اطبع هذه الصفحة


رسالة إلى بائع الألبسة النسائية

فهد بن عبد العزيز الجطيلي / عنيزة


 بسم الله الرحمن الرحيم


أخي ( صاحب المحل ) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يبارك لك في رزقك وأن يمد لك في عمرك على طاعته وأن يجعلنا وإياك من المتعاونين على طاعته ..
أخي المبارك ... أبعث إليك هذه الرسالة من باب التعاون على البر والتقوى وما حملني على إرسالها إلا لما يلاحظ على بعض نساء المسلمين هداهن الله من التساهل في اللباس والذي يخالف قول الله تعالى ( وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ) الآية فتساهلن في لبس اللباس القصير وتناسين نصيحة محمد صلى الله عليه وسلم فعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه قالت أم سلمة يا رسول الله فكيف تصنع النساء بذيولها قال يرخينه شبرا قلت إذا تنكشف أقدامهن قال فترخينه ذراعا لا تزدن عليه .
هذا هو حال نساء الصحابة .. فبالله عليك .. كيف حال نسائنا اليوم ..
وقد أمرنا الله عز وجل أن نتعاون على البر والتقوى فقال :( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ . المائدة (2)

أخي المبارك .. أرسل إليك .. أخاطب فيك الغيرة على نساء المسلمين ...
وأخاطب فيك نخوة العمل لهذا الدين .. بأن تكون مثالاً للتاجر الذي آثر الحياة الباقية على الحياة الفانية ..
فطهر ماله .. وأطاب مطعمه .. وكان في مصاف عباد الرحمن ..
( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) فكان إماما للتجار فطهر محله وبضاعته من كل ما يغضب الله واستشعر وقوفه بين يدي الله . عندما يسأله عن هذا المال وهل سيعذره الله عندما ينادي الله ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ) فيقف ذاك التاجر الذي جلب اللباس العاري والموضات الغربية ونمق محله بالموديلات الفاتنة وأدخل الحرج على نساء المسلمين حتى أن بعض العفيفات -وما أكثرهن -يبحثن عن اللباس الساتر فما يجدنه إلا بمشقة بالغة .فما هي حجته ؟ إن كان يريد المال !! فأين هو من وعد الله ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ) فقد تكفل الله لمن اتقاه أن يرزقه وأن يكون هو حسبه ..
وإن كان يتوهم أنه يلبي رغبات الناس !! فقد كشف الله له الحقيقة ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) فليس له حجة إذا وقف بين يدي الله وقد حذره الله بقوله ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )

فيا من يريد النجاة
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها ... إن السفينة لا تجري على اليبس وقال الشيخ اليافعي رحمة اللّه عليه:
فيا عجباً نـــــدري بنار وجنة ... وليس لذي نشــــتاق أو تلك نحذر إذا لم يكن خوف وشوق ولا حيا ... فماذا بقي فينا من الخير يذكر فيا أخي بائع الألبسة لنساء المسلمين .. يا من نرجو أن يكون لنسائنا خير معين ..
يا من يغار على أخواته المسلمات .. أشد من غيرته على محارمه ..
يا من يريد النجاة في الدنيا والآخرة ...
يا من يريد بركة الرزق .. والبراءة من الفسق .
لنقف نحن وإياك أمام موجة الموضات ولنوصد الأبواب أمام أعداء الله ..
قال رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك ثم مت إذا شئت وإني لأقول لك هذا وإني لأخاف عليك أشد الخوف في يوم تزل فيه الأقدام . أ.هـ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 

محبك
 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية