الحمد لله الذي خلق آدم من تراب، والصلاة والسلام على من أنار الله به
البصائر والألباب، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع هداه إلى يوم
الموعد والمآب... و بعد:
أخي الحبيب: هل تعلم من هو الزائر الأخير؟
وهل تعلم ماذا يريد من زيارتك ولقاءك؟ وأي شيء يطلب منك؟
إنه لم يأت طمعاً في شيء من مالك.. أو لمشاركتك طعامك وشرابك.. أو
للاستعانة بك على قضاء دين.. أو شفاعة لدى أحد.. أو تمرير معاملة عجز عنها.
لقد جاء هذا الزائر إليك في مهمة محدودة وقضية معينة.. لا تستطيع أنت ولا
أهلك وعشيرتك، بل ولا أهل الأرض جميعاً أن يردوه دون إنجازها وتحقيقها.
ثم إنك وإن سكنت القصور العالية، وتحصنت بالحصون المنيعة والبروج المشيدة..
وتمتعت بالحراس والحجاب، لا تستطيع منعه من الدخول إليك، والاجتماع بك،
وتصفية حسابه معك!!
إنه لا يحتاج - كي يدخل عليك - إلى أبواب أو استئذان ولا إلى أخذ موعد مسبق
قبل المجيء والإتيان، بل يأتي إليك في أي وقت وعلى أي حال؛ حال شغلك أو
فراغك.. صحتك أو مرضك.. غناك أو فقرك.. سفرك أو إقامتك.
وهذا الزائر - أخي الحبيب - ليس له قلب يرق بحيث تؤثر فيه كلماتك وبكاؤك،
أو ربما صراخك وتوسلاتك، وليس في مقدوره أن يمهلك مهلة تراجع فيها حساباتك،
وتنظر في أمرك!!
وهو كذلك لا يقبل هدية ولا رشوة، لأن أموال الدنيا كلها لا تساوي عنده
شيئاً، ولا ترده عما جاء من أجله.
إنه يريدك أنت.. لا شيء غيرك.. يريدك كلك لا بعضك.. يريد إفناءك والقضاء
عليك.. يريد مصرعك وقبض روحك.. وإهلاك نفسك.. وإماتة بدنك.
إنه ملك موت!!
قال تعالى: { قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون }
[السجدة:11]. وقال تعالى: { حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا
يفرطون } [الأنعام:61].
قطار العمر
أخي الحبيب: ألا تعلم أن زيارة ملك الموت شيء محتوم، وقدر سابق معلوم، مهما
طال بك العمر أو قصر؟
ألا تعلم أننا جميعاً مسافرون في هذه الدار.. ويوشك المسافر أن يصل إلى
غايته ويحط رحله؟
ألا تعلم أن دورة الحياة أوشكت على التوقف.. وأن قطار العمر قد قرب من
مرحلته الأخيرة؟
سمع بعض الصالحين بكاء على ميت فقال: يا عجباً من قوم مسافرين يبكون على
مسافر قد بلغ منزله!!
أخي:
ما زلت مذ صورت في سفر *** وستنقضي وسينقضي السفر!
ماذا تقول وأنت في غصص *** ماذا تقول وأنت تحتضر؟
ماذا تقول وقد وضعت على *** ظهر السرير وأنت تبتدر؟
ماذا تقول وأنت في جدث *** ماذا تقول وفوقك المدر؟
ماذا تقول وقد لحقت بما *** يجري عليه الريح والمطر؟
أعيذك - أخي الحبيب - أن تكون من الذين: { إذا توفتهم
الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم } [محمد:27]، أو من: { الذين تتوفاهم
الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم
بما كنتم تعملون، فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين }
[النحل:28-29].
أخي الحبيب: أما تعلم أن بزيارة ملك الموت لك
ينتهي عمرك، وينقطع عملك، وتطوى صحائف أعمالك؟
أما تعلم أنك لا تستطيع بعد زيارته اكتساب حسنة واحدة.. لا تستطيع صلاة
ركعتين.. لا تستطيع قراءة آية واحدة من كتاب الله.. لا تستطيع التسبيح أو
التحميد أو التهليل أو التكبير أو الاستغفار ولو مرة واحدة.. لا تستطيع
صيام يوم أو التصدق بشيء ولو كان يسيرا.. لا تستطيع الحج أو الاعتمار.. ولا
بذل معروف بسيط للقريب أو الجار.. فقد مضى زمن العمل، وبقي الحساب
والمجازاة على الإحسان والزلل { حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربي ارجعون،
لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى
يوم يبعثون } [المؤمنون:99-100].
فيا أخي: أين استعدادك للقاء ملك الموت؟.. أين استعدادك لما بعده من
أهوال.. في القبر.. وعند السؤال.. وعند الحشر.. والنشر.. والحساب..
والميزان.. وعند تطاير الصحف.. والمرور على الصراط.. والوقوف بين يدي
الجبار جل وعلا؟!.
عن عدي بن حاتم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
« ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان،
فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم،
وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة،
ولو بكلمة طيبة » [متفق عليه].
أخي:
إلى كم ذا التراخي والتمادي *** وحادي الموت بالأرواح حادي
فلو كنا جمادا لا تعظنا *** ولكنا أشد من الجماد
تنادينا المنية كل وقت *** وما نصغي إلى قول المنادى
وأنفاس النفوس إلى انتقاص *** ولكن الذنوب إلى ازدياد
إذا ما الزرع قارنه اصفرار *** فليس دواؤه غير الحصاد
الزائر الأخير
ذكر الإمام ابن القيم في كتابه "عدة الصابرين" عن يزيد بن ميسرة
قال: كان رجل ممن مضى جمع مالاً فأوعى، ثم أقبل على نفسه وهو في أهله فقال:
أنعم سنين!! فأتاه ملك الموت فقرع الباب في صورة مسكين، فخرجوا إليه فقال:
أدعوا لي صاحب الدار. فقالوا: يخرج سيدنا إلى مثلك؟! ثم مكث قليلاً. ثم عاد
فقرع الباب وصنع مثل ذلك وقال: أخبروه أني ملك الموت. فلما سمع سيدهم قعد
فزعاً، وقال: لينوا له الكلام. قالوا: ما تريد غير سيدنا بارك الله فيك؟
قال: لا. فدخل عليه فقال: قم فأوص ما كنت موصياً فإني قابض نفسك قبل أن
أخرج. قال: فصرخ أهله وبكوا. ثم قال: افتحوا الصناديق، وافتحوا أوعية
المال. ففتحوها جميعا، فأقبل على المال يلعنه ويسبه يقول: لعنت من مال، أنت
الذي أنسيتني ربي، وشغلتني عن العمل لآخرتي حتى بلغني أجلي.
فتكلم المال فقال: لا تسبني! ألم تكن وضيعاً في أعين الناس فرفعتك؟ ألم ير
عليك من أثري؟ أما كنت تحضر مجالس الملوك والسادة فتدخل، ويحضر عباد الله
الصالحون فلا يدخلون؟ ألم تكن تخطب بنات الملوك والسادة فتنكح، ويخطب عباد
الله الصالحون فلا ينكحون؟ ألم تكن تنفقني في سبيل الخبث فلا أتعاصى؟ ولو
أنفقتني في سبيل الله لم أتعاص عليك.. أنت ألوم مني، إنما خلقت أنا وأنتم
يا بني آدم من تراب، فمنطلق ببر، ومنطلق بإثم.. هكذا يقول المال فاحذروا.
فيا أخي الحبيب: حاسب نفسك في خلوتك، وتفكر في سرعة انقراض مدتك، واعمل بجد
واجتهاد في زمان فراغك لوقت حاجتك وشدتك، وتدبر قبل الفعل ما يملى في
صحيفتك، فأين الذي جمعته من الأموال؟ أأنقذك من البلى والأهوال؟ كلا بل
تتركه إلى من لا يحمدك، وتقدم بأوزار على من لا يعذرك.
فلا تكن أخي ممن قيل فيه:
ومنتظر للموت في كل لحظة *** يشيد ويبني دائماً ويحصن
له حين تبلوه حقيقة موقن *** وأعماله أعمال من ليس يوقن
عيان كإنكار وكالجهل علمه *** بمذهبه في كل ما يتيقن
كيف نستقبل الزائر الأخير؟
أخي الحبيب: ويُستقبل الزائر الأخير:
1- بالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله
واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
2- بالمحافطة على الصلوات الخمس في أوقاتها
في المساجد جماعة مع المسلمين مع تحري الخشوع فيها والتفكير في معانيها،
وصلاة المرأة في بيتها أفضل.
3- بإخراج الزكاة المفروضة في أوقاتها وحسب
مقاديرها وصفاتها الشرعية.
4- بصوم رمضان إيماناً واحتساباً.
5- بالحج المبرور فإنه ليس له ثواب إلا
الجنة، وعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم .
6- بأداء النوافل وهي ما زاد على الفرائض من
الصلوات والزكوات والصيام والحج، قال تعالى في الحديث القدسي: « ولا يزال
عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه »
7- بالمبادرة إلى التوبة النصوح من كل
المعاصي والمنكرات، وبعقد العزم على تعمير الأوقات بكثرة الاستغفار والذكر
وأنواع الطاعات.
8- بالإخلاص لله تعالى وترك الرياء في كل أمر
كما قال سبحانه: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء }
[البينة:5].
9- بحب الله ورسوله ، ولا يتم ذلك إلا باتباع
النبي محمد كما قال سبحانه: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله
ويغفر لكم ذنوبكم } [آل عمران:31].
10- بالحب في الله والبغض في الله، والموالاة
في الله والمعاداة في الله، وهذا يقتضي محبة المؤمنين وإن بعدوا، وبغض
الكافرين وإن قربوا.
وكل محبة في الله تبقى *** على الحالين من فرج وضيق
وكل محبة فيما سواه *** فكالحلفاء في لهب الحريق
11- بالخوف من الجليل، والعمل
بالتنزيل، والرضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل، وهذا حقيقة التقوى.
12- بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء،
والمراقبة لله تعالى في السر والعلن، والرجاء لما عنده من الأفضال والمنن.
13- بحسن التوكل على الله عز وجل لقوله
تعالى: { وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين } [المائدة:23].
14- بطلب الكلم النافع والسعي في نشره
وتعليمه لقوله تعالى: { يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم
درجات } [المجادلة:11]، وقوله سبحانه: { لتبيننه للناس ولا تكتمونه } [آل
عمران:187].
15- بتعظيم القرآن المجيد بتعلمه وتعليمه،
وحفظ حدوده وأحكامه، وعلم حلاله وحرامه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «
خيركم من تعلم القرآن وعلمه » [واه البخاري].
16- بالجهاد في سبيل الله، والمرابطة في
سبيله، والثبات للعدو وترك الفرار من الزحف لقوله صلى الله عليه وسلم : «
لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا
أن الجنة تحت ظلال السيوف » [متفق عليه].
17- بحفظ اللسان عن المحرمات كالكذب والغيبة
والنميمة والسب واللعن والفحش من القول والغناء. قال النبي صلى الله عليه
وسلم : « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت » [متفق
عليه].
18- بالوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى
أهلها، وترك الخيانة والغدر، قال تعالى: { أوفوا بالعقود } [المائدة:1]،
وقال: { فليؤد الذي اؤتمن أمانته } [البقرة:283].
19- بترك الزنا وشرب الخمر وقتل النفس التي
حرم الله إلا بالحق، والظلم والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا،
وأكل ما لا يستحقه شرعا. قال تعالى: { قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها
وما بطن } [الأعراف:33].
20- بوجوب التورع في المطاعم والمشارب
واجتناب ما لا يحل منها، قال سبحانه: { حرمت عليكم الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما
أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب } [المائدة:3].
21- ببر الوالدين وصلة الأرحام، وزيارة
الإخوان والصبر على أذاهم، وبذل المعروف للقريب والبعيد. قال صلى الله عليه
وسلم : « من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مؤمن كربة من
كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة » [متفق عليه].
22- بزيارة المرضى والقبور وتشييع الجنائز،
فإن ذلك يذكر بالآخرة، ويزهد في الدنيا.
23- بترك الملابس والأزياء المحرمة، كالحرير
والذهب والإسبال للرجال، أو استعمال الأواني المصنوعة من الذهب والفضة في
الأكل والشرب، فكل ذلك محرم.
23- بالتزام النساء الحجاب الشرعي الكامل
الساتر، الذي لا يصف ولا يشف، ولا يدعو إلى النظر والفتنة، وتجنب التشبه
بالكافرات في ملابسهن التي ما صنعت إلا لأجل الفتنة وإيقاظ الغرائز
واستدعاء الشهوة.
24- بالاقتصاد في النفقة، والمحافظة على
النعمة، وترك التبذير، قال تعالى: { ولا تبذر تبذيرا } [الإسراء:26]، «
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال » [متفق عليه].
25- بترك الغل والحسد والعداوة والبغضاء
والوقيعة في أعراض المسلمين والمسلمات بغير حق. قال صلى الله عليه وسلم : «
المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا - ويشير
إلى صدره ثلاث مرات - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم
على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه » [رواه مسلم].
26- بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
والدعوة إلى الله تعالى سالكا في ذلك سبيل الحكمة والموعظة الحسنة.
27- بالعدل بين الناس، والتعاون على البر
والتقوى، لقوله تعالى: { وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى }
[الأنعام:152]، وقوله: { وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم
والعدوان } [المائدة:2].
28- بالتزام مكارم الأخلاق، من التواضع
والرحمة والحلم والحياء ولين الجانب وكظم الغيظ والكرم، وترك الكبر والغرور
والأشر والبطر وغير ذلك.
29- بأداء حقوق الأولاد والزوجات على الوجه
الأكمل، وتعليمهم من أمور دينهم ما يحتاجون إليه. قال تعالى: { قوا أنفسكم
وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } [التحريم:6].
30- برد السلام وإلقائه، وتشميت العاطس،
وإكرام الضيف والجار، والستر على أصحاب المعاصي ما استطاع، قال صلى الله
عليه وسلم : « من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة » [متفق عليه].
31- بالزهد في الدنيا وقصر الأمل قبل بلوغ
الأجل. قال صلى الله عليه وسلم : « إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم
فيها فناظر ما تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني
إسرائيل كانت في النساء » [رواه مسلم].
32- بالغيرة على الأعراض، وغض البصر عن النظر
إلى المحرمات في الطرقات أو عبر شاشات التلفاز والقنوات الفضائية.
33- بالإعراض عن اللغو واللهو واللعب، والأخذ
بمعالي الأمور وترك سفاسفها، قال تعالى: { وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه }
[ص:55].
34- بمحبة أصحاب النبي والبراءة من بغضهم أو
سبهم. قال صلى الله عليه وسلم : « من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين » [رواه الطبراني وحسنه الألباني].
35- بالإصلاح بين الناس، وتقريب وجهات النظر
بين المتخاصمين حتى لا تتسع هوة الخلاف والفرقة. قال تعالى: { إنما
المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } [الحجرات:10].
36- بترك إتيان الكهان والمنجمين والسحرة
والعرافين ونحوهم، قال صلى الله عليه وسلم : « من أتى كاهناً أو عرافاً
فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد » [رواه أحمد وأبو داود
والترمذي].
37- بطاعة المرأة لزوجها وحفظه في ماله وولده
وفراشه. قال صلى الله عليه وسلم : « إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها،
وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها، قيل لها أدخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت »
[رواه ابن حبان وصححه الألباني].
38- بترك الابتداع في الدين أو الدعوة إلى
الباطل والضلال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من أحدث في أمرنا هذا
ما ليس منه فهو رد » [تفق عليه].
39- بترك النساء وصل شعورهن بشعر آخر، وتركهن
الوشم، والنمص، وتفليج الأسنان ووشرها. قال صلى الله عليه وسلم : « لعن
الله الواصلة والمستوصلة، والواشمة والمستوشمة » [متفق عليه]، وعن عبد الله
بن مسعود قال صلى الله عليه وسلم : « لعن الله الواشمات والمستوشمات،
والنامصات والمتنمصات، والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله » [رواه مسلم].
40- بترك التجسس على المسلمين والكشف عن
عوراتهم وأذيتهم. قال النبي صلى الله عليه وسلم : « يا معشر من آمن بلسانه
ولم يفض الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيروهم، ولا تتبعوا
عوراتهم، فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن يتبع الله
عورته يفضحه ولو في جوف رحله » [رواه الترمذي وصححه الألباني].
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المصدر : دار الوطن