اطبع هذه الصفحة


أعمال لاتنتهي

علي بن صالح الجبر البطيّح


كم من الأعمال التي لا ولن تنتهي وطموحات الإنسان فيها لاتنقضي يسعى ويكدح ويغدو ويروح و يتصل وينسّق ويخطط وينفذ , ويتابع ويحرص , ويهتمّ ويشقى ويوصي ويؤكّد , ومع ذلك لا ولن تنتهي أعماله بالصورة التي يرضاها, ولربما دعاه قريبه أو جاره إلى زيارته لكنه يكثر الاعتذار, ويتعلل بهذه الأعمال التي تحتاج إلى متابعة واستكمال , فطال به الزمن عن رؤية إخوانه وذويه والجلوس معهم , ولربما تأخر كثيراً عن إدراك صلاة الجماعة لهذه الأسباب , ونرى وترون فئاماً من الناس قد خف ميزان الصلاة لديهم , يقضون ما فاتهم إن أدركوا منها شيئاً , ثم ينصرفون إلى هذه الدنيا التي تغري وتفتن أبناءها ممن اصطادتهم ووقعوا في حبائلها , ثم يعقب ذلك خبر كالصاعقة على الورثة ( مــــــــات فلان ) نعم تصوّر أنها قيلت عنك ( مـــــــات فلان ) وهو أنت ياترى ماموقفك من هذا الخبر وبين يدك حقوق وواجبات لم تؤدى بسبب هذه السكرة ؟ ديون لم توثّق وقروض في نظرك يسيرة – وهي دين عليك للخلق – لم يعلم بها أحد وأمور أخرى لم تتحلل أصحابها – كسلاً منك – قد دوّنت عليك , وورثة لم تخلص النصيحة لهم في حياتك , أوأموال واعدت نفسك بالتصدق منها لكنك لم تفعل طمعاً وخوفاً من نقصها والشيطان يعدكم الفقر , ووصية وعدت نفسك بكتابتها وتدوينها وحفظها لكنك – أيضاً – لم تنفذّ ولم تكتب
أخي : هل فكّرت بجدٍ فيما مرّ ؟ هل دار في ذهنك ؟ لمَ لاتبادر من الآن وتقوم بتصفية كل ذلك , وتستعدّ لما أمامك ؟ لمَ لاتذكّر نفسك وأهلك وإخوانك - بين الفينة والأخرى – بذلك ؟ تلك غشاوة آن أن نزيلها ونبددها ونستيقظ من سباتنا العميق أخي : عش لحظة وصول نبأ موتك لأهلك , وتصور ذلك ماالذي تستطيع أن تعمله لو مدّ لك في عمرك ؟ إذاً افعله الآن من تجديد التوبة والفرار إلى الله ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) والله ياأخي لاينفع الندم , وورثتك لايغنون عنك من الله شيئاً ولن يؤنسك في قبرك سوى عملك الصالح فهل أكثرت من الصالح ؟ لاتدع للطالح من العمل فرصة في حياتك واعمرها بما يقرّبك من مولاك , عِ النصيحة وافتح لها أبواب قلبك تفلح وتنجح وفقك الله وسددك .. آمين
 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية