اطبع هذه الصفحة


وقفة مع هذا القلب

بو دجانة محمد بن سالم البلوشي


بسم الله الرحمن الرحيم


مضغة في الجسد

تسيطر على الجسد

العقل في القلب

و

الحب في القلب

و

الخوف في القلب


لا يعنيني التفسير العلمي

عن السيالات العصبية

بقدر ما يعنيني التفسير الشرعي

و التفسير النفسي و التفسير المحسوس

و كل هذه التفاسير لا تتعارض مع التفسير العلمي

لكنها تحكيه بصورة اخرى تجعل القلب سيدا على الدماغ لا العكس ..



القلب مضغة اذا توقف مات الانسان

قد يتوقف العقل او يصدم اويضعف

فيقولون ميت دماغي لكن قلبه ينبض ولو على الاجهزة


لكن اذا توقف القلب فكل شيء يتوقف ..يموت و ينتهي بقدرة الله تعالى سبحانه



القلب مكمن الصحة و المرض في الروح

والقلب أيضا مكمن الصحة و المرض في البدن


فيقولون فلان قلبه مريض

عندما يفعل المنكرات و المحرمات و الفظائع لا يرعوي


ويقولون ايضا فلان قلبه مريض

عندما يكون مصابا بجلطة او سكتة او التهاب او انسداد ويصير بدنه سقيم بسبب قلبه



الامراض المعنوية و المادية قد تجتمع وتصير في هذا

القلب ..فلابد من رعايته و الاهتمام به



القلب مسيطر على هذا الانسان وتنطلق منه احواله وصفاته و اقواله وافعاله و يبنبيء بخاتمته

قال صلى الله عليه وسلم ( الا وان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب) رواه مسلم




القلب اذا امتلأ بالايمان

اصبح صاحبه وأمسى من عباد الرحمن




و القلب اذا فقد الايمان او ضعف فيه

اصبح صاحبه و امسى من اتباع الشيطان



بل ربما يكون نفسه احد الشياطين و العياذ بالله



ان تقوية القلب لا تكون بتركه واهمال اصلاحه و تنقيته


بل لابد ان يمر بمراحل الاولى

ان يكون القلب لله تعالى

ان يحب المرء لله

ويبغض لله

ان يجعل المرء قلبه كالطائر كما قيل

جسمه حب الله تعالى

وجناحيه احدهما الخشية من الله تعالى

والاخر الرجاء في رحمته ومغفرته


الثانية

ان ينقى من كل دنس دنيوي و شعوري

فلا يحمل صاحبه فيه اي مشاعر سلبية و مؤذية تجاه المسلمين

كالحسد و البغضاء و الحقد

وان لا يحمل فيه صاحبه حبا للمحرمات كالشهوات المحرمة

وان لا يحمل في صاحبه تعلقا بالشبهات فتؤدي به الى الهلاك



و المرحلة الثالثة

ان يملا القلب بتقوى الله

بمراقبته

بحب الصالحات من الاقوال و الاعمال

بحب الصالحين و المؤمنين

بحب الخير عموما و العبادة خصوصا



اذا حصل ذلك القلب فلا ضنك و لا حزن

فصاحب القلب الحي المؤمن ان اصابته مصيبة صبر

و ان اصابته سراء شكر


وصاحب القلب المؤمن يرى الدنيا دار عبور لا دار استقرار

فمهما مرت عليه من عقبات و عثرات يظل يمشي و ييواصل

حتى يلاقي ربه وهو على خير و عافية


ربنا اتنا في الدنيا حسنة و في الاخرة حسنة وقنا عذاب النار

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك و اصرفها على طاعتك

امين
 



 

رسائل دعوية

  • رسائل دعوية
  • معا على طريق الجنة
  • الصفحة الرئيسية