بسم الله الرحمن الرحيم

وصية للمجاهدين في سبيل الله
في أفغانستان وفي فلسطين وفي الشيشان وفي كشمير وفي كل مكان


الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على الرسول رب العالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين إلى يوم الدين أما بعد : فنهنيكم بالجهاد والنصر والتأييد وانهزام الكفار

وياخواننا المجاهدين نوصيكم وأنفسنا بتقوى الله رب العالمين كما أوصانا ربنا في محكم التنزيل فقال –وهو العليم الحكيم –( ولقد وصينا الذين آتو الكتاب من قبلكم وإياكم أن أتقو الله ...) الآية , وهي وصية نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم- لأمتة حيث قالأوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) وتقوى الله حقيقتها فعل طاعة الله وترك معاصيه , فعليكم أن تطهروا الجيوش من البدع حتى تنصروا , كان سلفنا الصالح _ رضي الله عنهم يبتعدون عن المعاصي والمخالفات لدين الله خصوصاً عند مقابلة العدو كما جرى يوم حرب المسلمين للفرس حينما حال بين المسلمين وبين العدو نهر دجلة وأبطأ عليهم الحصار جاء سلمان الفارسي - رضي الله عنه- إلى الجيش سعد ابن أبى وقاص –رضي الله عنه _ فقال أيها الأمير اصلحك الله كما ترى قد حال دوننا ودون الكفار هذا النهر وأنا اعرف حيل الفرس وأنت قد دعا لك الرسول _صلى الله علية وسلم – بأن تكون مجاب الدعوة فادع الله أن يجعل لنا طريقاً كما جعل لموسى ابن عمران –علية السلام – طريقاً في البحر يبساً فقال: سعد يا سلمان أنى استحي من الله أن ادعوه وفي قومي من هو متلبس بمعصية الله فدر على الجيش بعد العشاء فانظر هل فيهم بدعة أو معصية وأخبرني فلما مشى سلمان على جنود الله فإذا هم بين راكع أو ساجد أو تال للقرآن أو رجل يصلح نبله فقال إذاً ننصر بإذن الله فقام سعد في ليلته ومد يده إلى السماء وقال : اللهم إنا جئنا نجاهد في سبيلك وأن هولاء عبدة النار تحصنوا وراء هذا النهر ولا طاقة لنا بالوصول إليهم إلا بمعونتك ‘ اللهم اجعل لنا طريقا إليهم من فوق النهر – وكان نهراً عظيماً- يقذف الخشب ثم أصدر أمره على المسلمين ويعبون أسلحتهم في ليلتهم ثم لما صلوا الفجر قال : امشوا يا جنود الله، قالوا إلى أين – رحمك الله – والنهر أمامنا لا تستطيع العبور من فوقه، قال : امشوا سيجعل الله لكم فرجا ومخرجاً، فلما مشوا ووصلوا إلى النهر فإذا هو قد تجمد وصار كالأرض الصحراء فعبروا من فوقه فلما رآهم الفرس اقبلوا عليهم جعلوا يقولون: دبلوها دبلوها : أي مجانين يمشون فوق الماء فأخذوهم بين قتيل وجريح، فنصر الله المسلمين عليهم.

وقصة أخرى : يوم غزوة اليرموك في خلافة عمر بن خطاب - رضي الله عنه- حين قرب المسلمون من الروم كتب قائد الجيش لأمير المؤمنين عمر بن خطاب – رضي الله عنه -: أنا قد أقبلنا على قوم مثل الرمال فأمدنا بقوة وأمدنا برجال- وذلك أن الجيوش الإسلامية إلا نحو ستة من ستة ألف مقاتل والروم – أي النصارى ومن معهم ومن معهم من اليهود و الفرس – معهم قوة عظيمة تبلغ أكثر من أربعمائة ألف فلما وصل كتاب القائد إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أخذ الكتاب فكتب في قفاه: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله عمر بن الخطاب إلى أمير الجيش فلان بن فلان أما بعد فاعلم أنكم لا تقاتلون عدوكم بكثرتكم ولا بقوتكم نحن نعلم أنهم أكثر منكم عددا وأقوى عدة وإنما تقاتلونهم بأعمالكم الصالحة فإن أصلحتموها نجحتم وإن أفسدتموها خسرتم وإن اعظم سلاح لعدوكم عليكم هو ذنوبكم فاحترسوا من ذنوبكم كما تحترسون من عدوكم وإنا قد أمددنا بأربعة فوارس ومئة راكب فلما وصل البريد إلى القائد وقرأه في المعركة قيله بفمه قم وضعه في جيبه ثم رتب الجيش في اليوم الثاني بخطه عسكرية من خديعة الحرب فجعل الصفوف التي في المقدمة على المؤخرة والتي على المؤخرة جعلها على المقدمة والصفوف التي على الميسرة على الميمنة والتي على الميمينة على الميسرة ثم أعطاهم الأمير التعليمات وقال : لهم هللوا ثم كبروا ثم اعملوا الغارة على عدوكم ففعلوا، فقال النصارى : هذا مدد جائهم ليسوا المقاتلة بالأمس هذه وجوه غير الوجوه التي رأينا بالأمس فانهزموا وأخذهم المسلمون ما بين قتيل وجريح وأسير هذا من نصر الله لأهل الإسلام ثم لما ذهب بعض الذين فروا من المعركة ووصلوا إلى هرقل عظيم الروم – وكان هرقل قد خرج من سوريا وتحصن بحمص – فقال ما الذي هزمكم أمام هذه الشرذمة من العرب ألستم رجالاً وهم رجال ؟ قالوا : بلى قال : ألستم أقوى منهم عدة وأكثر عدداً ؟ قالوا : بلى قال : فما الذي هزمكم أمامهم ؟ قالوا : نعم نخبرك بالذي هزمنا أمامهم : كنا إذا أقبلنا على الضرب بالناقوس والركوع للصليب أقبلت تلك الشرذمة من العرب على الأذان والتكبير والتهليل فأفزعونا بذلك ومنحناهم أكتافنا يقتلون ويأسرون ، قال : أما والله لقد صدقتموني .

وهكذا حتى أهل الكفر يعرفون أن المسلمين إذا تمسكوا بدينهم وأطاعوا ربهم وأطاعوا نبيهم محمداً صلى الله عليه وسلم فإنهم لن يغلبوا ، وهذا موجود عندهم في كتبهم ولهذا يريدون أن يصدوا المسلمين عن دينهم ويقطعوا صلتهم بربهم كما قال تعالى ( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواءً . . . ) الآية وقال تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم . . . ) الآية لأنهم لما أعرضوا عن دين الله وتكبرونا عن الحق لم يوفقوا كما قال تعالى : ( فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين ) وقال تعالى : ( إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ) وقال تعالى : ( إن الذين لا يؤمنون بآيات الله لا يهديهم الله ولهم عذاب أليم ) والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا وقد نصر الله المؤمنين في مواطن كثيرة – سجلها التاريخ – حيث صدقوا مع الله كما قال تعالى : ( ولو صدقوا لكان خيراً لهم . . . ) الآية ولهذا يذكر الله نبيه والمسلمين معه بنصره لهم في أوقات كثيرة كما قال تعالى : ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنوداً لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين ) وقبلها قصة غزوة بدر قال الله فيها : ( ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون ) وكذلك ما جرى يوم حرب التتار المغول لما أبادوا الدولة العباسية لما كثر فيها الطغيان والفساد سلط الله عليهم التتار فساموهم سوء العذاب فأهلكوا أهل العراق ثم ذهبوا إلى الشام فذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى السلطان في مصر فقال له : إلى متى هذا الجلوس ، إن التتار إذا خلصوا من الشام سيأتون إليك في مصر فيقتلونكم كما فعلوا بالدولة العباسية . قال : كيف نصنع ؟ قال : نذهب جميعا إلى العدو وسيجعل الله لنا فرجا ومخرجا إذا صدقنا مع الله فلما وصلوا إلى الشام قال: السلطان كيف نعمل يا ابن تيمية والقتل مستمر بالمسلمين ؟ قال : له الشيخ إعزل أهل البدع عن أهل السنة قال كيف أعزلهم قال : أعطيك رؤسائهم وتبلغهم يتأخرون إلى وقت أخر فعزلوهم فلم يبقى إلا الثلث من الجيش فقال : كيف نقاتلهم ولم يبقى معنا إلى الثلث فقال : الشيخ إذا والله تنصرون قال له : قل إنشاء الله قال أقولها تحقيقاً لا تعليقاً فدخلوا المعركة وهللوا وكبروا فعند ذلك أنهزم التتار وولوا مدبرين فنصر الله المسلمين لما طهروا الجيش من المبتدعة والعصاة .

فالله الله يا أخواني عليكم بالتمسك بدينكم وأخلصوا لنيتكم أنكم تريدون إعلاء كلمة الله ونصر الحق وقمع أهل الباطن لأنهم يقاتلون في سبيل الطاغوت وانتم تقاتلون في سبيل الله قال تعالى ( الذين أمنوا يقاتلون في سبيل الله فالذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) وقال تعالى : ( قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون )
واعلموا يا إخواني أن دعائم النصر خمسة – بإذن الله –
الأول الثبات وعدم الخوف والخور عند لقاء العدو لأنكم على الحق وهم على الباطل .
الثاني الإكثار من ذكر الله .
الثالث الالتزام بطاعة الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم –
الرابع عدم التنازع المؤدي إلى الفشل والاختلاف وشق عصا الطاعة
الخامس الصبر عند لقاء العدو ، وقد جمع الله ذلك كله في آية عظيمة في سورة الأنفال بقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون ) . وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ) فإذا حصلت هذه الأمور من الجيش المسلم المجاهد في سبيل الله فلن يغلبوا بإذن الله . وهناك أمور خمسة يجب الاعتناء بها والتمسك بها عند المقاتلين ذكرها الله بقوله – في أول سورة الأنفال : ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون . الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون . أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ( فإذا ثبتوا على هذه الأمور الخمسة فلن يغلبوا بإذن الله وإنما جاءت بعض الهزائم على المسلمين إذا أخلوا بهذه الأمور أو بعضها أراهم الله آياته ثم نصرهم بعده .

نسأل الله أن يثبتنا والمجاهدين على دينه وأن يمدهم بعونه وتوفيقه وأن يعيذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يعيذهم من الغرور فإن الغرور خطير ، فكم من جمع كثير هزم بسبب معصية أو غرور وكم من فئة قليلة نصرت بسبب تمسكها بالكتاب المسطور

فقد ساءنا ما قاله أخونا المجاهد أسامة بن محمد ابن لادن حيث نشر عنه في الإنترنت في الأيام الماضية قوله ( والله الذي لا إله إلا هو أن لن يستقر لأمريكا قرار حتى تجلي اليهود من فلسطين ) فلو قلت يا أي : ( إن شاء الله ) ولم تحلف لكان أحسن وأنسب . فينبغي للمسلم التواضع وعدم التألي على الله وأن يسأل الله النصر والإعانة على الأعداء لأن الله يقول : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) وقال تعالى : ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذين ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) مع العلم أنه يجب على المسلمين المجاهدين دعوة الكفار إلى الله إلى الإسلام قبل القتال إلا إذا اعتدوا على المسلمين فيقاتلون كما قال تعالى : ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين ) فيجب على المسلمين أن يستصحبوا النية الصالحة حتى ولو اعتدى الكفار فيقاتلونهم لدفع شرهم عن المسلمين ونصر دين رب العالمين نسأل الله أن ينصر دينه ويعلى كلمته وأن يكلل جهود المجاهدين في سبيله بالنجاح وأعمالهم بالإخلاص وأن ينصر الإسلام وأهله ويخذل الشرك وأهله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قاله وكتبه أخوكم الناصح لكم :
رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم
بمنطقة الرياض
عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان
1/5/1423هـ

المصدر منتديات زحل

الصفحة الرئيسة