هل أنت ملتزم ؟! سؤال طالما راود جوابه بنعم أحلام الكثير من أمة محمد صلى
الله عليه وسلم ، فالالتزام بكتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
قولا وفعلا أعظم المطالب وأسنى المراتب، ففيه سعادة الدارين: ((من عمل صالحا
من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهم حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون)) والكثير من شباب اليوم يحب أن ينظر إليه على أنه (ملتزم) معبرا
بمظهره الخارجي عن ذلك، فتراه ولله الحمد معفي اللحية مقصرا ثوبه! فأنعم بذلك
الامتثال والاقتداء.
والسؤال الذي يطرح نفسه..
ما هو الالتزام وهل هذا هو نهاية
الالتزام ؟!
من النماذج القليلة.. بل قل الحالات
الفردية ما نراه من صور مؤلمة لبعض شباب وفتيات الالتزام.. هاكم نماذج تتمنى
الالتزام لكنها في المؤخرة :
-
أحدهم لا يصلي الفجر مع جماعة المسلمين إلا أياما معدودة كل شهر! وآخر لا
يدرك تكبيرة الإحرام كل أسبوع إلا مرة أو مرتين! وثالث لا يعرف السنن الرواتب
ولا يصلي الوتر إلا في رمضان!
-
أحدهم لا يعرف لوالديه وأسرته حقا ولا صلة ولا برا فهو مشغول لا وقت لديه! ثم
ترى هذا الوقت يزجى مع الأصدقاء كل يوم في استراحة تقطع الوقت وتقضي عليه.
-
أحدهم لا يفي بوعد ولا يصدق في حديث، بذيء اللسان، يأخذ الدين ويستقرض
الأموال، وتمر السنوات وهو لا يفكر في سداد ما عليه من الديون ، همه ماذا قال
فلان؟ وماذا فعل علان "! أرسل لسانه غيبة واستهزاء !
-
أحدهم لا يهمه أمر المسلمين ولا تذرف عينه لرؤية اليتامى والمنكبين! شحيح
الدمعة بخيل الإنفاق، لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر، وآمر الدعوة تركه إلى
غيره !
-
فتاة تحب أن ينظر إليها أنها ملتزمة! وهي تحمل في قلبها وعلى جسدها أنواع
المخالفات الشرعية! بليدة الهمة ميتة القلب لا تفكر أن تقدم لهذا الدين شيئا
ولو مثل ما تقدم لأظفارها!
-
أخرى خراجة ولاجة لا يقر لها قرار في بيتها.. تعرف أسماء المحلات التجارية
أكثر مما تعرف أسماء سور كتاب الله عز وجل! تلبس ثيابا شفافة ويرتدي ابنها
ملابس تحمل عليها صورا وكلمات تنافي تعاليم الإسلام.
-
فتاة مولعة بقراءة الصحف والمجلات والقصص والروايات غثها وسمينهما! وليس
لديها ميزان عدل.. فها هو كتاب الله عز وجل لا تعرفه إلا في رمضان فحسب!
إنها صور فردية لكنها مؤلمة وأشد ما يؤلم أنها في ازدياد! لقد افترقت الطرق
وتنوعت المشارب وتكدرت الدلاء.. فهل نحن ملتزمون بالأوامر والنواهي! ومن منا
يستحق أن يحمل لقب (الملتزم) أو (الملتزمة)؟.
المصدر : منتدى التحرير