أيها الحادي الذي يحدو القوافل ** أنت ماضٍ ، وجدير أن تواصل
أسمع الصحراء صوتاً أنجشياً ** صافياً يلهبُ أخفاف الرواحل
 

إليكَ ..
إليكَ أنت ..
نعم أنت !!

يامن سرت على الدرب المستقيم فأصبحتَ (( مستقيماً ))، ويامن طوَّعت نفسك وجوارحك وأعمالك وأحلامك وأهدافك لله فصرت (( مُطوَّعاً ))، ويامن سلكت جادة الهدى التي رسمها لك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فحادت بك عن (( السُبل )) فكنت (( مهتدياً ))، ويامن تابعته في سننه القولية والفعلية وارتشفت من معينه العذب (( إكسير )) الإتباع فانقلبت (( مُتَّبِعاً ))
أناديك فأصخ..

وإليكِ أنتِ!! ..
نعم أنتِ..

يامن نشأتِ في (( الخير )) وترعرعتِ على (( الخير )) وبحثت عن (( الخير ))؛ فكانت سواقيكِ تجري في سواقيه؛ وجذورك ممتدة بمحاذاته وفيه، فاشتق لإسمك من قوافيه؛ فأصبحت (( جمعية خيرية )) ..
هدفك العطاء قبل الأخذ، والبذل قبل النيل، (( والإرتقاء والتطور )) ليس على الطريقة (( الدارونية )) بل على طريقة (( الخيرية )).
أناديكِ .. فاسمعيني ..

وأنتَ كذلك أناديك ..

يامن حفظت العلم (( ووعيته )) ونشرت الخير (( وأديته ))، فأصبحت أرضك وقد (( أنبتت الكلأ والعشب الكثير )) ..
منهجك : (( بلِّغوا عني ولو آية ))
هدفك: (( من كان ذا ظهر فليجد على من لاظهر له ))
شعارك: على المرء أن يسعى إلى الخير جهدهُ *** وليس عليه أن تتم المقاصد
نعم أنتَ ياطالب العلم !!
نعم أنتَ ياداعية الخير والحق !!..
نعم أنتما .. أرخيا سمعكما ..

وأخيراً ..

إلى (( طوق النجاة )) في بحر الظلمات ..
إلى (( منبع الأمان )) من عذاب الله ..
إلى (( التاج )) المُرَصَّع بالعز وإكليل الفخر ..
الهيئة
وأي هيئة !!
إنها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

إليكِ كذلك …
إسمعيني..

كم تكلم فيكم المتكلمون، وهجم عليكم (( الشآنئون ))، وكاد لكم (( الكائدون )) ..
فوصفوكم (( بأبشع )) الأوصاف، وألصقوا بكم (( أشنع )) التهم ..
لالشيء … إلا .. (( حسداً من عند أنفسهم من بعد ماتبين لهم الحق ))

فقالوا عنك أيها (( المستقيم )) :
إرهابي!!.. راديكالي!!.. متزمت!!.. معقد!!.. أصولي!!.. صحوي!!.. إسلاموي!! ..
وغيرها من التهم التي مازالت قائمتها (( تتجدد )) حسب المعطيات والظروف!!
وكتبوا عنك الكثير من النصوص والمقالات والمسلسلات (( سخريةً واستهزاءاً ))
فلانامت أعين الجبناء

فاثبت أخي …
ولايحزنك قولهم …

وكن من أصحاب (( الهِمَم )) .. فالصاعقة لاتضرب إلا القمم …
وإياك أن (( تتقهقر )) فماهم إلا (( فقعٌ نَبَتَ بِقَرْقَر )) [1]

وقالوا عنكِ (( ياجمعية الخير )) وعن أخواتك من جمعيات (( البر وتحفيظ القرآن )) بأنَّكن جمعيات (( لدعم الإرهاب )) وأقسموا بالطلاق ثلاثاً على ذلك:
وأكذب مايكون أبو المثنى *** إذا آلى يميناً بالطلاقِ
كذبٌ سُمَاقٌ وحَنْبَريت ورب البيت[2] ..
حاولوا (( تقليص )) نشاطاتك، (( وإغلاق )) فروعك، (( وتشويه )) صورتك ..
فبَنَوا دعواهم وحُجَجَهم على (( بيوت عنكبوتية )) واهية واهنة (( وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون )) ..

فاثبتي …
ولايحزنكِ قولهم …

وكوني من أصحاب (( الهِمَم )) .. فالصاعقة لاتضرب إلا القمم …
وإياك النكوص (( والتقهقر )) فماهم إلا (( فقعٌ نَبَتَ بِقَرْقَر ))

وماسلمت يامن (( تطلب العلم )) بين أيدي العلماء وتثنى الركب عندهم، وتَهبُّ (( داعيةً )) إلى الخير ونشر دين الله ..
ماسلمت!!
فقالوا عنك : (( داعية حرب ))، (( ومنظر للخوارج ))، (( ويحرض الشباب على التفجير والتكفير))، (( ويجند الأغرار للجهاد في العراق ))
دعاهم إلى قولهم هذا مافي (( قلوبهم )) من نيران (( الغيرة والحسد والهوى ))
فابتسم في وجوههم وقل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة # # # طويت أتاح لها لسان حسود

فاثبت أخي …
ولايحزنك قولهم …

فهم (( حُسافة التمر )) [3] .. ولن يقيم الله لهم بإذنه (( أي أمر ))فكن من أصحاب (( الهِمَم )) .. فالصاعقة لاتضرب إلا القمم …
وإياك أن (( تتقهقر )) فماهم إلا (( فقعٌ نَبَتَ بِقَرْقَر ))

وأما أنتِ يامُقِضَّة مضجع كل (( عِتْرِيف )) [4] وكل (( متعجرف )) سخيف..
يامن نشرتِ الفضيلة وحاربتِ الرذيلة.
قالوا عنكِ (( هيئة قمعية )) وأعضاؤها (( قليلوا التعليم والثقافة )) ينقصهم (( التهذيب )) ..
دستورهم: (( فَظُنَّ شراً ولاتسأل عن الخبرِ ))
كم كتبوا فيكِ مقالاتٍ (( حمقاء )) و(( رعناء )) و(( شوهاء )) ..
حتى (( تَبشَّمت )) [5] صحفنا من قصص الخيال (( العفني )) بسيناريوهات (( ملفقة )) عن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر …
يأتي هؤلاء الكتاب (( بمسوح )) الطهر والعفة والخوف على الأمة (( ويدَّعون )) أنهم يسعون (( لتطوير )) هذا الجهاز .. بينما هو يسعون (( لتدميره ))..
نَصَّبوا أنفسهم (( فقهاء للمرحلة )) فأفتوا (( بغير علم )) أنَّ هذا الجهاز العظيم همجِّي (( فضلُّوا وأضلوا ))..
يكتبون كتاباتهم بمظهر (( ملائكي )) طاهر أبيض !!
ألم تر أن الماء يخبث طعمه # # # وإن كان لون الماء أبيض صافيا!!

فاثبت أيها الجهاز …
ولايحزنك قولهم …

فماهم إلا (( قُشَامة )) [6] مائدة طفلٍ مفطوم ..
ولاتأبه (( بجَمْع )) كُتَابهم وكتاباتهم ..واصطبر (( سيهزم الجمع ويولون الدبر )) ..
وكن من أصحاب (( الهِمَم )) .. فالصاعقة لاتضرب إلا القمم …
وإياك أن (( تتقهقر )) فماهم إلا (( فقعٌ نَبَتَ بِقَرْقَر ))

أيها الحادي الذي يحدو القوافل ****  أنت ماضٍ ، وجدير أن تواصل
أسمع الصحراء صوتاً أنجشياً ****  صافياً يلهبُ أخفاف الرواحل

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
[1] فقعٌ نَبَتَ بِقَرْقَر : مثل يُضرب كناية عن الذلة.
[2] كذبٌ سُمَاقٌ وحَنْبَريت : هو الكذب الخالص الذي لايخالطه صدق.
[3] حُسافة التمر : أي قشوره ورديئه
[4] عِتْرِيف : هو كل خبيث فاجر
[5] تَبشَّمت : أي فرطت في الشبع وقاربة التخمة.
[6] قُشَامة : مايبقى على المائدة مما لاخير فيه.