اطبع هذه الصفحة


معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(المحيط)

د. باسم عامر


بسم الله الرحمن الرحيم
 


- الدليل:
قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ البقرة: ١٩.
وقال تعالى: ﴿ وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطًا ﴾ النساء: ١٢٦.
وقال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَاءِ رَبِّهِمْ ۗ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ ﴾ فصلت: ٥٤.

- المعنى:

المحيط: هو الذي أحاط بجميع خلقه قُدرةً وعلماً وقهراً، فلا يغيب عن الله تعالى شيء، ولا يهرب من إحاطته أحد، فجميع الخلق محاطون بقدرته وعلمه وقهره، ولا يتخلّف عن إحاطته أحد مهما كان ومهما بلغ.
قال الزجّاجي: "فالله عزَّ وجلَّ محيطٌ بالأشياء كلها؛ لأنها تحت قدرته، لا يمكن شيئاً منها الخروج عن إرادته فيه، ولا يمتنع عليه منها شيء، وقد قال الله تعالى عز وجل: ﴿ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ﴾ الطلاق: ١٢، أي: علم كل شيء على حقيقته، بجميع صفاته فلم يخرج شيء منها عن علمه. وقد قال الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ ﴾ البقرة: ١٩، قال المفسرون: تأويله: مهلك الكافرين، وحقيقته أنهم لا يعجزونه ولا يفوتونه فهو محيط بهم". (اشتقاق أسماء الله الحسنى)

- مقتضى اسم الله المحيط وأثره:

اسم الله المحيط يُثمِر في قلب العبد تعظيم الله تعالى ومعرفة كمال صفاته، وأنه سبحانه لا يغيب عنه شيء في الكون، وأنه مهما تآمر الكافرون وأعداء الدين وخطّطوا ودبّروا فإن الله تعالى محيطٌ بهم، قادرٌ على إحباط مكايدهم وصدّ شرورهم، فمتى ما تأمَّل العبد معاني هذا الاسم ودلالاته أورثه إيماناً بالله تعالى ويقيناً به وثقةً بوعده.
كما أن هذا الاسم يغرس في قلب المسلم مراقبة الله تعالى في السر والعلن، فإحاطة الله تعالى بكل شيء علماً واطلاعاً تستوجب من العبد عدم مخالفة أوامر الله تعالى أو الوقوع في معاصيه، وتحثه على إحسان العمل وإتقانه.

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية