أخي في الله /…………………..........…حفظه الله
يقول الشاعر :
يا أيها السني خذ بوصيتي ---------واخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصـية مشفق متودد---------واسمع بفهم حاضر يقضان
يـا أيها الرجـل المـريد نجاته---------اقرأ مقالة ناصح معوان
تأمل كلماتي ببصرك..وأرهف لها سمعك..وتدبرها بفؤادك مستشعراً أن كاتب هذه
الرسالة حريص عليك كما يحرص على نفسه متمثلاً بقوله صلى الله عليه وسلم ((
والله لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما
يحب لنفسه)).
أخي العزيز/
كم هي الحياة جميلة حينما تعرف لماذا وجدنا في هذه الحياة ؟
وكم تزداد جمالاً حينما لا يكون عندك فراغاً لكثرة أشغالك الطيبة الذكر لأنك
عرفت هدفك من الحياة ..فكثير من الكفار لا يعرفون لماذا خلقوا !! فيظنون أن
الموت هو آخر المطاف فينتحروا ليموتوا ، ولكن الله يرد عليهم سؤالهم بقوله
((أفحسبتم أنما خلقتم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون))
فهنيئاً لكل من صلى وصام وعرف حق الله تعالى عليه هنيئاً له الجنة ..
والسؤال : كيف يصل الإنسان إلى الجنة؟
اسأل نفسك ..حاول أن تجيب ؟ نعم لابد من دليل لك .. نعم هم أولئك النفر الذين
يدلونك على الجنة ..طريق الجنة وطريق الهداية..هم أولئك النفر الذين يحبون
رضوان الله ..هم أولئك الذين قد تراهم في فصلك أو في إحدى جمعيات
المدرسة..وقد تراهم في الصف الأول في مسجدك ..
ولعلي إلى هنا أقف واترك العلماء والدعاة ليتحدثوا معك..حديث القلب إلى القلب
فاسمع لهم فإني لك ناصح أمين يقول :
عمر بن الخطاب : لولا إخوة يتخيرون أطايب الكلام كما يتخيرون أطايب الثمر لما
أحببت البقاء في الدنيا.
ويقول الشافعي : لولا صحبة الأخبار و مناجاة الحق تعالى بالأسحار ما أحببت
البقاء في هذه الدار
وقال آخر:من أراد أن يعطي الدرجة القصوى يوم القيامة فليصاحب في الله.
وقال علي بن الخواص: من أراد أن يكمل إيمانه وأن يحسن ظنه فليصاحب الأخيار.
وقال عبدالله بن طاووس: قال لي أبي : يا بني ، صاحب العقلاء تنسب إليهم وإن
لم تكن منهم ولا تصاحب الجهال ، فتنسب إليهم وإن لم تكن منهم واعلم أن لكل
شيء غاية وغاية المرء حسن عقله.
وقيل لأبي بن كعب : عظني فقال آخي الإخوان على قدر تقواهم .
وقال الشاعر :
فاسلك طريق المتقين---------وظـن حسناً بالـكريم
واذكر وقوفك خائفاً ---------والناس في أمر عظيـم
إما إلى دار الشقا--------- وة أو إلى الـعـز المقيـم
فاغتنم حياتك واجتهد---------وتب إلى الرب الرحيم
ما رأيك بتلك المقولات ؟ هل تتوقع أن هؤلاء يقولوا خطأ ؟
ربما تكون متردداً ..وتريد أن تستقيم مع الطيبين الأخيار لكنك تخجل ووالله إن
هذا الخجل مركب يحتوي على وسوسة الشيطان والهوى والنفس وشيطان الأنس كل هؤلاء
يريدونك أن تبتعد عن الصالحين .. فكم شخص أغرقوه في بحر العصيان ورموه في
ظلمات النيران وأعرف قصصاً كثيرة عن هؤلاء ..ولكن مع ذلك كن أقوى منهم واعزم
بنية جديدة ولا تتردد ..وارفع السماعة الآن واتصل على أحد أقاربك مع الشباب
الصالحين أو زملائك الطيبين الذين تعرفهم جيداً في مدرستك أو عملك وقل له بكل
ثقة أنني عازم على تغيير حالي إلى الأحسن والذهاب معه إلى حلقته والجلوس مع
الصالحين ..وأذكرك أن لا تتردد ..
أخي الحبيب / لا
تدع الفرصة تفوتك .واسمع إلى الشاعر وهو يخرج الكلمات من أعماق
قلبه لنا:
يا معشر العاصين جود واسع ----------
عند الإله لمن يتوب ويندما
يا أيها العبد المسيء إلى متى؟----------
تفني زمانك في عسى ولربما
بادر إلى مولاك يا من عمره ----------
قد ضاع في عصيانه وتصرما
وأسأله توفيقاً وعفواً ثم قل: ---------- يا
رب بصرني وزل عني العما
عجل يا أخي عجل ولا تجعل الشيطان عليك سبيلاً ..هيا بسرعة تذكر صاحبك الصالح
واتصل عليه في الحال وكلمه بكل ثقة ..لا تسوف بسرعة.. فلعلي أراك يوماً مع ركب
الصالحين تدافع وتنافح وسيفاً سالطاً على أعداء الله عابداً لله زاهداً في
الله داعياً إلى الله عالماً بالله متوكلاً على الله.
شكر الله لك يوم أن تواضعت فقرأت رسالتي ..ولعل عيني تتكحل برؤيتك في ركب
الصالحين مسلمين على بعضنا.
أخوك المحب /
أبو خالد النجدي
المصدر