهاب (مجدد القرن الثاني عشر) » :
« جاء في سنن أبي داود – رحمه الله تعالى – وفي غيرها من كتب الحديث الشريف ، قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة ، من يجدد لها دينها).

ونحسب أن الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب الإمام الرباني الأواب ، هو مجدد دين هذه الأمة في القرن الثاني عشر الهجري ، عندما نهض بدعوته ، وأحيا سنة نبيه ، وأبطل ما علق بهذا الدين العظيم من شوائب ليست منه بل هي دخيلة عليه وعلى حنيفيته ، وهي من عقائد الجاهلية الفاسدة التي لم يأل الرسول القائد جهداً في القضاء عليها ، ولكن الجهلة ومن كان في مصالحه حاجة إليها وفي نفسه حنين إلى تلك العادات والعقائد والتقاليد والانحرافات أعادوها جذعة مع الأيام فكانت أقوى من عزمات بعض المصلحين الذين تصدوا للقضاء عليها ففشلوا لأسباب موضوعية فتراكمت مع الأيام ، إلى أن جاء هذا الإمام المجدد فقضى عليها من جديد ، أو كاد »(10) .

_________________________________________
(1) هذا هو كتاب سيرة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب (7).
(2) المصدر السابق (8، 9).
(3) المصدر السابق (13).
(4) المصدر السابق (13، 14).
(5) هذا هو كتاب سيرة الإمام محمد بن عبدالوهاب (191).
(6) كتاب البيان والإشهار ( 49-51)
(7) المذاهب الإسلامية (211، 212).
(8) المذاهب الإسلامية (211، 212).
(9) قلب جزيرة العرب لفؤاد حمزة (104، 105).
(10) مجلة المنار ، العدد 70 ، جمادى الأولى 1424هـ.
 

دعاوى المناوئين

  • ترجمة الشيخ
  • حقيقة دعوته
  • ما قيل في الشيخ
  • أثر دعوته
  • كتب ورسائل
  • مؤلفات في دعوته
  • مقالات ورسائل
  • شبهات حول دعوته
  • صوتيات
  • english
  • الرئيسية