أملا أن يكون شبابنا من الركع السجود... الذين يحشرون مع المقربين الشهود...
في جنات الخلود.... ويندم كل منهم على ماترك من صلاتة قبل أن ياتى يوم يكون
الجميع في بطون اللحود... و تصير فيه الأجساد طعاما للدود.. ويصير التراب
طلاء للخدود في بيت بابه مسدود أو في يوم لو قيل للعاصي فيه ماذا تختار لقال
أعود حبيبا للمسجد والطاعة والمعصية لن أعود... أبعث بكلمات مليئة بالآلام...
وحروف سطرتها الأقلام... على أوراق تتزاحم عليها النصيحة والكلام.. أبعثها من
خلال صرخات تعبر القلوب إلى المذنبين من الشباب عامة وتاركي الصلاة منهم
خاصة... إلى كل من كان مأسور الهوى ولم يستطع منهم فكاكا... إلى كل من غفل عن
ظلمة المعصية وقد ادركته أدرك... إلى كل من اغتر بسلامته وقد نصب له الموت
شباكا... إلى كل من قام بسوء حاله يتحاكى... لعلى قلبه إن يخشع فيبكى على
حاله أو يتباكى... أما بعد... فو لذى بقدرته إن يهدى الضال.... وبيده إن يضل
المهتدى " انى احبك في الله " ولكن كما تعلم فانا لا أحب فيك معصيتك... وقد
رأيت أن تركك للصلاة احد عيوبك فأردت الحديث معك في ذلك.
أين شبابنا ؟؟؛ إن من دواعي الحزن والألم...
إن ندخل المسجد فنرى المساجد قد أصبحت خاوية على عروشها تشكوا إلى الله
شبابنا من قلة زيارته لها وقطعه لرحمها كما أنه من عجيب الجذع عندما نظرة إلى
الصفوف الأولى فوجدتها ما امتلأت إلا بمن بلغ من العمر نواهيه وكان مواضع
السجود تصرخ وتبكى قائلة بأعلى صوتها" يا أمتي أين شبابي؟؟".
لذ لقد كان لزاما علينا أن نهمس في آذان كل شاب لا يأتى إلى المسجد إلا في
رمضان... أو ممن لا يعرفون معنى الصلاة والخشوع إلا في أيام الامتحانات...
لنوصيهم بأحلى وصية.. وهى آخر ما لفظ به لسان المصطفى علية السلام حيث قال:"
الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم ".
أعذار واهية على ألسنة الشباب:-
وتلك أعذار سمعتها بنفسي من الشباب في مشوار
دعوتي وكم تكرر منها الكثير على سمعي... حاولت أن أسوق إليك منها ما
استطعت... فلعل أن يكون منها على لسانك وتستحي أن تقوله... ولعلها أن تكون
زادا على الطريق آن كنت ممن عافاهم الله من ترك الصلاة...
1-
قال احد الشباب عندما سألته لماذا لا تصلى ؟" كيف أصلى وأنا مازلت مقصرا في
بعض جوانب الدين "
فقلت له: يا آخى الحبيب"عليك نداء الصلاة في وقتها
وبأذن الله سيكتمل تقصيرك... فقد قال تعالى"
" وأقم الصلاة أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ".
2-
قال شاب آخر: عندما عرضت عليه نفس السؤال " بأي وجه أقف أمام الله بعدما
بارزته بشتى المعاصي ".
فقلت له:- آخى الحبيب إن الصلاة هي العمل الوحيد الذي تستطيع إن تقترب إلى
الله به في كل وقت دون إن يمنعك شيطان أو معصية وقد قال عليه السلام " اقرب
ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ". ... يا أخي في الله الم تعلم إن الصلاة
مغفرة للذنوب... فقد قال عليه السلام:- " الآ أدلكم على ما يمحو الله به
الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله فقال " إسباغ الوضوء على
المكار ه وانتظار الصلاة بعد العصر فذلكم الرباط فذلكم الرباط ".
3-
وقال شاب آخر:- أنا قلبي ابيض وافعل الكثير من أعمال الخير ولكن فعلا العيب
الحقيقي الذي بي أنى لا أصلى.
فقلت له:- تستطيع . فيك بصادق لسانك إن تركك للصلاة عيب فيك يكفى للكشف على
ما فيك من الخير ولكن يا أخي الحبيب هل تستطيع إن تبنى بيتا مكونا من سقف فقط
دون أساس أو أعمدة و جدران ؟ بالطبع لا تستطيع... وفرضا آتك قد استطعت... فهل
ترضى أن تعيش فترضى.كهذا ؟ لا والله يا أخي لن ترضى... لأنه سيكون بيتا كاشفا
لمن فيه... فكذالك يا أخي... الصلاة هي الأعمدة والجدران التي لا يكتمل الدين
بدونها... وإن شئت فاسمع قول رسول الله " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ".
4-
قال شاب آخر:- انى أعود من العمل أو الكلية مرهق متعب جدا فأنام لأنني أكون
في أشد الحاجة لقسط من الراحة.
فقلت له:- عليك بأداء الصلاة قبل نومك... وسيزول تعبك وإرهاقك... فالصلاة
راحة للجسد... ولست أقول ذلك من طلقاء نفسي... ولكني أنقله عن الحبيب
المصطفى... فقد كان رسول الله اذا حزبه أمر قال:-" أرحنا بها يابلال " واعلم
يا أخي أنك إن آخرت أداء الصلاة بعد الاستيقاظ من نومك فستكون في تعداد من
قال الله فيهم " فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ". وويل هو كما قال
سعد ابن أبى وقاص هو واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لذابت من شدة حره ، و
هذا توعد الله به من آخر الصلاة عن وقتها.
5-
قال شاب آخر: إن السبب الحقيقي لتركي للصلاة هو أن المشاكل تحيط بي من كل
جانب حتى إن صدري يضيق من كثرتها فأتهاون في أداء الصلاة.
فقلت له:_" آخى الفاضل إن الصلاة راحة وسعادة وشفاء لضيق الصدر من كثرة
الهموم والمشاكل... والصلاة ما هي إلا وصفة مجربة لرسول الله من ربه تبارك
وتعالى حيث قال:- " ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من
الساجدين "
6-
قال شاب آخر: - أننى وأنا في عملي يؤذن للصلاة فأخاف إن اذهب حتى لا يغضب على
رئيسي في العمل.
فقلت له:- يا أخي الحبيب لقد عصيت الله... واعلم انه لا خير في عمل ينهى عن
الصلاة... ثم اسمع يامن تحمل هم غضب رئيسك في العمل... و لا تحمل هم غضب
الله... إلى قول ابن عباس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:- " من ترك
صلاة واحدة متعمدا لقي الله تعالى وهو عليه غضبان "
7-
وقال شاب آخر:- أنني أكون في حقلي أو تجارتي في السوق فيمنعني عملي من الصلاة
وأضطر أن أجمع بين الصلاتين.
فقلت له:- ألم تعلم يا أخي أن من شغله تجارته عن الصلاة يحشر يوم القيامة مع
أبى بن خلف " أكبر تجار مكة " في النار... وذلك هو نص حديث المصطفى عليه
السلام حيث قال:-" ومن لم يحافظ عليها لم تكن له لا نورا و لا نجاة ولا
برهانا يوم القيامة وحشر يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون وأبى بن خلف ".
فعليك يا أخي الحبيب أن تترك تجارتك وتصلى في المسجد وإن لم يتيسر لك ذلك
فلتصلى بجوار تجارتك مع أخ لك مثلا
وقد قال عليه السلام " جعلت لي الأرض مسجدا وتربتها طهورا "
8-
وقد قال شاب آخر:- أنا سأصلى عندما أعود إلى
بيتي حتى الحق المواصلات.
فقلت له:-" هل تطمئن لنفسك أن تعود إلى بيتك دون أن ينادى بك داعي الموت ؟
وفرضا انك وصلت إلى بيتك... فهل صلاتك في بيتك كصلاتك في المسجد...
اسمع إن شئت إلى قوله صلى الله عليه وسلم:-" لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام
ثم آمر رجل فيصلى بالناس ثم انطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون
الصلاة في جماعة فاحرق بيوتهم عليهم بالنار "...
وروى عم أبى هريرة رضي الله عنه قال:-" لئن تمتلىء آذن بن آدم رصاصا مذابا
خير له من أن يسمع النداء و لا يجيب ".
9-
وقال شاب آخر:-" مشكلتي إن الشيطان يقوى فقد اسمع الأذان و لا اذهب لأداء
الصلاة وقد أنام قبل الأذان بخمس أو عشر دقائق "
فقلت له: -" اذا شعرت يوما إن الشيطان سيقوى عليك... فتذكر قول النبي عليه
السلام فى الحديث الذي رواه ابن عباس:-" ثلاثة لعنهم الله من تقدم قوما وهم
له كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط ورجل سمع حي على الصلاة حي على
الفلاح ولم يجب النداء "... وقال على بن أبى طالب:-" لا صلاة لجار المسجد إلا
في المسجد قيل ومن جار المسجد قال كل من سمع النداء ".
10-
صارحني احدهم ذات يوم عندما سألته عن سبب تركه للصلاة فقال لي:- اننى بصراحة
مريض بداء العادة السرية... مما قد يفرض على أن أكون جنبا في بعض أوقات
الأذان... فيمنعني ذلك من أداء الصلاة مع انى من داخلي أريد أن أكون فى تعداد
المصلين.
فقلت له:-" تذكر دائما أن تكون طاهرا لكي تستطيع أداء الصلاة... فان ذلك
سيمنعك من فعل العادة السرية... واستعن على ذلك بالاستعاذة بالله من الشيطان
الرجيم... وأوصيك بحفظ ما تستطيع من حفظ الأحاديث التي ترهب من ترك الصلاة
واليك بعضا منها لتكون معينا لك على ذلك.....
فقال صلى الله عليه وسلم:-" أول ما يسود يوم القيامة وجوه تاركي الصلاة ".
فهل ترضى أن تكونا اسود الوجه يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم:" إن فى
النار واديا يسمى وادي " الملحم" فيه حيات وعقارب ثخن الحية كرقبة البعير
وطولها ميسرة شهر تلسع تارك الصلاة فيغلى سمها في جسمه سبعين عاما ثم يتهرى
لحمه " فهل ترضى يا أخي أن يكون هذا عذابك ؟ وتذكر أنه روى عنه صلى الله عليه
وسلم "إن من تهاون بالصلاة يموت ذليلا وجائعا وعطشانا ولو سقى بحار الدنيا ما
روى من عطشه " ويخرج تارك الصلاة من قبره مكتوب على جبهته ثلاثة أسطر أولها:-
يا مضيع حق الله ثانيها:- يا مخصوصا بغضب الله وثالثها:- كما ضيعت حق الله
فايئس اليوم من رحمة الله وأسال الله يا أخي أن يشفيك من مرضك.
11-
وقال شاب آخر:- إن أحد الملتزمين قال لي أنت كافر لأنك لا تصلى ومن يومها
حلفت أن لا ادخل المسجد أبدا ؟
فقلت له:- عفوا وعذرا موجها منى إليك نيابة عن هذا الشخص وأرجوا منك أن تلتمس
له العذر فلعله لا يتقن فن الدعوة.... ولك يا أخي الحبيب معذرة فإن ما قاله
ليس بخطأ فلقد قال صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن
تركها فقد كفر " وقال أيضا:- " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ".
وقال عبد الله بن شقيق التابعي " كان أصحاب رسول الله لا يرون شيئا من
الأعمال كفر غير الصلاة " وسئل على بن أبى طالب عن امرأة لا تصلى فقال " من
لم يصلى فهو كافر ".
وأخير أيها الشاب الغالي:- كفى بذلك الكلام حافزا ومعينا لك على الصلاة في
المسجد... ونحن فى انتظار عودتك بعد غيابك الطويل.... وإياك ييا أخي أن تتخلف
عن الصلاة.... فتزيد الآلام ألاما... فأنا بعد هذا الكلام أقول لك كما قال
عليه السلام: لا أجد لك رخصة.
صلاة المرء في آخراه ذخر وأول ما يحاسب
بالصلاة
فان يمت فطوبى ثم طوبى له الفوز فيها بالصلاة
والا النار مثواه وتبا ثم تبا له بعد الممات
ونهاية:-
فلا تجزع من كلمة محروم فقد قالها صلى الله
عليه وسلم اسما لتارك الصلاة حيث كان في مجلس مع الصحابة فقال لهم أتدرون من
الشقي المحروم قالوا بلى يا رسول الله قال" الشقي المحروم هو تارك الصلاة "
وما كلامنا إلا توعية للعاقل وتذكرة للغافل... فما نحن بمؤنبين... إنما نحن
منذرون... وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين......
ولا تنسى كلما وقعت عينيك على هذه الكلمات أن تدعوا لمن أعدها وقدمها إليك
بين يديك قائلا
" اللهم أنله مراده" ليقول لك الملك بإذن الله ولك بمثل....
أعدها: الراجي رحمة الغفورى
أبو عيناء الحورى