اطبع هذه الصفحة


رسالة إلى التاجر المسلم

فرحان بن سميح العنزي


بسم الله الرحمن الرحيم


الأخ الفاضل صاحب/....................

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فالداعي لكتابة هذه الرسالة هي شفقة الأخ على أخيه وحسن ظننا فيك، فالله سبحانه وتعالى قد أخبر أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض يتناصحون فيما بينهم ويسدد بعضهم بعضا ويشفق بعضهم على بعض (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71. فأسأل الله أن يتولانا وإياك برحمته.

اعلم -وفقك الله- أن هذا المال الذين أعطاك الله وحرم منه غيرك هو مال الله كما قال سبحانه وتعالى (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) النور 33. فسماه: (مال الله) وجعله بين يديك نعمة منه، واختبارا لك لينظر كيف تعمل به، وقد بلغك عن حبيبك صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: - وذكر منها- وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه).

أخي الكريم....إن أمامك فرصة عظيمة لتسعد بمالك في الدنيا وتكون بهذا المال في أحسن درجات النعيم في الآخرة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء). وليس من الصدق والأمانة أن يعرض التاجر ما يضر في الدين والدنيا بصورة ما ينفع وأن يقدم ما حرم الله بطريقة تستهوي الناظرين!! ألم تقرأ قول الله سبحانه عن هذا المال: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ) التغابن 15. ألست مسلما عاقلا تختار الأجر العظيم على الفتنة!! أحسبك كذلك.

إن تبرير بعض التجار لبيعهم للمحرمات كالدخان والمجلات الخليعة وغيرها بأن هذا فيه جلب للزبائن، إن هذا التبرير فيه قدح في توحيد الله، ونحن نظن بك -أخي الكريم- أنك تؤمن بأن الله هو الرزاق لا غيره وتعلم قول الله سبحانه: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً) الطلاق 2-3، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه)، فثق بالله واقبل العوض ممن بيده ملكوت السموات والأرض وبيده خزائن الرزق وابشر بما يسرك ولا تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير فإن هذا وعد من لا يخلف الميعاد.

واعلم -أخي الكريم- أن العبرة ليست بالكثرة ولكن العبرة بالبركة فكم هم الذين لا تحصى أموالهم عدا والمستفيد من أموالهم غيرهم، فعليهم وزرها ولغيرهم نفعها، والرزق المبارك لا يمكن أن يدرك بمعصية الله أو ببيع ما حرم الله، قال صلى الله عليه وسلم: (ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته).

أخيرا أخي المبارك.....أخاطب فيك إسلامك وغيرتك على دينك فأنت لبنة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولست بغريب عنها، فالله الله أن تكون عونا للأعداء على المسلمين بإفساد أديانهم وأبدانهم وأن تكون مصدر سوء بين المسلمين يوزع عليهم في اليوم مئات الآثام التي قد تبقى أثارها بعد موتك وعند حاجتك للحسنات، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن من الناس مفاتيح للخير مغاليق للشر وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه). أسأل الله أن يجعلنا وإياك من مفاتيح الخير ومغاليق الشر.

والسـلام عليكم ورحمة الله وبركاته

محبك/

 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية