اطبع هذه الصفحة


معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(اللطيف)

د. باسم عامر


بسم الله الرحمن الرحيم
 


- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الملك: ١٤.
وقال تعالى: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ الشورى: ١٩.

- المعنى:

اسم الله اللطيف له معنيان:
الأول: اللطيف بمعنى الرفيق، الذي يوصل إلى العبد ما يحب في رفقٍ من حيث لا يعلم، وييسر له أسباب المعيشة من حيث لا يحتسب، فهو الذي يسوق الخير إلى عباده، ويعصمهم من الشر، بطرقٍ خفيةٍ لا يشعرون بها.
الثاني: اللطيف أي: الذي يعلم دقائق الأمور وخفاياها، وما في الضمائر والصدور، فهو الخبير الذي أحاط علمه بالأسرار والبواطن والخبايا والخفايا، ومكنونات الصدور ومغيبات الأمور، وما لَطُفَ ودقَّ من كل شيء.
قال السعدي: "الذي لَطُفَ علمه حتى أدرك الخفايا والخبايا، وما احتوت عليه الصدور، وما في الأراضي من خفايا البذور". (تفسير أسماء الله الحسنى)
يقول الغزالي في شرحه اسم اللطيف جامعاً بين المعنيين: "إنما يستحق هذا الاسم من يعلم دقائق المصالح وغوامضها، وما دقّ منها وما لَطُفَ، ثم يسلك في إيصالها إلى المستحق سبيل الرفق دون العنف، فإذا اجتمع الرفق في الفعل، واللطف في العلم، تمَّ معنى اللطف". (المقصد الأسنى)
ومثله ابن القيم يقول: "واسمه اللطيف يتضمن: علمه بالأشياء الدقيقة، وإيصاله الرحمة بالطرق الخفية". (شفاء العليل)

- مقتضى اسم الله اللطيف وأثره:

إذا عرف المسلم ربه باسمه اللطيف الذي يعلم دقائق الأمور وخفاياها وجب عليه مراقبة أقواله وأفعاله، في سره وعلانيته، لأن الله تعالى يعلم تفاصيل كل ذلك، محيط بها، قال تعالى: ﴿ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ الملك: ١٤.
واسم الله اللطيف يقتضي كذلك تعلّق العبد بالله تعالى، فهو اللطيف الرفيق الذي يريد بعباده الخير والتخفيف والتيسير، وهو الذي يوصل إليهم حاجاتهم برفق ورحمة، ومن حيث لا يحتسبون.


 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية