اطبع هذه الصفحة


مزرعة و مقبرة

أبو معاذ ( منتدى لاتحزن )


بسم الله الرحمن الرحيم


في خضم هذه الحياة الصاخبة ، وعلى أمواج الدنيا المتلاطمة ، وفوق سفينة الأيام الدارجة ، وعلى متن نعش السنين الماضية ، يتأرجح الإنسان على شفا البئر المهلكة ، وفوق جسر النار المتأججة ، نعم أن هذه الدنيا غريبة عجيبة وهي حبيبة لبيبة ، هي السعادة والهناء وهي الشقاوة والبلاء ، هي الفرح والسرور وهي الترح والشرور هي الظل والحرور ، هي مزرعة الآخرة وهي مقبرتها ، فيها النور والبهاء وفي طياتها الظلمة والعناء ، تجد من يمدحها ليل نهار وتسمع من يندب حظها سرا وجهار ، قد نعتها خالقها فعرفها أولياءه وزينها الشيطان فغتر بها أتباعه ،كم من عاشق لها أردته ، وكم من مؤمل لخيرها أهلكته ، وكم من جامع لها رفسته ، وكم من متكبر فيها محقته ، وكم من متكئ عليها أذلته ، فيا عاشق الحياة أبذل المهر لحياة سرمدية ولذات خالدة وآمن دائم وشباب قائم وجوار هنئ مع الأبرار ولذة النظر للرب جل جلاله وتقدست أسمائه فوالله إن القلوب لتطير طربا وترقص فرحا لتيك الجنات وهاتيك العرائس الناعمات فحورية واحدة تنسيك تعب القيام وطول الصيام ومكابدة الحر ومدافعة الشر ، فلماذا يا أخي المبارك لا تعمل فكرك وتتدبر أمرك لعلك تثوب لرشدك فيغفر ذنبك ويستر عيبك ، فوالله إن الحياة لقصيرة والأنفاس لمعدودة والآجال لمحدودة فأعمل ما شئت فسوف تجازى به وأحبب من شئت فسوف تفارقه وأعلم أن اليوم عمل لا حساب وغدا جزاء بلا عمل ، وان الفرق بين الحياتين كما بين المشرق والمغرب وكما بين الحقيقة والأحلام فياليت شعري كيف أقنع أخواني بلذة العبادة وحسن الخاتمة وجميل النوال من خروج الروح إلى ما لا نهاية له حياة سرمدية وأختم المقال بحديث واحد لسيد عدنان حيث يقول صلى الله عليه وسلم واصفا أهل السعادة والحبور نسأل الله ان نكون منهم ووالدينا وجميع المسلمين آمين يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر والذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء )
الله ولي التوفيق والهادي لسبيل الرشاد .
 



جلسة مع ملك السعادة

كتبه : الشيخ أبو معاذ ( منتدى لاتحزن )


من السعادة الغامرة والفرص السعيدة التي عشتها وقضيت فيها وقتا ممتعا ، واستفدت فيها علما نافعا ، واستلهمت منها دروسا وعبر وشوارد ودرر ، هي تلك اللحظات التي وفقت فيها مع الجلوس مع رجل مسن صاحب ديانة وخلق ، لا يملك سوى ثوبه الذي يلبسه وبيته الخربة التي يستظل تحتها من وهج الشمس وبرودة الجو ، لقد وجدت بين جنبيه قلبا رحيما وصدرا واسعا حليما ، وجدت السعادة تغمره ولا مال يمتلكه ، وجدت الأنس يساكنه ولا منصب يلابسه ، رأيت السكينة تقطن بيته والفرح يلاعبه ، قرأت معاني الجود والكرم والرجولة والشمم على صفحات وجهه ، وسمعت معاني العروبة والذمم من نبرات صوته ، فعلمت حينها أن السعادة تعشش على حياة البسطاء ، وأن الراحة تظلل بيوت الرحماء ، وأن اليقين يجلل فوق منازل الأتقياء ، وأن برد العيش يخيم على رؤوس الأولياء ، وعلمت حينها أن من عشق السعادة بالمال ، أو غازل الطمأنينة بتعدد الأزواج وكثرة العيال ، أو خاتل الراحة بالمنصب وتربعه على قمم الجبال ، أو ناشد اليقين بالسياحة والضرب بين الوهاد والسهال ، أو أشترى الأنس تحت أضواء السمعة وفوق أعالي الرمال .
من طلب السعادة في غير مظانها هلك ، ومن رأى الطمأنينة في غير مسالكها ارتبك .
لقد جلست مع صاحبي فلمست السعادة وعرفت القناعة وزاد إيماني وعزمت على تكرار الزيارة ، فمن أراد أن يعرف ما عرفت فليعزم مثل ما عزمت ، ففي مجالسة كبار السن هناك تجد الراحة وتسكن مع السعادة وتلمس أثر البساطة وتشعر بالإنس وتبتعد عن شياطين الجن والإنس .
فيا أخي المبارك لا تترك زيارة كبار السن خاصة أرباب الخلق والديانة فلا تعدم من دعوة ولا تفلس من خبرة ، ففي زيارتهم يقوى إيمانك وتكثر حسناتك ويرتاح بالك .


 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية