اطبع هذه الصفحة


الشهرة داء أو دواء

منصور صالح العمري


بسم الله الرحمن الرحيم
 


الشهرة حين تبحث أنت عنها بلا مبررات توجبها تكون داء يفسد الحياة، وحين تأتيك منقادة طائعة؛ نتيجة نجاحات حققتها وإبداع قدمته تكون دواء يجلب الراحة والسعادة.
وفارق بين الحالتين وإن تشابهت الأساء، لكن النتائج مختلفة، فالثمرات في الأولى فجة غير ناضجة وربا كانت سامة، وفي الثانية يانعة طيبة المذاق.
في الأولى يتهافت حولها الرعاع ومن لا يضيفون لمكانتك احترامـا ولا لسيرتك تقديرا.
وفي الثانية تكون محفوفا بالفضلاء، مسموع الحديث، مقبول الشفاعة، مقدما عند حضورك، تجد الاحتفاء والترحيب، ملفتاً في خطابك.
في الأولى تكون الشهرة هي الغاية ولا تكترث معها كيف كانت الوسيلة، وفي الثانية الوسيلة طيبة لغاية نبيلة، فتكون الشهرة مع الأول داء يفتك بصاحبه، ويعدي من يصاحبه، ويدفع بهم إلى هاوية الرياء والمزالق وسفاسف الأمور وحثالة الأتباع والمعجبين، بينما تكون في الأخرى دواء يحمي صاحبه من هشاشة الحضورورفعه عن الدونية في القول والعمل والصحبة.
أثره كالمطر، أينما حلّ أثمر وأبهج، أما الأول فقدومه كعاصفة ترابية، تغض عنها الأبصار، وتشيح عنها الوجوه، وينأى عن مواقعها الناس.
فليست العبرة أن تكون مشهورا، بل العبرة أن تكون محمود السيرة،نافع العطاء، نقي السريرة.
ومع تقدم وتنوع وسائط التواصل الاجتماعي وتعددها أصبح الكثير من الحمقى مشاهير وأصبح الأدعياء وجهاء، وليست في ذلك دلالة خير لمجتمع تنتشر فيه هذه الظاهرة، فإن كنت تروم أن تكون مشهورا فكن كالنجم، ساطعا مترفعا هاديا، ولا تكن: * (كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا).

كتاب ملايين الوجوه | منصور صالح العمري

 

 
  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية