•
أخي الموظف المسلم .
•
يا من عليه الإخلاص والإتقان والدقة .
•
يا من بيده قضاء بعض مصالح المسلمين .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
فإن الوظيفة وسيلة للعيش الشريف ، والكسب النظيف ، وما من موظف ، إلا وهو
مؤتمن على مصلحة من مصالح المسلمين في مجتمعهم ، لذا كان على كل موظف مسلم أن
يجعل من وظيفته طاعة لمولاه جل وعلا ، وعبادة يتقرب بها إليه سبحانه وتعالى
... وهنا أوجه هذه الرسالة إلى الموظف المسلم راجياً أن ينفع الله بها فأقول
مستعيناً بالله وحده :
•
عليك – أخي الموظف – باختيار العمل الشريف الطيب المباح الذي لا يتعارض مع
تعاليم الدين الحنيف حتى يكون عملاً مباركاً وكسبه طيباً . قال تعالى : {
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لا يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2-3 ] .
وإياك والعمل
الحرام أو العمل الذي فيه شبهة فإن خيره قليل وكسبه خبيث مهما كان كثيراً .
صلى الله عليه وسلم : (( إن الحلال بِّين وإن الحرام بِّين وبينهما أمور
مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه ،
ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام )) متفق عليه
•
اتق الله في عملك وراقبه جل وعلا واحرص على أدائه بالشكل الذي يرضاه الله
سبحانه ، وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يحب إذا عمل
أحدكم عملاً أن يتقنه )) رواه البيهقي .
ولا تنس أن جلوسك في مكتبك ، وقضائك لحاجة مراجعيك أمانة وعبادة متى احتسبت
ذلك عند الله سبحانه . يقول أحد دعاة الإسلام : (( إن المسؤولية في الإسلام
مغرم لا مغنم ، فاصرف نظرك أن تظن أن المنصب وسيلة لك إلى السعادة ، فلن يكون
إلا إذا جعلته لله سبحانه )) .
•
حافظ على مواعيد الحضور والانصراف ، وإياك أن تتأخر أو تتغيب بغير عذر يجبرك
على ذلك فكل راع مسؤول عن رعيته ، ولا تنس أن من عَطَّل مصالح المسلمين ولم
يقض ِ حوائجهم وهو قادر على ذلك واقع تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((
من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين ، فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم ،
احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة )) . رواه أبو داود والترمذي .
فالله الله في الحرص على قضاء حوائج المسلمين وعدم تأخيرهم أو تعطيلهم ،
واعلم بأن في قضاء حوائج الناس تفريجاً لكربهم ، وتيسيراً لأمورهم . وما أحسن
قول القائل :
من يفعل الخير لا يعدم جوازيه *** لا يذهـب العرف بين الله والناس
•
كن سهلاً ليناً حبيباً لطيفاً في تعاملك مع مرؤوسيك ومراجعيك ، وعليك بمساعدة
من تستطيع منهم ومد يد العون له في حدود النظام ودونما ضرر أو ضرار ، وتذكر
أن من يَسَّرَ على مسلم ، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ؛ فعن عائشة رضي
الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : ((
اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً ، فشق عليهم ، فاشقق عليه. ومن ولي من أمر
أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به )) رواه مسلم .
•
احرص على حسن الخُلق مع من يراجعك بأن تحييه وتستقبله بكلمة طيبة ، وتودعه
بأحسن منها ، وأن تُنزل كل إنسان منزلته احتراماً لسنة أو لعمله أو لفضله ،
وأن تبش في وجهه .
وإياك أن تعده فتخلف وعدك له ، وحاول قدر استطاعتك أن لا يخرج من مكتبك إلا
وهو راض ٍ عنك داعياً لك بالخير حتى وإن لم تقض حاجته . ولا تنس قول النبي
صلى الله عليه وسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجهٍ
طليق )) رواه مسلم .
وما أحسن قول الشاعر :
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
•
الحذر الحذر من الانشغال بأي عملٍ مهما كان مهماً متى حان وقت الصلاة ، وعليك
أن تعوِّد نفسك على إجابة النداء مبكراً ، وأداء الفريضة في وقتها حتى يكون
عملك – بإذن الله – عوناً لك على الطاعة . وتذكَّر أنه لا خير في عمل يؤخر
المسلم عن أداء الفريضة أو يمنعه من إجابة داعي الله جل في علاه .
فإذا ما فرغت من ذلك فعد مباشرة إلى عملك حتى لا يتعطل سير العمل .
••
وختاماً : تذكَّر – أخي الموظف المسلم – أن جلوسك في مكتبك أو مكان عملك ،
ومحافظتك على مواعيد الحضور والانصراف ، وحرصك على أداء عملك بالشكل المناسب
، عبادة من العبادات ، وطاعة من الطاعات التي تتقرب بها إلى الله سبحانه متى
صَلُحت نيتك ، واحتسبت ذلك عند الله جلَّ وعلا .
أسأل الله لي ولك التوفيق والسداد والحمد لله رب العباد ....
كتبه
صالح بن علي أبو عرَّاد الشهري