بسم الله الرحمن الرحيم

رسالة إلى مغني ( مطرب - مطربة )


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ /
------------------------                                         وفقه الله
أخ الإسلام
ارعني سمعك أخي الحبيب لأبث لك ما في نفسي من كلمات ، كلمات جمعتها من أجلك أنت وحباً فيك ، وحسبي أني ناصح لك ومحب فلا تبخل أن تعيرني من وقتك دقائق لتقرأ ما دونته لك
أخي هذه وقفة في تحريم الغناء بالأدلة من الكتاب والسنة :
1- قال تعالى : " و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم و يتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين " . ( سورة لقمان / آية 6 ) .
لهو الحديث في الآية المراد به الغناء ، قال ابن عباس و ابن مسعود .. و هو قول مجاهد و عكرمة و روى عن ابن مسعود .. أنه قال و الله الذي لا إله غيره ( هو الغناء ) - يعني لهو الحديث - .

2. قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " . ( أخرجه البخاري ) .
وجه الدلالة منه أن المعازف هي آلات اللهو كلها لاخلاف بين أهل اللغة في ذلك ، ( انظر كتاب اغاثة اللهفان ص260 الجزء الأول ) و قوله يستحلون أي أنها كانت حراما فأباحوها و استحلوها .

3. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : "يمسخ قوم من هذه الأمة في آخر الزمان قردة و خنازير ، قالوا يا رسول الله : أليسوا قد شهدوا أنه لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ، قال بلى .. و يصلون و يصومون و يحجون ، قيل : فما بالهم ؟ ، قال : اتخذوا المعازف و الدفوف و القينات فباتوا على شربهم و لهوهم ، فأصبحوا و قد مسخوا قردة و خنازير " . ( اغاثة اللهفان ص262 ج1 ) .

4. قال تعالى : " و ما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية " ( سورة الأنفال ) قال ابن عباس ، و ابن عمر ، و عطية ، و مجاهد ، و الضاحاك ، و حسن ، و قتادة : المكاء هو التصفير و التصدية هي التصفيق .

5- قال تعالى : { واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا } الإسراء :63،64
عن مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء والباطل .

6- وقال تعالى : " أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون "
قال عكرمة رحمه الله : عن ابن عباس السمود هو الغنا، يقال : اسمدي لنا أي غني .
كما قال رحمه الله : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية .
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره : وقوله تعالى " وأنتم سامدون " قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : اسمد لنا تعني غنِّ لنا .

وهذه وقفة مع أقوال بعض العلماء في الغناء :
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" و من أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية سماع الأغاني و الملاهي ، و هو سماع المشركين : قال الله تعالى : " و ما كانت صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية " ، قال ابن عباس ، و ابن عمر ، و غيرهما : التصدية : التصفيق باليد ، و المكاء الصفير ، فكان المشركون يتخذون هذا عبادة و أما النبي - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه فعبادتهم ما أمر الله به من الصلاة و القراءة و الذكر و نحو ذلك ، و لم يجتمع النبي - صلى الله عليه و سلم - و أصحابه على استماع غناء قط لا بكف و لا بدف ، ثم قال عن مستمع الغناء : و حال خوارقه تنقص عند سماع القرآن و تقوى عند مزامير الشيطان فيرقص ليلا طويلا ، فإذا جاءت الصلاة .. صلى و هو قاعد أو ينقر الصلاة نقر الديك ، و هو يبغض سماع القرآن و ينفر منه و يتكلفه ، ليس له فيه محبة و لا ذوق و لا لذة عند وجده ، و يحب سماع المكاء و التصدية و يجد عنده مواجيد ، فهذه أحوال شيطانية و هو ممن يتناول قوله تعالى : (( و من يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين " . ( من كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان ) .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام
( مجموع الفتاوى 11/576 ) وكل ما يعرض اليوم من غناء إنما تكون بالآت وقد زاد الحال مما عليه في السابق فاليوم قد عمت وطمت .
* و قال ابن القيم الجوزية رحمه الله :
" و من مكايد عدو الله و مصايدة التي كاد بها من قل نصيبه من العقل و العلم و الدين و صاد بها قلوب الجاهلين و المبطلين سماع المكاء و التصدية و الغناء بالآلات المحرمة الذي يصد القلوب عن القرآن و يجعلها عاكفة على الفسوق و العصيان .. فهو قرآن الشيطان و الحجاب الكثيف عن الرحمن و هو رفية اللواط و الزنا و به ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى كاد به الشيطان النفوس المبطلة و حسنه لها مكرا و غرورا و أوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه فقبلت وحيه و اتخذت من أجله القرآن مهجورا فلو رأيته عند ذياك السماع و قد خشعت منهم الأصوات و هدأت منهم الحركات و عكفت قلوبهم بكليتها عليه و انصبت انصبابة واحدة عليه فتمايلوا و لا كتمايل النسوان و تكسروا في حركاتهم و رقصهم أرأيت تكسر المخانيث و النسوان و يحق لهم ذلك و قد خالط خماره النفوس ففعل فيها أعظم ما يفعلة حميا الكؤوس فلغير الله بل للشيطان قلوب هناك تمزق و أموال في غير طاعة الله تنفق .. قضوا حياتهم لذة و طربا و اتخذوا دينهم لهوا و لعبا .. مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور القرآن ، لو سمع أحدهم القرآن لما حرك له ساكنا و لا أزعج له قاطنا حتى إذا تلي عليه قرآن الشيطان و ولج مزموره سمعه تفجرت ينابيع الوجد عن قلبه علو عينيه فجرت و على أقدامه فرقصت و على يديه فصفقت و على سائر أعضائه فاهتزت و طربت و على أنفاسه فتصاعدت ...
فيا أيها الفاتن المفتون و البائع حظه من الله بنصيبه من الشيطان صفقة خاسر مغبون .. هلا كانت هذه الأشجان عند سماع القرآن ؟ و هذه الأذواق و المواجيد عند قراءة القرآن المجيد ؟ و لكن كل امرئ يصبو إلى ما يناسبه و يميل إلى ما يشاكله " . ( باختصار من كتاب إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان ) ...
· وقال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله .. :
" الاستماع إلى الأغاني حرام و منكر و من أسباب مرض القلوب و قسوتها و صدها عن ذكر الله و عن الصلاة و قد فسر أكثر أهل العلم قوله تعالى : " و من الناس من يشتري لهو الحديث " بالغناء و كان عبدالله بن مسعود الصحابي الجليل - رضي الله عنه - يقسم على أن لهو الحديث هو الغناء ، و إذا كان مع الغناء آلة كالربابة و العود و الكمان و الطبل صار التحريم أشد ، و ذكر بعض العلماء أنا الغناء بآلة لهو محرم اجماعا ، فالواجب الحذر من ذلك ، و قد صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .. أنه قال : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف " . ( أخرجه البخاري ) ، وأكتفي بسرد أقوال هؤلاء العلماء وإذا أردت الاستزادة فأقرأ في ذلك قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والشيخ المفتي عبد العزيز آل الشيخ والشيخ ابن جبرين والشيخ صالح الفوزان ومحدث العصر الشيخ الألباني رحمه الله واللجنة الدائمة للإفتاء وغيرهم الكثير .

وتحريم الغناء أخي وفقك الله : إنما هو بالكتاب والسنة وقد قال بذلك كثير من علماء الأمة الأفذاذ في السابق وفي هذا العصر ، وأما من خالف وأباح الغناء ففتواه مردودة ولا يأخذ بها في وجود الأدلة الصريحة للتحريم من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهاهو ابن باز رحمه الله يرد على من يزعم إن الغناء ليس بحرام ،
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : لقد اطلعت على ما نشرته مجلة الرائد في عددها السابع والستين والثامن والستين بقلم أبي تراب الظاهري تحت عنوان : [الكتاب والسنة لم يحرما الغناء ولا استعمال المعازف والمزامير والاستماع إليها] وتأملت ما ذكره في هذا المقال من الأحاديث والآثار وما اعتمده في القول بحل الغناء وآلات الملاهي تبعا لإمامه أبي محمد بن حزم الظاهري ، فتعجبت كثيرا من جرأته الشديدة تبعا لإمامه أبي محمد على القول بتضعيف جميع ما ورد من الأحاديث في تحريم الغناء وآلات الملاهي ، بل على ما هو أشنع من ذلك ، وهو القول بأن الأحاديث الواردة في ذلك موضوعة ، وعجبت أيضا من جرأتهما الشديدة الغريبة على القول بحل الغناء وجميع آلات الملاهي مع كثرة ما ورد في النهي عن ذلك من الآيات والأحاديث والآثار عن السلف الصالح رضي الله عنهم ، فنسأل الله العافية والسلامة من القول عليه بغير علم ، والجرأة على تحليل ما حرمه الله من غير برهان ، ولقد أنكر أهل العلم قديما على أبي محمد هذه الجرأة الشديدة وعابوه بها ، وجرى عليه بسببها محن كثيرة فنسأل الله أن يعفو عنا وعنه وعن سائر المسلمين .
ولقد حذر الله عباده من القول عليه بغير علم ونهاهم سبحانه أن يحرموا أو يحللوا بغير برهان ، وأخبر عز وجل أن ذلك من أمر الشيطان وتزيينه
http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=366

أخي وفقه الله لكل خير : أيها الأخ المسلمُ ، المشفقُ على نفسه ، الموقنُ بلقاءِ ربِّـه ، المصدقُ بقولِ رسولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم (( إنَّـكُمْ ملاقو اللَّهِ حفاةً عراةً غرلاً)) ـ لقد جاءَك عنْ رسولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي لا يَنْـطِقُ عن الهوى خبرٌ صادق : أنك موقوف فمسئول عن مالك ، قال صلى الله عليه وسلم : (( لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيم أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه )) . فسأل نفسك عن هذا المال بأي وجه تستبيح أخذه وأنت تعلم مصدره ، وأذكرك بأنَّ أَكلَ الحرامِ شُؤْمٌ على صاحِبِهِ ، وعذابٌ في الدُّنيا والآخرةِ ، وآكلُ الحرامِ لا يجاب له دعاءٌ ، فانظر ـ وفقكَ اللَّهُ ـ أيَّـهما تختارُ : أنْ يجابَ دعاؤُك وتوفَّقَ في الدُّنيا والآخِرَةِ ، أو أنْ تُغْلَقَ أبواب السّماءِ دون دعائك فلا تُسْمَعُ لك دعوة ، ولا يحالفك توفيق في الدنيا ولا في الآخرة ، وتحرم الخير بسبب هذا الكسب .

قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
(( إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلا طيباً وذكر في هذا الحديث .. أن الرّجل يطيلُ السّفَرَ أشعثَ أغبرَ ، يَمُدُّ يديه إلى السّماءِ ،يا رب، يارب ، ومطعمُهُ حرامٌ ، وملبسُهُ حرامٌ ، وغُذِّيَ بالحرامِ ، فأنَّى يُسْـتجاب لـه)) قال النّووي رحمه الله : أي من أين يستجاب لمن هذه صفتــه وكيف يستجاب له.

وأَكْلُ الحرامِ بأيِّ وجْهٍ موجبٌ دخولَ النّارِ. قال صلى الله عليه وسلم :
((لا يَرْبُو لحمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إلا كــانتْ النّارُ أولى به )) . وفي رواية ((كُلُّ جَسَدٍ نَبـَتَ مِنْ سُحْتٍ فالنّار أولى به)) وفي رواية ((لن يدخلَ الجنَّةَ لحمٌ نبتَ من سُحْتٍ )) . فانظر إلى ما جر إليه المال الحرام ، نعوذ بالله من سخط الله .

أخي إني أنادي إسلامك و أخاطب فيك عقلك فتأمل بارك الله فيك أن من جرم الغناء و أخطاره على المغني ما تلحقه من السيئات الجارية عليه في الحياة و حتى بعد الممات .
وهل تستطيع أن تحصي كم من شخص استمع إليك وشاركته الإثم في ذلك ، هل تستطيع حصر كم من العمر أمضوه يستمعون فيه إليك ، كم شريط تصدر في السنة الواحدة كم من مدينة في الخليج والعالم العربي يصلها توزيع الشريط وكم تقدر عدد بيع الشريط في كل مدينة ، وكم من سنة وأنت على هذا الحال ، ولاحظ أن الذي المستمع للشريط سوف يسمعه أكثر من مرة بل قد يشاركه السماع أهله أو زملاؤه ، وهذه الآثام تشاركهم فيها ولك مثلها ، و لقد حاولت أن أجرئ عملية حسابية لذلك فوجدت أن وقت الاستماع يفوق عمر المغني
( والعاقل خصيم نفسه ) ، ولاتنس ما يبث في القنوات الفضائية وكم مجالس عمرت بذلك إضافة إلى ما يسمع في المحطات الإذاعية ، ولا تنس الأموال التي صرفوها أصحابها في شراء الأشرطة وأموال القنوات والمحطات في ذلك ، والمرء يوم القيامة سيحاسب على عمره فيما أفناه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، فما بالي أراك تفني عمرك وأعمار فوق عمرك من الذين تشاركهم آثامهم . وتكون سبباً في إضاعة أموالك وأموال هؤلاء فيما حرم الله أيسرك أن تلقى الله بهذه السيئات العظام ؟!
وكيف إذا أضيف على كل ذلك ما تحرك به المشاعر وتكون سبباً لإثارة الشهوات والوقوع في الفواحش وكم كانت سببا في الانحراف والصد عن ذكر الله ؟

قال الله تعالى
(( وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم )) . وعن أبي هريرة أن رسول الله قال: (( من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئـًا)). وفي الصحيحين عن ابن مسعود أن النبي قال: (( ليس من نفس تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها ؛ لأنه كان أول من سن القتل)).

وأنا إذ أذكر لك ذلك ، أذّكرك بأن باب التوبة مفتوح والله يفرح بالتائبين ويحبهم فسارع إلى رحمة الله واصدق في توبتك تكن من المفلحين فقد قال الله تعالى (( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون ))
فهل ستنضم إلى قوافل التائبين من أهل الفن ، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
قال النبي صلى الله عليه وسلم
(( التوبة تجب ما قبلها )) أي تمحو ما قبلها . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له ))

الله الله بالمسارعة يا أخي ومجاهدة النفس للتغلب على المعاصي والصدق مع الله واللجوء إليه
والدعاء قال تعالى
(( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) هذا وعد من الله ومن أصدق من الله قيلاً . (( ومن تقرب إلى الله شبراً تقرب الله إليه ذراعاً ومن تقرب إلى الله ذراعاً تقرب الله إليه باعاً ومن أتاه يمشي أتاه هرولة..)) كما جاء في الحديث القدسي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوك المحب


المصدر : تباع الأثر
شبكة الفجر

الصفحة الرئيسة